انتحار معلم يمني... ومختطف آخر قضى داخل السجون الحوثية

تقرير حكومي: 350 شخصاً فارقوا الحياة في معتقلات الجماعة

أصدر الحوثيون أوامر بالإعدام والسجن بحق مئات ممن تم اختطافهم من الطرقات (إعلام حوثي)
أصدر الحوثيون أوامر بالإعدام والسجن بحق مئات ممن تم اختطافهم من الطرقات (إعلام حوثي)
TT
20

انتحار معلم يمني... ومختطف آخر قضى داخل السجون الحوثية

أصدر الحوثيون أوامر بالإعدام والسجن بحق مئات ممن تم اختطافهم من الطرقات (إعلام حوثي)
أصدر الحوثيون أوامر بالإعدام والسجن بحق مئات ممن تم اختطافهم من الطرقات (إعلام حوثي)

اختار المعلم اليمني علي هاني إنهاء حياته انتحاراً، بعد أن ضاقت به الحياة جراء قطع الحوثيين رواتبه منذ 7 أعوام، عجز خلالها عن توفير احتياجات أسرته، بينما كشفت مصادر حقوقية عن وفاة مختطف جديد في معتقلات الجماعة، بعد أقل من شهر على وفاة موظف إغاثة في إحدى الزنازين.

وحسب مصادر محلية في صنعاء، فوجئ سكان حي جدر شمالي العاصمة المختطفة، بإقدام المعلم علي هاني على الانتحار بإطلاق رصاصة من بندقيته الآلية على نفسه، بعد معاناة من الظروف الاقتصادية استمرت 7 أعوام، بسبب قطع رواتب الموظفين، وعجزه عن توفير متطلبات أسرته.

أصدر الحوثيون أوامر بالإعدام والسجن بحق مئات ممن تم اختطافهم من الطرقات (إعلام حوثي)
أصدر الحوثيون أوامر بالإعدام والسجن بحق مئات ممن تم اختطافهم من الطرقات (إعلام حوثي)

ويقول أحد السكان إن الرجل عانى خلال الفترة الأخيرة من مرض نفسي، جراء صعوبة الحياة المعيشية، وأنه أخذ بندقيته وذهب إلى مرتفع مجاور للحي، وأطلق النار على نفسه وفارق الحياة.

الحادثة جاءت بينما يتعرض المعلمون في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية للملاحقة، ويتلقون التهديدات بسبب إعلانهم الإضراب الشامل منذ بداية العام الدراسي، ومطالبتهم بصرف رواتبهم الموقوفة، وقيام الحوثيين باختطاف رئيس نادي المعلمين والمعلمات، والأمين العام للنادي، واثنين من قادة فروعه في المحافظات، على خلفية تبنيهم الدعوة للإضراب الشامل.

وفاة مختطف في المعتقل

في سياق انتهاكات الحوثيين المستمرة، ذكرت مصادر حقوقية يمنية أن مختطفاً جديداً في سجون الجماعة فارق الحياة، نتيجة تعرضه للتعذيب خلال فترة احتجازه.

جاء ذلك في وقت لا تزال فيه الجماعة ترفض التحقيق المستقل في وفاة مسؤول الأمن والسلامة في منظمة «إنقاذ الطفولة» الدولية هشام الحكيمي، في إحدى الزنازين، بعد اختطافه من الشارع لمدة تقارب الشهرين، ودون معرفة التهم الموجهة إليه.

حوَّل الحوثيون مدينة صنعاء إلى مأوى كبير للفقر والجوع طوال سنوات سيطرتهم عليها (فيسبوك)
حوَّل الحوثيون مدينة صنعاء إلى مأوى كبير للفقر والجوع طوال سنوات سيطرتهم عليها (فيسبوك)

المصادر ذكرت أن الشاب عز الدين الحبجي -وهو في العقد الثاني من العمر- فارق الحياة في الزنزانة التي وضعه الحوثيون فيها منذ نحو عام ونصف عام، بعد اختطافه من قرية الغول مسود، بعزلة الحبج، في مديرية الزاهر، بمحافظة البيضاء؛ حيث وُجهت له تهم ملفقة مثل مئات المعتقلين الذين يُتهمون بالتعاون مع الحكومة والتحالف الداعم لها.

وطبقاً للمصادر، فإن الشاب تم نقله خلال فترة اعتقاله بين عدة سجون في محافظات البيضاء وذمار وصنعاء، قبل أن يتم إيداعه في معسكر الأمن المركزي بصنعاء الذي حوله الحوثيون إلى واحد من أكبر المعتقلات، ويشرف عليه شقيق رئيس فريق الحوثيين المعني بملف الأسرى، عبد القادر المرتضى، وفق تأكيد معتقلين أُفرج عنهم أخيراً.

ومثلما حصل مع مسؤول الأمن والسلامة في منظمة «إنقاذ الطفولة»، أُبلغت أسرة الحبجي في اتصال هاتفي من إدارة المعتقل بوفاة ابنها داخل الزنزانة، وطلبوا منها الحضور لتسلم جثته، بعد أن نُقل إلى ثلاجة «مستشفى القدس العسكري» القريب من المعتقل، وأمرت الأسرة بسرعة دفن الجثمان، للحيلولة دون تشريحه وطمس معالم الجريمة وفق تعبير المصادر.

350 معتقلاً يمنياً فارقوا الحياة في سجون الحوثيين (إعلام حكومي)
350 معتقلاً يمنياً فارقوا الحياة في سجون الحوثيين (إعلام حكومي)

ووفقاً لتقرير صادر عن وزارة حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية، توفي أكثر من 350 مختطفاً ومحتجزاً داخل سجون الحوثيين، جراء التعذيب الوحشي الذي تعرضوا له خلال السنوات الماضية.

كما وثق التقرير الحكومي أكثر من 1635 حالة تعذيب تعرض لها المختطفون في السجون التي يديرها الحوثيون في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

وفي محافظة حجة، ذكرت مصادر حقوقية أن زعيماً قبلياً يدعى مزاحم الوروري قُتل، ولم يتمكن أحد من إسعافه، وذلك على خلفية انتقاده لسلطة الحوثيين، بعد نحو عام من قتل سلطان الوروري ونهب سيارته وسلاحه الشخصي، وقام الحوثيون حينها باعتقال عمه مصلح الوروري بسبب مطالبته الحوثيين بتسليم قتلة أخيه، قبل أن يتم الإفراج عنه وتتم تصفيته ونجله بعدها بأيام.


مقالات ذات صلة

السعودية وبريطانيا توسعان الاستجابة للكوليرا في اليمن

الخليج الدكتور عبد الله الربيعة والوزيرة جيني تشابمان خلال لقائهما في لندن الاثنين (مركز الملك سلمان للإغاثة)

السعودية وبريطانيا توسعان الاستجابة للكوليرا في اليمن

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة» ووزارة الخارجية البريطانية بياناً مشتركاً لتوسيع نطاق الاستجابة للكوليرا في جميع أنحاء اليمن، يستفيد منه 3.5 مليون شخص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي رجل يمشي وسط مركز إيواء الأفارقة في صعدة (رويترز)

هل يتعمد الحوثيون استخدام السجناء والمعتقلين دروعاً بشرية لتجنب القصف؟

يعتقد مسؤولون وباحثون يمنيون أن جماعة الحوثي تتعمد استخدام السجناء والمعتقلين دروعاً بشرية تجنباً للقصف الجوي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي رجل يعاين الأضرار عقب ضربة أميركية في صنعاء استهدفت موقعاً مفترَضاً للحوثيين (أ.ف.ب)

«الفارس الخشن» تستنزف قدرات الحوثيين... والعليمي يطلب تحالفاً دولياً

أكد الجيش الأميركي تكبيد الحوثيين خسائر ضخمة جراء عملية «الفارس الخشن» المتصاعدة، واتهم إيران بمواصلة دعم الجماعة، بينما أوقعت ضربة في صعدة عشرات القتلى.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي آثار قصف أميركي استهدف موقعاً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

المقاتلات الأميركية تتصيّد مقرات لمخابرات الحوثيين

مع استمرار الحملة الأميركية ضد الحوثيين في اليمن كثَّفت الضربات من استهداف مقار أجهزة مخابرات الجماعة، ومراكز للقيادة والسيطرة خلال الأيام القليلة الماضية.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي لقطة من فيديو بثّه إعلام تابع لجماعة «الحوثي» تُظهر نقل أحد المصابين جراء قصف مركز إيواء اللاجئين الأفارقة بصعدة (إ.ب.أ)

الحوثيون: 68 قتيلاً بقصف أميركي على مركز توقيف للمهاجرين في صعدة

أعلن الدفاع المدني في اليمن مقتل 68 مهاجراً أفريقياً وإصابة 47، جراء قصف أميركي استهدف مركز إيواء للمهاجرين غير الشرعيين بمدينة صعدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصدران مصريان: محادثات القاهرة بشأن غزة تشهد تقدماً كبيراً

طفلتان فلسطينيتان تقفان وسط أنقاض مبان مدمرة جراء الغارات الإسرائيلية في قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفلتان فلسطينيتان تقفان وسط أنقاض مبان مدمرة جراء الغارات الإسرائيلية في قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT
20

مصدران مصريان: محادثات القاهرة بشأن غزة تشهد تقدماً كبيراً

طفلتان فلسطينيتان تقفان وسط أنقاض مبان مدمرة جراء الغارات الإسرائيلية في قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفلتان فلسطينيتان تقفان وسط أنقاض مبان مدمرة جراء الغارات الإسرائيلية في قطاع غزة (أ.ف.ب)

قال مصدران أمنيان مصريان لوكالة «رويترز» للأنباء إن المفاوضات التي عقدت في القاهرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بشأن غزة تشهد تقدماً كبيراً.

وأشار المصدران إلى أن الأطراف اتفقت على عدد من القضايا، منها التوافق على وقف إطلاق نار طويل الأمد في غزة، مؤكداً أن بعض النقاط الشائكة لا تزال قائمة رغم التقدم المحرز في المحادثات، ومنها مسألة أسلحة حركة «حماس».

وقالت قناة «القاهرة الإخبارية» التابعة للدولة في مصر إن رئيس جهاز المخابرات المصري حسن محمود رشاد سيلتقي مع وفد إسرائيلي برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، الاثنين، في القاهرة.

وأضافت القناة أن هذا اللقاء يأتي في إطار الجهود المصرية القطرية لاستئناف وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» في غزة.

ويأتي الاجتماع في أعقاب زيارة وفد «حماس» لمصر قبل عدة أيام لبحث التهدئة.

ولم يؤكد مسؤولون إسرائيليون إلى الآن هذه المعلومات.

وتقود مصر، إلى جانب قطر والولايات المتحدة، جهوداً دبلوماسية لإنهاء الحرب المدمرة في غزة والتي دخلت شهرها الثامن عشر.

وكانت «حماس» أعلنت في وقت سابق هذا الأسبوع أن وفدها غادر القاهرة السبت بعد إجرائه محادثات مع الوسطاء المصريين.

وقال مسؤول في «حماس» لم يشأ كشف هويته لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن الحركة مستعدة لعقد «صفقة» لإنهاء الحرب في قطاع غزة تشمل إطلاق سراح الرهائن المتبقين دفعة واحدة وهدنة لخمس سنوات.

في 17 أبريل (نيسان)، رفضت «حماس» اقتراحاً إسرائيلياً يتضمن هدنة لمدة 45 يوماً في مقابل الإفراج عن 10 رهائن أحياء.

وفي مقابل مطالبة «حماس» باتفاق شامل، تطالب إسرائيل بإعادة جميع الرهائن ونزع سلاح «حماس» والفصائل الفلسطينية الأخرى، لكنّ الحركة شددت على أن هذا المطلب يشكل «خطاً أحمر».