فرقاطة فرنسية تسقط مسيّرة كانت تستهدف الناقلة «ستريندا»

صورة بالقمر الاصطناعي لمضيق باب المندب (ناسا)
صورة بالقمر الاصطناعي لمضيق باب المندب (ناسا)
TT

فرقاطة فرنسية تسقط مسيّرة كانت تستهدف الناقلة «ستريندا»

صورة بالقمر الاصطناعي لمضيق باب المندب (ناسا)
صورة بالقمر الاصطناعي لمضيق باب المندب (ناسا)

قالت وزارة الدفاع الفرنسية في بيان اليوم (الثلاثاء) إن الفرقاطة الفرنسية «فريم لانجدوك» اعترضت ودمرت طائرة مسيرة كانت تهدد ناقلة النفط النرويجية «ستريندا» ضمن هجوم جوي معقد انطلق من اليمن.

وأوضحت أن الهجوم وقع مساء أمس الاثنين وتسبب في اندلاع حريق على متن الناقلة التي تبحر تحت العلم النرويجي. وكانت القيادة المركزية الأميركية «سنتكوم» أعلنت في وقت سابق أنّ صاروخاً أطلقه الحوثيون أصاب، أمس (الاثنين)، ناقلة نفط ترفع علم النرويج أثناء إبحارها قبالة اليمن، مشيرة إلى أنّه لم ترد في الحال أنباء عن وقوع ضحايا من جراء هذه الضربة، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت «سنتكوم» في منشور على منصة «إكس»، إنّ ناقلة النفط «ستريندا» أصيبت بصاروخ مجنّح أُطلق من اليمن من منطقة يسيطر عليها الحوثيون، مشيرة إلى أنّ السفينة أبلغت عن وقوع «أضرار تسبّبت في نشوب حريق على متنها»، ومؤكّدة أنّ مدمّرة تابعة للبحرية الأميركية لبّت نداء استغاثة أطلقته السفينة ومدّت لها يد العون.

وقالت شركة «موينكل كيميكال تانكرز»، المالكة لناقلة الكيماويات النرويجية التي أصيبت بصاروخ قبالة سواحل اليمن، اليوم لوكالة «رويترز»، إن الناقلة تتجه الآن إلى ميناء آمن.

وأوضح رئيس «موينكل» أن طاقم الناقلة «ستريندا» المؤلف من 22 شخصاً من الهند، ولم يُصَب أحد منهم بأذى.

وأعلن الحوثيون اليوم، أنهم نفذوا عملية عسكرية استهدفت الناقلة التجارية «ستريندا» التي ترفع علم النرويج. وأفاد المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، في بيان بثه التلفزيون، بأن الجماعة استهدفت الناقلة بصاروخ بحري بعد أن رفض طاقمها الاستجابة للنداءات التحذيرية.

وأضاف أن الجماعة «نجحت خلال اليومين الماضيين في منع مرور عدة سفن استجابت لتحذيرات القوات البحرية اليمنية، ولم تلجأ لاستهداف السفينة النرويجية المحملة بالنفط إلا بعد رفض طاقمها كل النداءات التحذيرية». وجددت الجماعة التعهد بأنها ستواصل منع كل السفن من كل الجنسيات من التوجه للموانئ الإسرائيلية «حتى إدخال ما يحتاجه الناس في قطاع غزة من غذاء ودواء».

بدورها، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية التابعة للبحرية البريطانية، اليوم، إنها تلقت بلاغاً يفيد بأن كياناً عرّف نفسه بأنه «البحرية اليمنية»، وجّه سفينة بتغيير مسارها إلى ميناء يمني. وكانت الهيئة قد قالت، أمس، إنها تلقت بلاغاً يفيد بوقوع هجوم استهدف سفينة قرب باب المندب قبالة سواحل اليمن، وإن النار اشتعلت بها.

وأضافت في بيان عبر منصة «إكس»، أن السلطات تحقق في الهجوم الذي وقع بالبحر الأحمر، وأن جميع أفراد طاقم السفينة بخير، داعية كل السفن بالمنطقة إلى توخي الحذر وإبلاغها في حالة رصد أي نشاط مريب، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

وقال مسؤولان دفاعيان أميركيان لوكالة «رويترز»، إن صاروخ «كروز» برياً أطلق من منطقة يمنية يسيطر عليها الحوثيون أصاب ناقلة تجارية، ما تسبب في حريق وأضرار، لكن لم تقع إصابات. وقال أحد المسؤولين إن الهجوم وقع على بعد نحو 60 ميلاً بحرياً من شمال مضيق باب المندب. وأضاف أن المدمرة التابعة للبحرية الأميركية «ماسون» في مكان الحادث وتقدم المساعدة.

ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، توعّد الحوثيون بمنع مرور السفن المتوجهة إلى الموانئ الإسرائيلية عبر البحر الأحمر، ما لم يتم إدخال الأغذية والأدوية إلى غزة، رداً على حرب إسرائيل على القطاع الفلسطيني المحاصر.

وبعد ساعات من هذا التهديد الذي صدر السبت، أعلنت هيئة أركان الجيوش الفرنسية أن فرقاطة تابعة لها في البحر الأحمر أسقطت مسيّرتين كانتا متجّهتين نحوها، انطلقتا من اليمن. وهذا الاستهداف هو الأحدث في سلسلة عمليات شهدها البحر الأحمر والمياه المحيطة منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول).

وتبنّى الحوثيون العمليات السابقة التي شملت احتجاز سفينة تجارية وإطلاق صواريخ ومسيرات نحو أهداف بحرية، وأخرى نحو مدينة إيلات بجنوب إسرائيل. وأكد الحوثيون أن هذه الهجمات ستستمر إلى أن «يتوقف العدوان الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يزعمون استهداف حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر

العالم العربي أنصار الحوثيين يرددون شعارات ويرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض للولايات المتحدة وإسرائيل في صنعاء 10 يناير 2025 (إ.ب.أ)

الحوثيون يزعمون استهداف حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر

أعلن الحوثيون تنفيذ عملية عسكرية مشتركة استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» وقطعاً بحرية تابعة لها شمال البحر الأحمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية ضابط إسرائيلي يزيل جزءاً من صاروخ أطلقه الحوثيون من اليمن بعد أن أصاب منزلاً في قرية ميفو بيتار الإسرائيلية 14 يناير 2025 (أ.ب)

الحوثيون يعلنون قصف أهداف إسرائيلية بطائرات مسيّرة وصاروخ

أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، اليوم (الثلاثاء)، تنفيذ هجومين على أهداف في تل أبيب بوسط إسرائيل وإيلات في الجنوب، في خامس هجوم خلال يومين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي الحوثيون عينوا الآلاف من أتباعهم في قطاع التربية والتعليم (إعلام محلي)

الحوثيون يحرمون آلاف الموظفين من «نصف الراتب»

 نفّذ الحوثيون «مذبحة» غير مسبوقة في حق المعلمين والموظفين العموميين بمناطق سيطرتهم واستبعدوا الآلاف من قوائم صرف نصف الراتب الذي قررت الجماعة صرفه أخيراً.

محمد ناصر (تعز)
شؤون إقليمية حطام صاروخ باليستي حوثي سقط في بلدة بيت شيمش بوسط إسرائيل بالقرب من القدس (أرشيفية - أ.ف.ب)

إصابة 11 إسرائيليا خلال تدافعهم للملاجئ عقب إطلاق صاروخين من اليمن

استهدف صاروخ أطلقه متمردون حوثيون في اليمن وسط إسرائيل في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء، ما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار وفرار السكان إلى الملاجئ. كما شنت…

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية صاروخ ينطلق من إحدى بطاريات نظام القبة الحديدية الدفاعي الإسرائيلي (د.ب.أ)

الجيش الإسرائيلي يعترض طائرة مسيّرة أُطلقت من اليمن

أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الاثنين، أن سلاح الجو التابع له اعترض طائرة دون طيار جرى إطلاقها من اليمن إلى جنوب إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

الحوثيون يزعمون قصف الحاملة «هاري ترومان» للمرة السادسة

مقاتلة تنطلق من على متن حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» (الجيش الأميركي)
مقاتلة تنطلق من على متن حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون يزعمون قصف الحاملة «هاري ترومان» للمرة السادسة

مقاتلة تنطلق من على متن حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» (الجيش الأميركي)
مقاتلة تنطلق من على متن حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» (الجيش الأميركي)

زعمت الجماعة الحوثية، الأربعاء، مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» والقطع الحربية المرافقة لها في شمالي البحر الأحمر، للمرة السادسة، باستخدام الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة، وذلك غداة تبنيها 4 هجمات باتجاه إسرائيل خلال 24 ساعة.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل تحت مزاعم مناصر الفلسطينيين في غزة.

المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع قال في بيان متلفز إن القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير التابع لجماعته استهدفا حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» وعدداً من القطع الحربية التابعة لها شمالي البحر الأحمر.

وأوضح المتحدث أن العملية الهجومية نفذت بواسطة عدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة، زاعماً أنها المرة السادسة التي يتم فيها مهاجمة الحاملة منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

صورة جوية لحاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» والقطع المرافقة لها في البحر الأحمر (الجيش الأميركي)

وتوعدت الجماعة على لسان متحدثها العسكري بالاستمرار في شن الهجمات، وقالت إنها جاهزة لأي تصعيد أميركي أو إسرائيلي، وإن هجماتها لن تتوقف إلا بانتهاء الحرب في قطاع غزة ورفع الحصار عنه.

وسبق أن اعترف الجيش الأميركي بالتصدي لهجمات حوثية مماثلة استهدفت سفناً عسكرية في البحر الأحمر دون حدوث أي أضرار أو إصابات.

وكان المتحدث الحوثي تبنى، الثلاثاء، تنفيذ جماعته أربع هجمات باتجاه إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة خلال 24 ساعة. وأكد الجيش الإسرائيلي، من جهته، اعتراض صاروخين وطائرة مسيرة، في حين أفادت خدمة الإسعاف الإسرائيلية «نجمة داود الحمراء» بوقوع عدد من الإصابات جراء التدافع نحو الملاجئ، بعد تفعيل صفارات الإنذار.

يشار إلى أن الجماعة الحوثية تلقت في 10 يناير (كانون الثاني) الحالي أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

ألف غارة

أدّت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر خلال 14 شهراً إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

ورداً على هذا التصعيد استقبلت الجماعة نحو ألف غارة جوية وقصف بحري، خلال عام من التدخل الأميركي الذي بدأ في 12 يناير 2024، وأدى ذلك إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين. وفق ما أقر به الحوثيون.

وكانت الولايات المتحدة أنشأت في ديسمبر (كانون الأول) 2023 تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير 2024، بمشاركة بريطانيا في عدد من المرات.

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

الضربات استهدفت مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين كان من نصيب الحديدة الساحلية أغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة.

وأعاق التصعيد الحوثي وردود الفعل الغربية والإسرائيلية مسار السلام اليمني، إذ كان اليمنيون يستبشرون أواخر 2023 بقرب الإعلان عن خريطة طريق توسطت فيها السعودية وسلطنة عمان من أجل طي صفحة الصراع المستمر منذ 10 سنوات.

وتنفي الحكومة اليمنية السردية الحوثية بخصوص مناصرة الفلسطينيين في غزة، وتتهم الجماعة بتنفيذ أجندة إيران في المنطقة، خاصة أن الجماعة استغلت الأحداث لتجنيد عشرات الآلاف تحت مزاعم الاستعداد للمواجهة مع إسرائيل والولايات المتحدة، وفيما يبدو أن المسعى الحقيقي هو التجهيز لمهاجمة المناطق اليمنية الخاضعة للحكومة الشرعية.