بن مبارك: الحوثيون تسببوا في عسكرة المياه اليمنية

واشنطن تبنّت إحباط هجمات وشيكة في البحر الأحمر

يهدد غرق السفينة البريطانية بكارثة بيئية في البحر الأحمر وفق ما تقوله الحكومة اليمنية (تلفزيون الجمهورية اليمنية)
يهدد غرق السفينة البريطانية بكارثة بيئية في البحر الأحمر وفق ما تقوله الحكومة اليمنية (تلفزيون الجمهورية اليمنية)
TT

بن مبارك: الحوثيون تسببوا في عسكرة المياه اليمنية

يهدد غرق السفينة البريطانية بكارثة بيئية في البحر الأحمر وفق ما تقوله الحكومة اليمنية (تلفزيون الجمهورية اليمنية)
يهدد غرق السفينة البريطانية بكارثة بيئية في البحر الأحمر وفق ما تقوله الحكومة اليمنية (تلفزيون الجمهورية اليمنية)

اتهم رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك الجماعة الحوثية بالتسبب في عسكرة المياه اليمنية، واتخاذ الحرب الإسرائيلية ضد غزة ذريعة لتحقيق أهداف داخلية، وذلك في سياق تفنيده مزاعم الجماعة الموالية لإيران بخصوص هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

تصريحات بن مبارك جاءت من موسكو التي زارها أملاً في مساندة روسية لليمن على صعد الاقتصاد والسياسة، وتصحيح المفاهيم الدولية إزاء سلوك الجماعة الحوثية المعرقل لمساعي السلام.

رئيس الحكومة اليمنية ووزير الخارجية الروسي خلال مؤتمر صحافي في موسكو الثلاثاء (رويترز)

وتزامن تأكيد الموقف اليمني بخصوص طبيعة التصعيد الحوثي، مع إعلان القيادة المركزية الأميركية إحباط هجمات وشيكة للجماعة، الاثنين، بواسطة الزوارق المسيَّرة والصواريخ وطائرة مسيّرة أحادية الاتجاه.

وأفادت القيادة المركزية الأميركية بأن قواتها دمرت 3 زوارق مسيّرة وصاروخي «كروز» وطائرة مسيّرة للحوثيين، وأن الزوارق والصاروخين جرى تجهيزها للإطلاق نحو البحر الأحمر، بينما كانت الطائرة المسيّرة فوق البحر الأحمر بالفعل.

وقال البيان إن قوات القيادة المركزية رصدت الزوارق الثلاثة والصاروخين في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين، كما رصدت الطائرة المسيّرة في سماء البحر الأحمر.

وكانت الجماعة الحوثية قد أقرت، عصر الاثنين، بتلقي مواقع تابعة لها في منطقة رأس عيسى شمال الحديدة اليمنية على البحر الأحمر 3 غارات وصفتها بـ«الأميركية والبريطانية».

وجاءت الضربات إثر رابع أوسع موجة من الغارات نفذتها واشنطن ولندن معاً، ضد الجماعة الحوثية، ليل السبت - الأحد، حيث أقرت الجماعة بتلقي 22 غارة في صنعاء ومحيطها وتعز وحجة.

وأكد وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، الاثنين، على مواصلة بلاده وحلفائها التصدي لهجمات الحوثيين على سفن الشحن البحري في البحر الأحمر في ظل استمرار «سلوكهم الهمجي».

غارة غربية استهدفت موقعاً للجماعة الحوثية في صنعاء ليل السبت - الأحد الماضي (رويترز)

وقال شابس: «إن التحليل المبكر أظهر أن سلاح الجو الملكي البريطاني أصاب 8 أهداف في اليمن بنجاح، تضمنت مواقع يستخدمها الحوثيون لشن هجمات بطائرات مسيّرة بعيدة المدى، سواء في مهام الاستطلاع أو الهجوم»، وفقاً لوكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا).

أهداف داخلية

وتؤكد الحكومة اليمنية أن الضربات الغربية ضد الحوثيين لن تكون لها جدوى في الحد من قدرات الجماعة العسكرية، وأن البديل هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الدولة.

وفي هذا السياق، نفى رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك سردية الجماعة الموالية لإيران بخصوص الهجمات البحرية. ونقل الإعلام الرسمي أن بن مبارك تطرق خلال لقائه مع وزير الخارجية الروسي، الثلاثاء، إلى «الهجمات الحوثية الإرهابية في البحر الأحمر، ومحاولة ربطها بالعدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة».

وأوضح رئيس الحكومة اليمنية الذي يشغل أيضاً منصب وزير الخارجية أن «ما تقوم به ميليشيا الحوثي له أهداف داخلية لا علاقة لها بنصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، في الوقت الذي تقوم فيه بمفاقمة معاناته باستهداف المنشآت النفطية، واستمرار حصار مدينة تعز».

وفي المؤتمر الصحافي الذي جمع بن مبارك مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قال الأخير إن العملية الأميركية البريطانية في اليمن تسببت في ازدياد حدة الصراع، وتداعيات سلبية طالت الملاحة البحرية المدنية.

وإذ شدد لافروف على أن ضمان الملاحة البحرية في البحر الأحمر يجب أن يتصدر أولويات جميع الفاعلين السياسيين، قال بن مبارك إن جماعة الحوثي هي السبب الرئيسي في «عسكرة» البحر الأحمر، وأشار إلى أن مفاوضات السلام في بلاده قد تعثرت بسبب التصعيد الحوثي البحري.

وأكد رئيس الحكومة اليمنية في المؤتمر الصحافي أنه يعتقد أن عمليات الحوثيين في البحر الأحمر ليست وليدة الحرب الدائرة في قطاع غزة.

رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك خلال مؤتمر صحافي في موسكو الثلاثاء (رويترز)

في المقابل، نقلت وكالة «رويترز» عن المتحدث باسم جماعة الحوثي في اليمن، محمد عبد السلام قوله إن الهجمات التي تشنها الجماعة على سفن الشحن في البحر الأحمر بصواريخ وطائرات مسيّرة لن تتوقف إلا في حالة انتهاء «العدوان» الإسرائيلي على قطاع غزة، ورفع الحصار عنه.

ورداً على سؤال عمّا إذا كانت الهجمات على السفن ستتوقف في حالة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، قال عبد السلام إنه «ستجري إعادة تقييم الوضع إذا انتهى الحصار، وسُمح للمساعدات الإنسانية بدخول غزة بحُرّية».

حصاد الهجمات والضربات

تشن واشنطن وشاركتها لندن في 4 مناسبات، منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي ضربات جوية على الأرض ضد الحوثيين؛ رداً على هجماتهم المستمرة ضد السفن، والتي بدأت منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وتزعم الجماعة المدعومة من إيران أن هجماتها تأتي لمساندة الفلسطينيين في غزة، من خلال منع السفن المرتبطة بإسرائيل من الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تضيف إلى أهدافها السفن الأميركية والبريطانية.

ورغم الضربات التي بلغت حتى الآن نحو 300 غارة استهدفت مواقع في صنعاء والحديدة وتعز وحجة وصعدة وذمار، تقول الجماعة الحوثية إنها لم تحد من قدرتها العسكرية، ووصفتها بأنها «ضربات للتسلية وحفظ ماء الوجه»؛ وفق ما صرح به زعيمها عبد الملك الحوثي.

واعترف الحوثيون بمقتل 22 مسلحاً في الضربات الغربية، إلى جانب 10 قُتلوا في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في البحر الأحمر، بعد تدمير البحرية الأميركية زوارقهم، رداً على محاولتهم قرصنة إحدى السفن، وذلك قبل أن يقروا، الأحد، بمقتل شخص وإصابة آخرين من المدنيين.

سفينة بريطانية استهدفها الحوثيون قبل 10 أيام مهددة بالغرق في البحر الأحمر (تلفزيون الجمهورية اليمنية)

وأطلقت واشنطن تحالفاً دولياً في ديسمبر الماضي، سمته «حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة في البحر الأحمر، قبل أن تشنّ، ابتداءً من 12 يناير الماضي، ضربات على الأرض ضد الحوثيين في نحو 25 مناسبة حتى الآن، شاركت لندن في 4 موجات منها، إلى جانب تنفيذ العشرات من عمليات التصدي للصواريخ والمُسيَّرات الحوثية والقوارب المفخخة.

وتشنّ الجماعة منذ 19 نوفمبر الماضي هجمات ضد السفن بلغت 49 هجمة، وأدت إلى إصابة 11 سفينة على الأقل، كما لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» وطاقمها للشهر الرابع.


مقالات ذات صلة

دفن جماعي لجثث مجهولة في معقل الحوثيين الرئيسي

العالم العربي عملية دفن جماعي لجثث في صعدة زَعَم الحوثيون أنها لمجهولي الهوية (إعلام حوثي)

دفن جماعي لجثث مجهولة في معقل الحوثيين الرئيسي

أقرت الجماعة الحوثية بدفن دفعة جديدة من الجثث مجهولة الهوية في محافظة صعدة (معقلها الرئيسي) وسط تجدد الشكوك حول حدوث تصفيات داخل المعتقلات.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي انقلاب الحوثيين أدى إلى تدهور أوضاع المعلمين والطلاب على حد سواء (إعلام محلي)

​المعلمون اليمنيون بين سجون الحوثيين والحرمان من الرواتب

يحتفل العالم في الخامس من أكتوبر باليوم العالمي للمعلم فيما يعاني المعلمون في اليمن من ويلات الحرب التي أشعلها الحوثيون وتوقف الرواتب والاعتقالات.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

الجيش الأميركي يتبنى قصف 15 هدفاً حوثياً

غداة سلسلة من الغارات التي ضربت 4 محافظات يمنية خاضعة للجماعة الحوثية المدعومة من إيران، أعلن الجيش الأميركي تبني هذه الضربات التي قال إنها طالت 15 هدفاً.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يجبرون طلاب المدارس على المشاركة في أنشطة تعبوية (إعلام حوثي)

جانب من استهداف حوثي لطلبة المدارس في ضواحي صنعاء (فيسبوك)

المدارس الأهلية في صنعاء تحت وطأة الاستقطاب والتجنيد

كثف الحوثيون من استهداف قطاع التعليم الأهلي في صنعاء من خلال إجبار الطلبة والمعلمين في عدد من المدارس على المشاركة في دورات قتالية

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي ضربات غربية استهدفت معسكر الصيانة الخاضع للحوثيين في صنعاء (رويترز)

اتهامات حوثية لواشنطن ولندن بضربات جوية طالت 4 محافظات يمنية

استهدفت ضربات جوية غربية مواقع للجماعة الحوثية شملت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء وثلاث محافظات أخرى ضمن مساعي واشنطن لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن

علي ربيع (عدن)

أكثر من 30 غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية الليلة الماضية

لبناني يشاهد الدخان يتصاعد من الضاحية الجنوبية لبيروت بعد قصف إسرائيلي (أ.ب)
لبناني يشاهد الدخان يتصاعد من الضاحية الجنوبية لبيروت بعد قصف إسرائيلي (أ.ب)
TT

أكثر من 30 غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية الليلة الماضية

لبناني يشاهد الدخان يتصاعد من الضاحية الجنوبية لبيروت بعد قصف إسرائيلي (أ.ب)
لبناني يشاهد الدخان يتصاعد من الضاحية الجنوبية لبيروت بعد قصف إسرائيلي (أ.ب)

شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت ليل السبت - الأحد، أعنف ليلة منذ بداية القصف الإسرائيلي، إذ استهدفت بأكثر من 30 غارة، سمعت أصداؤها في بيروت، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

ووفق الوكالة الوطنية للإعلام، غطت سحب الدخان الأسود أرجاء الضاحية كافة، حيث استهدفت الغارات محطة توتال على طريق المطار، ومبنى في شارع البرجاوي بالغبيري، ومنطقة الصفير وبرج البراجنة، وصحراء الشويفات وحي الأميركان ومحيط المريجة الليلكي وحارة حريك.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه نفذ سلسلة من الغارات الجوية المحددة على مواقع تابعة لـ«حزب الله» في بيروت، بما في ذلك «كثير من مستودعات الأسلحة وبنية تحتية أخرى للمسلحين».

ويتهم الجيش الإسرائيلي «حزب الله» بوضع مواقع تخزين وإنتاج الأسلحة، تحت مبانٍ سكنية، في العاصمة اللبنانية، مما يعرض السكان للخطر ويتعهد بالاستمرار في ضرب الأصول العسكرية لـ«حزب الله» بكامل قوته.

وخلال الأيام الماضية، أصدر الجيش الإسرائيلي طلبات إخلاء لأماكن في الضاحية الجنوبية لبيروت عدة مرات، حيث يواصل قصف كثير من الأهداف وقتل قادة في «حزب الله» و«حماس».

وأعلنت إسرائيل منتصف الشهر الماضي، نقل «الثقل العسكري» إلى الجبهة الشمالية. وبدأت منذ 23 سبتمبر (أيلول)، تكثيف غاراتها الجوية خصوصاً في مناطق تعدّ معاقل لـ«حزب الله» في الجنوب والشرق والضاحية الجنوبية لبيروت.

وأعلنت إسرائيل أنها بدأت في 30 سبتمبر (أيلول)، عمليات «برية محدودة وموضعية ومحددة الهدف» في جنوب لبنان تستهدف «بنى تحتية» عائدة لـ«حزب الله».