فرضت الجماعة الحوثية زيادة جديدة في أسعار الوقود في مناطق سيطرتها، ستزيد من معاناة السكان الذين يعيش غالبيتهم أوضاعاً بائسة، بسبب توقف الرواتب، وتدهور الخدمات، وتقلص سبل العيش.
وأقرت شركة النفط الخاضعة للحوثيين في صنعاء زيادة جديدة في أسعار الوقود بمقدار 25 ريالاً يمنيا للتر الواحد، و500 ريال للجالون سعة 20 لتراً، بعد أن كان سعر جالون البنزين سعة 20 لتراً بـ9 آلاف ريال، أي ما يعادل 17 دولاراً.
وزعمت الجماعة الحوثية أن هذه الزيادة تأتي نتيجة احتساب تكاليف سفن الوقود الواصلة إلى موانئ الحديدة عبر المستوردين الموالين لها، في حين يقول اقتصاديون إن الهدف من ذلك هو استمرار جني الجماعة الأموال من تجارة الوقود التي يحتكرها قادتها والموالون لها.
الإجراء الانقلابي جاء بالتوازي مع أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة يكابدها الملايين بمناطق سيطرة الجماعة جراء حدة الصراع وانعدام شبه كلي للخدمات وانقطاع الرواتب واتساع رقعة الفقر والبطالة التي دفعت السكان إلى حافة المجاعة بعد أن صنفت أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
سخط شعبي
قوبل قرار الجماعة الحوثية برفع أسعار الوقود بموجة من السخط الشعبي، حيث ندد ناشطون وسياسيون على منصات التواصل الاجتماعي بهذه الخطوة، وأكدوا أن القرار ستكون له تبعات كارثة على ملايين اليمنيين بمناطق سيطرة الجماعة الذين لا يزالون يعانون منذ سنوات أوضاعاً إنسانية صعبة يرافقها استمرار نهب الجماعة الرواتب مع غياب كلي للخدمات، وانعدام فرص العمل في وقت تستمر فيه الجماعة في فرض الجبايات والضرائب على المواطنين ومختلف القطاعات.
قالوا انهم اطلقوا صاروخ الى ايلات ،واليوم التالي امس الاول رفعوا جرعة جديدة فوق الجرعات السابقة بالوقود ،بزيادة ٥٠٠ ريال بكل دبة بترول وديزل ثمن ذلك الصاروخ!!انهم تجار حروب متوحشين متعطشين للارباح ويحبون المال حبا جما.والتجارة لا يمكن أن تستمر دون الحرب، ولا الحرب دون التجارة
— عبدالوهاب قطران (@Abdalraqep) November 12, 2023
وسبق لقادة الجماعة الحوثية التي تدير شركة النفط في العاصمة المحتلة صنعاء أن قامت بفرض زيادات سعرية متعددة في المحروقات، رغم رفع القيود عن موانئ الحديدة.
واعتادت الجماعة في كل مرة استباق أي قرار يقضي بفرض جرعة سعرية جديدة على المشتقات بافتعال أزمة وقود خانقة تستمر أياماً أو أسابيع ثم يلحقها اتخاذ قرار فرض الزيادة السعرية.
وجاءت الزيادة الحوثية في أسعار الوقود في وقت يستمر فيه تدفق شحنات الوقود منذ سريان الهدنة الأممية إلى ميناء الحديدة الخاضع للجماعة، إضافة إلى تسجيل سعر النفط انخفاضاً عالمياً بمقدار 6 دولارات للبرميل الواحد.
وتجني الجماعة الحوثية - وفق تقديرات يمنية - أكثر من 3 ملايين دولار يومياً من أرباح احتكارها استيراد وبيع المشتقات النفطية في مناطق سيطرتها، حيث تسخرها وإيرادات حكومية أخرى لمصلحة مجهودها الحربي ومواصلة حروبها ضد اليمنيين.
وتتهم تقارير محلية الانقلابيين الحوثيين بافتعال أزمات وقود متلاحقة جراء إصدار كبار قادتهم تعميمات تقضي بمنع دخول القاطرات المحملة بالمحروقات القادمة من المناطق المحررة رغم أنها منخفضة التكلفة مقارنة بالوقود المستورد عبر ميناء الحديدة.
وكانت الجماعة قد فرضت خلال عام واحد أكثر من 5 جرعات سعرية للمحروقات في العاصمة المختطفة صنعاء وبقية مناطق سيطرتها، وذلك خلال الفترة من منتصف 2021 وحتى منتصف العام الماضي.
ثلث اليمنيين جياع
جاء فرض الزيادة الحوثية الجديدة في أسعار الوقود في وقت يشير فيه أحدث التقارير الدولية إلى استمرار معاناة أكثر من ثلث سكان اليمن من الجوع الشديد، فضلاً على استمرار معدلات سوء التغذية بين الأطفال والتي تعد من بين أعلى المعدلات في العالم.
وفي أحدث تقاريرها، أكدت منظمة «أوكسفام» الدولية أن اليمن عانى منذ اندلاع الحرب في عام 2015، من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يحتاج أكثر من 21 مليون يمني، أي ثلثي السكان، إلى المساعدة الإنسانية، كما أدى الصراع إلى سقوط آلاف الضحايا، ودفع أكثر من 4 ملايين يمني إلى النزوح من منازلهم، وتسبب في انهيار اقتصادي.
ويعاني الاقتصاد اليمني تدهوراً كبيراً، حيث ازدادت معدلات انخفاض قيمة العملة وذلك بسبب التضخم، وتضاعفت أسعار المواد الغذائية ولم يعد الكثير من اليمنيين قادرين على شراء احتياجاتهم الأساسية من الطعام.