أدان مجلس الأمن الدولي بشدة، أحدث هجوم حوثي على الحدود الجنوبية للسعودية، وهو الهجوم الذي أدى إلى مقتل 3 جنود من القوات البحرينية المرابطة هناك ضمن «تحالف دعم الشرعية»، واصفاً إياه بـ«التهديد الخطير».
إدانة مجلس الأمن للهجوم جاءت، في بيان، الجمعة، وذلك غداة عقوبات أميركية جديدة على كيان صيني زوَّد الحوثيين وإيران بمحرِّكات للطائرات المسيَّرة الانتحارية.
ووصف مجلس الأمن الهجوم الحوثي بأنه «تهديد خطير لعملية السلام والاستقرار الإقليمي، خصوصاً في اليمن»، وحضَّ الحوثيين على إنهاء «الهجمات الإرهابية»، كما جدَّد التعبير عن قلقه من استهداف البنية التحتية في مدن بالقرب من الحدود مع السعودية.
ونقلت «وكالة أنباء العالم العربي» أن الدول الأعضاء في مجلس الأمن دعت، في البيان، جميع الأطراف المعنية إلى الوفاء بالتزاماتها وفقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وأكد أعضاء المجلس ضرورة اتخاذ خطوات حاسمة صوب وقف دائم لإطلاق النار، ودعمهم جهود التوصل لحل سياسي في اليمن يُنهي المعاناة، كما عبّروا عن دعمهم جهود المبعوث الأممي لليمن للوصول إلى حل للصراع هناك.
وكانت قيادة القوات المشتركة لـ«تحالف دعم الشرعية» في اليمن قد أعلنت، الاثنين الماضي، مقتل 3 من القوة البحرينية المرابطة على الحدود الجنوبية للسعودية، في هجوم حوثي بطائرة مسيَّرة، وأكدت احتفاظها بحق الردّ المناسب.
ويأتي بيان مجلس الأمن في وقتٍ تقود فيه السعودية وسلطنة عمان جهوداً لإقناع الحوثيين بتجديد الهدنة اليمنية، وصولاً إلى توسعتها لتشمل الملفات الإنسانية، وانتهاء بالتوصل إلى خريطة طريق لإنهاء الصراع المستمر للسنة التاسعة.
وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد أعلنت، الخميس، في بيان، عقوبات جديدة على كيانات تزوِّد إيران بمحركات تستخدم في صناعة محركات المسيَّرات الانتحارية، من بينها شركة صينية زوَّدت الحوثيين بمحرّكات تستخدم في صنع مسيّرات انتحارية.
وقالت «الخزانة» الأميركية إن الشركة الصينية باعت الحوثيين محرِّكات بقيمة أكثر من مائة ألف دولار.
وتعتقد الأوساط اليمنية السياسية والعسكرية أن الحوثيين غير جادّين في التوصل إلى سلام يُنهي الحرب، وأنهم يستعدّون لجولة أخرى بعد التهدئة التي حصلوا خلالها على المزيد من الأسلحة ذات المنشأ الإيراني.
وأكد رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش اليمني، الفريق الركن صغير بن عزيز، خلال لقائه في الرياض، الخميس، سفير الولايات المتحدة الأميركية ستيفن فاجن، أن إيران مستمرة في تزويد ميليشياتها الحوثية بالسلاح المتطور والصواريخ الباليستية والطيران المسيَّر والألغام البحرية التي ينتجها التصنيع الحربي، التابع للحرس الثوري.
وتطرَّق رئيس هيئة الأركان اليمني إلى التهديدات التي تمثلها ميليشيا الحوثي والجماعات الإرهابية على أمن اليمن والمنطقة وأمن الملاحة الدولية، وعلى جهود مكافحة الإرهاب، وفق ما نقلته وكالة «سبأ» الحكومية.
وقال بن عزيز «إن تجارب اليمنيين في السلام مع ميليشيا الحوثي مريرة في مختلف المراحل، إذ إن عقيدتها العنف والتمييز العنصري، وهي لا تؤمن بالسلام والتعايش، ونهجها التمرد على المواثيق والعهود».
واتهم رئيس الأركان اليمني الحوثيين بالاستمرار في العمليات العدائية على المدن والمصالح العامة وعلى مواقع الجيش والمقاومة، في ظل التهدئة التي ترعاها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.