«الدعم السريع» تعلن السيطرة على مقر قيادة الجيش في وسط دارفور

مع استمرار الصراع في السودان

دخان يتصاعد من الطائرات المحترقة داخل مطار الخرطوم خلال اشتباكات بين قوات «الدعم السريع» شبه العسكرية والجيش في الخرطوم بالسودان 17 أبريل 2023 (أرشيفية - رويترز)
دخان يتصاعد من الطائرات المحترقة داخل مطار الخرطوم خلال اشتباكات بين قوات «الدعم السريع» شبه العسكرية والجيش في الخرطوم بالسودان 17 أبريل 2023 (أرشيفية - رويترز)
TT

«الدعم السريع» تعلن السيطرة على مقر قيادة الجيش في وسط دارفور

دخان يتصاعد من الطائرات المحترقة داخل مطار الخرطوم خلال اشتباكات بين قوات «الدعم السريع» شبه العسكرية والجيش في الخرطوم بالسودان 17 أبريل 2023 (أرشيفية - رويترز)
دخان يتصاعد من الطائرات المحترقة داخل مطار الخرطوم خلال اشتباكات بين قوات «الدعم السريع» شبه العسكرية والجيش في الخرطوم بالسودان 17 أبريل 2023 (أرشيفية - رويترز)

أعلنت قوات «الدعم السريع»، اليوم (الثلاثاء)، السيطرة على مقر قيادة الجيش السوداني في مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور، مع استمرار المعارك بين الطرفين المتحاربين في السودان، في الوقت الذي يجريان فيه محادثات للتهدئة في جدة.

وقالت قوات «الدعم السريع»، في بيان عبر منصة «إكس» (تويتر سابقاً)، ونقلته «وكالة أنباء العالم العربي» إنها أسرت قائد «الفرقة 21» في مدينة زالنجي و50 من كبار الضباط ومئات الجنود. وأبلغ شهود الوكالة بأن قوات «الدعم السريع» بعد سيطرتها على مقر «الفرقة 21» تحاصر قوة منها معسكر حصاحيصا للنازحين.

ولم يصدر تعليق من الجيش السوداني حول مزاعم «الدعم السريع» بالاستيلاء على زالنجي. ويأتي ذلك بعد يوم واحد من إعلان قوات «الدعم السريع» سيطرتها على مطار وحقول بليلة في ولاية غرب كردفان الغنية بالنفط، وبعد أيام قليلة من سيطرتها على مقر «الفرقة 16 مشاة» في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، ثاني أكبر المدن السودانية ومركز قيادة الجيش في الولايات الغربية.

وقالت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، التي تتشكل من الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، والمعنية بحماية المدنيين، في بيان اليوم (الثلاثاء): «إثر الاشتباكات وازدياد كثافة القصف العشوائي في محيط أحياء المدنيين في مدينة نيالا وازدياد عدد الضحايا في أوساط المدنيين، قررت القوة المشتركة القيام بإجلاء المدنيين إلي أماكن آمنة».

وتكثف قوات «الدعم السريع» عملياتها العسكرية للسيطرة على مقرات الجيش في أقاليم دارفور وكردفان والخرطوم، في وقت تتواصل فيه محادثاتها مع الجيش السوداني في جدة برعاية السعودية والولايات المتحدة، التي تشارك فيها أيضاً الهيئة الحكومية للتنمية (إيقاد) والاتحاد الأفريقي وآخرون.

وقال سكان إن محلية كرري، التي ينتشر فيها الجيش السوداني في شمال مدينة أمدرمان، تتعرض منذ صباح الثلاثاء إلى قصف مدفعي مكثف. وذكر سكان أن مقذوفات سقطت في عدد من المنازل في ضاحية الثورة بشمال أمدرمان؛ مما تسبب في إصابة 3 من أسرة واحدة ونُقلوا إلى مستشفى النو، وهو الوحيد الذي ما زال في الخدمة في المدينة.

واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» قبل أكثر من 6 أشهر بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين؛ بسبب خطط لدمج «الدعم السريع» في الجيش، في الوقت الذي كانت فيه الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.


مقالات ذات صلة

الجيش السوداني يقترب من السيطرة على العاصمة

شمال افريقيا سودانيون يستعدون للعودة إلى ولاية الجزيرة يوم 6 فبراير 2025 (أ.ف.ب)

الجيش السوداني يقترب من السيطرة على العاصمة

فوجئ السودانيون بالتراجع السريع لـ«قوات الدعم السريع» أمام تقدم الجيش السوداني، وانسحابها من دون معارك كبيرة أو مقاومة، ما قرّب الجيش من السيطرة الكاملة على

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري خلال استقباله نظيره السوداني في القاهرة السبت الماضي (الخارجية المصرية)

مصر والسودان يعززان العلاقات بقنصلية جديدة في وادي حلفا

في خطوة تستهدف تعزيز العلاقات المصرية - السودانية، قررت القاهرة افتتاح قنصلية جديدة لها في منطقة «وادي حلفا» بالسودان قرب الحدود الجنوبية لمصر.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا الفريق عبد الفتاح البرهان يزور قاعدة بحرية في بورتسودان يوم 28 أغسطس 2023 (أ.ف.ب) play-circle

السودان: الجيش يتقدّم باتجاه وسط الخرطوم ويقترب من القصر الجمهوري

أفاد مصدر عسكري بتقدم الجيش السوداني باتجاه وسط الخرطوم «عبر محاور عدة»، وباقتراب جنوده من القصر الجمهوري الذي تُسيطر عليه «قوات الدعم السريع».

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا صورة من فيديو في 20 أبريل 2023 تظهر دخاناً يتصاعد فوق مطار الخرطوم الدولي وسط معارك بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» (أ.ف.ب)

السودان: غارة على نيالا في جنوب دارفور تودي بحياة 25 شخصاً

أفادت منظمة «أطباء بلا حدود»، اليوم (الأربعاء)، بمقتل 25 شخصا وإصابة 21 إثر غارة للجيش السوداني استهدفت مصنعاً في نيالا بولاية جنوب دارفور أمس الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا السودان أعلن «تسهيلات جديدة» لتحفيز مواطنيه على العودة إلى البلاد (يونيسيف)

«تسهيلات جديدة» لتحفيز سودانيين على مغادرة مصر

أعلن السودان «تسهيلات جديدة» لتحفيز مواطنيه على العودة ومغادرة مصر، وشملت هذه «التسهيلات» الإعفاء الجمركي عند نقل الأثاث.

أحمد عدلي (القاهرة )

«أرض الصومال»... هل يقبل «تهجير» الفلسطينيين مقابل «الاعتراف»؟

منظر عام لمدينة هرجيسا عاصمة وأكبر مدينة في «أرض الصومال» (أ.ف.ب)
منظر عام لمدينة هرجيسا عاصمة وأكبر مدينة في «أرض الصومال» (أ.ف.ب)
TT

«أرض الصومال»... هل يقبل «تهجير» الفلسطينيين مقابل «الاعتراف»؟

منظر عام لمدينة هرجيسا عاصمة وأكبر مدينة في «أرض الصومال» (أ.ف.ب)
منظر عام لمدينة هرجيسا عاصمة وأكبر مدينة في «أرض الصومال» (أ.ف.ب)

ربط حديث إسرائيلي للمرة الأولى، بين احتمال اعتراف أميركي بإقليم أرض الصومال الانفصالي، الذي يحتل موقعاً استراتيجياً مهماً على البحر الأحمر، وقبوله بـ«تهجير» الفلسطينيين إليه، مع تحذير رسمي من مقديشو من تداعيات ذلك الاعتراف واستبعاد حدوثه.

وكان «الإقليم» بطل أزمة اشتعلت مطلع 2024، بعد أن وقّع مذكرة تفاهم مع إثيوبيا لمنحها ممراً بحرياً مقابل الاعتراف به، وهو ما قوبل برفض مقديشو، ودعم مصري وعربي للصومال.

ويستبعد خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» حدوث مثل هذه «الصفقة، رغم ضبابية موقف مسؤولي الإقليم، وعدم نفي الأمر»، مشددين على أن إدارة أرض الصومال لن تتوقف عن مساعي الاعتراف بها، لكن المسألة شائكة هذه المرة، وهي مرتبطة بقضية فلسطين.

وأعلن إقليم أرض الصومال انفصاله عن الحكومة الفيدرالية الصومالية في 1991، لكنه لم يحصل حتى الآن، على اعتراف المجتمع الدولي الذي يعامله بصفته جزءاً من الصومال.

وزعمت القناة «12 الإسرائيلية»، الأربعاء، أن حديث الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن تهجير سكان غزة «ليس مجرد تصريحات، بل خطط مسبقة، حيث يخطط البيت الأبيض لتهجير سكان غزة إلى مناطق، منها أرض الصومال وبونتلاند».

ووفق القناة فإن «أرض الصومال وبونتلاند هما إقليمان داخل دولة الصومال غير معترف بهما دولياً بصفتهما دولتين مستقلتين»، لافتة إلى «احتياجهما السياسي المُلحّ إلى الاعتراف من جانب الولايات المتحدة»، في حين لم يُعقب أي من حكومتي الإقليمين على ما أوردته القناة رسمياً.

الرئيس الصومالي خلال توقيعه قانوناً يلغي اتفاق إقليم «أرض الصومال» مع أديس أبابا (الرئاسة الصومالية)

الأكاديمي الصومالي المُتخصص في شؤون القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، يرى أن ما يثيره الإعلام الإسرائيلي مجرد «مبادرة متهورة وحلم يقظة، وتظهر أن ترمب لا يعرف كثيراً عن ثقافة الشعب الصومالي ومنطقة أرض الصومال التي لا تتسع إلى هذا الحد من الكثافة السكانية».

وأكد أن تلك الخطوة «تعد انتهاكاً لسيادة دولة أخرى واستقلاليتها، وليست أمراً يمكن لشخص أو دولة معينة أن يقرره أو يفعل ما يريد به»، لافتاً إلى أن «الصوماليين شعب قوي لا يقبل مطلقاً عدواناً واستفزازاً، وسوف يعارضون هذه المبادرة بكل وحزم».

وفي رأي المُحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، فإنه «لا توجد معلومات موثوقة تؤكد قبول أرض الصومال، حتى الآن، بأن يكون وجهة مقترحة لنقل سكان غزة، مقابل الحصول على اعتراف أميركي بالإقليم، كما يتداول الإعلام الإسرائيلي».

ووفق بري، فإنه «لا توجد مؤشرات أميركية على تغيير في موقفها من عدم الاعتراف بالإقليم»، لافتاً إلى أن «فكرة نقل سكان غزة إلى أرض الصومال مقابل الاعتراف الدولي تواجه تحديات كبيرة ومعارضة من عدة أطراف، بما في ذلك الحكومة الصومالية».

رئيس «أرض الصومال» المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

ونفى سفير الصومال لدى الولايات المتحدة، طاهر حسن عرب، التقارير التي تحدثت عن احتمال اعتراف الولايات المتحدة بأرض الصومال كياناً مستقلاً، قائلاً: «لا توجد أي خطة لدى الولايات المتحدة للاعتراف بأي منطقة في الصومال، بما في ذلك إقليم أرض الصومال الانفصالي»، وفق ما أورده موقع «الصومال الجديد الإخباري» المحلي، الخميس.

وذلك ثاني موقف رافض من مقديشو لتلك الخطوة، مع إعراب الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود عن معارضته الشديدة لأي محاولة للاعتراف الأميركي بإدارة «أرض الصومال الانفصالية»، محذراً في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست»، قبل أيام، من أن بعض المقربين من ترمب يسعون لدفعه للاعتراف رسمياً بـ«أرض الصومال»، مؤكداً أن هذا قد يشكل تهديداً لتغيير حدود القارة الأفريقية.

شاب يحمل علم «أرض الصومال» أمام النصب التذكاري لـ«حرب هرجيسا» (أ.ف.ب)

وكان وزير الدفاع البريطاني الأسبق، غافين ويليامسون، قال في مقابلة مع صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إنه أجرى محادثات مع فريق ترمب بشأن الاعتراف بـ«أرض الصومال»، وأن الأخير يعتزم الاعتراف بالإقليم، مرجحاً أن تحذو الحكومة البريطانية حذوه.

وهنا يرى بري أن الحكومة الصومالية ستعارض بشدة أي محاولات للاعتراف بإقليم أرض الصومال دولةً مستقلةً، كما قامت سابقاً برفض مذكرة تفاهم وقعتها إثيوبيا مع الإقليم، لافتاً إلى أن مثل هذه الإجراءات قد تؤدي إلى توترات وصراعات إقليمية.

وبالمثل، يعتقد كلني أن الولايات المتحدة «لن تقدم على إجراءات خاطئة من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الوضع في منطقة القرن الأفريقي، التي تعاني بالفعل من اضطرابات أمنية وسياسية واقتصادية».