الإهدار الحوثي على المناسبات يؤجج سخط اليمنيين

الجماعة أقامت 118 فعالية خلال أسبوعين وأنفقت 5 ملايين دولار

يحشد الحوثيون السكان بالترغيب والترهيب في كل مناسباتهم (إ.ب.أ)
يحشد الحوثيون السكان بالترغيب والترهيب في كل مناسباتهم (إ.ب.أ)
TT

الإهدار الحوثي على المناسبات يؤجج سخط اليمنيين

يحشد الحوثيون السكان بالترغيب والترهيب في كل مناسباتهم (إ.ب.أ)
يحشد الحوثيون السكان بالترغيب والترهيب في كل مناسباتهم (إ.ب.أ)

أججت احتفالات الحوثيين بمناسباتهم ذات الصبغة الطائفية سخط اليمنيين؛ حيث تهدر الجماعة مليارات الريالات اليمنية، وتتجاهل مطالب الموظفين العموميين بصرف رواتبهم المنقطعة منذ 7 أعوام.

وفي حين أحصت «الشرق الأوسط» تنظيم الجماعة أكثر من 118 احتفالية خلال أسبوعين، قدرت مصادر مطلعة في صنعاء أن الميليشيات أنفقت ما يعادل 5 ملايين دولار على الفعاليات التي أقامتها أخيراً فقط، لمناسبة ذكرى مقتل زيد بن علي، الذي قُتل قبل عدة قرون.

ويرى السكان في صنعاء أن الميليشيات تواصل تكريس نهجها السنوي في تبديد الأموال لمصلحة أتباعها، عبر إقامة مناسبات تروج لأفكارها ذات الصبغة الطائفية، على حساب الملايين الذين تقول الأمم المتحدة إنهم باتوا على حافة المجاعة.

ولجأت الجماعة السبت الماضي إلى حشد أتباعها، وإجبار السكان والموظفين والطلبة بمناطق سيطرتها على المشاركة قسراً في احتفالاتها، متجاهلة ارتفاع الأسعار، وتوسع نسب الجوع والفقر والبطالة، وانعدام الخدمات الأساسية.

جانب من فعالية حوثية ذات صبغة طائفية نُظمت في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وشن ناشطون يمنيون حملة انتقادات واسعة، استهجنت انشغال الجماعة في الاحتفال بما تسميه «ذكرى استشهاد الإمام زيد» في وقت لا يزال فيه ملايين السكان بمدن سيطرتها يعانون من أزمات متعددة.

مساومة الخريجين

وفي سياق سعي الجماعة إلى استقطاب مزيد من الأتباع وتجاهل مطالب الموظفين، أفادت مصادر مطلعة بأن قادتها ساوموا الطلبة من خريجي الثانوية والجامعات في صنعاء على إدراجهم ضمن الكادر التعليمي كمتطوعين، ثم كتربويين رسميين، مكان آخرين ممن أعلنوا إضرابهم، في مقابل الالتحاق بصفوفها والمشاركة في مناسباتها وجبهاتها.

مظاهر احتفال الميليشيات الانقلابية في ظل ما تشهده البلاد من أوضاع متدهورة وبائسة، دفعت السكان في صنعاء وغيرها من المناطق إلى إبداء مزيد من مظاهر السخط ضد الميليشيات التي يرون فيها كابوساً يجثم على صدورهم، ويستولي على موارد البلاد والمؤسسات.

ويعبّر «محمود. ع» -وهو معلم في صنعاء- عن استيائه الشديد من استمرار اهتمام الجماعة الحوثية بإحياء مزيد من المناسبات ذات الصبغة الطائفية والإنفاق عليها، وعدم الالتفات إلى أوجاع ومعاناة السواد الأعظم من اليمنيين المحرومين.

مسلحون حوثيون في صنعاء يرددون شعارات الجماعة في تجمع طائفي (إ.ب.أ)

وقال محمود إن رواتب المعلمين وغيرهم من الموظفين أكثر أهمية من أي مناسبات لا تسد رمقهم، وتغطي بعضاً من حوائجهم وأسرهم الضرورية.

ويشير محمود إلى أن بذخ الميليشيات في المناسبات لم يعد مفاجئاً، إذ إن كل الفعاليات التي تحمل في مجملها الطابع السياسي والطائفي ما هي إلا بوابة لنهب الأموال، في ظل استمرار تفاقم معاناة اليمنيين.

وكانت الحكومة اليمنية قد استنكرت غير مرة استغلال الميليشيات الحوثية للمناسبات المختلفة التي تبتكرها لإيصال رسائل سياسية وعدائية، وتحشد الناس بالترغيب والترهيب مستغلة جوع الناس وعوزهم.


مقالات ذات صلة

اتهامات للحوثيين بعرقلة مساعدات الفقراء

العالم العربي جانب من عملية صرف مساعدات نقدية للفقراء في إحدى مناطق سيطرة الجماعة الحوثية (فيسبوك)

اتهامات للحوثيين بعرقلة مساعدات الفقراء

الجماعة الحوثية توقف صرف المساعدات النقدية للحالات الأشد فقراً في مناطق سيطرتها، وتستقطع منها لصالح جبهاتها، متسببة بمزيد من المعاناة الإنسانية للسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)

برنامج أممي يحذر من خطر سوء التغذية الحاد في اليمن

حذر برنامج الأغذية العالمي من أن سوء التغذية الحاد في اليمن لا يزال يشكل تهديداً خطيراً لحياة الأشخاص مع وجود 17.6 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي دُشنت المشروعات التنموية برعاية عدد من الوزراء والمسؤولين (الشرق الأوسط)

«البرنامج السعودي» يضع حجر الأساس لمشروعات تنموية في مأرب

وضع «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» حجر الأساس لحزمة مشروعات تنموية في محافظة مأرب.

«الشرق الأوسط» (مأرب)
العالم العربي آثار عميقة تسببت بها الفيضانات في اليمن وأدت إلى تفاقم الظروف الإنسانية المتردية (أ.ف.ب)

تحذيرات من استمرار تأثير الفيضانات على الوضع الإنساني في اليمن

على الرغم من اقتراب موسم الأمطار في اليمن من نهايته مع رحيل فصل الصيف، تواصلت التحذيرات من استمرار هطول الأمطار على مناطق عدة، مع تراجع حدتها وغزارتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي (سبأ)

العليمي: لا خيار سوى الانتصار على المشروع الإيراني في اليمن

وسط احتفالات واسعة بذكرى «ثورة 26 سبتمبر» أكد رئيس مجلس الحكم اليمني رشاد العليمي أنه لا خيار في بلاده إلا الانتصار على المشروع الإيراني المتمثل في الحوثيين

علي ربيع (عدن)

كوريا الجنوبية تصف التصعيد في المنطقة بـ«غير المسبوق»

ممثل كوريا الجنوبية لدى الأمم المتحدة هوانغ جون-كوك يتحدث خلال جلسة مجلس الأمن (الأمم المتحدة)
ممثل كوريا الجنوبية لدى الأمم المتحدة هوانغ جون-كوك يتحدث خلال جلسة مجلس الأمن (الأمم المتحدة)
TT

كوريا الجنوبية تصف التصعيد في المنطقة بـ«غير المسبوق»

ممثل كوريا الجنوبية لدى الأمم المتحدة هوانغ جون-كوك يتحدث خلال جلسة مجلس الأمن (الأمم المتحدة)
ممثل كوريا الجنوبية لدى الأمم المتحدة هوانغ جون-كوك يتحدث خلال جلسة مجلس الأمن (الأمم المتحدة)

قال ممثل كوريا الجنوبية لدى الأمم المتحدة هوانغ جون-كوك، الجمعة، إن الضربة في الضاحية الجنوبية لبيروت «أدت إلى تعميق مشاغلنا»، وذلك بعد ساعات على إعلان الجيش الإسرائيلي «تنفيذ ضربات دقيقة على المقر المركزي» لـ«حزب الله» أحدثت دماراً هائلاً، واستهدفت الأمين العام حسن نصر الله.

وفي اجتماع لمجلس الأمن حول غزة، أكد جون-كوك أنه يجب على «جميع الأطراف في المنطقة أن تخفّف التصعيد، وتنظر في الكارثة المحتملة في نهاية حلقة العنف هذه»، داعياً لممارسة ضبط النفس بشكل كبير، و«هذا هو الخيار الأمثل».
وأضاف ممثل كوريا الجنوبية: «وسط التصعيد غير المسبوق في لبنان وإسرائيل، نبقى نشعر بالقلق البالغ إزاء الكارثة الإنسانية المتواصلة في غزة، وأعمال العنف، وعدم الاستقرار في الضفة الغربية، بما ذلك القيود المعززة على الحركة للفلسطينيين».
ودعا الأطراف في الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل وغيرها من الدول، إلى الاستجابة للدعوات القوية من الدول المجاورة، «فالمنطقة تسير شيئاً فشيء نحو النيران الملتهبة، ولكن هنالك وقت للعودة إلى الوراء، وإطفاء هذه النيران عبر الدبلوماسية النشطة، وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة».
ومع ذلك، ما زال الأمل بحسب جون-كوك موجوداً لإطلاق سراح كل الرهائن، ووقف إطلاق نار فوري في غزة، وتخفيف طارئ للتصعيد في لبنان.
وتدعم كوريا الجنوبية جميع الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية «بما في ذلك المبادرة الأخيرة بقيادة فرنسا والولايات المتحدة لضمان وقف إطلاق النار فوري لـ21 يوماً على الحدود اللبنانية والإسرائيلية»، ودعا ممثلها الطرفين إلى قبول هذا الاتفاق من دون تأخير.