اليمن: قرصنة سفينة «غالاكسي ليدر» إرهاب إيراني بالوكالة

الاتحاد الأوروبي يدعو للإفراج الفوري عن الناقلة وطاقمها

هدّد زعيم الجماعة الحوثية باستهداف كل السفن التي لها علاقة بإسرائيل في البحر الأحمر (د.ب.أ)
هدّد زعيم الجماعة الحوثية باستهداف كل السفن التي لها علاقة بإسرائيل في البحر الأحمر (د.ب.أ)
TT

اليمن: قرصنة سفينة «غالاكسي ليدر» إرهاب إيراني بالوكالة

هدّد زعيم الجماعة الحوثية باستهداف كل السفن التي لها علاقة بإسرائيل في البحر الأحمر (د.ب.أ)
هدّد زعيم الجماعة الحوثية باستهداف كل السفن التي لها علاقة بإسرائيل في البحر الأحمر (د.ب.أ)

ندّد الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، بقرصنة الحوثيين سفينة الشحن الدولية «غالاكسي ليدر»، ودعا إلى الإفراج الفوري عنها وعن طاقمها، بينما وصفت الحكومة اليمنية الحادثة بأنها إرهاب إيراني بالوكالة، داعية الدول المشاطئة للبحر الأحمر إلى مواجهة ما أسمته «عبث طهران».

وكان الحوثيون استولوا، الأحد، على السفينة أثناء مرورها في المياه الدولية في البحر الأحمر قبالة الحديدة، مستخدمين مروحية عسكرية وزوارق، زاعمين أنها سفينة إسرائيلية، وأن العملية تأتي دعماً للفلسطينيين في غزة، وأن أفراد طاقم السفينة ستتم معاملتهم وفق الشريعة الإسلامية.

نفت إسرائيل علاقتها بالناقلة كما نفت وجود أي شخص إسرائيلي على متنها (أ.ف.ب)

وقال الاتحاد الأوروبي في بيان، إنه يدين بشدة استيلاء الحوثيين على سفينة «غالاكسي ليدر» في جنوب البحر الأحمر، مشدداً على أن تهديد الملاحة الدولية والأمن البحري «غير مقبول».

وأوضح البيان الأوروبي، أن بعض مواطني الاتحاد كانوا ضمن الطاقم، داعياً الحوثيين للإفراج الفوري عن السفينة وطاقمها.

واقتادت الجماعة الحوثية السفينة، وفق الشركة المالكة، إلى ميناء الحديدة على البحر الأحمر، وسط مخاوف من أن يتسبب سلوك الجماعة في زعزعة أمن الملاحة في الممر الحيوي، بخاصة وأن العملية كما يقول مراقبون يمنيون جاءت بأوامر إيرانية.

وذكرت الشركة المالكة «غالاكسي ماريتايم» المسجلة في جزيرة «آيل أوف مان»، أنها فقدت جميع الاتصالات مع سفينتها، وأوضحت أن عسكريين صعدوا على متن السفينة بشكل غير قانوني عبر طائرة مروحية، وأنها موجودة حالياً في ميناء الحديدة.

تنديد يمني رسمي

وأكدت الحكومة اليمنية في بيان رسمي، الثلاثاء، «رفضها المطلق لأعمال القرصنة البحرية التي تنفذها الميليشيات الحوثية بدعم كامل من النظام الإيراني في المياه الإقليمية اليمنية»، وقالت: إن ذلك «يمثل تهديداً جدياً للملاحة البحرية والسلم والأمن الدوليين».

وأضاف البيان، أن «الأعمال الإرهابية الحوثية بالوكالة عن النظام الإيراني من شأنها تعميق الأزمة الإنسانية للشعب اليمني، ومضاعفة الأعباء الاقتصادية، وتكاليف التأمين والشحن البحري على السفن المتجهة إلى الموانئ اليمنية».

بثّ الحوثيون مشاهد لعملية قرصنة السفينة «غالاكسي ليدر» في البحر الأحمر (أ.ف.ب)

ووصف البيان هذه الهجمات بأنها «ستصبّ في مصلحة القوى الأجنبية، بما في ذلك تحويل المياه الإقليمية إلى مسرح للصراع، وتوسيع النفوذ الإسرائيلي، والجماعات المسلحة في المنطقة».

وأكدت الحكومة اليمنية، أن الهجمات الحوثية «نتيجة طبيعية لتخلي المجتمع الدولي عن مسؤولياته في ردع هذه الميليشيات المارقة التي شنت على مدى السنوات الماضية العشرات من عمليات السطو المسلح والاعتداءات البحرية المفخخة ضد سفن تجارية من مختلف الجنسيات، والمنشآت النفطية والمصالح الوطنية، والأعيان المدنية في دول الجوار».

دعوة للدول المشاطئة

دعت الحكومة اليمنية في بيانها الدول المطلة على البحر الأحمر إلى التحرك العاجل لمواجهة ما وصفته بـ«العبث الإيراني بأمن المنطقة، وحرية الملاحة الدولية في واحد من أهم الممرات التجارية في العالم».

وكان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني وصف في وقت سابق واقعة قرصنة السفينة العملاقة، بأنها «جريمة حوثية مكتملة الأركان»، مشيراً إلى أن من يدير السفينة شركة «نيبون يوسن» اليابانية، وأنها كانت تبحر في المياه الدولية بالبحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية في رحلة تجارية اعتيادية بين تركيا والهند وعلى متنها طاقم بحارة غالبيتهم من الجنسية التركية.

وفي حين أكد الإرياني أن الحادثة «إرهاب دولة منظم تمارسه إيران عبر ذراعها الحوثية». قال: إن العملية «ليس لها أي تأثير مباشر أو غير مباشر على الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، بل تؤثر بشكل مباشر على حركة التجارة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وقناة السويس، واقتصاديات الدول المشاطئة، كما أنها محاولة لشرعنة الوجود الأجنبي في المضايق البحرية بالمنطقة بحجة حماية الممرات الدولية من أعمال القرصنة».

يتهم اليمنيون الجماعة الحوثية بمحاولة استغلال الحرب في غزة لكسب التعاطف محلياً (أ.ف.ب)

ووصف الوزير اليمني الحادثة بأنها «امتداد» لما وصفه بـ«سلسلة المسرحيات الإيرانية الهزلية الممتدة من جنوب لبنان وصولاً لليمن»، والتي قال إنها «تهدف إلى غسل سمعة طهران، وما يسمى (محور المقاومة) والتشويش على حقيقة متاجرتهم طيلة عقود بالشعارات والخطب والعنتريات الفارغة عن فلسطين والقدس والأقصى».

وقال: «إن هذه القرصنة البحرية تثبت صحة تحذيرات الحكومة الشرعية طيلة السنوات الماضية من خطورة استمرار سيطرة ميليشيا الحوثي، الذراع الأقذر والأرخص للنظام الإيراني في المنطقة، على أجزاء من الشريط الساحلي وموانئ الحديدة الثلاثة، واتخاذها منطلقاً لعمليات القرصنة وتهديد السفن التجارية وناقلات النفط في خطوط الملاحة الدولية، وانعكاساته الخطيرة على أمن الطاقة والتجارة العالمية»، وفق تعبيره.


مقالات ذات صلة

استراتيجية يمنية لتمويل المناخ وبرنامج أممي يحمي الأسماك

المشرق العربي التطرفات المناخية باليمن أسهمت إلى جانب الانقلاب والحرب في مضاعفة معاناة اليمنيين (أ.ف.ب)

استراتيجية يمنية لتمويل المناخ وبرنامج أممي يحمي الأسماك

تعتزم الحكومة اليمنية بدء حملة للحصول على تمويلات تساعدها في مواجهة تطرفات المناخ بينما ينفذ برنامج أممي مشروعاً لحماية البيئة والثروة السمكية.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي طفلة تعاني من سوء التغذية وتنتظر العلاج في أحد مستشفيات العاصمة صنعاء (رويترز)

الكوليرا والحصبة تفتكان بمئات آلاف اليمنيين

تتزايد أعداد المصابين بالكوليرا والحصبة وأمراض أخرى في اليمن، بموازاة تفاقم سوء التغذية الذي تعتزم الحكومة مواجهته بالتعاون مع الأمم المتحدة بمناطق غرب البلاد.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، اتفاقيات متنوعة لتعزيز القطاع التعليمي والطبي في محافظات يمنية عدة يستفيد منها ما يزيد على 13 ألف فرد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي مجموعة من الشبان اليمنيين المجندين في معسكر تدريب روسي يرفعون العلم اليمني (إكس)

شبكة حوثية لتجنيد مئات اليمنيين للقتال في أوكرانيا

تنشط شبكة حوثية لتجنيد شبان يمنيين للقتال ضمن الجيش الروسي في أوكرانيا، من خلال إغرائهم بالعمل في شركات أمن روسية برواتب مجزية وتتقاضى آلاف الدولارات عن كل شاب.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يؤكدون استمرار «العمليات بالصواريخ والمسيّرات» ضد إسرائيل

مناصرون لجماعة الحوثي المتمردة يرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض لإسرائيل في صنعاء (إ.ب.أ)
مناصرون لجماعة الحوثي المتمردة يرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض لإسرائيل في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يؤكدون استمرار «العمليات بالصواريخ والمسيّرات» ضد إسرائيل

مناصرون لجماعة الحوثي المتمردة يرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض لإسرائيل في صنعاء (إ.ب.أ)
مناصرون لجماعة الحوثي المتمردة يرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض لإسرائيل في صنعاء (إ.ب.أ)

أكد زعيم المتمردين اليمنيين عبد الملك الحوثي، اليوم (الخميس) استمرار الهجمات التي تشنها قواته «بالصواريخ والمسيرات» ضد إسرائيل مهدداً بهجمات «أقوى وأكبر»، غداة بدء سريان وقف لإطلاق النار بين الدولة العبرية و«حزب الله» في لبنان.

وقال زعيم الحوثيين المدعومين من إيران في كلمة بثتها قناة «المسيرة» إنّ «العمليات من جبهة اليمن المساندة للشعب الفلسطيني بالقصف بالصواريخ والمسيّرات على العدو الإسرائيلي مستمرة».

وأطلق المتمردون الحوثيون في اليمن طائرات مسيّرة وصواريخ على إسرائيل بشكل منتظم منذ بدء حرب غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

كما استهدفوا سفن شحن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متوجهة إليها في البحر الأحمر وخليج عدن، ما أدى إلى تعطيل هذا الطريق التجاري الحيوي بشكل كبير.

ووفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال الحوثي «آمل من الجميع في الجيش وعلى المستوى الشعبي أن ندرك مسؤوليتنا لنبذل الجهد ونستعين بالله ليعيننا على فعل ما هو أقوى وأكبر ضد العدو الإسرائيلي».

وفي السياق ذاته، أفاد تلفزيون «المسيرة» التابع للحوثيين، مساء اليوم (الخميس)، بأن طائرات أميركية وبريطانية شنت غارتين على محافظة الحديدة في غرب اليمن.

وأوضح التلفزيون أن الغارتين استهدفتا مديرية باجل، دون ذكر مزيد من التفاصيل.