مجلس الأمن يدين بـ«شدة» هجوم الحوثيين على جنوب السعودية

غداة عقوبات أميركية على مزوّدين للجماعة بمحركات المسيّرات الانتحارية

استغلّ الحوثيون التهدئة لتعزيز قدراتهم العسكرية بإسناد إيراني (رويترز)
استغلّ الحوثيون التهدئة لتعزيز قدراتهم العسكرية بإسناد إيراني (رويترز)
TT

مجلس الأمن يدين بـ«شدة» هجوم الحوثيين على جنوب السعودية

استغلّ الحوثيون التهدئة لتعزيز قدراتهم العسكرية بإسناد إيراني (رويترز)
استغلّ الحوثيون التهدئة لتعزيز قدراتهم العسكرية بإسناد إيراني (رويترز)

أدان مجلس الأمن الدولي بشدة، أحدث هجوم حوثي على الحدود الجنوبية للسعودية، وهو الهجوم الذي أدى إلى مقتل 3 جنود من القوات البحرينية المرابطة هناك ضمن «تحالف دعم الشرعية»، واصفاً إياه بـ«التهديد الخطير».

إدانة مجلس الأمن للهجوم جاءت، في بيان، الجمعة، وذلك غداة عقوبات أميركية جديدة على كيان صيني زوَّد الحوثيين وإيران بمحرِّكات للطائرات المسيَّرة الانتحارية.

ووصف مجلس الأمن الهجوم الحوثي بأنه «تهديد خطير لعملية السلام والاستقرار الإقليمي، خصوصاً في اليمن»، وحضَّ الحوثيين على إنهاء «الهجمات الإرهابية»، كما جدَّد التعبير عن قلقه من استهداف البنية التحتية في مدن بالقرب من الحدود مع السعودية.

يواجه الحوثيون الجهود الدولية والأممية لإحلال السلام بالتعنت ويراهنون على القوة (أ.ف.ب)

ونقلت «وكالة أنباء العالم العربي» أن الدول الأعضاء في مجلس الأمن دعت، في البيان، جميع الأطراف المعنية إلى الوفاء بالتزاماتها وفقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

وأكد أعضاء المجلس ضرورة اتخاذ خطوات حاسمة صوب وقف دائم لإطلاق النار، ودعمهم جهود التوصل لحل سياسي في اليمن يُنهي المعاناة، كما عبّروا عن دعمهم جهود المبعوث الأممي لليمن للوصول إلى حل للصراع هناك.

وكانت قيادة القوات المشتركة لـ«تحالف دعم الشرعية» في اليمن قد أعلنت، الاثنين الماضي، مقتل 3 من القوة البحرينية المرابطة على الحدود الجنوبية للسعودية، في هجوم حوثي بطائرة مسيَّرة، وأكدت احتفاظها بحق الردّ المناسب.

ويأتي بيان مجلس الأمن في وقتٍ تقود فيه السعودية وسلطنة عمان جهوداً لإقناع الحوثيين بتجديد الهدنة اليمنية، وصولاً إلى توسعتها لتشمل الملفات الإنسانية، وانتهاء بالتوصل إلى خريطة طريق لإنهاء الصراع المستمر للسنة التاسعة.

وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد أعلنت، الخميس، في بيان، عقوبات جديدة على كيانات تزوِّد إيران بمحركات تستخدم في صناعة محركات المسيَّرات الانتحارية، من بينها شركة صينية زوَّدت الحوثيين بمحرّكات تستخدم في صنع مسيّرات انتحارية.

وقالت «الخزانة» الأميركية إن الشركة الصينية باعت الحوثيين محرِّكات بقيمة أكثر من مائة ألف دولار.

رئيس «هيئة الأركان» اليمني مجتمعاً مع السفير الأميركي (سبأ)

وتعتقد الأوساط اليمنية السياسية والعسكرية أن الحوثيين غير جادّين في التوصل إلى سلام يُنهي الحرب، وأنهم يستعدّون لجولة أخرى بعد التهدئة التي حصلوا خلالها على المزيد من الأسلحة ذات المنشأ الإيراني.

وأكد رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش اليمني، الفريق الركن صغير بن عزيز، خلال لقائه في الرياض، الخميس، سفير الولايات المتحدة الأميركية ستيفن فاجن، أن إيران مستمرة في تزويد ميليشياتها الحوثية بالسلاح المتطور والصواريخ الباليستية والطيران المسيَّر والألغام البحرية التي ينتجها التصنيع الحربي، التابع للحرس الثوري.

وتطرَّق رئيس هيئة الأركان اليمني إلى التهديدات التي تمثلها ميليشيا الحوثي والجماعات الإرهابية على أمن اليمن والمنطقة وأمن الملاحة الدولية، وعلى جهود مكافحة الإرهاب، وفق ما نقلته وكالة «سبأ» الحكومية.

وقال بن عزيز «إن تجارب اليمنيين في السلام مع ميليشيا الحوثي مريرة في مختلف المراحل، إذ إن عقيدتها العنف والتمييز العنصري، وهي لا تؤمن بالسلام والتعايش، ونهجها التمرد على المواثيق والعهود».

واتهم رئيس الأركان اليمني الحوثيين بالاستمرار في العمليات العدائية على المدن والمصالح العامة وعلى مواقع الجيش والمقاومة، في ظل التهدئة التي ترعاها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.


مقالات ذات صلة

الحوثيون ينفذون عملية اجتثاث لأفراد وضباط الشرطة في صنعاء

العالم العربي انقلابيو اليمن يسعون إلى إيجاد جهاز شرطة ذي ولاء طائفي (إعلام محلي)

الحوثيون ينفذون عملية اجتثاث لأفراد وضباط الشرطة في صنعاء

ضمن ما سمّته الجماعة الحوثية «الاستعدادات لمواجهة إسرائيل»، نفذت عملية اجتثاث شاملة لضباط وأفراد الشرطة في صنعاء، واستحدثت مواقع عسكرية وسط التجمعات السكانية.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي لقطة جوية لمخيم الجفينة في محافظة مأرب الذي يُعدّ أكبر مخيمات النزوح في اليمن (إكس)

النازحون اليمنيون يواجهون الصقيع والطرد من المساكن

تتزايد معاناة النازحين اليمنيين خلال الشتاء، ويتسبب البرد بالأمراض والوفيات، وتؤدي محاولات التدفئة إلى حرائق خطيرة ومميتة، ويعجز كثيرون عن دفع الإيجارات

وضاح الجليل (عدن)
تدهور التعليم وتسرب الأطفال منه يسهم في الزج بهم بمعارك الحوثيين بحثاً عن مصدر دخل (رويترز)

اليمن: اتهامات للانقلابيين بإخفاء 7 قاصرين في ذمار

شكا سكان في محافظة ذمار اليمنية من تصاعد حالات اختفاء القاصرين، في ظل اتهامات مباشرة لقادة حوثيين بالوقوف خلفها بدافع التجنيد والابتزاز والاستغلال

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي صورة مأخوذة من مقطع فيديو في 26 ديسمبر 2024 تظهر مباني محترقة في أعقاب الضربات الإسرائيلية على محطة كهرباء رأس كثيب في الحديدة باليمن (أ.ف.ب)

غوتيريش: الغارات الإسرائيلية على اليمن «مثيرة للقلق»

ندّد أمين عام الأمم المتّحدة بـ«التصعيد» في الأعمال العدائية بين الحوثيين في اليمن وإسرائيل، معرباً عن «قلقه» إزاء الغارات التي شنّتها إسرائيل على مطار صنعاء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم العربي دخان يتصاعد إثر غارات إسرائيلية على مطار صنعاء الخاضع للحوثيين (إ.ب.أ)

موجة إسرائيلية رابعة تضرب مطار صنعاء ومنشآت طاقة خاضعة للحوثيين

نفذت إسرائيل رابع موجة من ضرباتها الجوية مستهدفة منشآت حيوية خاضعة للحوثيين المدعومين من إيران شملت مطار صنعاء ومنشآت أخرى حيوية في المدينة ذاتها وفي الحديدة.

علي ربيع (عدن)

اليابان: شراكتنا مع السعودية «بلا سقف» ومجلس أعلى مرتقب

السفير السعودي لدى اليابان الدكتور غازي بن زقر (الشرق الأوسط)
السفير السعودي لدى اليابان الدكتور غازي بن زقر (الشرق الأوسط)
TT

اليابان: شراكتنا مع السعودية «بلا سقف» ومجلس أعلى مرتقب

السفير السعودي لدى اليابان الدكتور غازي بن زقر (الشرق الأوسط)
السفير السعودي لدى اليابان الدكتور غازي بن زقر (الشرق الأوسط)

قال متحدث الخارجية اليابانية، توشيهيرو كيتامورا، إن السعودية دولة محورية في منطقة الشرق الأوسط، فالمملكة أهم دولة بالمنطقة وتعتبر امتداد الأمن القومي للطاقة لليابان، فيما تعد منطقة الشرق الأوسط برمتها في غاية الأهمية لليابان، من حيث موارد الطاقة والملاحة البحرية.

وأضاف توشيهيرو: «اليابان تقدر الدور السعودي الحيوي في ضمان إمدادات الطاقة، خاصة في ظل التوترات التي تنتظم العديد من مناطق العالم، بما في ذلك الأزمة الروسية الأوكرانية والتوترات الصينية التايوانية، وغيرهما من الأزمات التي انتظمت العالم».

وكشف كيتامورا عن مباحثات مستمرة مع الجانب السعودي، لترجمة فكرة التعاون بين البلدين في مجال الطاقة النظيفة والهيدروجين، مبينا استمرارية المناقشات بين الشركات اليابانية ونظيرتها السعودية، ومتطلعا إلى ترجمتها على أرض الواقع لترى النور قريبا.

وتابع: «شراكاتنا مع السعودية استراتيجية مستمرة في مختلف المجالات، خاصة في مشاريعها الكبرى الجديدة، حيث نساهم في تطوير مشروع القدية، إذ توجد شركات يابانية تعمل على إنشاء برامج ومدينة للألعاب بالقدية، فضلا عن أننا نستقبل الذكرى الـ 70 للعلاقات الثنائية، وقطعنا شوطا في شراكات جيدة في المجالات الثقافية والرياضية».

وزاد كيتامورا: «العام المقبل سنطلق معرض (إكسبو 2025 أوساكا)، وفي عام 2030 سينطلق نفس المعرض في الرياض، وبالتالي بالضرورة هناك تبادل معلومات وخبراء من السعودية للاستفادة من تجربة (إكسبو 2025 أوساكا) بنظيره في الرياض 2030، على ضوء تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية، وتبادل زيارات وخبراء كما قمنا بمشاركة شبيهة في عام 2017».

ولفت كيتامورا إلى أن هناك 4 اتفاقيات بين البلدين، أولاها تستهدف تعزيز الاستثمار وحمايته، والاتفاقيتان الثانية والثالثة تستهدفان الإعفاء من الازدواج الضريبي، بغية تطوير التعاون الاقتصادي، والاتفاقية الرابعة تهتم بزيادة الرحلات بين البلدين، مشيرا إلى دراسة تجري حاليا لتحديث وتقييم عدد الرحلات دوريا.

وأوضح متحدث الخارجية اليابانية أن التجارة بين البلدين في حالة ازدهار، مبينا أن قيمة التبادل التجاري بلغت 35 مليار دولار، فيما عزا وجود عجز في الميزان التجاري من قبل اليابان إلى غلبة الاستيراد التي تتمحور في استيراد البترول من السعودية بكميات كبيرة، بينما تستورد السعودية من اليابان ما يقدر بقيمة 4 مليارات دولار.

العلاقات السعودية اليابانية

وقال متحدث الخارجية اليابانية: «إن العلاقات الثنائية بين الرياض وطوكيو بدأت في عام 1955، حيث نشأت العلاقات مع السعودية منذ تاريخ طويل، فيما يستقبل البلدان العام المقبل الذكرى الـ 70 للعلاقات الرسمية بين البلدين».

وتابع: «عندما زار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز اليابان في عام 2017 وجدنا فرصة للاطّلاع على رؤية السعودية 2030، وتشاركنا في ذلك الأمر الذي يعزز التعاون بين البلدين من خلال الرؤية السعودية اليابانية المشتركة 2030، ولا تقتصر العلاقات الثنائية على مجال الطاقة فحسب، إذ لدينا علاقات طيبة في الاقتصاد والثقافة والرياضة، فضلا عن السياسة».

وأضاف: «عندما زار رئيس الوزراء الياباني السابق كشيدا جدة في شهر يوليو (تموز) عام 2023، وقتها تم توقيع اتفاق في الطاقة النظيفة والهيدروجين والأمونيا ضمن (مبادرة المنارة)، حيث نقوم حاليا بإعداد المشاريع في مجالات متعددة ذات صلة، وهناك تعاون واتفاقيات بمجالات الاقتصاد والطاقة، ولكننا نعمل على توسيع التعاون بمجالات أخرى كالثقافة والرياضة».

وزاد توشيهيرو: «مع أنني لم أزر السعودية بعد، ولكن علمت أن عددا كبيرا من الشباب السعودي مولع بأعمال الرسوم اليابانية المتحركة، التي طالما تمتعت بشعبية كبيرة في المملكة، بجانب اهتمام سعودي بالأكلات اليابانية الصحية».

وأضاف: «هناك مجال أيضا للاستفادة من استثمار الطاقة الشبابية السعودية في مجالات متصلة مشتركة، للتكامل مع الفكرة اليابانية في استثمار الطاقة والخبرة الكامنة في كبار السن في اليابان، في ظل قلة الإنجاب، من خلال الدفع بتقنية جادة تتكامل في مجال التكنولوجيا والطاقة الشبابية في المستقبل».