استأنفت السلطات اليمنية الحملة الأمنية والعسكرية لملاحقة مهربي المهاجرين من منطقة القرن الأفريقي إلى البلاد، بعد شهرين على انتهاء المرحلة الأولى من حملة مماثلة تمكّنت خلالها من مداهمة أوكار المهربين وأماكن احتجاز المهاجرين وتعذيبهم وابتزازهم، كما تمت مصادرة كميات من البضائع المهربة والممنوعات.
وذكر الإعلام العسكري اليمني أن الحملة الأمنية استُؤنفت بقيادة العميد حمدي شكري قائد «اللواء السابع عمالقة»، وبمشاركة وحدات أمنية وعسكرية أخرى، وتستهدف مداهمة أماكن وجود مهربي الأفارقة والخارجين عن النظام والقانون في مناطق مديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج على ساحل البحر الأحمر.
وبحسب المصدر، فإن الحملة انطلقت بموجب توجيهات رئاسية، وكانت حصيلة لقاءات مكثفة استضافها وزير الدفاع الأسبق اللواء محمود الصبيحي، وبمشاركة شيوخ ووجهاء المديرية الذين أعلنوا مساندتهم للحملة ودعمها؛ لتحقيق جميع أهدافها، بعد تحقيقها كثيراً من النجاحات منذ انطلاقها، خصوصاً مع عودة أنشطة تهريب المهاجرين من القرن الأفريقي
وتعهدت القوات المشارِكة في العملية بأن رجالها سيقومون بتنفيذ أوامر السلطات القضائية في القبض على المطلوبين أمنياً وتسليمهم للسلطات؛ لاتخاذ الإجراءات القانونية في حقهم. في حين تؤكد الأمم المتحدة أن كثيراً من المهاجرين من القرن الأفريقي يتعرّضون لأصناف شتى من المخاطر على يد العصابات المنخرطة في عمليات التهريب، التي تعمل بالشراكة مع عصابات أخرى على الضفة الأخرى من البحر.
تحول طرق المهاجرين
أكدت منظمة الهجرة الدولية أن الحملة المشتركة، التي بدأت في أغسطس (آب) الماضي، بهدف تقليل عدد المهاجرين الذين يصلون إلى اليمن عبر ساحل لحج أدت إلى عدم تسجيل وصول مهاجرين جدد إلى سواحل المحافظة خلال شهري أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني).
ونبهت المنظمة إلى أنه بعد ذلك، في ديسمبر (كانون الأول) وعندما بدأت الحملة في التراجع، سجّلت مصفوفة تتبع النزوح وصول 110 مهاجرين، في حين بلغ عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى سواحل محافظة شبوة، خلال الشهر نفسه 1569، منهم 791 قدموا من الصومال و372 قدموا من جيبوتي. وقالت إن هذا يمثل زيادة بنسبة 7 في المائة مقارنة بشهر نوفمبر الماضي، الذي سجل وصول 1465 مهاجراً إلى المحافظة وحدها.
وبحسب «الهجرة الدولية» فإنه يمكن ربط هذه الزيادة بتحسن الظروف الجوية والمد والجزر. وقالت في تقرير لها عن اتجاهات الهجرة والعائدين في الشهر الأخير من عام 2023، إن مصفوفة تتبع النزوح التابعة لها سجلت دخول 1679 مهاجراً إلى اليمن و4827 عائداً يمنياً. وإن عدد المهاجرين الوافدين ازداد بشكل عام بنسبة 13 في المائة مقارنة بشهر نوفمبر الماضي.
ووفقاً للبيانات التي تم جمعها من خلال شبكة الباحثين الميدانيين والمزوّدين الرئيسيين لمصفوفات تتبع النزوح، شكّلت حركة الهجرة الناجمة عن الصراع 73 في المائة من جميع الحركات الوافدة في نهاية عام 2023. وبيّنت أنها لاحظت أن هذه الحركات سُجّلت حصرياً في محافظة شبوة، التي نشأت من باري في الصومال وبنسبة 70 في المائة، ومن أبووك في جيبوتي بنسبة 30 في المائة.
وتقدر الأمم المتحدة أن هناك 209 آلاف مهاجر من القرن الأفريقي في اليمن بحاجة إلى المساعدات. وبالإضافة إلى ذلك، لاحظت مصفوفة تتبع النزوح انخفاضاً في عدد العائدين اليمنيين بنسبة 6 في المائة في ديسمبر الماضي، حيث عاد 4827 مقارنة بشهر نوفمبر، الذي سجل عودة 5111 شخصاً. وقالت إنه وخلال عام 2023 بشكل عام سجّلت مصفوفة تتبع النزوح وصول 97210 مهاجرين إلى البلاد، كما سجلت عودة 55 ألف مغترب يمني.