موجة بطش ميليشياوية في صنعاء ضحيتها قاضٍ وصحافي

ضمن أعمال الجماعة الممنهجة ضد المختلفين معها

تستخدم الجماعة الحوثية أساليب الترهيب ضد المعترضين أو المتهكمين على ممارساتها (إ.ب.أ)
تستخدم الجماعة الحوثية أساليب الترهيب ضد المعترضين أو المتهكمين على ممارساتها (إ.ب.أ)
TT

موجة بطش ميليشياوية في صنعاء ضحيتها قاضٍ وصحافي

تستخدم الجماعة الحوثية أساليب الترهيب ضد المعترضين أو المتهكمين على ممارساتها (إ.ب.أ)
تستخدم الجماعة الحوثية أساليب الترهيب ضد المعترضين أو المتهكمين على ممارساتها (إ.ب.أ)

طاولت موجة قمع حوثية جديدة في صنعاء عدداً من المناهضين للجماعة بينهم قاضٍ وصحافي بعد حملات تهديد وتحريض ضدهما، وزملاء آخرين لهما بسبب مواقفهم المناهضة للفساد والمظالم والجبايات وإيقاف الرواتب، وصولاً إلى الاعتداء على السفن التجارية في البحر الأحمر.

واختطف عناصر تابعون للجماعة المسلحة الموالية لإيران القاضي والشخصية الاجتماعية عبد الوهاب قطران من منزله في صنعاء على خلفية انتقاده ممارسات الجماعة والسخرية من ادعاءاتها بمناصر الفلسطينيين، وتضامنه مع الإعلامي مجلي الصمدي الذي أقرّ قاضٍ حوثي أحكاماَ بمصادرة إذاعته وتعرض للاعتداء بسبب رفضه تلك الأحكام ومناهضته ممارسات الفساد ومصادرة الرواتب.

القاضي اليمني عبد الوهاب قطران (إكس)

واشتكى قطران والصمدي وزملاء لهما من الشخصيات الاجتماعية والسياسية والإعلامية، على رأسهم النائب في البرلمان أحمد سيف حاشد، من تلقيهم تهديدات علنية أو عبر رسائل بالاستهداف وإيقاع العقاب بهم بسبب مواقفهم وانتقاداتهم المستمرة لممارسات الجماعة، وتظهر تلك التهديدات في ردود أنصار الجماعة على كتابات الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي.

اقتحام وترويع

ذكرت عائلة قطران وأصدقاء له، أن قوة مكونة من عناصر حوثيين ملثمين، معززة بسيارات عسكرية وأسلحة خفيفة ومتوسطة حاصرت واقتحمت منزله في العاصمة صنعاء، واقتادته إلى جهة مجهولة أمام هلع أفراد عائلته.

وأفاد نجل قطران في فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن القوة التي داهمت المنزل بعد تحطيم أبوابه، مكثت ساعات عدة داخل المنزل، وعملت على تفتيشه والعبث بمحتوياته، واحتجزته رفقة أشقائه عناصر الجماعة داخل مدرعاتهم ساعات عدة، وشارك في العملية أفراد من الميليشيا النسائية للجماعة المعروفة بـ«الزينبيات».

ووفقاً لرواية نجل قطران، فإن عناصر الجماعة جلبت معها كميات من الخمور والممنوعات لتلفيق اتهامات لوالده باقتنائها، واصطحبت معها معدات تصوير لتوثيق ضبط تلك الممنوعات داخل منزله.

وصادر عناصر الجماعة جميع أجهزة الهواتف المحمولة لأفراد العائلة وأجهزة الكومبيوتر، مانعين إياهم من الكتابة أو نشر أي شيء على مواقع التواصل الاجتماعي، ووفقاً لنجل قطران فإن حسابات جميع أفراد العائلة في مواقع التواصل تخضع لتصرف قوة الاقتحام.

وأفاد القاضي قطران قبل هذه الواقعة، بأنه تلقى تهديداً وشتائم على خلفية تغريدة سابقة له حول «من يقولون إنهم يناصرون فلسطين».

جانب من العبث الذي طال منزل القاضي قطران عقب اقتحامه من قوة أمنية حوثية (إكس)

وقال: «حصلت على أكثر من ألف ومائتين تعليق ومشاركة، ممن يزعمون أنهم مناصرون لمظلومية فلسطين، كلها إرهاب ممنهج وعنف لفظي وتنمر وعنجهية، وقذف وسب وشتم وانحطاط وتفاهة، وتهديدات بالقتل والضرب والسجن».

مصادرة واعتداء

سبق اختطاف قطران الاعتداء على الإعلامي اليمني مجلي الصمدي أمام منزله وتحطيم سيارته بعد اعتراضه على قرار محكمة تابعة للجماعة الحوثية بتأييد مصادرة إذاعته التي استولت عليها الجماعة قبل عام.

وأدانت نقابة الصحافيين اليمنيين، الاعتداء الذي طال الصحافي الصمدي مدير ومالك إذاعة «صوت اليمن» أمام منزله بصنعاء على يد ثلاثة أشخاص قاموا أيضاً بكسر زجاج سيارته، بعد يوم من إلغاء محكمة تابعة للحوثيين حكماً كان قد أمر بإعادة الإذاعة التي يملكها.

وحمّلت النقابة الجماعة الحوثية «المسؤولية عن هذا الترهيب» الذي بدأ بإغلاق الإذاعة ثم اقتحامها ونهبها، ورفض تنفيذ حكم ابتدائي بعودة الإذاعة للعمل، والاعتداء على الصمدي والتحريض عليه، وصولاً للحكم القضائي الذي سلبه حقه وما صاحبه من تهديد وتهكم من قاضي المحكمة، ثم تجديد الاعتداء عليه.

البرلماني اليمني أحمد سيف حاشد يرافق الإعلامي مجلي الصمدي خارجاً من المستشفى الذي أُسعف إليه بعد اعتداء عناصر حوثيين عليه (إكس)

وكشف الصمدي، عن أن القاضي الذي أيّد قرار مصادرة إذاعته طلب منه «ترك مهنة الإعلام والذهاب للعمل بالزراعة»؛ الأمر الذي عدته نقابة الصحافيين بأنه يكشف عدم حيادية القضاء واستخدامه لخدمة سلطة الجماعة.

وعدّ الصمدي العبارة التي ألقاها القاضي على مسامعه ومسامع الحاضرين في قاعة المحكمة مبرراً لنهب حقه وإلغاء الحكم الابتدائي، ووصفها بـ«العنصرية المقيتة».

ويُعرف عن العائلات التي تشكل السلالة المؤسسة لجماعة الحوثي استعلاؤها على مختلف المهن والأعمال اليدوية واحتقارها وادعاء أن من يزاول هذه المهن في مرتبة اجتماعية متدنية ولا يحظى بالتقدير أو الاحترام أو المكانة الاجتماعية.

وسبق تعرض الصمدي للاعتداء في أغسطس (آب) الماضي نتيجة مواقفه المناهضة لفساد قادة جماعة الحوثي ومساندته الحملة الشعبية للمطالبة برواتب الموظفين العموميين التي أوقفتها الجماعة منذ ما يزيد على 7 أعوام.


مقالات ذات صلة

31 قتيلاً في اليمن جراء السيول وانفجار صهريج غاز

المشرق العربي قتلى ومفقودون إثر انجراف منازلهم بسبب السيول غرب محافظة ذمار اليمنية (إكس)

31 قتيلاً في اليمن جراء السيول وانفجار صهريج غاز

لقي 28 يمنياً حتفهم جراء سيول ضربت غرب محافظة ذمار الخاضعة للحوثيين، كما أدى انفجار صهريج غاز في مدينة عدن، حيث العاصمة المؤقتة للبلاد، إلى مقتل 3 أشخاص.

«الشرق الأوسط» (عدن)
المشرق العربي نقص التمويل يحرم الملايين في اليمن من المساعدات (المجلس النرويجي للاجئين)

تحسن الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية

أظهرت دراسة أممية انخفاض مستوى انعدام الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، في مقابل زيادة في تدابير الأمن الغذائي بمناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي عناصر حوثية في عرض عسكري بعد أن جندت الجماعة عشرات الآلاف خلال الأشهر الماضية (غيتي)

قادة حوثيون يجردون رئيس حكومتهم الانقلابية من صلاحياته

منع الحوثيون رئيس حكومتهم الانقلابية الجديدة من اختيار مدير مكتبه بنفسه في سياق سعيهم لجعله مجرد واجهة لأجندة كبار قادة الجماعة المنتسبين لسلالة زعيمهم الحوثي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)

مقتل 3 أشخاص وإصابة 18 آخرين بانفجار محطة غاز في مدينة عدن

لقى ثلاثة أشخاص حتفهم، وأصيب 18 آخرون، في انفجار بمحطة غاز، مساء الجمعة، في مدينة عدن، جنوبي اليمن.

«الشرق الأوسط» (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي مستقبلاً في عدن المبعوث الأممي غروندبرغ (سبأ)

العليمي للمبعوث الأممي: الحوثيون ليسوا شريكاً موثوقاً للسلام

وسط مساعي المبعوث الأممي لتحقيق اختراق في جدار الأزمة اليمنية، أبلغه رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بأن الحوثيين ليسوا شريكاً موثوقاً للسلام.

علي ربيع (عدن)

مقتل 3 أشخاص وإصابة 18 آخرين بانفجار محطة غاز في مدينة عدن

أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)
أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)
TT

مقتل 3 أشخاص وإصابة 18 آخرين بانفجار محطة غاز في مدينة عدن

أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)
أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)

لقى ثلاثة أشخاص حتفهم، وأصيب 18 آخرون، في انفجار بمحطة غاز، مساء الجمعة، في مدينة عدن، جنوبي اليمن.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن شهود عيان قولهم: «اندلع حريق هائل إثر انفجار محطة غاز بمديرية المنصورة، شمالي مدينة عدن، أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 18 آخرين».

وأكد شهود عيان أن الانفجار خلف دمارا هائلا في المحلات والمباني المجاورة، «فيما لا تزال عملية البحث عن الضحايا مستمرة».

أحد أفراد قوات الأمن اليمنية يسير باتجاه المنطقة المتضررة جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)

ونشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر حجم الحريق الذي اندلع جراء انفجار محطة الغاز الواقعة في حي سكني مكتظ بالسكان.

وقالت إدارة أمن عدن في بيان لها، إن حصيلة ضحايا الانفجار الذين تم رصدهم في عدد من مشافي عدن «بلغ 18 مصابا، إصابات بعضهم بالغة».

وأوضح البيان أن الأجهزة الأمنية قامت بتطويق مكان الانفجار وباشرت بإجراء تحقيق حول أسباب الحادث.

في ذات السياق، قام أحمد عوض بن مبارك، رئيس الحكومة اليمنية الشرعية، بزيارة ميدانية، لمعاينة آثار الانفجار، حيث «أطلع على تقارير أولية حول الحادث الذي أسفر عن وقوع عدد من الوفيات والإصابات البشرية».

أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» أن بن مبارك «وجه بإجراء مراجعة شاملة للتراخيص الممنوحة لمحطات الغاز خاصة في الأحياء السكنية والتحقيق مع المخالفين ومحاسبتهم على عدم التقيد بمعايير السلامة المهنية».

وشدد رئيس الحكومة على معاقبة كل مسؤول «يثبت تورطه في منح تصاريح مخالفة لمحطات غاز في أحياء سكنية بالمخالفة لإجراءات ومعايير السلامة المهنية، وما يشكله ذلك من مخاطر جسيمة على السكان».