بريطانيا ترفع مساعدتها لليمن إلى 175 مليون دولار

بالتزامن مع زيارة رئيس الحكومة بن مبارك إلى لندن

لندن زادت مساعدتها لليمن لاحتواء الأزمة الإنسانية المتفاقمة بسبب سلوك الحوثيين (سبأ)
لندن زادت مساعدتها لليمن لاحتواء الأزمة الإنسانية المتفاقمة بسبب سلوك الحوثيين (سبأ)
TT

بريطانيا ترفع مساعدتها لليمن إلى 175 مليون دولار

لندن زادت مساعدتها لليمن لاحتواء الأزمة الإنسانية المتفاقمة بسبب سلوك الحوثيين (سبأ)
لندن زادت مساعدتها لليمن لاحتواء الأزمة الإنسانية المتفاقمة بسبب سلوك الحوثيين (سبأ)

أعلنت المملكة المتحدة تعزيز مساعدتها لليمن لتصل إلى ما يقارب 175 مليون دولار، وهو ما يكفي لتوفير الغذاء لأكثر من 850 ألف شخص وعلاج 700 ألف طفل من سوء التغذية، وذلك بالتزامن مع زيارة رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك إلى لندن.

وإذ يطمح بن مبارك إلى رفع مستوى التنسيق والتعاون اليمني مع لندن، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية والتعاون الدولي عن زيادة كبيرة في تمويل المساعدات لليمن لمعالجة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

رئيس الحكومة اليمنية عقد مباحثات في لندن مع وزير الخارجية البريطاني (الحكومة البريطانية)

ومن شأن هذا التمويل الجديد أن يساعد خلال السنة المالية 2024 - 2025 في توفير الغذاء لأكثر من 850 ألف شخص، وعلاج 7000 ألف طفل ممن يعانون سوء التغذية، وفق ما أعلنه وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون خلال اجتماعه، الأربعاء، مع رئيس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك.

وأشار بيان الخارجية البريطانية إلى أنه بمرور تسع سنوات من الصراع، يعاني الشعب اليمني واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث منع الحوثيون منذ استيلائهم على السلطة بشكل غير قانوني في عام 2014، وصول المساعدات إلى من هم في أشد الحاجة إليها في شمال اليمن، وهاجموا البنية التحتية النفطية، وبالتالي حرموا الحكومة اليمنية من مصدر رئيسي للإيرادات.

وفي الآونة الأخيرة، قال البيان إن هجمات الحوثيين ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، تهدد برفع تكاليف الإمدادات الغذائية والمساعدات الإنسانية في المنطقة، وتؤثر على الشعب اليمني، حيث يستورد اليمن أكثر من 70 في المائة من المواد الغذائية الأساسية عبر موانئ البحر الأحمر.

وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون مستقبلاً في لندن رئيس الحكومة اليمنية بن مبارك (الحكومة البريطانية)

وأضاف البيان أن ما يقرب من نصف الأطفال دون سن الخامسة في اليمن يعانون التقزم بسبب سنوات من سوء التغذية، حيث يحتاج أكثر من نصف السكان إلى المساعدة الإنسانية.

وتقدر الزيادة البريطانية في تمويل المساعدات لليمن بـ58 في المائة، حيث وصل المبلغ المرصود إلى 139 مليون جنيه إسترليني (نحو 175 مليون دولار).

ومن المقرر أن يقدم المبلغ من خلال شركاء مثل برنامج الأغذية العالمي و«يونيسيف» ومنظمات أخرى للمساعدة في إنقاذ الأرواح في اليمن من خلال دعم تقديم خدمات حيوية. ومن الأمثلة على ذلك، ستقدم المملكة المتحدة تحويلات نقدية للمساعدة في توفير الغذاء إلى ما يصل إلى 864 ألف شخص، ودعم 500 من مراكز الرعاية الصحية بتوفير الأدوية واللقاحات والمكملات الغذائية التي يحتاج إليها 700 ألف طفل ممن يعانون سوء تغذية حاداً.

يشار إلى أن المملكة المتحدة قدمت أكثر من مليار جنيه إسترليني من المساعدات لليمن منذ عام 2015، وفي السنة المالية الماضية، هدفت البرامج الإنسانية البريطانية إلى توفير الغذاء لما لا يقل عن 100 ألف شخص شهرياً، بالإضافة إلى دعم 400 من مراكز الرعاية الصحية، وعلاج 22 ألف طفل ممن يعانون سوء التغذية.

وأوضح بيان الخارجية أن الوزير كاميرون ناقش مع بن مبارك ما يمكن للمجتمع الدولي أن يبذله من مزيد من الجهود لمعالجة الأزمة الإنسانية في اليمن، والتصدي لهجمات الحوثيين المستمرة ضد الشحن الدولي، والحاجة إلى دعم جهود الأمم المتحدة للوصول إلى تسوية شاملة لإنهاء سنوات من الصراع في اليمن.

بن مبارك طلب زيادة التعاون مع لندن في المجالات كافة (الحكومة البريطانية)

ونقل البيان عن ديفيد كاميرون قوله: «يعاني الشعب اليمني واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم؛ إذ بات أكثر من نصف السكان في حاجة إلى المساعدة الإنسانية مع استمرار الصراع في عامه التاسع».

وأضاف كاميرون: «أدت أفعال الحوثيين إلى تفاقم هذه الأزمة الإنسانية من خلال منعهم وصول المساعدات إلى من يحتاجون إليها في شمال اليمن، ومهاجمتهم السفن التجارية في البحر الأحمر؛ الأمر الذي يهدد برفع أسعار الإمدادات الحيوية».

وأكد وزير الخارجية البريطاني أنه ممن يؤمنون إيماناً راسخاً بمفعول المساعدات، وأن المملكة المتحدة تكثف جهودها لمعالجة الأزمة في اليمن، إلا أنه استدرك بأن هناك حاجة إلى أن يفعل المجتمع الدولي الشيء نفسه لإحداث فرق حقيقي.

ووفقاً لبيان الخارجية البريطاني، قال رئيس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك عقب وصوله إلى المملكة المتحدة إنه يقدر عالياً زيادة المساعدات الإنسانية التي تقدمها المملكة المتحدة لليمن، وفي المستقبل، وأكد أنه من الضروري توسيع العلاقات لتشمل الاستثمارات المتبادلة في مختلف القطاعات.

وبالنظر إلى موقع اليمن الاستراتيجي على مفترق طرق التجارة العالمية، قال بن مبارك إن ذلك يجعله مركزاً جذاباً للتجارة والاستثمار، داعياً إلى التعاون الاقتصادي الأكثر قوة بين بلاده والمملكة المتحدة، بما في ذلك في قطاعات مثل الطاقة والزراعة ومصائد الأسماك والتصنيع، حيث سيولد ذلك فرص العمل والنمو.

وأضاف: «إن مواطنينا من الشباب حريصون على أن تتوافر لهم الفرص، ويمكننا من خلال الشراكات والدعم المناسبين بناء مستقبل أكثر ازدهاراً واستقراراً».

رئيس الحكومة اليمنية مجتمعاً مع وزير الدفاع البريطاني (سبأ)

في السياق نفسه، بحث رئيس الحكومة اليمنية مع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وجنوب آسيا والكومنولث اللورد طارق أحمد، الأزمة الإنسانية، وأزمة البحر الأحمر، والطموح المشترك في عملية تقودها الأمم المتحدة سعيا لتحقيق سلام مستدام في اليمن، وفق ما أورده البيان البريطاني.

إلى ذلك، أفاد الإعلام اليمني الرسمي بأن بن مبارك، بحث مع وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، التطورات في اليمن والمنطقة، ومجالات الدعم والتعاون الثنائي في مجال الدفاع بين البلدين.

وبحث الجانبان، بحسب وكالة «سبأ»، التطورات في البحر الأحمر على ضوء تهديد ميليشيا الحوثي للملاحة الدولية، وفرص تحقيق السلام واستعادة الأمن والاستقرار في اليمن.


مقالات ذات صلة

الحوثيون والكوارث الطبيعية يهجرون اليمنيين

العالم العربي 38 ألف أسرة تضررت جراء الفيضانات التي ضربت اليمن (إعلام حكومي)

الحوثيون والكوارث الطبيعية يهجرون اليمنيين

أظهرت بيانات مبادرة دولية معنية برصد الأزمات والنزوح والكوارث أن التغيرات المناخية باتت وكأنها تنافس الحوثيين في تهجير اليمنيين خلال العامين الأخيرين وفق ناشطين

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي مقاتلة تنطلق من على متن حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» (الجيش الأميركي)

الحوثيون يزعمون قصف الحاملة «هاري ترومان» للمرة السادسة

زعم الحوثيون مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» والقطع الحربية المرافقة لها في شمالي البحر الأحمر، للمرة السادسة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أنصار الحوثيين يرددون شعارات ويرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض للولايات المتحدة وإسرائيل في صنعاء 10 يناير 2025 (إ.ب.أ)

الحوثيون يزعمون استهداف حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر

أعلن الحوثيون تنفيذ عملية عسكرية مشتركة استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» وقطعاً بحرية تابعة لها شمال البحر الأحمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 (غيتي)

انقلابيو اليمن يحولون المدارس إلى ثكنات 

تعسفت الجماعة الحوثية مع موظفي قطاع التعليم وحرمتهم من صرف نصف راتب شهري تعهدت به سابقاً وأجبرت طلاب المدارس على المشاركة في دورات قتالية

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية ضابط إسرائيلي يزيل جزءاً من صاروخ أطلقه الحوثيون من اليمن بعد أن أصاب منزلاً في قرية ميفو بيتار الإسرائيلية 14 يناير 2025 (أ.ب)

الحوثيون يعلنون قصف أهداف إسرائيلية بطائرات مسيّرة وصاروخ

أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، اليوم (الثلاثاء)، تنفيذ هجومين على أهداف في تل أبيب بوسط إسرائيل وإيلات في الجنوب، في خامس هجوم خلال يومين.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«حماس» وافقت «شفهياً» على اتفاق وقف النار... واجتماع لحكومة نتنياهو لإقراره

TT

«حماس» وافقت «شفهياً» على اتفاق وقف النار... واجتماع لحكومة نتنياهو لإقراره

أنباء عن التوصل لاتفاق بشأن غزة (د.ب.أ)
أنباء عن التوصل لاتفاق بشأن غزة (د.ب.أ)

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأربعاء، بأن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تستعد للاجتماع اليوم الأربعاء أو صباح غد الخميس للتصديق على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وقائمة الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين والفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم.

ونقلت صحيفة «هآرتس» نقلا عن مصدر لم تذكره بأن إسرائيل في إطلاق سراح أول دفعة من الرهائن في بداية الأسبوع المقبل، قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يوم الاثنين.

وفي السياق نفسه، نقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية عن مصدرين مطلعين القول إن الحكومة الإسرائيلية تتوقع الإعلان عن الاتفاق في وقت لاحق اليوم الأربعاء أو غدا الخميس. وقال أحد المصدرين «نحن قريبون جدا» من الاتفاق.

وأشار المصدران إلى تحقيق تقدم كبير، وأضافا أنه إذا تم الانتهاء من التفاصيل فمن المرجح أن يبدأ التنفيذ يوم الأحد، بحسب «سي إن إن».

رد «حماس»

إلى ذلك، صرح مصدران فلسطينيان قريبان من مفاوضات الدوحة أن حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» وافقتا على الصفقة. وأكد مصدر لوكالة الصحافة الفرنسية أن «(حماس) و(الجهاد الإسلامي) أبلغتا الوسطاء بالموافقة على المسودة النهائية لاتفاق وقف النار وصفقة تبادل الأسرى»، بينما قال مصدر آخر إن «(حماس) سلمت إسرائيل عبر الوسطاء الرد الإيجابي... بعد الاتفاق حول كافة النقاط والتفاصيل».

لكن مسؤولاً فلسطينياً طلب عدم الكشف عن اسمه أبلغ «رويترز» بأن «حماس» قدمت موافقة شفهية على الاتفاق في انتظار مزيد من المعلومات لإعطاء موافقتها النهائية المكتوبة.

 

 

وأوضح أحد المصدرين أن «حماس تسلمت عبر الوسطاء خرائط الانسحابات الإسرائيلية وفقاً للجدول الزمني المحدد بين الجانبين والتي تشملها المرحلة الأولى من الاتفاق». وقال «لم تعد أي نقطة بحاجة إلى التفاوض» مشيراً إلى أن «الوسطاء القطريين والمصريين والأميركيين سيعلنون الاتفاق في بيان مشترك بعد توقيعه من قبل «حماس» وإسرائيل في الدوحة، ويتضمن ضمانات لتنفيذه».

وأضاف أن «(حماس) عقدت مشاورات مع فصائل المقاومة وهي (الجهاد) والجبهتان الشعبية والديموقراطية والجبهة الشعبية القيادة العامة والتي أبدت موافقتها على الاتفاق من أجل وقف العدوان والحرب من أجل حماية شعبنا».

ونوّه إلى أنه «من المتوقع أن توقع (حماس) وإسرائيل لى الاتفاق في أقرب وقت قبل إعلانه، ومن ثم ننتقل إلى مرحلة التنفي»"، من دون تقدير موعد محدد.

 

 

اقرأ أيضاً