إفلات سفينتين من هجومين حوثيين... وواشنطن تدمر 4 مسيّرات

هيئتان بريطانيتان أبلغتا عن عدم وقوع أضرار في الناقلتين

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

إفلات سفينتين من هجومين حوثيين... وواشنطن تدمر 4 مسيّرات

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

نجت سفينتا شحن من هجومين بصاروخين في جنوب البحر الأحمر، الخميس، بالتزامن مع إعلان الجيش الأميركي تدمير 4 طائرات حوثية من دون طيار، في سياق التصعيد البحري المستمر في شهره السابع، فيما أكدت هيئتان بريطانيتان عدم وقوع أضرار في الناقلتين.

ولم تتبن الجماعة الحوثية الموالية لإيران الهجومين على الفور، إلا أنها تشن منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عمليات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

وأفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، في مذكرة على منصة «إكس» بأنها تلقت تقريرا عن حادث على بعد 98 ميلا بحريا جنوب الحديدة، وأن ربان السفينة التجارية أبلغ عن سقوط صاروخ في المياه على مقربة من جانب الميناء، وأن جميع أفراد الطاقم آمنون ويتجهون إلى ميناء التوقف التالي.

وفي حين نصحت الهيئة السفن بالعبور بحذر والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه، أكدت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري الهجوم، كما أبلغت عن هجوم آخر استهدف سفينة أخرى.

وقالت «أمبري» إنها تلقت تقريرا عن تعرض سفينة تجارية لهجوم صاروخي على بُعد 68 ميلا بحريا جنوب غربي الحديدة ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار.

وحسب ما نقلته «رويترز»، أرسلت «أمبري» مذكرة استرشادية أخرى بعد أن قالت إن سفينة تجارية أبلغت عن ارتطام مقذوف بالماء على بعد 33 ميلا بحريا جنوبي المخا باليمن. حيث ارتطم المقذوف بالماء على بعد 0.2 ميل بحري من السفينة، وذلك قبل ساعتين ونصف من إبلاغ سفينة تجارية أخرى عن هجوم صاروخي غربي المخا.

مدمّرة أميركية لحماية الملاحة في البحر الأحمر (أ.ف.ب)

وأكدت الوكالة البحرية أن السفينتين كانتا تمران على بعد يتراوح بين ميلين وخمسة أميال بحرية من بعضهما خلال الواقعتين.

وجاء الهجومان قبل ساعات من الموعد المحدد لخطبة جديدة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، حيث اعتاد منذ بدء التصعيد البحري على إلقاء خطبة كل خميس يتحدث فيها عن إنجازات جماعته على صعيد الهجمات على السفن وخططها للتصعيد الذي يزعم عدم توقفه إلا بانتهاء الحرب في غزة.

ضربات استباقية

في سياق العمليات الاستباقية الدفاعية التي ينفذها الجيش الأميركي لحماية السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، تبنت القيادة المركزية تدمير أربع طائرات من دون طيار في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون الذين كانوا أقروا بتلقي ست غارات استهدفت مطار الحديدة.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان، أن قواتها نجحت في حوالي الساعة 3:16 مساءً (بتوقيت صنعاء) يوم 22 مايو (أيار)، في تدمير أربع طائرات من دون طيار في منطقة يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران.

وتقرر أن هذه الأنظمة -وفق البيان الأميركي- تمثل تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة، وأنه يتم اتخاذ هذه الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

وأقرّت الجماعة الحوثية في وقت سابق، الأربعاء، بتلقي ست غارات على مطار الحديدة الدولي، وهو مطار خارج عن الخدمة منذ سنوات وتستخدمه الجماعة لشن هجماتها البحرية.

ولم تتحدث الجماعة عن تفاصيل الأضرار التي لحقت جراء هذه الضربات التي وصفتها بـ«الأميركية والبريطانية» والتي قالت إنها بلغت 10 غارات على مطار الحديدة وحده خلال مايو الحالي.

وتهاجم الجماعة المدعومة من إيران السفنَ في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي منذ 19 نوفمبر الماضي، في محاولة منها لمنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغض النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية. كما أعلنت أنها ستُوسِّع الهجمات إلى البحر المتوسط.

مدمّرة أميركية في البحر الأحمر تعترض هجوماً للحوثيين في أبريل الماضي (أ.ب)

وأصابت الهجمات الحوثية نحو 18 سفينة منذ بدء التصعيد، وتسببت إحداها، في 18 فبراير (شباط) الماضي، في غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر بالتدريج.

كما أدى هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس».

وإلى جانب الإصابات التي لحقت بالسفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها قبل أكثر من ستة أشهر واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف شمال الحديدة، حيث حوّلتها إلى مزار لأتباعها.

300 ألف مجند

تبنى زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، مهاجمة أكثر من 100 سفينة أميركية، في البحر الأحمر وخليج عدن، بالصواريخ والمسيّرات. خلال الأشهر الستة الماضية، وتوعّد باستهداف السفن كافة في العالم التي تنقل البضائع إلى الموانئ الإسرائيلية، بغض النظر عن جنسيتها.

وادعى الحوثي تنفيذ 40 هجوماً ضد إسرائيل بـ211 صاروخاً، وحضّ أتباعه على الاستمرار في المظاهرات والفعاليات والتعبئة العسكرية. وقال إن جماعته منذ بدء الأحداث في غزة «تمكّنت من تعبئة وتدريب أكثر من 300 ألف مسلح، كما نفّذت 735 مناورة عسكرية».

وتقول الحكومة اليمنية إن الجماعة الحوثية تنفذ أجندة إيران في المنطقة، وتسعى للهروب من استحقاقات السلام، وتتخذ من غزة ذريعة للمزايدة السياسية، في حين يواصل المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ مساعيه، أملاً في إبرام خريطة للسلام تطوي الصراع المستمر في عامه العاشر.

وكان غروندبرغ عبّر في أحدث إحاطة له أمام مجلس الأمن، عن قلقه من التصعيد الميداني على الجبهات، ومن تهديد الحوثيين لمأرب، ورأى أن «الحل لا يزال ممكناً»، إلا أنه اعترف بصعوبة مهمته في ظل التطورات الإقليمية والتصعيد الحوثي.

طائرة حوثية من دون طيار أُطلقت من مكان غير معروف لمهاجمة السفن في البحر الأحمر (رويترز)

وأطلقت واشنطن تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض، حيث شاركتها بريطانيا في 4 مناسبات. كما شارك عدد من سفن الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس» في التصدي لهجمات الجماعة.

وبلغ عدد الغارات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين على الأرض أكثر من 450 غارة، واعترفت الجماعة بمقتل 40 من عناصرها وإصابة 35 آخرين، جراء هذه الضربات.

ويجزم مجلس القيادة الرئاسي اليمني أن الحلّ ليس في الضربات الغربية لوقف هجمات الحوثيين، ولكن في دعم قواته المسلحة لاستعادة الأراضي كافة من قبضة الجماعة، بما فيها الحديدة وموانئها.


مقالات ذات صلة

ترحيب يمني بتصنيف كندا الحوثيين «منظمة إرهابية»

العالم العربي الحكومة اليمنية تتهم الجماعة الحوثية بتنفيذ أجندة إيران لتهديد السلم المحلي والإقليمي (رويترز)

ترحيب يمني بتصنيف كندا الحوثيين «منظمة إرهابية»

رحبت الحكومة اليمنية بقرار الحكومة الكندية تصنيف الجماعة الحوثية المدعومة من إيران «منظمةً إرهابيةً»، داعية بقية دول العالم إلى اتخاذ خطوات مماثلة.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي الحوثيون يسعون إلى الاستحواذ على كل أموال الصناديق والجهات الإيرادية (إعلام محلي)

الحوثيون يشرّعون للاستيلاء على موارد بقية المؤسسات

قدم الحوثيون ما وصفوه بـ«مشروع قانون استثنائي» لصرف نصف راتب لموظفي الدولة في مناطق سيطرتهم، في خطوة ممهِّدة لوضع يد الجماعة الانقلابية على بقية أموال المؤسسات.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي عناصر أمن حوثيون يرددون «الصرخة الخمينية» (إعلام حوثي)

انقلابيو اليمن يستدرجون عناصر أمن سابقين للتعبئة

قامت الجماعة الحوثية باستدراج عشرات من الضباط والجنود الأمنيين السابقين في صنعاء وريفها، للتعبئة العسكرية والطائفية، مستغلة حالة الفقر التي يعيشونها.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)
الخليج جانب من توقيع مركز «الملك سلمان للإغاثة» اتفاقية لبناء 232 وحدة سكنية اقتصادية في حجة غرب اليمن (سبأ)

مركز «الملك سلمان للإغاثة» يمول بناء أكثر من 200 وحدة سكنية بمحافظة حجة اليمنية

وقّع مركز «الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، اتفاقية تعاون مشترك مع إحدى مؤسسات المجتمع المدني في اليمن، لإنشاء مجمع سكني للنازحين داخلياً مع مرافقه…

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مصر تشدد على دعمها استقرار السودان ووحدة أراضيه

وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
TT

مصر تشدد على دعمها استقرار السودان ووحدة أراضيه

وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)

في أول زيارة لوزير خارجية مصر إلى السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023، سلم وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الثلاثاء، رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الذي استقبله في بورتسودان.

ونقل الوزير المصري، إلى البرهان «اعتزاز الرئيس السيسي بالعلاقات التاريخية والأخوية بين مصر والسودان، والعزم على بذل كل المساعي الممكنة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار للسودان».

جلسة مباحثات مصرية - سودانية موسعة (الخارجية المصرية)

وأشار عبد العاطي، وفق بيان للخارجية المصرية، إلى أن «الزيارة تأتي للإعراب عن تضامن مُخلص مع السودان في هذا المنعطف التاريخي الخطير، وللوقوف بجانب دولة شقيقة في ظل الروابط العميقة والعلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين».

كما أشار إلى «حرص مصر على الانخراط بفاعلية في الجهود الإقليمية والدولية الرامية لتحقيق الاستقرار في السودان الشقيق، بما يصون مصالحه وسيادته ووحدة أراضيه»، منوهاً بـ«جهود مصر لاستئناف السودان لأنشطته في الاتحاد الأفريقي».

وشهدت زيارة عبد العاطي لبورتسودان جلسة مشاورات رسمية بين وزير الخارجية المصري ونظيره السوداني، علي يوسف الشريف بحضور وفدي البلدين، شدد الوزير المصري خلالها على «دعم بلاده الكامل للسودان قيادة وشعباً، وحرص مصر على بذل الجهود لرفع المعاناة عن الشعب السوداني».

وزير الخارجية السوداني يستقبل نظيره المصري (الخارجية المصرية)

واستعرض، وفق البيان، موقف مصر الداعي لـ«وقف فوري لإطلاق النار والإسراع من وتيرة نفاذ المساعدات الإنسانية، وأهمية التعاون مع مبادرات الأمم المتحدة ووكالاتها ومنظمات الإغاثة الدولية لتسهيل نفاذ تلك المساعدات».

كما حرص الجانبان على تناول ملف الأمن المائي باستفاضة، في ظل «مواقف البلدين المتطابقة بعدّهما دولتي مصب علي نهر النيل»، واتفقا على «الاستمرار في التنسيق والتعاون الوثيق بشكل مشترك لحفظ وصون الأمن المائي المصري والسوداني».

تضمنت الزيارة، كما أشار البيان، لقاء عبد العاطي مع الفريق إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، وأكد خلاله الوزير المصري «موقف بلاده الثابت القائم على دعم المؤسسات الوطنية السودانية واحترام وحدة وسلامة الأراضي السودانية».

كما عقد الوزير عبد العاطي لقاء مع ممثلي مجتمع الأعمال السوداني لتعزيز التعاون بين رجال الأعمال من البلدين واستكشاف فرص الاستثمار المشترك والاستفادة من الفرص الهائلة التي يتيحها الاقتصاد المصري، والعمل على مضاعفة التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين. كما التقى مع مجموعة من السياسيين وممثلي المجتمع المدني من السودان، فضلاً عن لقاء مع أعضاء الجالية المصرية في بورتسودان واستمع إلى شواغلهم ومداخلاتهم.

بدورها، نقلت السفارة السودانية في القاهرة، عن وزير الخارجية علي يوسف، تقديمه «الشكر للشقيقة مصر على وقفتھا الصلبة الداعمة للسودان»، في ظل «خوضه حرب الكرامة الوطنية ضد ميليشيا الدعم السريع المتمردة ومرتزقتھا وداعميھا الإقليميين»، على حد وصف البيان.

ولفت البيان السوداني إلى أن الجانبين ناقشا «سبل تذليل المعوقات التي تواجه السودانيين المقيمين في مصر مؤقتاً بسبب الحرب، خاصة في الجوانب الھجرية والتعليمية»، واتفقا على «وضع معالجات عملية وناجعة لتلك القضايا في ضوء العلاقات الأزلية بين الشعبين الشقيقين».