ترحيب يمني بالجهود السعودية لإحلال السلام

غداة وصول وفد حوثي إلى المملكة لاستكمال النقاشات

لقاء جمع رئيس مجلس حكم الانقلابيين في صنعاء مع وفد عماني (إعلام حوثي)
لقاء جمع رئيس مجلس حكم الانقلابيين في صنعاء مع وفد عماني (إعلام حوثي)
TT

ترحيب يمني بالجهود السعودية لإحلال السلام

لقاء جمع رئيس مجلس حكم الانقلابيين في صنعاء مع وفد عماني (إعلام حوثي)
لقاء جمع رئيس مجلس حكم الانقلابيين في صنعاء مع وفد عماني (إعلام حوثي)

رحّبت الحكومة اليمنية، في بيان (الجمعة)، بالجهود السعودية والعمانية، والمساعي الأممية الرامية إلى إحلال السلام في اليمن، وذلك غداة وصول وفد حوثي رفقة وفد عماني إلى السعودية استجابة لدعوة الأخيرة من أجل استكمال النقاشات.

وذكرت الحكومة اليمنية، في بيانها، أنها ترحب بجهود السعودية وعمان، والمساعي الأممية والدولية، الهادفة «لدفع الميليشيات الحوثية نحو التعاطي الجاد مع دعوات السلام، وتخفيف المعاناة الإنسانية عن اليمنيين».

جانب من اجتماع مجلس الوزراء اليمني في عدن (سبأ)

وأكدت الحكومة اليمنية استمرار نهجها المنفتح على جميع المبادرات الرامية إلى إحلال السلام العادل والشامل، وفقاً للمرجعيات الثلاث، وبما يضمن إنهاء الانقلاب، واستعادة مؤسسات الدولة، والأمن والاستقرار والتنمية في اليمن.

وكان بيان سعودي أفاد بتوجيه الدعوة إلى وفد من صنعاء الخاضعة للحوثيين لزيارة المملكة؛ لاستكمال النقاشات واللقاءات. وقال إن ذلك يأتي «امتداداً للمبادرة السعودية التي أُعلنت في مارس (آذار) 2021، واستكمالاً للقاءات والنقاشات التي أجراها الفريق السعودي برئاسة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن محمد آل جابر، وبمشاركة من الأشقاء في سلطنة عُمان، في صنعاء خلال الفترة من 17 إلى 22 رمضان 1444هـ، الموافق 8 إلى 13 أبريل (نيسان) 2023».

وأوضح البيان، أن هذه الخطوة جاءت «استمراراً لجهود المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان للتوصل لوقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن، والتوصل لحل سياسي مستدام ومقبول من الأطراف اليمنية كافة».

وفد عماني وصل إلى صنعاء قبل أن يغادر إلى السعودية رفقة وفد حوثي (إعلام حوثي)

المتحدث باسم الجماعة الحوثية محمد عبد السلام، كان من جهته صرّح لوسائل إعلام الجماعة، بأن «جولة التفاوض الحالية تأتي في إطار النقاشات التي تمت في لقاءات عديدة في مسقط، ولقاءات متكررة في صنعاء».

وأضاف المتحدث الحوثي أن الملف الإنساني على رأس الملفات، بما في ذلك «صرف مرتبات الموظفين جميعاً، وفتح المطار والموانئ، والإفراج عن الأسرى والمعتقلين كافة».

تساؤلات حول جدية الحوثيين

رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك، أبدى التشكيك في جدية الحوثيين لتحقيق السلام، خلال اجتماع لمجلس الوزراء في عدن، (الخميس)، وقال: «إن الدولة ترحب بجهود السلام، وتدرك في الوقت نفسه مدى كذب وخداع ومراوغة ميليشيا الحوثي الإرهابية».

وأوضح عبد الملك أن حكومته ترى أن «الزخم الدبلوماسي المتصاعد حالياً يضع الميليشيا الحوثية مجدداً أمام استحقاقات السلام، القائم على إنهاء الانقلاب، واستعادة الدولة والحقوق والديمقراطية، وإنهاء المعاناة الإنسانية التي تسببت بها».

وجدد رئيس الحكومة اليمنية تأكيد دعم جهود السعودية وعمان، وجميع الجهود والمساعي الحميدة، الإقليمية والدولية، الهادفة إلى إنهاء الأزمة في بلاده، وتحقيق السلام الشامل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها. وفق تعبيره.

وذكر الإعلام الرسمي أن مجلس الوزراء اليمني ناقش، خلال الاجتماع، التقرير المقدم من وزير الدفاع حول استمرار التصعيد الحوثي في عدد من الجبهات من خلال استهداف المدنيين ومواقع قوات الجيش، وبناء التحصينات، وحشد التعزيزات إلى جبهات عدة.

وأكد الاجتماع أن التحركات الحوثية تكشف عن حقيقة الجماعة «الإرهابية، وعدم استعدادها للسلام والحل السياسي، وأن القوات المسلحة في كامل الجاهزية القتالية للتعامل مع هذا التصعيد».

تلامذة ينتظرون فتح مدرستهم في أطراف العاصمة اليمنية صنعاء (رويترز)

وبحسب ما أوردته وكالة «سبأ» الرسمية، شدد مجلس الوزراء اليمني على القوات المسلحة والأمن «رفع الجاهزية والاستعداد لكل الخيارات للقيام بمهامهما في الدفاع، واستكمال استعادة الدولة، وإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً».

وعلى صعيد العمل الحكومي شدد عبد الملك، على الوزراء جميعاً القيام بواجباتهم ومسؤولياتهم، ووجه بمضاعفة التنسيق مع السلطات المحلية، والعمل وفق مبدأ تكاملي لمعالجة التحديات التي تواجه المواطنين في الجوانب الخدمية والمعيشية، والتركيز على ملامسة القضايا الحيوية التي تمس حياة ومعيشة المواطنين اليومية.

وأشار رئيس الحكومة اليمنية، إلى ضرورة الاستمرار في تنفيذ برنامج الإصلاحات الشاملة، وإصلاح المالية العامة، وتعزيز الإيرادات بما يساعد على تحسين الأوضاع المعيشية، وتخفيف معاناة المواطنين.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يعول على «هدنة غزة» لعودة مسار السلام في اليمن

العالم العربي غروندبرغ يحيط مجلس الأمن بمستجدات الحالة اليمنية (الأمم المتحدة)

غروندبرغ يعول على «هدنة غزة» لعودة مسار السلام في اليمن

أبدى المبعوث الأممي هانس غروندبرغ أمله في أن يؤدي إبرام «هدنة في غزة» إلى عودة مسار السلام بين الحكومة اليمنية والجماعة الحوثية محذراً من عواقب وخيمة للتصعيد.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي 38 ألف أسرة تضررت جراء الفيضانات التي ضربت اليمن (إعلام حكومي)

الحوثيون والكوارث الطبيعية يهجرون اليمنيين

أظهرت بيانات مبادرة دولية معنية برصد الأزمات والنزوح والكوارث أن التغيرات المناخية باتت وكأنها تنافس الحوثيين في تهجير اليمنيين خلال العامين الأخيرين وفق ناشطين

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي مقاتلة تنطلق من على متن حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» (الجيش الأميركي)

الحوثيون يزعمون قصف الحاملة «هاري ترومان» للمرة السادسة

زعم الحوثيون مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» والقطع الحربية المرافقة لها في شمالي البحر الأحمر، للمرة السادسة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أنصار الحوثيين يرددون شعارات ويرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض للولايات المتحدة وإسرائيل في صنعاء 10 يناير 2025 (إ.ب.أ)

الحوثيون يزعمون استهداف حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر

أعلن الحوثيون تنفيذ عملية عسكرية مشتركة استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» وقطعاً بحرية تابعة لها شمال البحر الأحمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 (غيتي)

انقلابيو اليمن يحولون المدارس إلى ثكنات 

تعسفت الجماعة الحوثية مع موظفي قطاع التعليم وحرمتهم من صرف نصف راتب شهري تعهدت به سابقاً وأجبرت طلاب المدارس على المشاركة في دورات قتالية

وضاح الجليل (عدن)

انقلابيو اليمن يحولون المدارس إلى ثكنات 

أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 (غيتي)
أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 (غيتي)
TT

انقلابيو اليمن يحولون المدارس إلى ثكنات 

أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 (غيتي)
أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 (غيتي)

أعادت وكالة أممية حديثها عن تسرب ملايين الأطفال من التعليم، وتدمير آلاف المدارس في اليمن، بينما تتعسف الجماعة الحوثية مع موظفي قطاع التعليم، وحرمتهم من صرف نصف راتب شهري تعهدت به سابقاً، بالتزامن مع إجبار طلاب المدارس على المشاركة في دورات قتالية، وسط اتهامات داخلية للجماعة بالتآمر على قطاع التعليم.

ورفض نادي المعلمين اليمنيين ما سماه «سياسة التجويع» التي اتهم الجماعة الحوثية بممارستها ضد التربويين، مطالباً بعدم الانخداع بـ«أنصاف الحلول وفتاتها»، مع دعوته إلى صرف رواتب المعلمين كاملة، ومعها كامل المستحقات الأخرى، وذلك إثر استثناء الجماعة الحوثية قطاع التعليم من نصف الراتب الشهري الذي تعهدت به للموظفين العموميين.

ودعا الكيان النقابي المعلمين والأكاديميين والموظفين العموميين وعموم قطاعات المجتمع إلى الثورة في مواجهة ممارسات الجماعة الحوثية ورفض «حياة العبودية».

من داخل مدرسة في تعز تعمل «اليونيسيف» على إعادة إلحاق الطالبات المتسربات للدراسة فيها (الأمم المتحدة)

وعدّ النادي المطالبة بالراتب الكامل حقّاً أصيلاً، وليس ترفاً، مشدداً على أن كرامة المعلم لا ينبغي أن تكون رهينة لسياسات عمياء تُغلق الأبواب في وجه العدالة، في حين أعلنت مكاتب التربية الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية رفضها القاطع لاستثناء الإداريين في مكاتب التربية من صرف نصف الراتب الشهري.

وتعرضت الإجراءات الحوثية بشأن صرف رواتب الموظفين العموميين، التي أعلنت عنها منذ أوائل ديسمبر (كانون الأول) الماضي لانتقادات حادة، كونها تعتمد على التمييز وتصنيف الموظفين إلى فئات، ما يؤدي إلى اختلالات عميقة، وتمييز حاد بين هذه الفئات.

وحذّر الناشط الحوثي طه الرزامي من تقسيم الموظفين إلى فئات (أ) و(ب) و(ج)، لصرف الرواتب لهم بحسب هذا التصنيف الذي قال إنه «سيولد الحقد والكراهية بين من يعملون من الفئة (ج) ولا تُصرف لهم أنصاف رواتب إلا كل ثلاثة أشهر، وبين من يستلمون رواتب شهرية كاملة من الفئة (أ) دون أن يعملوا».

ووصف إسقاط أسماء عشرات الآلاف من الموظفين القدامى ذوي الخبرة والكفاءة من قوائم صرف الرواتب بالجريمة التي ترتكب بحقهم بعد معاناتهم وعائلاتهم لتسع سنوات.

إيقاف الدراسة للتجنيد

اتهم القيادي الحوثي علي عبد العظيم، وكنيته أبو زنجبيل الحوثي الجماعة التي ينتمي لها، باستهداف قطاع التربية والتعليم وإهماله، إثر استثناء موظفيه من كشوفات صرف نصف الراتب الشهري الذي كانت تعهدت به لجميع موظفي الدولة في مناطق سيطرتها، واصفاً ذلك بالمؤامرة على التعليم، خصوصاً مع عدم إبداء الأسباب، وتجاهل مطالب المعلمين.

ويقود نادي المعلمين اليمنيين إضراباً منذ بداية العام الدراسي للمطالبة بصرف رواتب المعلمين، واعترض على تعرض قادته وعدد من المنتمين إليه خلال هذه الفترة لإجراءات عقابية حوثية، مثل الاختطاف والإخفاء القسري، واتهامهم بالخيانة والعمالة والتآمر، وقد توفي عدد من الخبراء التربويين في السجون.

في غضون ذلك أجبرت الجماعة الحوثية عشرات المدارس في مناطق سيطرتها على التوقف عن الدراسة لإلزام مئات الطلاب والمدرسين على المشاركة في دورات قتالية للتدرب على استخدام الأسلحة في أفنية المدارس.

ونقلت مصادر محلية في مدينة الحديدة الساحلية الغربية عن مدرسين وأولياء أمور الطلاب أن المدارس تحولت إلى مراكز حوثية لاستقطاب الأطفال وإغرائهم أو ترهيبهم للانضمام للجماعة والمشاركة في فعالياتها التدريبية والدعوية، تحت مزاعم مواجهة الغرب وإسرائيل.

منذ بداية العام الدراسي الماضي يواصل المعلمون اليمنيون إضرابهم للمطالبة برواتبهم (إكس)

وتنوعت وسائل الترهيب والإغراء للطلاب وأولياء أمورهم، حيث يجري استغلال الضربات الجوية الإسرائيلية على ميناء الحديدة وخزانات النفط لإقناعهم بأن هدف هذه العمليات هو إخضاع اليمنيين، إلى جانب عرض إعفائهم من الرسوم الدراسية، وزيادة درجات تحصيلهم الدراسي في حال المشاركة في تلك الأنشطة، والتهديد بزيادة الأعباء المالية والحرمان من الدرجات عقاباً على التغيب أو التهرب منها.

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة مشابهة وموازية يتعرض لها طلاب الجامعات العمومية، وخصوصاً جامعة صنعاء وكادرها التدريسي والوظيفي، ضمن مساع لاستقطاب وتجنيد الآلاف من الشباب والأطفال.

تأهيل أممي للمدارس

أعلنت «اليونيسيف» أن تداعيات الصراع المسلح في اليمن منذ أكثر من عقد من السنوات تسببت بتسرب أكثر من 4.5 مليون طفل خارج المدرسة، حيث خلّفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمين والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

وأوضحت المنظمة الأممية أنها وشركاءها من أجل التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين من الأطفال، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، نظراً لأن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

أطفال نازحون يدرسون في مبنى مهجور بمحافظة الحديدة الغربية (أ.ف.ب)

ونبهت «اليونيسيف» من تأثير النزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء اليمن، وتجزئة نظام التعليم الذي وصفته بأنه شبه منهار، وقالت إن ذلك كان له أثر بالغ على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية لكل الأطفال في سن الدراسة، البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

وأحصت المنظمة تدمير 2,916 مدرسة، بواقع مدرسة واحدة على الأقل، من بين كل 4 مدارس، أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية بسبب النزاع الذي تشهده البلاد.

ويواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين، ما يقارب 172 ألف معلم ومعلمة، على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ 2016، أو أنهم انقطعوا عن التدريس؛ بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.

وأشارت المنظمة إلى اضطرار المدارس لإغلاق أبوابها أمام الطلاب بسبب تفشي جائحة «كورونا» منذ خمسة أعوام، ما تسبب في تعطيل العملية التعليمية لحوالي 5.8 مليون طالب، بمن فيهم 2.5 مليون فتاة.