واشنطن تنفذ ضربات استباقية ضد الحوثيين عقب استهدافهم سفينة شحن

الجماعة تبنت هجمات على ناقلة حاويات وسفن غربية

مقاتلة أميركية تقلع من فوق متن حاملة طائرات في البحر الأحمر لتوجيه ضربة للحوثيين (أ.ف.ب)
مقاتلة أميركية تقلع من فوق متن حاملة طائرات في البحر الأحمر لتوجيه ضربة للحوثيين (أ.ف.ب)
TT

واشنطن تنفذ ضربات استباقية ضد الحوثيين عقب استهدافهم سفينة شحن

مقاتلة أميركية تقلع من فوق متن حاملة طائرات في البحر الأحمر لتوجيه ضربة للحوثيين (أ.ف.ب)
مقاتلة أميركية تقلع من فوق متن حاملة طائرات في البحر الأحمر لتوجيه ضربة للحوثيين (أ.ف.ب)

تبنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، ضربات استباقية ضد الحوثيين عقب تنفيذهم هجمات ضد سفينة شحن في خليج عدن وسفن غربية بالبحر الأحمر، وسط تهديد الجماعة الموالية لإيران باستمرار التصعيد البحري المستمر في شهره الرابع.

وفيما أكدت القوات الأميركية عدم تأثر السفينة جراء الهجوم الحوثي، تزعم الجماعة أنها تشن عملياتها نصرة للفلسطينيين في غزة، إذ تريد منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل قبل أن تضيف إليها السفن الأميركية والبريطانية.

وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان، الثلاثاء، إن الجماعة الحوثية المدعومة من إيران أطلقت في 4 مارس (آذار)، في حوالي الساعة 2:15 صباحا، (بتوقيت صنعاء)، صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن من اليمن إلى جنوب البحر الأحمر، سقط في الماء دون الإبلاغ عن وقوع أضرار أو إصابات للسفن التجارية أو البحرية الأميركية.

وأضاف البيان أنه «بين الساعة 3:50 مساءً والساعة 4:15 مساءً (بتوقيت صنعاء)، أطلق الإرهابيون الحوثيون المدعومون من إيران صاروخين باليستيين مضادين للسفن إلى خليج عدن على سفينة الحاويات (M/V MSC SKY II) وهي سفينة حاويات مملوكة لسويسرا وترفع العلم الليبيري، وسقط أحد الصواريخ على السفينة مما أدى إلى وقوع أضرار».

وإذ لم تقع أي إصابات جراء الهجوم ولم تطلب السفينة المساعدة، ذكرت الشركة المشغلة لناقلة الحاويات أنها تواصل وجهتها إلى ميناء جيبوتي.

وأعلن بيان القيادة المركزية الأميركية القيام بضربات ضد الحوثيين، وقال إنه «في الساعة الثامنة مساءً (بتوقيت صنعاء)، نفذت القوات ضربات دفاعية عن النفس ضد صاروخين، من فئة كروز، مضادين للسفن، مما شكّل تهديداً وشيكاً للسفن التجارية وسفن البحرية الأميركية في المنطقة».

وأقرت الجماعة الحوثية - وفق ما نقلته وسائل إعلامها - بتلقيها ضربات «أميركية وبريطانية»، حيث استهدفت ثلاث غارات منطقة يسنم في مديرية باقم التابعة لمحافظة صعدة، حيث معقل الجماعة الرئيسي، مشيرة إلى عدم سقوط ضحايا.

السفينة الأميركية شامبيون تعرضت لهجوم حوثي وهي تحمل شحنة مساعدات إلى الموانئ اليمنية (رويترز)

وتبنى المتحدث العسكري باسم الجماعة في بيان، استهداف السفينة «إم إس سكاي»، زاعماً أنها سفينة إسرائيلية، بعدد من الصواريخ الباليستية، كما تبنى شن هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على عدد من السفن الأميركية في البحر الأحمر.

في غضون ذلك، نقلت «رويترز»، الثلاثاء، عن مجموعة «إم إس سي» لشحن الحاويات قولها إن سفينة الحاويات التابعة لها «سكاي 2» تواصل الإبحار إلى جيبوتي بعد أن أصيبت، الاثنين، بصاروخ حوثي في خليج عدن.

وأضافت المجموعة التي تتخذ من سويسرا مقراً في بيان «أصيبت (سفينة سكاي 2) بصاروخ على بُعد حوالي 85 ميلاً جنوب شرقي عدن و170 ميلاً جنوب شرقي مضيق باب المندب أثناء إبحارها من سنغافورة إلى جيبوتي».

وأضافت المجموعة «تسبب الصاروخ في اندلاع حريق صغير تم إخماده دون إصابة أي من أفراد الطاقم. وتواصل حالياً رحلتها إلى جيبوتي، وستصل الثلاثاء لإجراء مزيد من التقييم». وفق ما أوردته «رويترز».

تهديد مستمر

توعدت الجماعة الحوثية، الثلاثاء، على لسان محمد العاطفي وزير دفاعها في حكومتها غير المعترف بها بشن مزيد من الهجمات ضد السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية، في حين اشترط قيادي آخر في الجماعة حصول سفن الكابلات البحرية على تصريح من الجماعة لإصلاح الأضرار التي أصابت الكابلات في باب المندب.

ونقل إعلام الحوثيين عن القيادي مسفر النمير الذي يشغل منصب وزير الاتصالات في حكومة الجماعة قوله إنه «لا بد أن تحصل سفن الكابلات البحرية على تصريح من الشؤون البحرية في صنعاء قبل دخولها المياه الإقليمية اليمنية».

استهدف الحوثيون السفينة البريطانية روبيمار ما أدى إلى غرقها في البحر الأحمر (رويترز)

وكانت شركة الاتصالات الدولية «جي سي غلوبال كوميونيكيشنز»، ومقرها هونغ كونغ، أفادت في وقت سابق، بأن ما لا يقل عن أربعة كابلات اتصالات تحت الماء تعرضت لأضرار الأسبوع الماضي في البحر الأحمر، دون ذكر السبب.

وقدرت أن الأضرار أثرت على 25 في المائة من حركة البيانات المتدفقة تحت البحر الأحمر، وقالت في بيان إنها وضعت خطة لنقل البيانات عبر خطوط أخرى.

وتشن الجماعة الحوثية منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي هجمات ضد السفن تحت مزاعم مساندة الفلسطينيين في غزة من خلال منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل قبل أن تضيف إلى لائحة الأهداف السفن الأميركية والبريطانية.

وفي أحدث خطبه توعد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي بما وصفه بـ«مفاجآت» لا يتوقعها أعداء جماعته التي أقرت بمهاجمتها 55 سفينة منذ بدء التصعيد البحري، الذي رأت فيه الحكومة اليمنية هروباً من استحقاقات السلام اليمني، ومحاولة لتلميع صورة الجماعة داخلياً وخارجياً، من بوابة الحرب في غزة.

وأطلقت الولايات المتحدة تحالفاً دولياً في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمّته «حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض ضد الحوثيين، إلى جانب تنفيذ العشرات من عمليات التصدي للصواريخ والمُسيَّرات الحوثية والقوارب المفخخة.

يهدد الحوثيون بمزيد من الهجمات البحرية تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة (إ.ب.أ)

وأقر الاتحاد الأوروبي الانضمام إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، ضمن عملية «أسبيدس»، التي تعني الدروع أو الحامي، دون المشاركة في شن هجمات مباشرة على الأرض، ووصلت قبل أيام مدمرة إيطالية وفرقاطة ألمانية إلى المنطقة ليضاف كل ذلك إلى مدمرتين فرنسيتين.

تقييم أممي للأضرار

بعد غرق السفينة البريطانية روبيمار في البحر الأحمر الجمعة الماضي، متأثرة بهجوم حوثي قبل نحو أسبوعين، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، عن قلقه البالغ على لسان المتحدث باسمه ستيفان دوغاريك.

وأوضح دوغاريك في المؤتمر الصحافي اليومي أن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ قال إن خمسة خبراء من برنامج الأمم المتحدة للبيئة سيسافرون إلى اليمن خلال الـ48 ساعة المقبلة لتقييم أضرار غرق السفينة المحملة بالأسمدة والوقود.

وأدى قصف حوثي في 18 فبراير (شباط) الماضي إلى غرق السفينة البريطانية روبيمار تدريجيا، قبالة سواحل مدينة المخا اليمنية على البحر الأحمر، بعد أن تعذرت عملية إنقاذها بسبب التصعيد العسكري وضآلة إمكانيات الحكومة اليمنية، ومحاولة الجماعة الحوثية استثمار الحادث للمزايدة السياسية دون استشعار الكارثة البيئية.

ومنذ 19 نوفمبر أصابت الهجمات الحوثية 12 سفينة على الأقل، غرقت إحداها، كما لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» وطاقمها للشهر الرابع.

حشدت الجماعة الحوثية عشرات الآلاف من المجندين الجدد منذ الحرب الإسرائيلية في غزة (إ.ب.أ)

وتبنّت الجماعة حتى الخميس الماضي، إطلاق 384 صاروخاً وطائرة مسيّرة خلال الهجمات، كما توعد زعيمها الحوثي بالقوارب المسيرة والغواصات الصغيرة غير المأهولة، ونفى تأثر الجماعة بالضربات الغربية.

وتقول الحكومة اليمنية إن الضربات ضد الحوثيين غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو مساندة قواتها على الأرض لاستعادة المؤسسات وتحرير الحديدة وموانئها، وبقية المناطق الخاضعة بالقوة للجماعة.

وبسبب التصعيد الحوثي وردود الفعل الغربية تجمدت مساعي السلام اليمني التي تقودها الأمم المتحدة، وسط مخاوف من عودة القتال، خاصة بعد أن حشد الحوثيون عشرات آلاف المجندين، مستغلين العاطفة الشعبية تجاه القضية الفلسطينية.


مقالات ذات صلة

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

فيما طالبت الأمم المتحدة بأكبر تمويل إنساني في اليمن للعام المقبل أفاد تقرير دولي بوجود 3.5 مليون شخص من فئة المهمشين لا يمتلكون مستندات هوية وطنية

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أمطار غزيرة بمحافظة لحج تلحق أضراراً بالطريق الوحيدة التي تخفف الحصار عن مدينة تعز (إكس)

«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

يشهد اليمن موسماً جديداً للأمطار الغزيرة التي تتسبب في أضرار كبيرة للسكان والبنية التحتية، في حين لا تزال البلاد وسكانها يعانون تأثيرات فيضانات الصيف الماضي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب  (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تقرير حديث للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن حول مساهماته في بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

أحال رئيس الحكومة اليمنية، أحمد بن مبارك، رئيس مؤسسة نفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

محمد ناصر (تعز)

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
TT

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم الاثنين، إن هناك خطة لتوسيع الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان لتشمل دولاً أخرى.

وفي كلمة، خلال افتتاح مؤتمر سفراء العراق الثامن حول العالم في بغداد، أكد الوزير أنه يجب تكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي تهديد أو عدوان محتمل» على العراق.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد قال، الأسبوع الماضي، إنه بعث رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي حثَّ فيها على اتخاذ إجراء فوري للتصدي لأنشطة الجماعات المسلَّحة المُوالية لإيران في العراق، قائلاً إن الحكومة العراقية مسؤولة عن أي أعمال تحدث داخل أراضيها أو انطلاقاً منها.

كما ذكرت تقارير إعلامية أميركية، في وقت سابق من هذا الشهر، أن إدارة الرئيس جو بايدن حذرت الحكومة العراقية من أنها إذا لم تمنع وقوع هجوم إيراني من أراضيها على إسرائيل، فقد تواجه هجوماً إسرائيلياً.

وشنت إسرائيل هجوماً على منشآت وبنى تحتية عسكرية إيرانية، الشهر الماضي؛ رداً على هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، وذلك بعد أن قتلت إسرائيل الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع إيران، حسن نصر الله، في سبتمبر (أيلول) الماضي.