أدى تهالك أكثر من 75 في المائة من الطرق الرئيسية الرابطة بين المحافظات اليمنية الخاضعة للجماعة الحوثية، وتلك الواقعة داخل عواصم المدن إلى تسجيل ما يزيد على 1000 حالة وفاة وإصابة من مختلف الفئات والأعمار نتيجة حوادث مرورية خلال شهر واحد.
ومع تجاهل ما تسمى المؤسسة العامة للطرق وصندوق صيانة الطرق الخاضعين للجماعة الحوثية لمعاناة السكان جراء تدهور الطرق، تقوم هاتان الجهتان بتخصيص الأموال في كل مناسبة لإقامة الاحتفالات التي تدعو لها الجماعة.
وقاد التدهور الحاد والمستمر وغياب الصيانة لأغلب الطرقات الرئيسية تتصدرها الطريق الرابطة بين صنعاء والحديدة إلى تسجيل حوادث على مدار الساعة، وفق تقارير مرورية.
وأدى آخر الحوادث قبل أيام إلى وفاة 8 أشخاص بينهم امرأتان على الطريق الرابطة بين صنعاء والحديدة، وأوضح شهود أن جميع الضحايا ينحدرون من محافظة الحديدة حيث كانوا يستقلون الحافلة التي تعرضت للدهس من قبل شاحنة نقل.
ومع ازدياد أعداد الضحايا جراء الحوادث المرورية المتكررة التي تشهدها محافظات يمنية تحت سيطرة الجماعة الحوثية، أقرت إحصائية حديثة صادرة عما تسمى بالإدارة العامة للمرور الخاضعة للجماعة في صنعاء بوفاة وإصابة 1000 و23 شخصاً، بحوادث مرورية وقعت خلال الشهر الماضي، حيث توفي 113 شخصاً، وأصيب 910 آخرون جراء وقوع 810 حوادث مرورية.
وفي حين أقرت الإحصائية بوجود 3 مسببات رئيسية لوقوع الحوادث منها الأخطاء الهندسية في الطرق وقلة توفر البنية التحتية، والمواصفات الفنية للمركبات، يؤكد مختصون في شرطة المرور أن الحوادث جاءت بسبب عوامل عدة منها السرعة الزائدة وعدم إصلاح وصيانة الطرقات.
مزاعم وجبايات
ومع زعم الجماعة الحوثية في كل مرة يجري فيها تسجيل حادث مروري مروع أن أسباب الحوادث تعود إلى ضعف الوعي المروري والسرعة الزائدة وإهمال السائقين والمشاة والتجاوز وقيادة صغار السن وعكس الخط، وغيرها، إلا أنها لا تزال تتجاهل كعادتها أهم مشكلة تؤرق اليمنيين وتهدد حياتهم، والمتمثلة في تهاوي الطرق وعدم القيام بأي أعمال صيانة دورية لها.
ويتهم سائقو السيارات في صنعاء الجماعة الحوثية بمواصلة فرض مزيد من الجبايات ضد ملاك المركبات والدراجات النارية داخل المدن وفي نقاط التفتيش المستحدثة على خطوط السير.
ورغم هذه الجبايات لا يزال المئات من اليمنيين معرضين إما للقتل المباغت وإما الإصابة بعاهات مستديمة نتيجة تواصل تسجيل العشرات من الحوادث المرورية، وعدم قيام الجماعة بأعمال الصيانة والتوعية.