«اللجنة العربية الإسلامية» تطالب بدور متوازن لوقف النار بغزة

ماكرون استقبل أعضاءها في باريس... وكاميرون أكد التزام لندن بمنع التصعيد

أعضاء «اللجنة الوزارية العربية الإسلامية» مع وزير الخارجية البريطاني قبيل اجتماعهم في لندن (أ.ف.ب)
أعضاء «اللجنة الوزارية العربية الإسلامية» مع وزير الخارجية البريطاني قبيل اجتماعهم في لندن (أ.ف.ب)
TT

«اللجنة العربية الإسلامية» تطالب بدور متوازن لوقف النار بغزة

أعضاء «اللجنة الوزارية العربية الإسلامية» مع وزير الخارجية البريطاني قبيل اجتماعهم في لندن (أ.ف.ب)
أعضاء «اللجنة الوزارية العربية الإسلامية» مع وزير الخارجية البريطاني قبيل اجتماعهم في لندن (أ.ف.ب)

واصلت «اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية في الرياض» جولتها للدول دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي لوقف النار في قطاع غزة، حيث وصلت مساء الأربعاء إلى العاصمة الفرنسية باريس، رابع محطاتها بعد بكين وموسكو ولندن، قبل التوجه إلى واشنطن.

واجتمعت اللجنة برئاسة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، الأربعاء، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، وديفيد كاميرون وزير الخارجية البريطاني في لندن، بمشاركة الأعضاء أيمن الصفدي (الأردن)، وسامح شكري (مصر)، ورياض المالكي (فلسطين)، وهاكان فيدان (تركيا)، وريتنو مارسودي (إندونيسيا)، ويوسف مايتاما توجار (نيجيريا)، وأحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية.

ورحَّب الاجتماعان بجهود الوساطة المصرية القطرية الأميركية المشتركة، التي أسفرت عن التوصل إلى اتفاق لهدنة إنسانية بغزة لأربعة أيام قابلة للتمديد، مع التأكيد على ضرورة البناء على الهدنة الإنسانية وصولاً لوقف كامل ومستدام لإطلاق النار في أسرع وقت.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يستقبل أعضاء «اللجنة الوزارية العربية الإسلامية» بقصر الإليزيه في باريس (أ.ف.ب)

وشدد أعضاء اللجنة على أهمية اتخاذ أعضاء مجلس الأمن والمجتمع الدولي إجراءات فاعلة وعاجلة للوقف الكامل لإطلاق النار، باعتبار ذلك أولوية لجميع الدول العربية والإسلامية، مطالبين بريطانيا بالقيام بدور متوازن بما يتسق مع القوانين الدولية، للوصول إليه، وتنفيذ جميع القرارات ذات الصلة.

وتطرق الاجتماعان إلى ضرورة إحياء عملية السلام، حيث شدد الأعضاء على أهمية ضمان السلام العادل والدائم والشامل، من خلال تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بحل الدولتين، وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

كما ناقشا تأمين الممرات الآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية والغذائية والماء والوقود والكهرباء إلى غزة، والسماح للمنظمات الدولية بالقيام بمهامها في القطاع ومحيطه.

أعضاء «اللجنة الوزارية العربية الإسلامية» يغادرون قصر الإليزيه بعد اجتماعهم مع الرئيس الفرنسي (أ.ف.ب)

وطالب الأعضاء المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤوليته، عبر رفض جميع أشكال الانتقائية في تطبيق المعايير القانونية والأخلاقية الدولية، والتغاضي عن الجرائم البشعة التي ترتكبها قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.​

في السياق ذاته، ذكرت وزارة الخارجية البريطانية في بيان، أن المحادثات ركزت على سبل ضمان الإفراج عن جميع الرهائن، وزيادة كميات المساعدات التي تدخل إلى غزة، والوصول إلى حل سياسي طويل الأمد للأزمة، مضيفة أنها بحثت أيضاً «سبل تنشيط المساعي الدبلوماسية للوصول إلى حل الدولتين القابل للتنفيذ، الذي يحقق الأمن لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين».

وأفاد البيان بأن الوزير كاميرون أكد «أهمية السماح للمنظمات الإنسانية بجلب المزيد من الوقود حتى تتمكن من إنقاذ الأرواح دون عراقيل، بما في ذلك تشغيل المستشفيات ومحطات تحلية المياه التي توفر 80 في المائة من المياه في غزة»، مجدداً إدانة المملكة المتحدة «تصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية»، والتزامها بـ«الدعم المستمر لجهود منع التصعيد على نطاق أوسع في المنطقة، بما في ذلك في لبنان واليمن».

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره البريطاني ديفيد كاميرون قبل الاجتماع في لندن (أ.ف.ب)

وبشأن الهدنة بين إسرائيل و«حماس»، عدَّ كاميرون الاتفاق «خطوة مهمة نحو تحقيق الاطمئنان لعائلات الرهائن، وإخراج الأسرى، وفرصة لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة، وإدخال مزيد من المساعدات لإعانة الشعب الفلسطيني»، مشدداً على أهمية ضمان تنفيذه بشكل كامل من جميع الأطراف المعنية.

وأضاف: «بحثنا كيفية الاستفادة من هذه الخطوة للتفكير بشأن المستقبل، وسبل استطاعتنا بناء مستقبل سلمي يوفر الأمن لإسرائيل، وكذلك الأمن والاستقرار للشعب الفلسطيني».

كان الرئيس ماكرون قد رحّب على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، بالهدنة الإنسانية المعلَنة، وقال إنه يعمل «بلا هوادة لضمان إطلاق سراح جميع الرهائن»، مضيفاً: «ينبغي أن تتيح إمكانية إدخال المساعدات والإغاثة لسكان غزة».

الرئيس الفرنسي لدى اجتماعه مع أعضاء «اللجنة الوزارية العربية الإسلامية» بقصر الإليزيه في باريس (إ.ب.أ)

ولاحقاً، التقى أعضاء اللجنة بوزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، حيث جرى بحث الأوضاع في غزة ومحيطها، والجهود المبذولة لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين، وأهمية تثبيت الهدنة والبناء عليها، بالإضافة إلى مناقشة العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، بما يعزز أمن واستقرار الشرق الأوسط والعالم.

بدورها، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية، إن باريس تأمل بأن يكون فرنسيون بين الرهائن الذين سيفرج عنهم في إطار الاتفاق.

أعضاء «اللجنة الوزارية العربية الإسلامية» مع وزيرة الخارجية الفرنسية قبيل اجتماعهم في باريس (واس)

 


مقالات ذات صلة

انتقادات من الجيش لنتنياهو: عرقلة الاتفاق مع «حماس» سيقويها

شؤون إقليمية عناصر من حركتي «حماس» و«الجهاد» يسلمون رهائن إسرائيليين للصليب الأحمر في نوفمبر 2023 (د.ب.أ)

انتقادات من الجيش لنتنياهو: عرقلة الاتفاق مع «حماس» سيقويها

حذر عسكريون إسرائيليون، في تسريبات لوسائل إعلام عبرية، من أن عرقلة نتنياهو لصفقة تبادل أسرى، تؤدي إلى تقوية حركة «حماس»، وتمنع الجيش من إتمام مهماته القتالية.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي رجل يحمل جثة طفل قُتل في غارة إسرائيلية على مدرسة في مخيم النصيرات للاجئين بغزة (أ.ف.ب)

غزة: 71 قتيلاً جراء القصف الإسرائيلي في يوم واحد

أعلنت وزارة الصحة  الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم (الخميس)، ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 44 ألفاً و56 قتيلاً، إلى جانب 104 آلاف و268 إصابة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت (رويترز)

بن غفير وسموتريتش يتهمان غالانت بالسماح لـ«حماس» بالاستمرار في حكم غزة

انتقد أعضاء اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية غالانت بعد أن حذر من أنّ تحمل المسؤولية عن توزيع المساعدات الإنسانية في غزة قد يجر إسرائيل للحكم العسكري.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي فلسطينيون يحملون جثمان أحد القتلى جراء القصف الإسرائيلي على النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ب)

قصف طال مدرسة وخيمة للنازحين... الجيش الإسرائيلي يقتل 16 فلسطينياً بغزة

قتل الجيش الإسرائيلي اليوم (الأربعاء) 16 فلسطينياً على الأقل في هجمات جوية على مناطق مختلفة بقطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الخليج الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والملك عبد الله الثاني بن الحسين ويظهر الشيخ عبد الله بن زايد وأيمن الصفدي وعدد من المسؤولين خلال اللقاء (وام)

تأكيد إماراتي أردني على أهمية تكثيف الجهود لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بحث مع العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني بن الحسين، قضايا المنطقة والعلاقات الثنائية.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

الحكومة المصرية تغلظ عقوبات «سرقة الكهرباء»

اجتماع مجلس الوزراء المصري برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء)
اجتماع مجلس الوزراء المصري برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء)
TT

الحكومة المصرية تغلظ عقوبات «سرقة الكهرباء»

اجتماع مجلس الوزراء المصري برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء)
اجتماع مجلس الوزراء المصري برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء)

وافق مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، برئاسة مصطفى مدبولي، على مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون الكهرباء الصادر عام 2015، بهدف تغليظ عقوبات الجرائم الخاصة بالاستيلاء على التيار الكهربائي.

وتشكو الحكومة المصرية منذ سنوات من لجوء مواطنين إلى وصلات غير شرعية للحصول على الكهرباء دون دفع رسوم، أو استهلاك الكهرباء من دون عداد، تُحصّل من خلاله الحكومة مستحقاتها.

وتحمّل الحكومة المصرية عمليات السرقة جزءاً كبيراً من مسؤولية انقطاع التيار الذي شهدته مصر خلال الأعوام الماضية.

وبحسب التعديل الجديد، الذي وضعته الحكومة، الأربعاء، يعاقب بالحبس مُدة لا تقل عن سنة، وبغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تزيد على مليون جنيه (الدولار يساوي 49.7)، أو بإحدى هاتين العقوبتين؛ كُل من استولى بغير حق على التيار الكهربائي، وتُضاعف العقوبة في حديها الأدنى والأقصى في حالة العود. أمّا إذا ترتب على هذه الجريمة انقطاع التيار الكهربائي فتكون العقوبة السجن.

وتقضي العقوبة في القانون الحالي، لتلك المخالفة، بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، ولا تزيد على سنتين، وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه ولا تزيد على 100 ألف جنيه.

ووفق مشروع القانون الجديد، تقضي المحكمة بإلزام المحكوم عليه برد مثلي قيمة استهلاك التيار الكهربائي المستولى عليه، بالإضافة إلى الامتناع عمداً عن تقديم أي من الخدمات المُرخص بها دون عُذر أو سَنَد من القانون، على أن تضاعف العقوبة في حديها الأدنى والأقصى في حالة التكرار.

وشملت التعديلات الجديدة، العقاب أيضاً بالحبس مُدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه، ولا تزيد على مليون جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، لكُل من قام بتوصيل الكهرباء لأي من الأفراد أو الجهات بالمُخالفة لأحكام القانون، أو عَلِمَ بارتكاب أي مخالفة لتوصيل الكهرباء ولم يُبادر بإبلاغ السلطة المختصة.

بينما تقضي العقوبة في القانون الحالي، لذات المخالفة، بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وغرامة لا تزيد على 50 ألف جنيه.

ووفق مشروع القانون الجديد، سيتم الحبس مُدة لا تقل عن سنتين وبغرامة لا تقل عن 200 ألف جنيه ولا تزيد على مليوني جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، إذا وقعت الجريمة عن طريق التدخل العمدي في تشغيل المعدات أو المهمات أو الأجهزة الخاصة بإنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء، وفقاً للضوابط الفنية المنصوص عليها في اللائحة التنفيذية للقانون، وتُضاعف العقوبة في حديها الأدنى والأقصى في حالة العود.

وتضمن التعديل إضافة مادة جديدة إلى قانون الكهرباء، تنص على أن يكون للجهة المجني عليها التصالح مع المتهم في الجرائم المنصوص عليها في المادتين 70 و71، إذا دفع قبل رفع الدعوى الجنائية إلى المحكمة المُختصة، مُقابل أداء قيمة استهلاك التيار الكهربائي المُستولى عليه، أو إذا دفع بعد رفع الدعوى الجنائية إلى المحكمة المُختصة وحتى صدور حُكم باتٍ فيها، مقابل أداء مثلي قيمة استهلاك التيار الكهربائي المُستولى عليه، أو إذا دفع بعد صدور الحكم باتاً، مقابل أداء ثلاثة أمثال قيمة استهلاك التيار الكهربائي المستولى عليه.

وفي جميع حالات التصالح، إذا نتج عن الجرائم، إتلاف المعدات أو المُهمات أو الأجهزة الخاصة بإنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء؛ يلتزم طالب التصالح بسداد قيمة ما تم إتلافه. وفي جميع الأحوال تضاعف قيمة مقابل التصالح في حالة العود.

وارتفعت أعداد المحاضر التي حرّرتها الحكومة لسارقي الكهرباء الفترة الماضية، حتى تجاوزت خلال 5 أسابيع فقط أكثر من 600 ألف محضر سرقة، وفق ما صرّح به وزير الكهرباء، خلال اجتماع الحكومة، في سبتمبر (أيلول) الماضي.