«#الدولار_يترنح» في مصر... فماذا عن الأسعار؟

تفاعل «سوشيالي» مع تراجع قيمة العملة الخضراء بـ«السوق السوداء»

هل تنخفض أسعار السلع في مصر تبعاً للسعر الجديد للدولار بالسوق الموازية؟ (الشرق الأوسط)
هل تنخفض أسعار السلع في مصر تبعاً للسعر الجديد للدولار بالسوق الموازية؟ (الشرق الأوسط)
TT

«#الدولار_يترنح» في مصر... فماذا عن الأسعار؟

هل تنخفض أسعار السلع في مصر تبعاً للسعر الجديد للدولار بالسوق الموازية؟ (الشرق الأوسط)
هل تنخفض أسعار السلع في مصر تبعاً للسعر الجديد للدولار بالسوق الموازية؟ (الشرق الأوسط)

«فزورة النهاردة إزاي الدولار بينزل في السوق السوداء وسعر السلع بيغلى؟»... سؤال طرحته فتاة مصرية عبر حسابها على موقع «إكس»، ليرد عليها رجل الأعمال نجيب ساويرس، ساخراً: «فرق توقيت».

تكرار السؤال نفسه بصيغ مختلفة، وبإجابات متعددة، كان لسان حال «السوشيال ميديا» المصرية، خلال الساعات الماضية، مع تراجع سعر الدولار في السوق الموازية «السوداء».

ويبلغ السعر الرسمي للدولار في مصر 30.9 جنيه مصري، بينما يتراوح في السوق الموازية «السوداء» ما بين 45 و55 جنيهاً، مسجلاً انخفاضاً لافتاً بعد أن تجاوز سعره الـ70 جنيهاً، نهاية الأسبوع الماضي، بحسب وسائل إعلام محلية.

وتصدرت «هاشتاغات» «#الدولار_يترنح»، «#الدولار_بكام_النهارده»، «#انهيار_السوق_السوداء»، منصات التواصل الاجتماعي، لتتفاعل معها عشرات التعليقات التي تعلق على أسباب التراجع «والترنح»، بحسب وصف رواد «السوشيال ميديا»، إلا أن تأثير ذلك التراجع على أسعار المنتجات والسلع، كان هو السؤال الغالب على كثير من تعليقات المستخدمين، بعد زيادات متتالية في أسعارها على مدار الأسابيع الأخيرة، لافتين إلى أن الأسعار لم تنخفض تبعاً للسعر الجديد للدولار.

يقول «أبو ريان» إنه مثل ملايين المصريين ينتظر هبوط أسعار السلع الأخرى على غرار الدولار والذهب، لكن الأسعار تواصل الارتفاع.

أيدّ ذلك، حساب باسم «رغدة السعيد»، التي أشارت إلى بعض الضبطيات الأخيرة التي قام بها جهاز حماية المستهلك، التابع لوزارة التموين، إلا أنها تساءلت عن سبب عدم انخفاض الأسعار كنتيجة لذلك.

وشهدت مصر خلال الأشهر الماضية ارتفاعات متتالية في أسعار السلع الحيوية، على رأسها المواد الغذائية مثل السكر والأرز والدقيق، مروراً بالخضراوات والفاكهة واللحوم ومنتجات الألبان، سجل بعضها ارتفاعات تقترب من 100 في المائة.

وسجلت بعض المنتجات خلال الأيام الماضية ارتفاعات قياسية من بينها أسعار الدواجن التي تخطى سعرها للمستهلك حاجز الـ100جنيه للكيلوغرام، بعد أن كان سعرها الشهر الماضي نحو 73 جنيهاً، وشرائح صدور الدجاج (البانيه)، التي وصلت إلى 250 جنيهاً للكيلوغرام، من 150 جنيهاً، سعرها الشهر الماضي.

وتساءل حساب على «إكس» عن فائدة نزول الدولار طالما الأسعار التي ارتفعت كما هي لم تتغير؟!

وهو ما أجاب عليه حساب باسم «ماريو»، مبيناً أن الأسعار لم تنخفض، لأنه تم تسعيرها على وفق قيمة الدولار عندما تجاوز سعره الـ70 جنيهاً.

لم يكن «ساويرس» الوحيد من بين المشاهير الذين تفاعلوا مع حالة الأسعار، حيث لفت لاعب الزمالك ومنتخب مصر لكرة القدم السابق، تامر عبد الحميد، إلى عدم نزول الأسعار رغم هبوط الدولار، مطالباً بتطبيق التسعيرة الجبرية على السلع.

ويرى الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشؤون التنمية الاقتصادية، أن سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في السوق الموازية شهد تراجعاً كبيراً خلال الأيام الماضية، خاصة بعد قرار البنك المركزي برفع سعر الفائدة 200 نقطة أساس، الخميس الماضي، وهذا أدى بداية لتراجع وهبوط كبير في أسعار الذهب، لأن التجار يسعرونه وفقاً لدولار السوق السوداء.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن استمرار هبوط سعر صرف الدولار بالسوق السوداء مقابل الجنيه سينعكس أثره على خفض أسعار السلع، لكن ذلك سوف يأخذ وقتاً حتى يظهر أثره بالفعل وحتى تنخفض معدلات التضخم، موضحاً أن هذا مرهون بتوافر حصيلة دولارية خلال الفترة المقبلة لدى البنك المركزي المصري، ليستطيع توفير العملة الأجنبية للمستوردين، وبالتالي لا يلجأون للسوق السوداء. كما يؤكد الخبير الاقتصادي أن «سعر صرف الدولار في السوق السوداء وهمي وغير حقيقي، وقد يشهد تغييرات أخرى في الفترة القادمة».

وارتفع صافي الاحتياطي النقدي الأجنبي إلى 35.249 مليار دولار نهاية يناير (كانون الثاني) 2024، مقارنة بـ35.219 مليار دولار في نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول) 2023 بارتفاع قدره 30 مليون دولار، بحسب البنك المركزي المصري، الاثنين.


مقالات ذات صلة

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد أوراق نقدية من فئة 100 دولار أميركي (رويترز)

الدولار الأميركي ينخفض بعد ترشيح ترمب بيسنت وزيراً للخزانة

انخفض الدولار الأميركي، يوم الاثنين، بعد أن رشح الرئيس المنتخب دونالد ترمب، سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة، مما أوقف الارتفاع الحاد للعملة بعد الانتخابات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

الدولار يواصل تراجعه إلى أدنى مستوى في أسبوع

تراجع الدولار الأميركي إلى أدنى مستوى في أسبوع مقابل العملات الرئيسية، يوم الأربعاء، حيث يسعى لتمديد انخفاضه، لليوم الثالث على التوالي، بعد بلوغه ذروة أسبوعية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد رجل يشاهد شاشة إلكترونية تعرض أسعار الأسهم خارج أحد البنوك في طوكيو (رويترز)

الأسهم الآسيوية ترتفع والدولار يتراجع مع ترقب تعيينات ترمب

ارتفعت الأسهم الآسيوية يوم الثلاثاء، بينما تراجعت عوائد السندات الأميركية والدولار عن أعلى مستوياتهما في عدة أشهر.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد رزم من أوراق الدولار الأميركي في متجر لصرف العملات في سيوداد خواريز بالمكسيك (رويترز)

الدولار يسجل أكبر مكسب أسبوعي في أكثر من شهر

سجل الدولار أكبر مكسب أسبوعي له في أكثر من شهر يوم الجمعة بدعم من توقعات بخفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
TT

«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)

تشهد أجزاء واسعة من اليمن هطول أمطار غزيرة مع اقتراب فصل الشتاء وانخفاض درجة الحرارة، متسببة في انهيارات طينية وصخرية تهدد حياة السكان وتلحق الأضرار بالممتلكات والأراضي، في حين لم تتجاوز البلاد آثار فيضانات الصيف الماضي التي ترصد تقارير دولية آثارها الكارثية.

وتسببت الأمطار الأخيرة المستمرة لمدد طويلة، والمصحوبة بضباب كثيف وغيوم منخفضة، في انهيارات صخرية أغلقت عدداً من الطرق، في حين أوقع انهيار صخري، ناجم عن تأثيرات أمطار الصيف الماضي، ضحايا وتسبب في تدمير منازل بمنطقة ريفية شمال غربي البلاد.

وعطلت الانهيارات الصخرية في مديرية المقاطرة التابعة لمحافظة لحج (جنوبي غرب) استمرار العمل في تحسين وصيانة طريق هيجة العبد التي تربط محافظة تعز المجاورة بباقي محافظات البلاد، بعد أن أغلقت الجماعة الحوثية بقية الطرق المؤدية إليها منذ نحو 10 أعوام، وتسببت تلك الأمطار والانهيارات في إيقاف حركة المرور على الطريق الفرعية.

أمطار غزيرة بمحافظة لحج تلحق أضراراً بالطريق الوحيدة التي تخفف الحصار عن مدينة تعز (إكس)

ويواجه السائقون والمسافرون مخاطر شديدة بسبب هذه الأمطار، تضاف إلى مخاطر أخرى، مما أدى إلى صعوبة التنقل.

ودعت السلطات المحلية في المحافظة السائقين والمسافرين إلى توخي الحذر الشديد في الطرق الجبلية والمنحدرات المعرضة للانهيارات الطينية والصخرية والانجرافات، وتجنب المجازفة بعبور الوديان ومسارات السيول المغمورة بالمياه.

وكان انهيار صخري في مديرية الطويلة، التابعة لمحافظة المحويت (شمالي غرب)، أدى إلى مقتل 8 أشخاص، وإصابة 3 آخرين، بعد سقوط كتلة صخرية هائلة كانت مائلة بشدة فوق منزل بُني أسفلها.

وتزداد الانهيارات الصخرية في المناطق التي تتكون من الصخور الرسوبية الطبقية عندما يصل وضع الكتل الصخرية المائلة إلى درجة حرجة، وفق الباحث اليمني في الجيمورفولوجيا الحضرية (علم شكل الأرض)، أنس مانع، الذي يشير إلى أن جفاف التربة في الطبقات الطينية الغروية أسفل الكتل المنحدرة يؤدي إلى اختلال توازن الكتل الصخرية، وزيادة ميلانها.

ويوضح مانع لـ«الشرق الأوسط» أن الأمطار الغزيرة بعد مواسم الجفاف تؤدي إلى تشبع التربة الجافة، حيث تتضخم حبيباتها وتبدأ في زحزحة الكتل الصخرية، أو يغير الجفاف من تموضع الصخور، وتأتي الأمطار لتكمل ذلك التغيير.

انهيار صخري بمحافظة المحويت بسبب أمطار الصيف الماضي يودي بحياة 8 يمنيين (إكس)

وينبه الباحث اليمني إلى خطر يحدق بغالبية القرى اليمنية، ويقول إنها عرضة لخطر الانهيارات الصخرية بسبب الأمطار أو الزلازل، خصوصاً منها تلك الواقعة على خط الصدع العام الممتد من حمام علي في محافظة ذمار (100 كيلومتر جنوب صنعاء)، وحتى ساحل البحر الأحمر غرباً.

استمرار تأثير الفيضانات

تواصل الأمطار هطولها على أجزاء واسعة من البلاد رغم انتهاء فصل الصيف الذي يعدّ موسم الأمطار الرئيسي، وشهد هذا العام أمطاراً غير مسبوقة تسببت في فيضانات شديدة أدت إلى دمار المنازل والبنية التحتية ونزوح السكان.

وطبقاً لـ«الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر»، فإن اليمن شهد خلال هذا العام موسمين رئيسيين للأمطار، الأول في أبريل (نيسان) ومايو (أيار)، والثاني بدأ في يوليو (تموز) إلى نهاية سبتمبر (أيلول)، و«كانا مدمرَين، بسبب أنماط الطقس غير العادية والأمطار الغزيرة المستمرة في جميع أنحاء البلاد».

ووفقاً للتقييمات الأولية التي أجرتها «جمعية الهلال الأحمر اليمني»؛ فقد تأثر 655 ألفاً و11 شخصاً، ينتمون إلى 93 ألفاً و573 عائلة بالأمطار الغزيرة والفيضانات التي ضربت البلاد أخيراً، ما أسفر عن مقتل 240 شخصاً، وإصابة 635 آخرين، في 20 محافظة من أصل 22.

فيضانات الصيف الماضي ألحقت دماراً هائلاً بالبنية التحتية في عدد من محافظات اليمن (أ.ب)

وألحقت الأمطار أضراراً جسيمة بمواقع السكان والنازحين داخلياً ومنازلهم وملاجئهم المؤقتة والبنية التحتية، مما أثر على آلاف الأسر، وكثير منهم كانوا نازحين لسنوات، حيث أبلغت «المجموعة الوطنية للمأوى والمواد غير الغذائية» في اليمن، عن تضرر 34 ألفاً و709 من المآوي، بينها 12 ألفاً و837 تضررت جزئياً، و21 ألفاً و872 تضررت بالكامل.

ونقل التقرير عن «المنظمة الدولية للهجرة» أن الفيضانات ألحقت أضراراً بالبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك تدمير الأنظمة الكهربائية، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وتعطيل تقديم الرعاية الصحية، وتسبب في تدمير الملاجئ، وتلوث مصادر المياه، وخلق حالة طوارئ صحية، وفاقم التحديات التي يواجهها النازحون.

تهديد الأمن الغذائي

وتعدّ الأراضي الزراعية في محافظة الحديدة الأعلى تضرراً بـ77 ألفاً و362 هكتاراً، ثم محافظة حجة بـ20 ألفاً و717 هكتاراً، وهو ما يعادل نحو 12 و9 في المائة على التوالي من إجمالي الأراضي الزراعية، بينما تأثر نحو 279 ألف رأس من الأغنام والماعز، وفقاً لتقييم «منظمة الأغذية والزراعة (فاو)».

شتاء قاسٍ ينتظر النازحين اليمنيين مع نقص الموارد والمعونات وتأثيرات المناخ القاسية (غيتي)

وكانت الحديدة وحجة والجوف الأعلى تضرراً، وهي من المحافظات الأكبر إنتاجاً للماشية، خصوصاً في الجوف، التي يعتمد نحو 20 في المائة من عائلاتها على الماشية بوصفها مصدر دخل أساسياً.

وتوقع «الاتحاد» أن العائلات الأعلى تضرراً من الفيضانات في كل من المناطق الرعوية والزراعية الرعوية غير قادرة على تلبية احتياجاتها الغذائية الدنيا في غياب المساعدة، مما يؤدي إلى ازدياد مخاطر انعدام الأمن الغذائي خلال الأشهر المقبلة.

وتشمل الاحتياجات الحرجة والعاجلة في المناطق المتضررة من الفيضانات؛ المأوى الطارئ، والغذاء، والمواد غير الغذائية، والمياه، والصرف الصحي، والملابس، والحماية، والمساعدات النقدية متعددة الأغراض، والإمدادات الطبية لضمان استمرارية وظائف مرافق الرعاية الصحية.

ودعت «مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين» إلى التحرك العالمي، والعمل على تخفيف آثار تغير المناخ بالتزامن مع انعقاد «مؤتمر المناخ»، مقدرة أعداد المتضررين من الفيضانات في اليمن خلال العام الحالي بنحو 700 ألف.

وسبق للحكومة اليمنية الإعلان عن أن الفيضانات والسيول، التي شهدتها البلاد هذا العام، أثرت على 30 في المائة من الأراضي الزراعية.