«الغذاء العالمي» يسعى لاتفاق مع الحوثيين لاستئناف توزيع المساعدات

تمويل 7 % فقط من احتياجات الأشهر الأربعة المقبلة

سيتم حرمان 40 ألف امرأة يمنية من علاجات سوء التغذية (إعلام حكومي)
سيتم حرمان 40 ألف امرأة يمنية من علاجات سوء التغذية (إعلام حكومي)
TT

«الغذاء العالمي» يسعى لاتفاق مع الحوثيين لاستئناف توزيع المساعدات

سيتم حرمان 40 ألف امرأة يمنية من علاجات سوء التغذية (إعلام حكومي)
سيتم حرمان 40 ألف امرأة يمنية من علاجات سوء التغذية (إعلام حكومي)

ذكر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنه يسعى لإبرام اتفاق جديد مع الحوثيين، يمكّنه من استئناف توزيع المساعدات الإغاثية شمال اليمن، التي توقفت منذ بداية الشهر الحالي.

وقال البرنامج إنه يواجه ظروفاً وخيمة على نحو كبير في الجانب التمويلي، إذ لم يحصل سوى على 7 في المائة من التمويل المطلوب لتغطية الاحتياجات الإغاثية للأشهر الأربعة الأولى من عام 2024.

تحسن الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية بنسبة 5 % (الأمم المتحدة)

وفي تقرير جديد أكد «الغذاء العالمي» أن المساعدات ظلت متوقفة مؤقتاً في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إلا أن الجهود مستمرة بهدف التوصل إلى اتفاق مع السلطات هناك.

وأوضح أن التوصل إلى اتفاق سيسمح له باستئناف توزيع المساعدة في شمال البلاد، حيث أدى قرار التعليق إلى وقف المساعدات الغذائية عن نحو 9.5 مليون شخص.

استحواذ على المساعدات

رغم توقف المساعدات الأممية في المناطق الخاضعة للحوثيين، فإن الكثير من الأسر والموظفين يشكون من استحواذ الجماعة وأنصارها على المساعدات والتحكم بها وحرمان الأسر التي ترفض إرسال أيٍّ من أبنائها للقتال في صفوفها.

ولهذا يقول عبد السلام المساجدي إنه سعيد بقرار وقف توزيع المساعدات لأنه وجميع أقربائه الذين يعانون الجوع، لم يستفيدوا إطلاقاً من هذه المساعدات التي توزَّع بطريقة استثنائية «ولا يحصل عليها إلا أشخاص استثنائيون».

671 ألف طفل يمني سيُحرمون من المساعدات الأممية (فيسبوك)

وأكد تقرير برنامج الغذاء الأممي أن التوقف المؤقت لتوزيع المساعدات الذي لا يزال قائماً حتى الآن أدى إلى تعطيل سلسلة التوريد الخاصة به «ولهذا قد يستغرق الاستئناف الكامل لتوزيع المساعدات ما يصل إلى أربعة أشهر من لحظة بدء العمل».

وذكر أنه يواجه «ظروفاً وخيمة» على نحو كبير في الجانب التمويلي، إذ حصل على 7 في المائة فقط من التمويل المطلوب لتغطية الاحتياجات الإنسانية للأشهر الأربعة الأولى من عام 2024، في حين أنه يحتاج إلى 1.30 مليار دولار.

تحسن حالة الأمن الغذائي

ووفق تقرير آخر عن الأمن الغذائي جرى تحديثه خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أكد البرنامج تحسن حالة الأمن الغذائي في اليمن بشكل عام خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إذ أبلغت 48 في المائة من الأسر التي شملتها الدراسة عن عدم كفاية مستويات استهلاك الغذاء، مع انخفاض الاستهلاك الغذائي غير الكافي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً بنسبة 5 نقاط مئوية، فيما كانت النسبة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين أقل من ذلك بأربع نقاط.

البيانات التي وزَّعها برنامج الأغذية العالمي أظهرت أن 6.1 مليون شخص حصلوا على المساعدة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي من أصل 17 مليون شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي ويعيشون في المراحل 3 - 4 من التصنيف الدولي لانعدام الأمن الغذائي.

وحسب تلك البيانات فإنه وفي مواجهة نقص التمويل، سوف يتأثر 36 في المائة من الأطفال المستهدفين والبالغ عددهم 671 ألف طفل، إذ جرى حرمان أكثر من 200 ألف طفل و40 ألفاً من النساء الحوامل والمرضعات من علاج سوء التغذية الحاد المعتدل خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الجاري.

يتحكم الحوثيون في توزيع المساعدات وقوائم المستحقين لها (إعلام حكومي)

وطبقاً لهذه البيانات ساعدت آلية الاستجابة السريعة التابعة لصندوق الأمم المتحدة للسكان وبرنامج الأغذية العالمي واليونيسف 10 آلاف و900 شخص خلال الشهر الماضي.

وشمل الدعم الأسر المتضررة من الكوارث الطبيعية والنزوح الناجم عن الصراع، كما جرى إرسال مساعدات غذائية كافية لـ478 ألف طفل وامرأة وفتاة حامل ومرضعة، وتوزيع المساعدة الغذائية العامة على 5.3 ملايين شخص، وفي إطار علاج حالات سوء التغذية الحاد المتوسط أرسل البرنامج الأممي أغذية مغذية متخصصة إلى 323 ألف شخص.

البرنامج الأممي أعلن أيضاً أنه دعم أكثر من 70 ألف شخص في إطار نشاطه لتعزيز القدرة على الصمود وسبل العيش خلال الشهر الماضي، إذ حوّل مليوني دولار من التحويلات ضمن برنامج النقد مقابل العمل، بما في ذلك إعادة تأهيل الطرق الريفية، وحصاد المياه والمشاريع الزراعية في 18 مديرية في 7 من المحافظات اليمنية. وشمل ذلك أيضاً 3600 امرأة حصلن على مساعدات غذائية للتدريب.


مقالات ذات صلة

إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

العالم العربي جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)

إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

أعلن 22 حزباً ومكوناً سياسياً يمنياً تشكيل تكتل سياسي جديد في البلاد، هدفه استعادة الدولة وتوحيد القوى ضد التمرد، وإنهاء الانقلاب، وحل القضية الجنوبية.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي (سبأ)

العليمي: الحوثيون تسببوا في دمار هائل للبنى التحتية باليمن

أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي، أن انقلاب الجماعة الحوثية في بلاده تسبَّب في دمار هائل للبنى التحتية والاقتصاد الذي قد يخسر 657 مليار دولار

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي الجماعة الحوثية تعتزم فرض ضرائب دخل على مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)

الحوثيون ينشئون آلية للجبايات تحت مزاعم دعم القضاء

يتجه الحوثيون إلى توسيع دائرة مواردهم من خلال ابتكار آليات ووسائل جديدة للجبايات بالتزامن مع مساعيهم إلى إعادة هيكلة المؤسسات الحكومية في مناطق سيطرتهم.

وضاح الجليل (عدن)
يوميات الشرق وزير الإعلام اليمني وعدد من سفراء الدول العربية والأجنبية لدى اليمن خلال انطلاق «ليالٍ يمنية» في الرياض (متداولة)

أنغام الطرب اليمني الأصيل تُعانق رقصات الفلكلور في قلب الرياض

على إيقاع الطرب اليمني الأصيل، وتناغم رقصات الفلكلور التراثي العريق، انطلقت مساء الأحد في قلب العاصمة السعودية الرياض، فعاليات «ليالٍ يمنية» التي تستمر 3 أيام.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي اليمنيون يشتكون من بطء الإنترنت رغم مزاعم تدشين خدمة الجيل الرابع (إكس)

إرغام محال الإنترنت بصنعاء على المشاركة في التعبئة الحوثية

شنَّت الجماعة الحوثية في الأيام الأخيرة حملات ضد مُلاك مَحال وشبكات الإنترنت في العاصمة المختطفة صنعاء، بغية ابتزازهم وإجبارهم على الترويج لأفكار الجماعة.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

مصر: مقتل طالب يثير قلقاً من انتشار «العنف» بالمدارس

وزير التربية والتعليم يتابع انتظام العملية التعليمية بمدارس محافظة القليوبية (وزارة التربية والتعليم)
وزير التربية والتعليم يتابع انتظام العملية التعليمية بمدارس محافظة القليوبية (وزارة التربية والتعليم)
TT

مصر: مقتل طالب يثير قلقاً من انتشار «العنف» بالمدارس

وزير التربية والتعليم يتابع انتظام العملية التعليمية بمدارس محافظة القليوبية (وزارة التربية والتعليم)
وزير التربية والتعليم يتابع انتظام العملية التعليمية بمدارس محافظة القليوبية (وزارة التربية والتعليم)

تجدد الحديث عن وقائع العنف بين طلاب المدارس في مصر، مع حادثة مقتل طالب في محافظة بورسعيد طعناً على يد زميله، ما أثار مخاوف من انتشاره، في ظل وقوع حوادث مماثلة بوقت سابق في محافظات مختلفة.

وشغلت المصريين خلال الساعات الماضية واقعة شهدتها مدرسة بورسعيد الثانوية الميكانيكية بمحافظة بورسعيد في مصر، الأحد، بعدما تداول مدونون «اتهامات عن تعدي طالب على آخر بسلاح أبيض ما أصابه بطعنة نافذة في القلب، أدت إلى وفاته».

وكشف وزارة الداخلية المصرية، الاثنين، ملابسات الحادث، مشيرة، في بيان، إلى أن عملية الطعن جاءت على خلفية مشاجرة نشبت بين الطالبين في فناء المدرسة، و«أنه بالانتقال وسؤال شهود الواقعة أفادوا بقيام طالب بالتعدي على المجني عليه بسلاح أبيض (مطواة) كانت بحوزته، فأحدث إصابته، ولاذ بالهرب بالقفز من أعلى سور المدرسة».

وعقب تقنين الإجراءات، وفق البيان، تم «ضبط مرتكب الواقعة بمكان اختبائه بالقاهرة، كما تم ضبط السلاح المستخدم في ارتكاب الواقعة».

وجاء التعقيب سريعاً من وزارة التعليم، حيث أكد الوزير محمد عبد اللطيف، أن «الوزارة لن تتهاون في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان حماية أبنائها الطلاب، وتوفير بيئة تعليمية آمنة، وسلامة سير العملية التعليمية في جميع محافظات الجمهورية».

وشدد في بيان، الاثنين، على أنه «لن يتم القبول بتكرار مثل هذا الحادث، أو أي تجاوزات من قبل الطلاب أو المعلمين أو أي مسؤول، وأي تجاوز ستتعامل معه الوزارة بإجراءات صارمة وحازمة».

وكانت الوزارة، في أول رد فعل عقب الحادث، اتخذت إجراءات عاجلة ومشددة تضمنت إلغاء تكليف مديرة المدرسة، وتحويل جميع المسؤولين في المدرسة إلى الشؤون القانونية.

ويدرس نحو 25 مليون طالب وطالبة في مرحلة التعليم الأساسي في مصر، تضمهم 60 ألف مدرسة، بحسب بيانات وزارة التربية والتعليم.

الواقعة أثارت تفاعلاً، وأعادت الحديث عن جرائم مشابهة، منها ما شهدته محافظة سوهاج (صعيد مصر)، قبل أيام، من إصابة طالب بالصف الأول الثانوي بجرح قطعي بالرقبة إثر تعدي زميله عليه بسلاح أبيض «كتر» إثر مشادة كلامية لوجود خلافات سابقة بينهما، بحسب وسائل إعلام محلية.

وزارة التعليم المصرية تسعى لحماية الطلاب وتطبيق أسس وقواعد التربية السليمة (الشرق الأوسط)

وخلال يوليو (تموز) الماضي، أقدم طالب بالثانوية العامة في محافظة بورسعيد أيضاً، على طعن زميله داخل إحدى لجان امتحانات الثانوية العامة، بدعوى عدم السماح له بالغش منه. وتكررت الواقعة للسبب نفسه خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي، عندما طعن طالب ثانوي بالإسكندرية زميله بآلة حادة عقب الخروج من لجنة الامتحان لعدم تمكينه من الغش، حيث استشاط غضباً لعدم مساعدته.

ومن قبلها في شهر مارس (آذار)، قُتل طالب على يد زميله بسلاح أبيض «كتر» أمام مدرسة ثانوية بمحافظة القليوبية، بسبب معاكسة فتاة.

الخبير التربوي المصري، الدكتور حسن شحاتة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، يرجع مثل هذه الوقائع إلى «السلوك العدواني، الذي يكتسبه الطلاب من البيئة والمجتمع خارج المدرسة، من خلال مشاهدة التلفزيون وأفلام العنف، والألعاب العنيفة، وبالتالي ينقلونه إلى داخل المدرسة».

ولفت إلى أن «وقف هذا العنف مسؤولية مشتركة، فالأسرة عليها مهمة تجنيب الأبناء صور وأشكال السلوك العدواني، إلى جانب إفهام الطالب الخطأ من الصواب داخل المدرسة، والقوانين المنظمة للدراسة، والتشديد على الالتزام الأخلاقي داخل المؤسسة الدراسية، وكيف أنها مكان مقدس مثل دور العبادة».

ولا تمثل هذه الوقائع ظاهرة، وفق شحاتة، فهي «حوادث معدودة في ظل وجود 25 مليون طالب في مصر»، مبيناً أنه «مع ارتفاع كثافة الفصول، وعدم وجود أنشطة مدرسية مناسبة للتلاميذ، مما يؤدي إلى عدم تفريغ الشحنات الانفعالية لهم، وهنا يأتي دور المدرسة في إيجاد أنشطة في المدرسة رياضية وموسيقية وفنية، يمارسها الطلاب لتهذيبهم، مع وجود دور للمُعلم في تعليمهم السلوك السوي مع بعضهم البعض».

ويوضح الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة المصرية اليابانية، لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه الحوادث تعد «أعراضاً لتراجع النظام التعليمي»، وغياب «القيم التربوية».

ويلفت «صادق» إلى أن هذه الحوادث تعد امتداداً لإرث معروف بين الأسر تنصح به أطفالها، مثل عبارات: «لو حد ضربك في المدرسة اضربه» أو «خد حقك»، الذي معه «يقرر الطالب الاعتماد على نفسه في الحصول على حقه»، بينما الطبيعي، وفق صادق، عند تعرض الطالب لعنف أو تنمر «يشتكي للمعلم، ويرفع الأمر للإدارة لأخذ موقف ومعاقبة الطالب المعتدي؛ لكن مع غياب المعلم المؤهل وضعف إدارات المدارس، يغيب ذلك العقاب، وبالتالي نجد هذا العنف».