«حرب غزة»: جهود مصرية - قطرية مدّدت الهدنة يوماً… وتسعى للمزيد

بموازاة دخول شاحنات الوقود والمساعدات من معبر «رفح»

شاحنات المساعدات عند معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة خلال الهدنة المؤقتة بين حركة «حماس» وإسرائيل (رويترز)
شاحنات المساعدات عند معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة خلال الهدنة المؤقتة بين حركة «حماس» وإسرائيل (رويترز)
TT

«حرب غزة»: جهود مصرية - قطرية مدّدت الهدنة يوماً… وتسعى للمزيد

شاحنات المساعدات عند معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة خلال الهدنة المؤقتة بين حركة «حماس» وإسرائيل (رويترز)
شاحنات المساعدات عند معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة خلال الهدنة المؤقتة بين حركة «حماس» وإسرائيل (رويترز)

تتواصل جهود مصر وقطر لتمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة لمُدد إضافية أخرى، بعدما نجحت الاتصالات المصرية - القطرية، الأربعاء، في تمديد الهدنة ليوم إضافي واحد. تزامن ذلك مع استمرار دخول شاحنات الوقود والمساعدات للفلسطينيين عبر معبر رفح.

وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الخميس، إنه «يتابع بشكل دائم موقف نفاذ المساعدات والوقود لقطاع غزة»، لافتاً إلى أن بلاده «قدمت النصيب الأكبر من المساعدات حتى الآن للفلسطينيين».

مصطفى مدبولي خلال اجتماع مجلس الوزراء المصري (الحكومة المصرية)

ودخلت هدنة إنسانية لأربعة أيام، تم التوصل إليها بوساطة قطرية - مصرية وبجهود أميركية بين حركة «حماس» وإسرائيل في قطاع غزة، حيز التنفيذ الجمعة الماضي؛ لتوقف حرباً إسرائيلية استمرت نحو 50 يوماً على القطاع، راح ضحيتها قرابة 15 ألف شخص وأكثر من 30 ألف جريح، وشملت «الهدنة» الإفراج عن المحتجزين الفلسطينيين والإسرائيليين، والسماح بدخول المساعدات والوقود للقطاع، وتم تمديد «الهدنة» بعد ذلك لمدة يومين إضافيين، وتكرر تمديد «الهدنة» ليوم واحد.

تمديد «الهدنة»

وأكد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، ضياء رشوان، أنه «تم تمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة بجهود مصرية - قطرية مكثفة لمدة يوم واحد (الأربعاء)».

وقال رشوان، الخميس: إن «تلك الهدنة تتضمن حتى الآن، الاتفاق على الإفراج عن 10 من المحتجزين الإسرائيليين، والإفراج عن 30 فلسطينياً، مع استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى شمال وجنوب قطاع غزة بالكميات نفسها المتفق عليها في أيام الهدنة الستة السابقة».

ووفق رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، فإن «هناك اتصالات مصرية - قطرية مستمرة لتمديد الهدنة الإنسانية لمدة يومين إضافيين؛ سعياً لوقف إطلاق النار والإفراج عن مزيد الأسرى والمحتجزين وإدخال مساعدات إنسانية وإغاثية أكثر لقطاع غزة»، موضحاً أن «الجهود المصرية - القطرية المكثفة أسفرت عن تجاوز الكثير من العقبات التي كانت تواجه تنفيذ اتفاق الهدنة»، مؤكداً أن «مصر ستواصل بذل أقصى جهودها لضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى شمال وجنوب قطاع غزة».

مصابو غزة

في السياق، أشار مدبولي خلال اجتماع مجلس الوزراء المصري، الخميس، إلى دور مصر في تنفيذ اتفاق الهدنة الذي تم التوافق عليه بشراكة بين مصر وقطر والولايات المتحدة الأميركية، وتيسير نفاذ المُساعدات الإنسانية والمواد الإغاثية إلى قطاع غزة.

ولفت إلى مواصلة اللقاءات والاتصالات التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الأطراف الدولية الفاعلة لطرح وجهة النظر المصرية، والدفع نحو «إيجاد تسوية للموقف في قطاع غزة»، مؤكداً أنه «يتابع موقف المصابين الذين يصلون إلى مصر من قطاع غزة، وتتولى مصر تقديم سبل الرعاية الطبية لهم، وكذا موقف الأطفال المبتسرين الذين تم استقبالهم في المشافي المصرية».

وخلال الأيام الماضية تزايدت وتيرة زيارة مسؤولين أوروبيين إلى القاهرة؛ إذ استقبل السيسي، الاثنين، نظيرته المجرية كاتالين نوفاك. كما استقبل السيسي، الأحد، وزيرَي خارجية سلوفينيا والبرتغال، واستقبل، الجمعة، رئيسَي الوزراء الإسباني والبلجيكي.

الرئيس المصري مستقبلاً نظيرته المجرية بالقاهرة (الرئاسة المصرية)

وبحسب بيانات سابقة للرئاسة المصرية، ركزت تلك اللقاءات على «جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والمساعي لإطلاق حلول سياسية للقضية الفلسطينية».

وشدد السيسي خلالها على أهمية «إدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات الإغاثية إلى أهالي القطاع بما يلبي احتياجاتهم المعيشية، ويحد من حجم المعاناة الإنسانية الهائلة التي يشهدونها، مع ضمان عدم امتداد الصراع إلى الضفة الغربية».

مساعدات إنسانية

إلى ذلك، أعلن «الهلال الأحمر المصري»، الخميس، «دخول سبع شاحنات وقود تحمل 130 ألف لتر سولار و80 طن غاز من معبر رفح إلى قطاع غزة».

قافلة لـ«الهلال الأحمر المصري» تغادر معبر رفح بعد توصيل المساعدات (الهلال الأحمر المصري)

وقال رئيس فرع «الهلال الأحمر المصري» في شمال سيناء، خالد زايد، وفق ما أوردت وكالة «أنباء العالم العربي»: إن «شاحنات المساعدات الإنسانية والطبية بدأت في الدخول إلى غزة وتم عبور 200 شاحنة وفقاً لاتفاق الهدنة».

وأضاف زايد، أن «هناك نحو 400 شاحنة مساعدات تنتظر المرور للقطاع»، لافتاً إلى أن «خمسة مصابين فلسطينيين يرافقهم خمسة آخرون من أقاربهم نُقلوا من معبر رفح إلى مستشفى العريش العام».


مقالات ذات صلة

في ذكرى 7 أكتوبر... «إسرائيل التي تعرفونها لم تعد قائمة»

خاص دمار واسع جراء الغارات الإسرائيلية على خان يونس في 26 أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)

في ذكرى 7 أكتوبر... «إسرائيل التي تعرفونها لم تعد قائمة»

«إسرائيل التي تعرفونها لم تعد قائمة. ستتعرفون على إسرائيل أخرى». هكذا كانت رسالة الضباط الإسرائيليين لنظرائهم الفلسطينيين بعد 7 أكتوبر.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي الفلسطيني نعمان أبو جراد وأسرته (أ.ب)

«من الحياة المريحة إلى الخراب»... قصة أسرة فلسطينية وعام من النزوح

قضى الفلسطيني نعمان أبو جراد وزوجته ماجدة وبناتهما الست العام الماضي بأكمله في نزوح على طول قطاع غزة، محاولين البقاء على قيد الحياة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون بجوار جثث أقاربهم الذين قتلوا في غارة إسرائيلية بمستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (أرشيفية - رويترز)

24 قتيلاً في قصف إسرائيلي على دير البلح وسط غزة

قال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن 24 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم وأصيب 93 آخرون في ضربات جوية إسرائيلية على مسجد ومدرسة يؤويان مئات النازحين.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شمال افريقيا فلسطينيون يتفقدون موقع الغارات الإسرائيلية على المنازل في خان يونس بجنوب قطاع غزة (رويترز)

«وساطة غزة» في عام... هدنة واحدة وجولات «متعثرة»

تحركات واتصالات واجتماعات على مدار عام، منذ 7 أكتوبر 2023، لإنهاء الحرب في غزة، لم تسفر إلا عن هدنة واحدة لمدة أسبوع.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شؤون إقليمية البرلمان التركي (أرشيفية)

تركيا: جلسة برلمانية خاصة لحرب غزة وتطورات الشرق الأوسط

يعقد البرلمان التركي جلسة خاصة لمناقشات التطورات في منطقة الشرق الأوسط بعد عام من الحرب في غزة، وتصعيد إسرائيل عدوانها وتوسيعه إلى لبنان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

أكثر من 30 غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية الليلة الماضية

لبناني يشاهد الدخان يتصاعد من الضاحية الجنوبية لبيروت بعد قصف إسرائيلي (أ.ب)
لبناني يشاهد الدخان يتصاعد من الضاحية الجنوبية لبيروت بعد قصف إسرائيلي (أ.ب)
TT

أكثر من 30 غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية الليلة الماضية

لبناني يشاهد الدخان يتصاعد من الضاحية الجنوبية لبيروت بعد قصف إسرائيلي (أ.ب)
لبناني يشاهد الدخان يتصاعد من الضاحية الجنوبية لبيروت بعد قصف إسرائيلي (أ.ب)

شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت ليل السبت - الأحد، أعنف ليلة منذ بداية القصف الإسرائيلي، إذ استهدفت بأكثر من 30 غارة، سمعت أصداؤها في بيروت، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

ووفق الوكالة الوطنية للإعلام، غطت سحب الدخان الأسود أرجاء الضاحية كافة، حيث استهدفت الغارات محطة توتال على طريق المطار، ومبنى في شارع البرجاوي بالغبيري، ومنطقة الصفير وبرج البراجنة، وصحراء الشويفات وحي الأميركان ومحيط المريجة الليلكي وحارة حريك.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه نفذ سلسلة من الغارات الجوية المحددة على مواقع تابعة لـ«حزب الله» في بيروت، بما في ذلك «كثير من مستودعات الأسلحة وبنية تحتية أخرى للمسلحين».

ويتهم الجيش الإسرائيلي «حزب الله» بوضع مواقع تخزين وإنتاج الأسلحة، تحت مبانٍ سكنية، في العاصمة اللبنانية، مما يعرض السكان للخطر ويتعهد بالاستمرار في ضرب الأصول العسكرية لـ«حزب الله» بكامل قوته.

وخلال الأيام الماضية، أصدر الجيش الإسرائيلي طلبات إخلاء لأماكن في الضاحية الجنوبية لبيروت عدة مرات، حيث يواصل قصف كثير من الأهداف وقتل قادة في «حزب الله» و«حماس».

وأعلنت إسرائيل منتصف الشهر الماضي، نقل «الثقل العسكري» إلى الجبهة الشمالية. وبدأت منذ 23 سبتمبر (أيلول)، تكثيف غاراتها الجوية خصوصاً في مناطق تعدّ معاقل لـ«حزب الله» في الجنوب والشرق والضاحية الجنوبية لبيروت.

وأعلنت إسرائيل أنها بدأت في 30 سبتمبر (أيلول)، عمليات «برية محدودة وموضعية ومحددة الهدف» في جنوب لبنان تستهدف «بنى تحتية» عائدة لـ«حزب الله».