«القاعدة» يغتال قائداً أمنياً رفيعاً مع مرافقيه في محافظة أبين اليمنية

عقب أيام من إطلاق حملة جديدة لملاحقة عناصر التنظيم

عبد اللطيف السيد خلال حملة أمنية ضد «القاعدة» في أبين جنوب اليمن (فيسبوك)
عبد اللطيف السيد خلال حملة أمنية ضد «القاعدة» في أبين جنوب اليمن (فيسبوك)
TT

«القاعدة» يغتال قائداً أمنياً رفيعاً مع مرافقيه في محافظة أبين اليمنية

عبد اللطيف السيد خلال حملة أمنية ضد «القاعدة» في أبين جنوب اليمن (فيسبوك)
عبد اللطيف السيد خلال حملة أمنية ضد «القاعدة» في أبين جنوب اليمن (فيسبوك)

اغتال مسلحون يُعتقد أنهم من عناصر تنظيم «القاعدة» في اليمن، قائداً أمنياً رفيعاً مع عدد من مرافقيه في مديرية مودية التابعة لمحافظة أبين (جنوب)، الخميس، حيث استهدفوا موكبه بعبوات ناسفة، وذلك عقب أيام من إطلاق حملة جديدة لملاحقة عناصر التنظيم في المحافظة.

وذكرت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» أن عبوة ناسفة استهدفت موكب قائد الحزام الأمني في محافظة أبين اليمنية عبد اللطيف السيد، مما أدى إلى مقتله مع نحو خمسة من مرافقيه، بينهم زعيم قبلي.

ونجا عبد اللطيف السيد من عدة محاولات سابقة لاغتياله على يد عناصر التنظيم الذين يرون فيه واحداً من أهم أعدائهم بسبب المواجهة التي خاضها ضدهم منذ سنوات في محافظة أبين.

واتهمت مصادر أمنية عناصر التنظيم بالوقوف خلف العملية التي جاءت بعد إطلاق حملة جديدة لملاحقة عناصر التنظيم في وادي عومران في مديرية مودية، حيث المناطق المتاخمة لمحافظتي البيضاء وشبوة.

القائد الأمني اليمني عبد اللطيف السيد الذي اغتيل (الخميس) مع عدد من مرافقيه (إكس)

المصادر الأمنية في المحافظة ذكرت أن عبوة ناسفة استهدفت موكب السيد ومرافقيه قرب وادي عومران في مديرية مودية، وأنهم فارقوا الحياة رغم نقلهم إلى المستشفى في محاولة لإنقاذهم. ومن بين الضحايا الزعيم القبلي محمد كريد الجعدني.

ومنذ انضمامه إلى القوات الحكومية لمواجهة تنظيم «القاعدة» في محافظة أبين تحديداً، نجا السيد من عدة محاولات للاغتيال كانت أبرزها في 2012 حين تمكن عناصر «القاعدة» من التسلل إلى مخيم عزاء أقامه لأحد أقاربه وقاموا بوضع كميات من المتفجرات في عبوات مياه الشرب فقُتل العشرات من الحضور ونجا السيد من موت محقق.

وفي الأيام الأخيرة نفّذ التنظيم الذي يتخذ من المناطق الوعرة في محافظة أبين ملاذاً لعناصره، عدداً من الهجمات ضد القوات الأمنية التي تخوض المواجهة، عبر العبوات الناسفة والكمائن.

جانب من الحملة الأمنية التي تقودها السلطات في محافظة أبين (فيسبوك)

من جهته نعى عيدروس الزبيدي، عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، السيد وعدداص من مرافقيه، «الذين طالتهم أيادي الغدر والإرهاب»، وقال إن المصاب جلل والخسارة كبيرة وفادحة.

كما وصفه عضو مجلس القيادة الرئاسي عبد الرحمن أبو زرعة المحرمي، بأنه قائد استثنائي صنديد ومقاتل شجاع مهاب، يتقدم صفوف المقاتلين في جبهات القتال؛ للدفاع عن حياض الوطن، وأنه شارك في صناعة الانتصارات الكبيرة في مختلف جبهات القتال في أبين.

وجاء مقتل السيد بعد يوم واحد من تحرير الموظف في مكتب التنسيق الأمني للأمم المتحدة في اليمن آكام سوفيول أنعم، الذي اختطفه التنظيم قبل أكثر من 18 شهراً بوساطة قادها زعماء قبليون في محافظة أبين حيث اختُطف مع أربعة يمنيين وهم في الطريق إلى مدينة عدن، العاصمة المؤقتة لليمن.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

العالم العربي توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

تتزايد مخاطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين تتصاعد الدعوات لإجراء حلول عاجلة ودائمة تمكن الحكومة من السيادة على الموارد.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً جديدةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)

نصف سكان اليمن يواجهون تهديدات زائدة بسبب تغير المناخ

نبه البنك الدولي إلى المخاطر الزائدة التي يواجهها اليمن نتيجة لتغير المناخ وأكد أن سكاناً كثيرين يواجهون تهديدات مثل الحرارة الشديدة والجفاف والفيضانات

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي مقر البنك المركزي اليمني في عدن (إعلام حكومي)

«المركزي اليمني» يستهجن مزاعم تهريب أموال إلى الخارج

استهجن البنك المركزي اليمني أنباء راجت على مواقع التواصل الاجتماعي تدعي قيام البنك بتهريب الأموال في أكياس عبر المنافذ الرسمية، وتحت توقيع المحافظ.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني الزبيدي يثمن دور السعودية في دعم بلاده (سبأ)

الزبيدي يثمن جهود السعودية لإحلال السلام والاستقرار في اليمن

وسط تأكيد سعودي على استمرار تقديم الدعم الإنساني والإغاثي لليمن، ثمّن عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عيدروس الزبيدي، سعي المملكة إلى حشد الجهود لإحلال السلام.

«الشرق الأوسط» (عدن)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.