قال الناطق باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، بشأن المطالبات بإغلاق سفارة الولايات المتحدة الأميركية في بغداد، إنه «قرار من شأنه تدمير العراق».
وذكر العوادي في مقابلة مع قناة «العهد» الفضائية التابعة لـ«عصائب أهل الحق»، أن «هناك التزامات دولية كثيرة على العراق، وأن أي قرار يستهدف البعثات الدبلوماسية يؤثر بشكل كبير على العلاقات الخارجية العراقية».
وأضاف أن «القرار الذي اتخذته الحكومة بغلق السفارة السويدية لدى العراق أدى إلى قلق دولي؛ إذ وصلت إلينا مطالب من مختلف السفارات بوجوب حفظ البعثات الدبلوماسية من الاعتداءات المتكررة عليها»، في إشارة إلى قرار الحكومة السابق بغلق السفارة السويدية على خلفية قضية حرق المصحف الشريف في السويد.
وعدّ العوادي أن قراراً مثل غلق السفارة الأميركية لن يؤثر فقط على اتفاقية الإطار الاستراتيجي (الموقعة بين واشنطن وبغداد)، إنما سيؤدي إلى دمار العراق بسبب الأهمية الدولية لوجودها في العراق.
ظهور الناطق باسم الحكومة وإدلاؤه بتصريحات من هذا النوع في هذه القناة (العهد) بالتحديد، يكشف ضمناً بنظر المراقبين، عن أن حركة «العصائب» التي يتزعمها قيس الخزعلي، من بين الجماعات والفصائل الشيعية داخل قوى «الإطار التنسيقي» التي شكلت حكومة السوداني، غير متفقة مع دعوات غلق سفارة واشنطن لدى العراق.
كما أن تفضيل المتحدث باسم الحكومة، الظهور على قناة «حزبية» للتعبير عن موقفه من غير منصات الحكومة الرسمية، يفسره المراقبون على أنه محاولة من الحكومة لتلافي الانتقادات التي قد توجه لها من الفصائل المتشددة في موقفها من الولايات المتحدة الأميركية، في حال لو أعلنت ذلك عبر بياناتها ومنصاتها الرسمية.
كما أن صدور التصريح الحكومي من هذه القناة العصائبية، يشير إلى أنها تتقاطع مع زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر وبقية الفصائل الشيعية المسلحة التي شنت هجمات عدة على القواعد والمصالح الأميركية في العراق وسوريا خلال الأسبوعين الأخيرين رداً على دعم واشنطن لإسرائيل.
ودعا مقتدى الصدر، الجمعة الماضية، الحكومة والبرلمان إلى إغلاق السفارة الأميركية في بغداد احتجاجاً على الدعم الأميركي اللامحدود لإسرائيل في حربها على غزة.
ويميل بعض المراقبين إلى الاعتقاد بأن الصدر بموقفه هذا أراد إحراج خصومه في قوى «الإطار التنسيقي» وما يسمون بجماعات «المقاومة الإسلامية» الذين يسيطرون على الحكومة، واضطروه لسحب كتلته البرلمانية (72 مقعداً)، منتصف يونيو (حزيران) 2022، وكشف ادعاءاتهم بمناهضة الوجود الأميركي في العراق.
ويتحدث معظم المراقبين في بغداد، عن «انقسامات حادة» داخل صفوف القوى والفصائل الشيعية بشأن الموقف من استهداف المصالح الأميركية في العراق؛ إذ تميل القوى «البراغماتية»، ويمثلها (عصائب أهل الحق، وتيار الحكمة، وائتلاف دولة القانون، وتحالف النصر)، في «الإطار التنسيقي»، إلى التهدئة وعدم زج العراق في حرب جديدة، كما أنها تشدد على مسؤولية العراق في حماية البعثات والمصالح الأجنبية في العراق وعدم السماح باستهدافها.