ضربات أميركية في اليمن عقب استهداف ثاني سفن واشنطن في خليج عدن

الحوثي يتوعد باستمرار الهجمات ويهوّن من الإدراج على قوائم الإرهاب

سفينة أميركية تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة حوثية في خليج عدن (أ.ب)
سفينة أميركية تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة حوثية في خليج عدن (أ.ب)
TT

ضربات أميركية في اليمن عقب استهداف ثاني سفن واشنطن في خليج عدن

سفينة أميركية تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة حوثية في خليج عدن (أ.ب)
سفينة أميركية تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة حوثية في خليج عدن (أ.ب)

توعد زعيم جماعة الحوثيين في اليمن، الخميس، بالاستمرار في مهاجمة السفن، بما في ذلك السفن الأميركية والبريطانية إلى جانب السفن التي لها علاقة بإسرائيل، وذلك غداة تصنيف واشنطن للجماعة على قوائم الإرهاب وشنها ضربات هي الرابعة من نوعها على أهداف حوثية في خمس محافظات.

ووصف عبد الملك الحوثي تصنيف جماعته من قبل واشنطن على قوائم الإرهاب بـ«المضحك»، وأكد في خطبة له بثتها قناة «المسيرة» الذراع الإعلامية الحوثية، أن الضربات الأميركية لا أثر لها على قدرات جماعته العسكرية التي قال إنها تتطور بشكل مستمر.

دعا زعيم الحوثيين أتباعه للتظاهر الجمعة وأكد استمرار الهجمات ضد السفن (أ.ف.ب)

ودعا الحوثي أتباعه إلى التظاهر، الجمعة، وحذرهم مما وصفه بـ«الملل»، وذلك بعد ساعات من توجيه واشنطن ضربات جديدة، قالت إنها استهدفت 14 صاروخاً حوثياً كانت جاهزة لتهديد الملاحة، وهي ثالث ضربة تشنها واشنطن منفردة بعد ضربات الجمعة الماضي التي شاركت فيها بريطانيا.

وتتصاعد المخاوف اليمنية والإقليمية من استمرار التوتر في البحر الأحمر وخليج عدن، لما له من تداعيات على أمن المنطقة وسلامة الملاحة، حيث يمر نحو 12 في المائة من التجارة الدولية من هذا الممر الاستراتيجي.

وقال الحوثي، إن جماعته تشعر بالارتياح للدخول في مواجهة مباشرة مع أميركا، لأن هذا هو ما كانت تتمناه جماعته، مشيراً إلى أنه لا يهمه حجم التضحيات أو الخسائر؛ وفق فحوى كلامه.

ويزعم الحوثيون الموالون لإيران أنهم يشنون الهجمات لمنع السفن الإسرائيلية والمتجهة من وإلى موانئ تل أبيب من العبور في البحر الأحمر، نصرة للفلسطينيين في غزة، وهو الأمر الذي تنفيه الحكومة اليمنية التي ترى أن الجماعة تنفذ أجندة طهران في المنطقة.

تدمير 14 صاروخاً

قالت القيادة المركزية الأميركية في بيان إنه في سياق الجهود المستمرة متعددة الجنسيات لحماية حرية الملاحة ومنع الهجمات على حركة المرور البحرية الأميركية والشركاء في البحر الأحمر، شنت قواتها ضربات على 14 صاروخاً حوثياً ذات منشأ إيراني تم تحميلها لإطلاقها من مناطق سيطرة الحوثيين.

وشكلت هذه الصواريخ التي تم تجهيزها على منصات الإطلاق - بحسب البيان - تهديداً وشيكاً للسفن التجارية وسفن البحرية الأميركية في المنطقة، وكان من الممكن إطلاقها في أي وقت، مما دفع القوات إلى ممارسة حقها وواجبها الأصيل في الدفاع عن نفسها.

وطبقاً للبيان، ستؤدي هذه الضربات إلى جانب الإجراءات الأخرى التي اتخذتها واشنطن، إلى إضعاف قدرات الحوثيين على مواصلة هجماتهم المتهورة على الشحن الدولي والتجاري في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن.

ونقل البيان عن الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية قوله: «تصرفات الإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران تستمر في تعريض البحارة الدوليين للخطر، وتعطيل ممرات الشحن التجارية في جنوب البحر الأحمر والممرات المائية المجاورة». مع تأكيده مواصلة «اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية حياة البحارة الأبرياء»؛ وفق تعبيره.

وجاءت الضربات الأميركية الجديدة، عقب ساعات من استهداف الحوثيين سفينة شحن في خليج عدن، وهو ما أكدته بيانات أميركية وبريطانية، وهي ثاني سفينة أميركية تتعرض للإصابة المباشرة إلى جانب سفينة نرويجية وأخرى يونانية.

وقالت القيادة المركزية الأميركية إنه في حوالي الساعة 8:30 مساءً (بتوقيت صنعاء) في 17 يناير (كانون الثاني)، تم إطلاق هجوم بطائرات من دون طيار في اتجاه واحد من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن وتم ضرب السفينة «جينكو بيكاردي» في خليج عدن. وهي سفينة شحن تحمل علم جزر مارشال وتمتلكها وتديرها الولايات المتحدة.

وفي حين لم تقع إصابات تم الإبلاغ عن بعض الأضرار، فيما لا تزال السفينة صالحة للإبحار، ومستمرة إلى وجهتها؛ وفق البيان.

وكانت هيئة العمليات البحرية البريطانية، أفادت بأنها تلقت تقريراً عن حادث على بُعد 60 ميلاً بحرياً جنوب شرقي عدن، وأن التقارير الرئيسية ذكرت أن السفينة قد أصيبت على جانب الميناء بنظام جوي غير مأهول، وأن الربان أبلغ بوجود حريق على متن السفينة وتم إخماده، مع تأكيد أن السفينة وطاقمها آمنون ويتجهون إلى ميناء الوجهة.

وفيما تبنى الحوثيون الهجوم على السفينة، أكدوا أن الضربات الأميركية استهدفت مواقع في محافظات: الحديدة، وتعز، وذمار، والبيضاء وصعدة، حيث طالت جبل الصمع غرب مدينة صعدة، ومنطقة طخية بمديرية مجز في المحافظة نفسها.

كما استهدفت ضربات واشنطن جنوب مدينة ذمار، ومفرق الهارونية شرق الصليف في الحديدة، ومديرية التعزية في محافظة تعز، ومديرية الصومعة في محافظة البيضاء.

ومع المخاوف من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط نقلت «رويترز»، الخميس، عن وزير خارجية الدنمارك لارس لوكه راسموسن، قوله، إن بلاده ستنضم إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، ويضم ست دول أخرى للتصدي لهجمات حركة الحوثي في اليمن على السفن التجارية في البحر الأحمر.

تصعيد باتجاه شبوة

تطورات الصدام في البحر الأحمر وخليج عدن، واكبها تصعيد ميداني يمني بين الحوثيين والقوات الحكومية في محافظة شبوة ممثلة في ألوية العمالقة، وفق ما أفاد به الإعلام العسكري.

وذكر بيان عسكري، الخميس، أن قوات العمالقة الجنوبية تصدت لهجوم «شنته ميليشيا الحوثي الإرهابية على القويم في المنطقة الحدودية بين مديرية بيحان بمحافظة شبوة، ومحافظة البيضاء؛ التي تقع تحت سيطرة الحوثيين».

وأوضح البيان أن قوات العمالقة الجنوبية «استبسلت في التصدي لهجوم الميليشيا الحوثية على المواقع في جبهة القويم بحدود بيحان، وتم تكبيدها خسائر فادحة بالعتاد والأرواح».

عربة عسكرية من ألوية العمالقة اليمنية التابعة للحكومة اليمنية (إكس)

وأضاف أن مدفعية ألوية العمالقة الجنوبية استهدفت تعزيزات ومواقع انطلاق الهجوم الحوثي بضربات كانت موفقة، «أثخنت جراح المهاجمين الحوثيين، وأجبرتهم على التراجع مهزومين خائبين».

وأكد الإعلام العسكري لقوات العمالقة أن القوات صدت الأسبوع الماضي هجومين حوثيين في جبهة بيحان البيضاء، وفي جبهة سقم بالساحل الغربي.

وكانت الحكومة اليمنية رحبت بالقرار الذي اتخذته حكومة الولايات المتحدة بشأن تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية عالمية، وقالت في بيان: «القرار ينسجم مع تصنيف الحكومة اليمنية لهذه الجماعة منظمة إرهابية؛ وفقاً للقوانين اليمنية، ويأتي استجابة لمطالبة الحكومة المستمرة للمجتمع الدولي بالتحرك الجاد لحماية الشعب اليمني من بطش وإرهاب هذه المليشيات الإرهابية».

وجددت الحكومة تأكيدها «على أنه لإحلال السلام في اليمن فإن على الميليشيات الحوثية التخلي عن نهجها الإرهابي وارتهانها للنظام الإيراني، ونبذ العنف، والقبول بمبادرات السلام بما في ذلك خريطة الطريق المطروحة من السعودية، والجهود الحميدة كافة للحفاظ على أمن واستقرار اليمن والمنطقة».


مقالات ذات صلة

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

العالم العربي توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

تتزايد مخاطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين تتصاعد الدعوات لإجراء حلول عاجلة ودائمة تمكن الحكومة من السيادة على الموارد.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً جديدةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)

نصف سكان اليمن يواجهون تهديدات زائدة بسبب تغير المناخ

نبه البنك الدولي إلى المخاطر الزائدة التي يواجهها اليمن نتيجة لتغير المناخ وأكد أن سكاناً كثيرين يواجهون تهديدات مثل الحرارة الشديدة والجفاف والفيضانات

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي مقر البنك المركزي اليمني في عدن (إعلام حكومي)

«المركزي اليمني» يستهجن مزاعم تهريب أموال إلى الخارج

استهجن البنك المركزي اليمني أنباء راجت على مواقع التواصل الاجتماعي تدعي قيام البنك بتهريب الأموال في أكياس عبر المنافذ الرسمية، وتحت توقيع المحافظ.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني الزبيدي يثمن دور السعودية في دعم بلاده (سبأ)

الزبيدي يثمن جهود السعودية لإحلال السلام والاستقرار في اليمن

وسط تأكيد سعودي على استمرار تقديم الدعم الإنساني والإغاثي لليمن، ثمّن عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عيدروس الزبيدي، سعي المملكة إلى حشد الجهود لإحلال السلام.

«الشرق الأوسط» (عدن)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
TT

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)

يتضاعف خطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية، وانهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، بفعل الحرب الحوثية على الموارد الرئيسية للبلاد، وتوسيع دائرة الصراع إلى خارج الحدود، في حين تتزايد الدعوات إلى اللجوء للتنمية المستدامة، والبحث عن حلول من الداخل.

وبينما تتوالي التحذيرات من تعاظم احتياجات السكان إلى المساعدات الإنسانية خلال الأشهر المقبلة، تواجه الحكومة اليمنية تحديات صعبة في إدارة الأمن الغذائي، وتوفير الخدمات للسكان في مناطق سيطرتها، خصوصاً بعد تراجع المساعدات الإغاثية الدولية والأممية خلال الأشهر الماضية، ما زاد من التعقيدات التي تعاني منها بفعل توقف عدد من الموارد التي كانت تعتمد عليها في سد الكثير من الفجوات الغذائية والخدمية.

ورجحت شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة حدوث ارتفاع في عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية في اليمن في ظل استمرار التدهور الاقتصادي في البلاد، حيث لا تزال العائلات تعاني من التأثيرات طويلة الأجل للصراع المطول، بما في ذلك الظروف الاقتصادية الكلية السيئة للغاية، بينما تستمر بيئة الأعمال في التآكل بسبب نقص العملة في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، وانخفاض قيمة العملة والتضخم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.

وبحسب توقعات الأمن الغذائي خلال الستة أشهر المقبلة، فإنه وبفعل الظروف الاقتصادية السيئة، وانخفاض فرص كسب الدخل المحدودة، ستواجه ملايين العائلات، فجوات مستمرة في استهلاك الغذاء وحالة انعدام الأمن الغذائي الحاد واسعة النطاق على مستوى الأزمة (المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي) أو حالة الطوارئ (المرحلة الرابعة) في مناطق نفوذ الحكومة الشرعية.

انهيار العملة المحلية أسهم مع تراجع المساعدات الإغاثية في تراجع الأمن الغذائي باليمن (البنك الدولي)

يشدد الأكاديمي محمد قحطان، أستاذ الاقتصاد في جامعة تعز، على ضرورة وجود إرادة سياسية حازمة لمواجهة أسباب الانهيار الاقتصادي وتهاوي العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، منوهاً إلى أن عائدات صادرات النفط والغاز كانت تغطي 70 في المائة من الإنفاق العام في الموازنة العامة، وهو ما يؤكد أهميتها في تشغيل مؤسسات الدولة.

ويضيف قحطان في حديث خص به «الشرق الأوسط» أن وقف هذه الصادرات يضع الحكومة في حالة عجز عن الوفاء بالتزاماتها، بالتضافر مع أسباب أخرى منها الفساد والتسيب الوظيفي في أهم المؤسسات الحكومية، وعدم وصول إيرادات مؤسسات الدولة إلى البنك المركزي، والمضاربة بالعملات الأجنبية وتسريبها إلى الخارج، واستيراد مشتقات الوقود بدلاً من تكرير النفط داخلياً.

أدوات الإصلاح

طبقاً لخبراء اقتصاديين، تنذر الإخفاقات في إدارة الموارد السيادية ورفد خزينة الدولة بها، والفشل في إدارة أسعار صرف العملات الأجنبية، بآثار كارثية على سعر العملة المحلية، والتوجه إلى تمويل النفقات الحكومية من مصادر تضخمية مثل الإصدار النقدي.

توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

ويلفت الأكاديمي قحطان إلى أن استيراد مشتقات الوقود من الخارج لتغطية حاجة السوق اليمنية من دون مادة الأسفلت يكلف الدولة أكثر من 3.5 مليار دولار في السنة، بينما في حالة تكرير النفط المنتج محلياً سيتم توفير هذا المبلغ لدعم ميزان المدفوعات، وتوفير احتياجات البلاد من الأسفلت لتعبيد الطرقات عوض استيرادها، وأيضاً تحصيل إيرادات مقابل بيع الوقود داخلياً.

وسيتبع ذلك إمكانية إدارة البنك المركزي لتلك المبالغ لدعم العرض النقدي من العملات الأجنبية، ومواجهة الطلب بأريحية تامة دون ضغوط للطلب عليها، ولن يكون بحاجة إلى بيع دولارات لتغطية الرواتب، كما يحدث حالياً، وسيتمكن من سحب فائض السيولة النقدية، ما سيعيد للاقتصاد توازنه، وتتعافى العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، وهو ما سيسهم في استعادة جزء من القدرة الشرائية المفقودة للسكان.

ودعا الحكومة إلى خفض نفقاتها الداخلية والخارجية ومواجهة الفساد في الأوعية الإيرادية لإحداث تحول سريع من حالة الركود التضخمي إلى حالة الانتعاش الاقتصادي، ومواجهة البيئة الطاردة للاستثمارات ورجال الأعمال اليمنيين، مع الأهمية القصوى لعودة كل منتسبي الدولة للاستقرار داخل البلاد، وأداء مهاهم من مواقعهم.

الحكومة اليمنية تطالب المجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين لوقف حصار تصدير النفط (سبأ)

ويؤكد مصدر حكومي يمني لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة باتت تدرك الأخطاء التي تراكمت خلال السنوات الماضية، مثل تسرب الكثير من أموال المساعدات الدولية والودائع السعودية في البنك المركزي إلى قنوات لإنتاج حلول مؤقتة، بدلاً من استثمارها في مشاريع للتنمية المستدامة، إلا أن معالجة تلك الأخطاء لم تعد سهلة حالياً.

الحل بالتنمية المستدامة

وفقاً للمصدر الذي فضل التحفظ على بياناته، لعدم امتلاكه صلاحية الحديث لوسائل الإعلام، فإن النقاشات الحكومية الحالية تبحث في كيفية الحصول على مساعدات خارجية جديدة لتحقيق تنمية مستدامة، بالشراكة وتحت إشراف الجهات الممولة، لضمان نجاح تلك المشروعات.

إلا أنه اعترف بصعوبة حدوث ذلك، وهو ما يدفع الحكومة إلى المطالبة بإلحاح للضغط من أجل تمكينها من الموارد الرئيسية، ومنها تصدير النفط.

واعترف المصدر أيضاً بصعوبة موافقة المجتمع الدولي على الضغط على الجماعة الحوثية لوقف حصارها المفروض على تصدير النفط، نظراً لتعنتها وشروطها صعبة التنفيذ من جهة، وإمكانية تصعيدها العسكري لفرض تلك الشروط في وقت يتوقع فيه حدوث تقدم في مشاورات السلام، من جهة ثانية.

تحذيرات من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد (أ.ف.ب)

وقدمت الحكومة اليمنية، أواخر الشهر الماضي، رؤية شاملة إلى البنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات القائمة لتتوافق مع الاحتياجات الراهنة، مطالبةً في الوقت ذاته بزيادة المخصصات المالية المخصصة للبلاد في الدورة الجديدة.

وكان البنك الدولي توقع في تقرير له هذا الشهر، انكماش إجمالي الناتج المحلي بنسبة واحد في المائة هذا العام، بعد انخفاضه بنسبة 2 في المائة العام الماضي، بما يؤدي إلى المزيد من التدهور في نصيب الفرد من إجمالي الناتج الحقيقي.

ويعاني أكثر من 60 في المائة من السكان من ضعف قدرتهم على الحصول على الغذاء الكافي، وفقاً للبنك الدولي، بسبب استمرار الحصار الذي فرضته الجماعة الحوثية على صادرات النفط، ما أدى إلى انخفاض الإيرادات المالية للحكومة بنسبة 42 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي، وترتب على ذلك عجزها عن تقديم الخدمات الأساسية للسكان.

وأبدى البنك قلقه من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد، وتفاقم الأزمات الاجتماعية والإنسانية.