الموازنة الثلاثية تعيد جدولة العلاقة بين بغداد وأربيل إلى مربع الاتهامات

مسرور بارزاني: يتجاهلون حقوقنا

نواب البرلمان العراقي يرفعون أيديهم خلال مناقشة الموازنة الأسبوع الماضي (رويترز)
نواب البرلمان العراقي يرفعون أيديهم خلال مناقشة الموازنة الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

الموازنة الثلاثية تعيد جدولة العلاقة بين بغداد وأربيل إلى مربع الاتهامات

نواب البرلمان العراقي يرفعون أيديهم خلال مناقشة الموازنة الأسبوع الماضي (رويترز)
نواب البرلمان العراقي يرفعون أيديهم خلال مناقشة الموازنة الأسبوع الماضي (رويترز)

في وقت أعلن فيه الرئيس العراقي الدكتور عبد اللطيف رشيد أنه على وشك التصويت على قانون الموازنة التي أرسلت إلى الرئاسة من قبل البرلمان، وجه رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني انتقادات حادة إلى القوى السياسية في بغداد. وعلى الرغم من أن التصويت على الموازنة التي أقرت الأسبوع الماضي بات مسألة وقت فقط لأنه في حال عدم مصادقة رئيس الجمهورية أو امتناعه عنها يعد مصادقاً عليها في غضون أسبوعين. فبموجب الدستور ليس لرئيس الجمهورية صلاحية تعطيل القوانين التي ترسل إليه من البرلمان، بل تتوجب عليه المصادقة عليها في غضون أسبوعين وبعكسه تعد مصادقاً عليها.

لكن الموازنة الحالية وهي ثلاثية (2023ـ 2024ـ 2025) أثارت جدلاً واسعاً لا سيما بين القوى السياسية الشيعية (الإطار التنسيقي) والكرد وبالذات «الحزب الديمقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني الذي اعترض على مادتين فيها وهما 13 و14 قبل أن تجري تسوية واحدة منهما 13 وتمرير الثانية 14 بعدم قبولها من قبل «الحزب الديمقراطي» الذي لا يملك أغلبية تعطيل الموازنة.

ومع أن التصريحات التي تلت إقرار الموازنة بدت أكثر هدوءاً من فترة ما قبل إقرارها، لكن الخلاف الحاد بين الحزبين الكرديين الرئيسيين في إقليم كردستان الذي بلغ حد التخوين المتبادل بين قياداتهما جعل من لهجة أربيل حادة حيال بغداد التي تعدها هي السبب الرئيسي في استقواء الاتحاد الوطني داخل الإقليم الكردي على أربيل بعد أن رأت أنه اصطف تماماً إلى جانب بغداد ضد الإقليم.

وقبل أن يوجه مسرور بارزاني الأحد رسالة حادة إلى بغداد كان والده زعيم «الحزب الديمقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني قد وجّه قبلها بأيام رسالة شديدة اللهجة حيال شركائه في بغداد عاداً أن حدود إقليم كردستان رسمت بالدم.

ومما قاله مسعود بارزاني في رسالته: «مؤسف جداً ما حدث في الأيام القليلة الماضية في مجلس النواب العراقي من محاولات غير مسؤولة وغير دستورية تهدف لتعميق المشكلات، وانتهاك الحقوق المشروعة للشعب الكردستاني».

وأضاف أن الجميع يدرك «أن هناك حوارات أدت إلى اتفاقات بناءة بين الأطراف المكونة لتحالف إدارة الدولة لإزالة العوائق وحل الإشكاليات» في إشارة إلى التحالف الشيعي السني الكردي الذي شكل حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الحالية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي».

وأضاف أن ما حدث في الأيام القليلة الماضية في مجلس النواب العراقي قد أزال القناع، وكشف الوجه الحقيقي للأطراف الشوفينية ومساوماتها ومن لا يحترمون عهودهم وتواقيعهم، إنهم لا يحترمون الدستور».

وقال: «الآن بعد أن جرت الموافقة على مشروع قانون الموازنة في مجلس النواب العراقي آمل أن يجري تنفيذ بنودها بحسن نية» مشدداً على أن إقليم كردستان هو ملك للشعب الكردستاني ونتاج دماء وتضحيات ونضال الشعب الكردستاني؛ ولذلك نعارض وبشدة أي محاولة متهورة تسعى للتجاوز وتقويض كيان الإقليم، فبالنسبة لنا فإن إقليم كردستان ليس خطاً أحمر فحسب، بل هو خط الموت أيضاً، فإما كردستان أو الفناء.

ومن جهته، وفي الكلمة التي ألقاها في مؤتمر «كردستان مهد التعايش السلمي» الأحد قال رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني إن «الإقليم ماضٍ نحو ترسيخ ثقافة التعايش التي يتميز بها»، مشدداً على «عدم التنازل عن الحقوق التي كفلها الدستور لمواطني الإقليم».

وطالب سلطات بغداد بـ«احترام الدستور وأخذ العبر من التاريخ، إذ إن ما يمكن أن نحققه بالسلام والاستقرار لن يتحقق بالحرب والظلم وفرض الإرادات».

وأكد: «قدمنا تنازلات جمة من أجل تأسيس عراق اتحادي وديمقراطي، وبذلنا أقصى جهودنا لإنشاء عراق جديد يشعر فيه كل مكون بوجوده وبضمان حقوقه وخصوصيته، ومع ذلك، نلاحظ أن هذه العملية تنحرف تدريجياً عن المسار المطلوب، وأن العراق يتجه باتجاه تجارب الماضي المرير».

وبيّن أن «هناك محاولات لانتهاك حقوقنا الدستورية، إلى جانب نشر خطاب الكراهية والعداء ضد إقليم كردستان بطريقة مضللة، والادعاء بأن ازدهار إقليم كردستان وتطويره يأتي على حساب أجزاء أخرى من العراق، إذ يريد هؤلاء بهذا الأسلوب إخفاء سوء إدارتهم وفسادهم وإهدارهم الثروة العامة».

وفي هذا السياق يقول محمود خوشناو القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني بشأن الخلاف الكردي ـ الكردي لـ«الشرق الأوسط» أن «الموضوع في الواقع هو ليس موضوع موازنة؛ حيث إن الموازنة وتوزيع الإيرادات وقانون الانتخابات هذه قضايا سياسية مغلفة بهذه الأمور، لكن أصلها هو الشراكة في إدارة الحكم، وقد سبق أن قلناها سابقاً، حيث إنه في حال اختل التوازن في أربيل سوف يختل في بغداد والعكس صحيح؛ حيث أننا نلاحظ الآن أن التوازن داخل القوى الكردستانية بات مختلاً في أربيل وفي بغداد، وهي قضايا تؤثر على الكثير من الملفات». وأضاف خوشناو أن «الاتحاد الوطني وكثيراً من القوى الكردية تريد إعادة التوازن السياسي بحيث تعود الأمور إلى وضعها الطبيعي، لكن يبدو أن الحزب الديمقراطي الكردستاني يمتنع عن ذلك؛ حيث ما زالوا يعتقدون أن هذه هي الطريقة السليمة»، مبيناً أن «موقف الاتحاد الوطني الكردستاني واضح من حيث قضية الموازنة، بخلاف ما يريده الديمقراطي الكردستاني».

وأشار خوشناو: «بما أنه أضيفت المادة الخاصة بالعدالة ضمن المادة 14؛ لذلك هم يتخوفون من ذلك بحيث تبقى المركزية الفعلية داخل الإقليم بيدهم، وهو ما أزعجهم، بينما كل الفقرات الأخرى بالموازنة هي لصالحهم».

وأكد أن «محاولة ليّ الأذرع وفرض الإرادات من قبل (الديمقراطي الكردستاني)، ومزاحمة الاتحاد في مناصبه ببغداد سوف يكون للاتحاد الوطني رد فعل حيالها».


مقالات ذات صلة

«حرب التسريبات» الصوتية تفاقم مخاوف الأوساط السياسية في العراق

المشرق العربي القضاء العراقي طالب الأشخاص الذين يشعرون أنهم عرضة لعملية «تنصت» باللجوء إلى القضاء لإنصافهم (أ.ف.ب)

«حرب التسريبات» الصوتية تفاقم مخاوف الأوساط السياسية في العراق

تؤكد مصادر نيابية متطابقة قيام القضاء العراقي بإرسال كتب رسمية إلى البرلمان وجميع مؤسسات الدولة لملاحقة المتورطين بالتنصت والتسريبات الصوتية.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي جلسة سابقة للبرلمان العراقي (رويترز)

استمرار الخلافات السياسية يحُول دون انعقاد البرلمان العراقي

رغم انتخاب رئيس جديد له بعد شغور المنصب لمدة سنة وتمديد الفصل التشريعي لمدة شهر، لم يتمكن البرلمان العراقي من عقد جلساته.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني (أرشيفية - رويترز) play-circle 02:01

العراق: رئيس برلمان «سُني» بأجندة «الإطار التنسيقي»

بعد انتخابه رئيساً للبرلمان العراقي، تعهد محمود المشهداني بإكمال ما تبقى من الدورة التشريعية والتمهيد للانتخابات المقبلة، نهاية عام 2025.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي نواب عراقيون يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس البرلمان يوم 31 أكتوبر 2024 (إعلام المجلس)

«توافق نادر» بين المالكي والحلبوسي يسهّل انتخاب رئيس البرلمان العراقي

بعد جولتي اقتراع امتدتا لساعات، انتخب أعضاء البرلمان العراقي السياسي المخضرم محمود المشهداني، رئيساً جديداً للمجلس.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
خاص محمود المشهداني (أرشيفية - البرلمان العراقي)

خاص من هو محمود المشهداني الرئيس الجديد للبرلمان العراقي؟

عاد محمود المشهداني، الطبيب ذو الخلفية الإسلامية، إلى الواجهة بعد مرور نحو 16 عاماً على إقالته من منصب رئيس البرلمان العراقي.

حمزة مصطفى (بغداد)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
TT

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)

يتضاعف خطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية، وانهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، بفعل الحرب الحوثية على الموارد الرئيسية للبلاد، وتوسيع دائرة الصراع إلى خارج الحدود، في حين تتزايد الدعوات إلى اللجوء للتنمية المستدامة، والبحث عن حلول من الداخل.

وبينما تتوالي التحذيرات من تعاظم احتياجات السكان إلى المساعدات الإنسانية خلال الأشهر المقبلة، تواجه الحكومة اليمنية تحديات صعبة في إدارة الأمن الغذائي، وتوفير الخدمات للسكان في مناطق سيطرتها، خصوصاً بعد تراجع المساعدات الإغاثية الدولية والأممية خلال الأشهر الماضية، ما زاد من التعقيدات التي تعاني منها بفعل توقف عدد من الموارد التي كانت تعتمد عليها في سد الكثير من الفجوات الغذائية والخدمية.

ورجحت شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة حدوث ارتفاع في عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية في اليمن في ظل استمرار التدهور الاقتصادي في البلاد، حيث لا تزال العائلات تعاني من التأثيرات طويلة الأجل للصراع المطول، بما في ذلك الظروف الاقتصادية الكلية السيئة للغاية، بينما تستمر بيئة الأعمال في التآكل بسبب نقص العملة في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، وانخفاض قيمة العملة والتضخم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.

وبحسب توقعات الأمن الغذائي خلال الستة أشهر المقبلة، فإنه وبفعل الظروف الاقتصادية السيئة، وانخفاض فرص كسب الدخل المحدودة، ستواجه ملايين العائلات، فجوات مستمرة في استهلاك الغذاء وحالة انعدام الأمن الغذائي الحاد واسعة النطاق على مستوى الأزمة (المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي) أو حالة الطوارئ (المرحلة الرابعة) في مناطق نفوذ الحكومة الشرعية.

انهيار العملة المحلية أسهم مع تراجع المساعدات الإغاثية في تراجع الأمن الغذائي باليمن (البنك الدولي)

يشدد الأكاديمي محمد قحطان، أستاذ الاقتصاد في جامعة تعز، على ضرورة وجود إرادة سياسية حازمة لمواجهة أسباب الانهيار الاقتصادي وتهاوي العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، منوهاً إلى أن عائدات صادرات النفط والغاز كانت تغطي 70 في المائة من الإنفاق العام في الموازنة العامة، وهو ما يؤكد أهميتها في تشغيل مؤسسات الدولة.

ويضيف قحطان في حديث خص به «الشرق الأوسط» أن وقف هذه الصادرات يضع الحكومة في حالة عجز عن الوفاء بالتزاماتها، بالتضافر مع أسباب أخرى منها الفساد والتسيب الوظيفي في أهم المؤسسات الحكومية، وعدم وصول إيرادات مؤسسات الدولة إلى البنك المركزي، والمضاربة بالعملات الأجنبية وتسريبها إلى الخارج، واستيراد مشتقات الوقود بدلاً من تكرير النفط داخلياً.

أدوات الإصلاح

طبقاً لخبراء اقتصاديين، تنذر الإخفاقات في إدارة الموارد السيادية ورفد خزينة الدولة بها، والفشل في إدارة أسعار صرف العملات الأجنبية، بآثار كارثية على سعر العملة المحلية، والتوجه إلى تمويل النفقات الحكومية من مصادر تضخمية مثل الإصدار النقدي.

توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

ويلفت الأكاديمي قحطان إلى أن استيراد مشتقات الوقود من الخارج لتغطية حاجة السوق اليمنية من دون مادة الأسفلت يكلف الدولة أكثر من 3.5 مليار دولار في السنة، بينما في حالة تكرير النفط المنتج محلياً سيتم توفير هذا المبلغ لدعم ميزان المدفوعات، وتوفير احتياجات البلاد من الأسفلت لتعبيد الطرقات عوض استيرادها، وأيضاً تحصيل إيرادات مقابل بيع الوقود داخلياً.

وسيتبع ذلك إمكانية إدارة البنك المركزي لتلك المبالغ لدعم العرض النقدي من العملات الأجنبية، ومواجهة الطلب بأريحية تامة دون ضغوط للطلب عليها، ولن يكون بحاجة إلى بيع دولارات لتغطية الرواتب، كما يحدث حالياً، وسيتمكن من سحب فائض السيولة النقدية، ما سيعيد للاقتصاد توازنه، وتتعافى العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، وهو ما سيسهم في استعادة جزء من القدرة الشرائية المفقودة للسكان.

ودعا الحكومة إلى خفض نفقاتها الداخلية والخارجية ومواجهة الفساد في الأوعية الإيرادية لإحداث تحول سريع من حالة الركود التضخمي إلى حالة الانتعاش الاقتصادي، ومواجهة البيئة الطاردة للاستثمارات ورجال الأعمال اليمنيين، مع الأهمية القصوى لعودة كل منتسبي الدولة للاستقرار داخل البلاد، وأداء مهاهم من مواقعهم.

الحكومة اليمنية تطالب المجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين لوقف حصار تصدير النفط (سبأ)

ويؤكد مصدر حكومي يمني لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة باتت تدرك الأخطاء التي تراكمت خلال السنوات الماضية، مثل تسرب الكثير من أموال المساعدات الدولية والودائع السعودية في البنك المركزي إلى قنوات لإنتاج حلول مؤقتة، بدلاً من استثمارها في مشاريع للتنمية المستدامة، إلا أن معالجة تلك الأخطاء لم تعد سهلة حالياً.

الحل بالتنمية المستدامة

وفقاً للمصدر الذي فضل التحفظ على بياناته، لعدم امتلاكه صلاحية الحديث لوسائل الإعلام، فإن النقاشات الحكومية الحالية تبحث في كيفية الحصول على مساعدات خارجية جديدة لتحقيق تنمية مستدامة، بالشراكة وتحت إشراف الجهات الممولة، لضمان نجاح تلك المشروعات.

إلا أنه اعترف بصعوبة حدوث ذلك، وهو ما يدفع الحكومة إلى المطالبة بإلحاح للضغط من أجل تمكينها من الموارد الرئيسية، ومنها تصدير النفط.

واعترف المصدر أيضاً بصعوبة موافقة المجتمع الدولي على الضغط على الجماعة الحوثية لوقف حصارها المفروض على تصدير النفط، نظراً لتعنتها وشروطها صعبة التنفيذ من جهة، وإمكانية تصعيدها العسكري لفرض تلك الشروط في وقت يتوقع فيه حدوث تقدم في مشاورات السلام، من جهة ثانية.

تحذيرات من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد (أ.ف.ب)

وقدمت الحكومة اليمنية، أواخر الشهر الماضي، رؤية شاملة إلى البنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات القائمة لتتوافق مع الاحتياجات الراهنة، مطالبةً في الوقت ذاته بزيادة المخصصات المالية المخصصة للبلاد في الدورة الجديدة.

وكان البنك الدولي توقع في تقرير له هذا الشهر، انكماش إجمالي الناتج المحلي بنسبة واحد في المائة هذا العام، بعد انخفاضه بنسبة 2 في المائة العام الماضي، بما يؤدي إلى المزيد من التدهور في نصيب الفرد من إجمالي الناتج الحقيقي.

ويعاني أكثر من 60 في المائة من السكان من ضعف قدرتهم على الحصول على الغذاء الكافي، وفقاً للبنك الدولي، بسبب استمرار الحصار الذي فرضته الجماعة الحوثية على صادرات النفط، ما أدى إلى انخفاض الإيرادات المالية للحكومة بنسبة 42 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي، وترتب على ذلك عجزها عن تقديم الخدمات الأساسية للسكان.

وأبدى البنك قلقه من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد، وتفاقم الأزمات الاجتماعية والإنسانية.