هجوم حوثي يستهدف سفينةً على صلة بإسرائيل في خليج عدن

بعد يومين من غرق ناقلة بريطانية قُصفت قبل أسبوعين

السفينة البريطانية «روبيمار» غرقت في البحر الأحمر عقب قصفها من الحوثيين (رويترز)
السفينة البريطانية «روبيمار» غرقت في البحر الأحمر عقب قصفها من الحوثيين (رويترز)
TT

هجوم حوثي يستهدف سفينةً على صلة بإسرائيل في خليج عدن

السفينة البريطانية «روبيمار» غرقت في البحر الأحمر عقب قصفها من الحوثيين (رويترز)
السفينة البريطانية «روبيمار» غرقت في البحر الأحمر عقب قصفها من الحوثيين (رويترز)

بعد يومين من غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر جراء قصف حوثي كان استهدفها قبل نحو أسبوعين، أفادت وكالتان بريطانيتان، الاثنين، بهجوم جديد في خليج عدن تعرضت له سفينة شحن ترفع علم ليبيريا، ولها صلة بإسرائيل، حيث تُرجح مسؤولية الجماعة الموالية لإيران عن الهجوم.

وفيما لم تتبن الجماعة الحوثية الهجوم على الفور، تزعم أنها تشن هجماتها البحرية مساندة للفلسطينيين في غزة، ضد إسرائيل، وقد أكدت الأخيرة، أنها لم تتأثر بهذه الهجمات التي استدعت تداعي القوات الغربية لحماية السفن بقيادة أميركا.

سفينة شحن أميركية تعرضت للقصف الحوثي الصاروخي في خليج عدن (رويترز)

وطبقاً لوكالة «أمبري» البريطانية للأمن البحري، فإن الهجوم الجديد وقع على بعد نحو 91 ميلاً بحرياً إلى جنوب شرق عدن، حيث أصيبت السفينة وأرسلت إشارة استغاثة.

ولم يتم التأكد، وفق الوكالة، ما إذا كانت السفينة قد تأثرت بشكل مباشر، أو تعرضت لأضرار بسبب انفجارات قريبة، حيث كانت تبحر من سنغافورة إلى جيبوتي.

وأوضحت «أمبري» أن السفينة كانت مدرجةً على أنها تُدار من شركة «زي أي إم» لخدمات الشحن الإسرائيلية، واستدركت بالقول: «ربما كان ذلك إدراجاً قديماً، إذ لم تُدرج السفينة في مصادر أخرى».

من جهتها أفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، الاثنين، بأنها تلقت تقريراً عن واقعة على بعد 91 ميلاً بحرياً جنوب شرقي مدينة عدن اليمنية، بخصوص السفينة، وذكرت أن القبطان أفاد بسلامة الطاقم جراء الهجوم.

وتشن الجماعة الحوثية منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي هجمات ضد السفن تحت مزاعم مساندة الفلسطينيين في غزة من خلال منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، قبل أن تضيف إلى لائحة الأهداف السفن الأميركية والبريطانية.

وهدد القيادي حسين العزي، المعين في منصب نائب وزير الخارجية في الحكومة الحوثية غير المعترف بها دولياً، في وقت سابق، بشن المزيد من عمليات إغراق السفن، على الرغم من الهدوء النسبي الذي شهدته المياه اليمنية خلال الثلاثة الأيام الأخيرة.

وقال العزي، في تغريدة على منصة «إكس»، إن جماعته ستواصل «إغراق المزيد من السفن البريطانية، وأي تداعيات أو أضرار أخرى سيتم إضافتها لفاتورة بريطانيا باعتبارها دولة مارقة تعتدي على اليمن، وتشارك أمريكا في رعاية الجريمة المستمرة بحق المدنيين في غزة»، وفق تعبيره.

وفي أحدث خطبه، توعد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي بما وصفه بـ«مفاجآت» لا يتوقعها أعداء جماعته التي أقر بمهاجمتها 54 سفينة منذ بدء التصعيد البحري، الذي رأت فيه الحكومة اليمنية هروباً من استحقاقات السلام اليمني، ومحاولة لتلميع صورة الجماعة داخلياً وخارجياً، من بوابة الحرب في غزة.

يهدد غرق السفينة البريطانية «روبيمار» بكارثة بيئية في البحر الأحمر (أ.ف.ب)

ودخلت إيطاليا هذا الأسبوع على خط التصدي للهجمات الحوثية كثالث دولة أوروبية بعد فرنسا وألمانيا، وقالت وزارة دفاعها إن مدمرة تابعة لها تصدت لطائرة مسيرة حوثية بالقرب منها في البحر الأحمر، حيث التزمت روما بالمشاركة في العملية الأوروبية لحماية سفن الشحن.

وكان الاتحاد الأوروبي أقر الانضمام إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، ضمن عملية «أسبيدس»، التي تعني «الدروع» أو «الحامي»، دون المشاركة في شن هجمات مباشرة على الأرض ضد الجماعة المدعومة من إيران.

أضرار إسرائيلية محدودة

رغم مزاعم الحوثيين بأن تصعيدهم يستهدف السفن المرتبطة بإسرائيل، قالت وزارة المالية الإسرائيلية في تقرير، الاثنين، إن هجمات حركة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران على سفن الشحن في البحر الأحمر لها تأثير محدود على التجارة في إسرائيل، ولم تسفر عن أي ضغوط تضخمية كبيرة.

ونقلت «رويترز» عن وزارة المالية الإسرائيلية قولها إنه «مع ارتفاع أسعار النقل البحري 163 في المائة عالمياً، فإن إسرائيل قد تتأثر بارتفاع تكاليف الاستيراد أو اضطرابات سلسلة التوريد وارتفاع أسعار السلع الأولية والطاقة».

توعد زعيم الحوثيين بالمزيد من الهجمات ضد السفن وهدد بـ«مفاجآت» ضد أعداء الجماعة (إ.ب.أ)

لكنها أوضحت أن تكلفة النقل البحري لا تتجاوز ثلاثة في المائة من إجمالي قيمة الواردات. ومع استحواذ الواردات على 20 في المائة فقط من الإنفاق الخاص، فإن تكلفة النقل البحري على الإنفاق الخاص لم تتجاوز 0.6 في المائة.

وقالت الوزارة الإسرائيلية إنه في أسوأ الأحوال، فإن القفزة في تكاليف الشحن البحري ستسفر عن زيادة تصل إلى نقطة مئوية واحدة في مؤشر أسعار المستهلكين العام المقبل، مؤكدة أنه لم تكن هناك اضطرابات كبيرة في سلسلة التوريد، وأن أسعار السلع الأولية والطاقة مستقرة إلى حد كبير، وفق ما أوردته «رويترز».

وفي ظل التوتر العسكري في البحر الأحمر، أعلنت شركة الاتصالات العالمية «HGC»، الاثنين، عن تعرض أربعة كابلات بحرية للتلف في البحر الأحمر، وقالت في بيان على موقعها الإلكتروني إنها «تلقت مؤخراً بلاغاً بحادثة تلف أربعة كابلات من أصل أكثر من 15 كابلاً للاتصالات البحرية في البحر الأحمر».

وفي وقت سابق اتهمت الحكومة اليمنية، الحوثيين، بالوقوف وراء عملية التخريب، إلا أن الجماعة سرعان ما نفت مسؤوليتها، وأكدت التزامها بعدم المس بالكابلات.

وأدى هجوم حوثي في 18 فبراير (شباط) الماضي إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» تدريجياً، قبالة سواحل مدينة المخا اليمنية على البحر الأحمر، بعد أن تعذرت عملية إنقاذها بسبب التصعيد العسكري وضآلة إمكانات الحكومة اليمنية، ومحاولة الجماعة الحوثية استثمار الحادث للمزايدة السياسية دون استشعار الكارثة البيئية.

ومنذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) أصابت الهجمات الحوثية 12 سفينة على الأقل، غرقت إحداها، كما لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» وطاقمها للشهر الرابع.

حشدت الجماعة الحوثية الموالية لإيران آلاف المجندين الجدد من بوابة الحرب على غزة (إ.ب.أ)

وتبنت الجماعة حتى الخميس الماضي إطلاق 384 صاروخاً وطائرة مسيّرة خلال الهجمات، كما توعد زعيمها الحوثي بالقوارب المسيرة والغواصات الصغيرة غير المأهولة، ونفى تأثر الجماعة بالضربات الغربية.

وتقول الحكومة اليمنية إن الضربات ضد الحوثيين غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو مساندة قواتها على الأرض لاستعادة المؤسسات وتحرير الحديدة وموانئها، وبقية المناطق الخاضعة بالقوة للجماعة.

وأطلقت الولايات المتحدة تحالفاً دولياً في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض ضد الحوثيين، إلى جانب تنفيذ العشرات من عمليات التصدي للصواريخ والمُسيَّرات الحوثية والقوارب المفخخة.

وبسبب التصعيد الحوثي وردود الفعل الغربية، تجمدت مساعي السلام اليمني التي تقودها الأمم المتحدة، وسط مخاوف من عودة القتال، خصوصاً بعد أن حشد الحوثيون عشرات آلاف المجندين مستغلين العاطفة الشعبية تجاه القضية الفلسطينية.


مقالات ذات صلة

دفن جماعي لجثث مجهولة في معقل الحوثيين الرئيسي

العالم العربي عملية دفن جماعي لجثث في صعدة زَعَم الحوثيون أنها لمجهولي الهوية (إعلام حوثي)

دفن جماعي لجثث مجهولة في معقل الحوثيين الرئيسي

أقرت الجماعة الحوثية بدفن دفعة جديدة من الجثث مجهولة الهوية في محافظة صعدة (معقلها الرئيسي) وسط تجدد الشكوك حول حدوث تصفيات داخل المعتقلات.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي انقلاب الحوثيين أدى إلى تدهور أوضاع المعلمين والطلاب على حد سواء (إعلام محلي)

​المعلمون اليمنيون بين سجون الحوثيين والحرمان من الرواتب

يحتفل العالم في الخامس من أكتوبر باليوم العالمي للمعلم فيما يعاني المعلمون في اليمن من ويلات الحرب التي أشعلها الحوثيون وتوقف الرواتب والاعتقالات.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

الجيش الأميركي يتبنى قصف 15 هدفاً حوثياً

غداة سلسلة من الغارات التي ضربت 4 محافظات يمنية خاضعة للجماعة الحوثية المدعومة من إيران، أعلن الجيش الأميركي تبني هذه الضربات التي قال إنها طالت 15 هدفاً.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يجبرون طلاب المدارس على المشاركة في أنشطة تعبوية (إعلام حوثي)

جانب من استهداف حوثي لطلبة المدارس في ضواحي صنعاء (فيسبوك)

المدارس الأهلية في صنعاء تحت وطأة الاستقطاب والتجنيد

كثف الحوثيون من استهداف قطاع التعليم الأهلي في صنعاء من خلال إجبار الطلبة والمعلمين في عدد من المدارس على المشاركة في دورات قتالية

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي ضربات غربية استهدفت معسكر الصيانة الخاضع للحوثيين في صنعاء (رويترز)

اتهامات حوثية لواشنطن ولندن بضربات جوية طالت 4 محافظات يمنية

استهدفت ضربات جوية غربية مواقع للجماعة الحوثية شملت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء وثلاث محافظات أخرى ضمن مساعي واشنطن لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن

علي ربيع (عدن)

اللجنة الدولية للصليب الأحمر تدعو إلى تخفيف المعاناة في الشرق الأوسط

آثار الدمار الذي سبّبته غارة إسرائيلية جنوب صيدا في لبنان (إ.ب.أ)
آثار الدمار الذي سبّبته غارة إسرائيلية جنوب صيدا في لبنان (إ.ب.أ)
TT

اللجنة الدولية للصليب الأحمر تدعو إلى تخفيف المعاناة في الشرق الأوسط

آثار الدمار الذي سبّبته غارة إسرائيلية جنوب صيدا في لبنان (إ.ب.أ)
آثار الدمار الذي سبّبته غارة إسرائيلية جنوب صيدا في لبنان (إ.ب.أ)

دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الأحد، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتخفيف المعاناة في الشرق الأوسط، عشية الذكرى السنوية الأولى للهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة المقاومة الإسلامية «حماس» على إسرائيل.

ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان: «خلال العام الماضي، شهدت المنطقة دماراً واسع النطاق وتجريداً للأشخاص من صفتهم البشرية»، داعية جميع الأطراف إلى «احترام كرامة كل شخص متضرّر من هذا النزاع... وتحمُّل مسؤولياتهم، بموجب القانون الإنساني الذي يوفّر إطاراً للحد من المعاناة أثناء النزاع».

وأضافت: «أصبح المدنيون مجرّد أعداد، إذ طغت الخطابات المتضاربة بشأن النزاع على طابعهم الفريد، لكنّ وراء هذه الأرقام أفراداً، أطفالاً وآباء وأشقاء وأصدقاء يكافحون الآن من أجل البقاء على قيد الحياة، ويواجهون، كل يوم، الحزن والخوف وعدم اليقين بشأن مستقبلهم».

وتابعت: «شهد هذا العام قلوباً محطَّمة وأسئلة بلا إجابات»، لافتة إلى أن «شمل العائلات تشتّت، ولا يزال كثير من أحبائها محتجَزين، رغم إرادتهم. وقُتل عشرات الآلاف، ونزح الملايين في جميع أنحاء المنطقة».

ويصادف الاثنين الذكرى السنوية الأولى للهجوم غير المسبوق الذي نفذته حركة «حماس» على الأراضي الإسرائيلية، والذي أدى إلى اندلاع حرب بين الحركة والدولة العبرية في قطاع غزة امتدّت إلى لبنان، حيث تشنّ إسرائيل حرباً ضد «حزب الله».

وقالت اللجنة الدولة للصليب الأحمر: «بينما نقترب من مُضي عام على الهجمات، التي وقعت في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والتصعيد واسع النطاق للأعمال العدائية الذي أعقب ذلك، لا يزال الناس في المنطقة يعانون وطأة الألم والمعاناة والخسارة التي لا تُطاق وتتجاوز الحدود».

وكرّرت دعوتها جميع الأطراف إلى «تحمل مسؤولياتهم، بموجب القانون الدولي الإنساني»، مؤكدة أنّه من خلال الالتزام بهذا القانون «يمكن للأطراف المتحاربين أن يخفّفوا المعاناة الإنسانية، ويمهدوا لمستقبل أكثر استقراراً وسلاماً».