أعلنت قوات «الدعم السريع»، اليوم (الثلاثاء)، السيطرة على مقر قيادة الجيش السوداني في مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور، مع استمرار المعارك بين الطرفين المتحاربين في السودان، في الوقت الذي يجريان فيه محادثات للتهدئة في جدة.
وقالت قوات «الدعم السريع»، في بيان عبر منصة «إكس» (تويتر سابقاً)، ونقلته «وكالة أنباء العالم العربي» إنها أسرت قائد «الفرقة 21» في مدينة زالنجي و50 من كبار الضباط ومئات الجنود. وأبلغ شهود الوكالة بأن قوات «الدعم السريع» بعد سيطرتها على مقر «الفرقة 21» تحاصر قوة منها معسكر حصاحيصا للنازحين.
ولم يصدر تعليق من الجيش السوداني حول مزاعم «الدعم السريع» بالاستيلاء على زالنجي. ويأتي ذلك بعد يوم واحد من إعلان قوات «الدعم السريع» سيطرتها على مطار وحقول بليلة في ولاية غرب كردفان الغنية بالنفط، وبعد أيام قليلة من سيطرتها على مقر «الفرقة 16 مشاة» في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، ثاني أكبر المدن السودانية ومركز قيادة الجيش في الولايات الغربية.
وقالت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، التي تتشكل من الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، والمعنية بحماية المدنيين، في بيان اليوم (الثلاثاء): «إثر الاشتباكات وازدياد كثافة القصف العشوائي في محيط أحياء المدنيين في مدينة نيالا وازدياد عدد الضحايا في أوساط المدنيين، قررت القوة المشتركة القيام بإجلاء المدنيين إلي أماكن آمنة».
وتكثف قوات «الدعم السريع» عملياتها العسكرية للسيطرة على مقرات الجيش في أقاليم دارفور وكردفان والخرطوم، في وقت تتواصل فيه محادثاتها مع الجيش السوداني في جدة برعاية السعودية والولايات المتحدة، التي تشارك فيها أيضاً الهيئة الحكومية للتنمية (إيقاد) والاتحاد الأفريقي وآخرون.
وقال سكان إن محلية كرري، التي ينتشر فيها الجيش السوداني في شمال مدينة أمدرمان، تتعرض منذ صباح الثلاثاء إلى قصف مدفعي مكثف. وذكر سكان أن مقذوفات سقطت في عدد من المنازل في ضاحية الثورة بشمال أمدرمان؛ مما تسبب في إصابة 3 من أسرة واحدة ونُقلوا إلى مستشفى النو، وهو الوحيد الذي ما زال في الخدمة في المدينة.
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» قبل أكثر من 6 أشهر بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين؛ بسبب خطط لدمج «الدعم السريع» في الجيش، في الوقت الذي كانت فيه الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.