المنظمة البحرية: مصير «صافر» وعائدات حمولتها لا يزالان محل تفاوض

الأمم المتحدة أكدت أن نقل النفط لا يعد نهاية الكارثة

فنيون يعملون على سطح الناقلة اليمنية العملاقة المتهالكة قبالة ساحل رأس عيسى (رويترز)
فنيون يعملون على سطح الناقلة اليمنية العملاقة المتهالكة قبالة ساحل رأس عيسى (رويترز)
TT

المنظمة البحرية: مصير «صافر» وعائدات حمولتها لا يزالان محل تفاوض

فنيون يعملون على سطح الناقلة اليمنية العملاقة المتهالكة قبالة ساحل رأس عيسى (رويترز)
فنيون يعملون على سطح الناقلة اليمنية العملاقة المتهالكة قبالة ساحل رأس عيسى (رويترز)

بالتزامن مع تأكيد البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة استكمال نقل النفط الخام من خزانين مركزيين في الناقلة اليمنية المتهالكة «صافر» إلى الناقلة البديلة، كشفت المنظمة البحرية الدولية أن مصير الناقلة المتهالكة وعائدات بيع حمولتها لا يزالان محل تفاوض، وتوقعت أن تنتهي المرحلة الثانية من عملية الإنقاذ في سبتمبر (أيلول) المقبل.

مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي آخيم شتاينر، ذكر في حسابه على «إكس»، أنه حتى الآن تم ضخ أكثر من 360 ألف برميل من الناقلة «صافر» إلى الناقلة البديلة «اليمن». وأكد أن عملية الضخ مستمرة وأن فرق العمل استكملت تفريغ خزانين مركزيين، وأن عملية الإنقاذ تسير على قدم وساق من قبل الفرق الهندسية والفنية بقيادة الأمم المتحدة من أجل وقف كارثة التسرب النفطي في البحر الأحمر ونزع فتيلها.

من جهتها، ذكرت المنظمة البحرية الدولية في تقرير حديث أن المفاوضات مستمرة لحل القضايا القانونية المتعلقة بإعادة التدوير الآمن للناقلة «صافر» وبيع نفطها في المستقبل.

وقالت المنظمة إنه بمجرد الانتهاء من عملية نقل كمية النفط الخام البالغة 1.1 مليون برميل من السفينة المتهالكة إلى السفينة الأخرى «ستكون الخطوة الحاسمة التالية هي تركيب نقطة إرساء متصلة بخط الأنابيب ليتم بعد ذلك ربط الناقلة الجديدة (اليمن) بهذه النقطة بأمان». وبينت أن الهدف من ذلك هو استكمال هذه الخطوة بحلول شهر سبتمبر حيث يتوقع أن يتدهور الطقس في المنطقة حينها.

تم نقل 360 ألف برميل من أصل 1.1 مليون برميل من خزان «صافر» للناقلة البديلة (الأمم المتحدة)

وبحسب المنظمة، فإن عملية نقل النفط التي بدأت في 25 يوليو (تموز) تنفذ على مدار 24 ساعة في اليوم، ومن المتوقع أن تستغرق العملية، نحو أسبوعين من الآن حتى تكتمل، وقالت إنها لعبت دوراً داعماً رئيسياً في المبادرة المنسقة من قبل الأمم المتحدة والتي هدفت إلى منع تسرب النفط من هذه الناقلة الراسية قبالة الساحل اليمني على البحر الأحمر.

خطة طوارئ

المنظمة قالت إنها قدمت الدعم الفني وتعاقدت مع متخصص إدارة الأزمات ليكون في الموقع طوال مدة العملية، وذكرت أنه نظراً لأن عملية نقل النفط الخام من الناقلة المتهالكة تنطوي على مخاطر، فقد وضعت خطة طوارئ واسعة النطاق، وكجزء من هذه العملية، ساعدت برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ترتيب شراء وتشغيل معدات متخصصة للتعامل مع الانسكاب النفطي المحتمل للتخفيف من آثاره، كما تبرعت بالمعدات اللازمة لذلك.

وطبقاً لتقرير المنظمة، فإنها منذ أن بدأت الأمم المتحدة في عام 2019 خطة إنقاذ «صافر»، دعمت جهود خطة الطوارئ الهادفة إلى تعزيز التأهب للتخفيف من الآثار البيئية للانسكاب النفطي المحتمل، وقدمت المدخلات الفنية والدعم لبرنامج الأمم المتحدة بشأن المسائل ذات الصلة بـ«الخطة التشغيلية». وتوقعت أن تكلف المرحلة الثانية من عملية الإنقاذ، بما في ذلك عملية الإزالة وإعادة التدوير الآمن للناقلة «صافر»، 19 مليون دولار أميركي إضافي.

العملية تسير بشكل جيد

من جهتها، ذكرت شركة «بوسكليس» التي تعاقدت معها الأمم المتحدة لتنفيذ عملية الإنقاذ في آخر تحديث لها، أن عملية نقل النفط الخام من الناقلة «صافر» تسير بشكل جيد وستستغرق أسبوعين.

وقالت إنها عملت على إنزال المضخات الهيدروليكية في كل خزان من خزانات الناقلة «صافر»، وإنه خلال عملية النقل هذه تم توفير الغاز الخامل للحفاظ على الهواء داخل الخزانات عند مستويات آمنة أثناء التشغيل.

يتوقع أن تنتهي عملية نقل النفط الخام من «صافر» اليمنية خلال أسبوعين (الأمم المتحدة)

الشركة الهولندية أوردت أنه بمجرد نقل كل النفط القابل للضخ من الناقلة «صافر»، ستتبقى طبقة من الزيت الكثيف في قاع الخزانات، وسيتم إزالة هذه الطبقة بواسطة آلة تنظيف الرش المتنقلة، والتي ستقوم بتنظيف الخزانات من الداخل في عملية من المتوقع أن تستغرق أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع أيضاً.

ووفق تفاهمات سابقة بين الأمم المتحدة وكل من الحكومة اليمنية وجماعة «الحوثي» الانقلابية، يفترض أن تذهب عائدات بيع كمية النفط الخام لصالح بند رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الجماعة، المقطوعة منذ نهاية عام 2016، لكن هذه التفاهمات حدثت قبل انقلاب الحوثيين على اتفاق استوكهولم بشأن تخصيص عائدات موانئ الحديدة لصالح هذا البند؛ إذ قاموا بالاستيلاء على جزء كبير من المبلغ الذي وضع في الحساب البنكي الذي يشرف عليه مكتب مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن.

وبحسب ما قاله مسؤول في الحكومة اليمنية لـ«الشرق الأوسط»، فإن التفاهمات التي تمت خلال تلك الفترة تضمنت أيضاً مقترحاً بتقاسم عائدات بيع هذه الكمية بالمناصفة بين الحكومة والجماعة الانقلابية، لكن التطورات التي حدثت طوال السنوات الأربع الأخيرة وقرصنة الحوثيين للحساب البنكي الخاص بعائدات موانئ الحديدة، أوجدت وقعاً جديداً، وأن اللجنة المكلفة بملف الناقلة «صافر» تناقش هذا الأمر مع الجانب الأممي، وأنه لا يوجد حتى الآن اتفاق بهذا الخصوص.

نقل النفط لا يعني نهاية العملية

من جانبه، قال ديفيد غريسلي منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة المقيم في اليمن، إن «استكمال نقل النفط يعني تفادي أسوأ كارثة إنسانية وبيئية واقتصادية». وأفاد غريسلي بأن نقل النفط ليس نهاية العملية، مشيراً إلى خطوات أخرى حاسمة يتوجب القيام بها. وأضاف: «تشمل الخطوات الحاسمة التالية تسليم وتركيب عوامة (مرساة كالم)، وهي عوامة متصلة بخط الأنابيب الذي سيتم ربط السفينة البديلة به بأمان، يجب أن يتم هذا بحلول سبتمبر، ونحتاج إلى القيام بذلك في هذا الإطار الزمني؛ لأن الطقس يصبح أكثر صعوبة بعد تلك الفترة».

ورغم أن عملية من هذا النوع لنقل النفط عادة ما تكون محفوفة بالمخاطر المستمرة، بحسب ديفيد غريسلي، فإن الأمم المتحدة عملت على ضمان التخفيف من تلك المخاطر التي يتم مواصلة رصدها بحثاً عن المشكلات المحتملة، على حد تعبيره. وأضاف في إفادة لمجلس الأمن: «لدينا روح فريق جيدة للغاية هنا للتعامل مع ذلك، فإذا كانت هناك أي مشكلات تطرأ، فستكون هناك استجابة سريعة جداً لذلك، لقد أنشأنا كجزء من هذا الفريق القوي لإدارة الأزمات ومقره الحديدة، وقمنا بتجميع الخبرات والمعدات اللازمة للاستجابة لأي حادث قد يحدث».


مقالات ذات صلة

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

العالم العربي توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

تتزايد مخاطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين تتصاعد الدعوات لإجراء حلول عاجلة ودائمة تمكن الحكومة من السيادة على الموارد.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً جديدةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)

نصف سكان اليمن يواجهون تهديدات زائدة بسبب تغير المناخ

نبه البنك الدولي إلى المخاطر الزائدة التي يواجهها اليمن نتيجة لتغير المناخ وأكد أن سكاناً كثيرين يواجهون تهديدات مثل الحرارة الشديدة والجفاف والفيضانات

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي مقر البنك المركزي اليمني في عدن (إعلام حكومي)

«المركزي اليمني» يستهجن مزاعم تهريب أموال إلى الخارج

استهجن البنك المركزي اليمني أنباء راجت على مواقع التواصل الاجتماعي تدعي قيام البنك بتهريب الأموال في أكياس عبر المنافذ الرسمية، وتحت توقيع المحافظ.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني الزبيدي يثمن دور السعودية في دعم بلاده (سبأ)

الزبيدي يثمن جهود السعودية لإحلال السلام والاستقرار في اليمن

وسط تأكيد سعودي على استمرار تقديم الدعم الإنساني والإغاثي لليمن، ثمّن عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عيدروس الزبيدي، سعي المملكة إلى حشد الجهود لإحلال السلام.

«الشرق الأوسط» (عدن)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
TT

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)

يتضاعف خطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية، وانهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، بفعل الحرب الحوثية على الموارد الرئيسية للبلاد، وتوسيع دائرة الصراع إلى خارج الحدود، في حين تتزايد الدعوات إلى اللجوء للتنمية المستدامة، والبحث عن حلول من الداخل.

وبينما تتوالي التحذيرات من تعاظم احتياجات السكان إلى المساعدات الإنسانية خلال الأشهر المقبلة، تواجه الحكومة اليمنية تحديات صعبة في إدارة الأمن الغذائي، وتوفير الخدمات للسكان في مناطق سيطرتها، خصوصاً بعد تراجع المساعدات الإغاثية الدولية والأممية خلال الأشهر الماضية، ما زاد من التعقيدات التي تعاني منها بفعل توقف عدد من الموارد التي كانت تعتمد عليها في سد الكثير من الفجوات الغذائية والخدمية.

ورجحت شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة حدوث ارتفاع في عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية في اليمن في ظل استمرار التدهور الاقتصادي في البلاد، حيث لا تزال العائلات تعاني من التأثيرات طويلة الأجل للصراع المطول، بما في ذلك الظروف الاقتصادية الكلية السيئة للغاية، بينما تستمر بيئة الأعمال في التآكل بسبب نقص العملة في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، وانخفاض قيمة العملة والتضخم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.

وبحسب توقعات الأمن الغذائي خلال الستة أشهر المقبلة، فإنه وبفعل الظروف الاقتصادية السيئة، وانخفاض فرص كسب الدخل المحدودة، ستواجه ملايين العائلات، فجوات مستمرة في استهلاك الغذاء وحالة انعدام الأمن الغذائي الحاد واسعة النطاق على مستوى الأزمة (المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي) أو حالة الطوارئ (المرحلة الرابعة) في مناطق نفوذ الحكومة الشرعية.

انهيار العملة المحلية أسهم مع تراجع المساعدات الإغاثية في تراجع الأمن الغذائي باليمن (البنك الدولي)

يشدد الأكاديمي محمد قحطان، أستاذ الاقتصاد في جامعة تعز، على ضرورة وجود إرادة سياسية حازمة لمواجهة أسباب الانهيار الاقتصادي وتهاوي العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، منوهاً إلى أن عائدات صادرات النفط والغاز كانت تغطي 70 في المائة من الإنفاق العام في الموازنة العامة، وهو ما يؤكد أهميتها في تشغيل مؤسسات الدولة.

ويضيف قحطان في حديث خص به «الشرق الأوسط» أن وقف هذه الصادرات يضع الحكومة في حالة عجز عن الوفاء بالتزاماتها، بالتضافر مع أسباب أخرى منها الفساد والتسيب الوظيفي في أهم المؤسسات الحكومية، وعدم وصول إيرادات مؤسسات الدولة إلى البنك المركزي، والمضاربة بالعملات الأجنبية وتسريبها إلى الخارج، واستيراد مشتقات الوقود بدلاً من تكرير النفط داخلياً.

أدوات الإصلاح

طبقاً لخبراء اقتصاديين، تنذر الإخفاقات في إدارة الموارد السيادية ورفد خزينة الدولة بها، والفشل في إدارة أسعار صرف العملات الأجنبية، بآثار كارثية على سعر العملة المحلية، والتوجه إلى تمويل النفقات الحكومية من مصادر تضخمية مثل الإصدار النقدي.

توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

ويلفت الأكاديمي قحطان إلى أن استيراد مشتقات الوقود من الخارج لتغطية حاجة السوق اليمنية من دون مادة الأسفلت يكلف الدولة أكثر من 3.5 مليار دولار في السنة، بينما في حالة تكرير النفط المنتج محلياً سيتم توفير هذا المبلغ لدعم ميزان المدفوعات، وتوفير احتياجات البلاد من الأسفلت لتعبيد الطرقات عوض استيرادها، وأيضاً تحصيل إيرادات مقابل بيع الوقود داخلياً.

وسيتبع ذلك إمكانية إدارة البنك المركزي لتلك المبالغ لدعم العرض النقدي من العملات الأجنبية، ومواجهة الطلب بأريحية تامة دون ضغوط للطلب عليها، ولن يكون بحاجة إلى بيع دولارات لتغطية الرواتب، كما يحدث حالياً، وسيتمكن من سحب فائض السيولة النقدية، ما سيعيد للاقتصاد توازنه، وتتعافى العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، وهو ما سيسهم في استعادة جزء من القدرة الشرائية المفقودة للسكان.

ودعا الحكومة إلى خفض نفقاتها الداخلية والخارجية ومواجهة الفساد في الأوعية الإيرادية لإحداث تحول سريع من حالة الركود التضخمي إلى حالة الانتعاش الاقتصادي، ومواجهة البيئة الطاردة للاستثمارات ورجال الأعمال اليمنيين، مع الأهمية القصوى لعودة كل منتسبي الدولة للاستقرار داخل البلاد، وأداء مهاهم من مواقعهم.

الحكومة اليمنية تطالب المجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين لوقف حصار تصدير النفط (سبأ)

ويؤكد مصدر حكومي يمني لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة باتت تدرك الأخطاء التي تراكمت خلال السنوات الماضية، مثل تسرب الكثير من أموال المساعدات الدولية والودائع السعودية في البنك المركزي إلى قنوات لإنتاج حلول مؤقتة، بدلاً من استثمارها في مشاريع للتنمية المستدامة، إلا أن معالجة تلك الأخطاء لم تعد سهلة حالياً.

الحل بالتنمية المستدامة

وفقاً للمصدر الذي فضل التحفظ على بياناته، لعدم امتلاكه صلاحية الحديث لوسائل الإعلام، فإن النقاشات الحكومية الحالية تبحث في كيفية الحصول على مساعدات خارجية جديدة لتحقيق تنمية مستدامة، بالشراكة وتحت إشراف الجهات الممولة، لضمان نجاح تلك المشروعات.

إلا أنه اعترف بصعوبة حدوث ذلك، وهو ما يدفع الحكومة إلى المطالبة بإلحاح للضغط من أجل تمكينها من الموارد الرئيسية، ومنها تصدير النفط.

واعترف المصدر أيضاً بصعوبة موافقة المجتمع الدولي على الضغط على الجماعة الحوثية لوقف حصارها المفروض على تصدير النفط، نظراً لتعنتها وشروطها صعبة التنفيذ من جهة، وإمكانية تصعيدها العسكري لفرض تلك الشروط في وقت يتوقع فيه حدوث تقدم في مشاورات السلام، من جهة ثانية.

تحذيرات من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد (أ.ف.ب)

وقدمت الحكومة اليمنية، أواخر الشهر الماضي، رؤية شاملة إلى البنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات القائمة لتتوافق مع الاحتياجات الراهنة، مطالبةً في الوقت ذاته بزيادة المخصصات المالية المخصصة للبلاد في الدورة الجديدة.

وكان البنك الدولي توقع في تقرير له هذا الشهر، انكماش إجمالي الناتج المحلي بنسبة واحد في المائة هذا العام، بعد انخفاضه بنسبة 2 في المائة العام الماضي، بما يؤدي إلى المزيد من التدهور في نصيب الفرد من إجمالي الناتج الحقيقي.

ويعاني أكثر من 60 في المائة من السكان من ضعف قدرتهم على الحصول على الغذاء الكافي، وفقاً للبنك الدولي، بسبب استمرار الحصار الذي فرضته الجماعة الحوثية على صادرات النفط، ما أدى إلى انخفاض الإيرادات المالية للحكومة بنسبة 42 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي، وترتب على ذلك عجزها عن تقديم الخدمات الأساسية للسكان.

وأبدى البنك قلقه من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد، وتفاقم الأزمات الاجتماعية والإنسانية.