انتخابات محلية «تاريخية» في منطقة بونتلاند بالصومال

صورة من انتخابات سابقة في الصومال (رويترز - أرشيفية)
صورة من انتخابات سابقة في الصومال (رويترز - أرشيفية)
TT

انتخابات محلية «تاريخية» في منطقة بونتلاند بالصومال

صورة من انتخابات سابقة في الصومال (رويترز - أرشيفية)
صورة من انتخابات سابقة في الصومال (رويترز - أرشيفية)

بدأت انتخابات محلية بالاقتراع المباشر صباح اليوم (الخميس) في ولاية بونتلاند التي تتمتع بحكم شبه ذاتي في الصومال، وُصفت بـ«التاريخية» في البلد الواقع في القرن الأفريقي الذي لم يشهد تصويتاً وفقاً لمبدأ «صوت واحد لشخص واحد»، منذ أكثر من 50 عاماً.

لكن أرجأت اللجنة الانتخابية الانتقالية التصويت في 3 مقاطعات من أصل 33 في هذه المنطقة الواقعة شمال شرق الصومال، وبينها العاصمة غاروي، مشيرة إلى مشكلات أمنية، من دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

وأضافت أن أكثر من 387 ألف ناخب سجلوا أسماءهم لاختيار ممثليهم في مجالس المقاطعات من بين 3775 مرشحاً، 28 بالمائة منهم من النساء.

وباستثناء منطقة أرض الصومال الانفصالية، لم تجرِ انتخابات في الصومال وفقاً لمبدأ «صوت واحد لشخص واحد» منذ عام 1969 وتولي الديكتاتور سياد باري السلطة.

وأشاد الشركاء الدوليون للصومال (وبينهم الولايات المتحدة، وبريطانيا، والنرويج، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، وروسيا، والمملكة العربية السعودية، وتركيا...)، الأربعاء، بهذه الانتخابات «التاريخية»، معتبرين أن «تجربة بونتلاند في الانتخابات المباشرة قادرة... أن تؤثر على توسيع نطاق الديمقراطية لتشمل سائر أنحاء الصومال، على كل المستويات الحكومية».

والصومال بلد غير مستقر في القرن الأفريقي، ويشهد تمرداً دامياً منذ عام 2007 تشنه حركة «الشباب» المتطرّفة المرتبطة بتنظيم «القاعدة».

إلى ذلك تواجه البلاد مخاطر مناخية شديدة ومتكررة تشمل جفافاً تاريخياً بدأ في نهاية عام 2020، وفيضانات في الأسابيع الأخيرة أدّت إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص.

وانتُخب الرئيس الصومالي حسن الشيخ محمود، في عام 2022 وفقاً لنظام معقّد وغير مباشر يختار بموجبه المشرّعون في الولايات ومندوبون عن العشائر نوّابَ البرلمان الوطني الذين يختارون بدورهم الرئيس.

وأعلن حسن الشيخ محمود في مارس (آذار) أن الانتخابات الوطنية والإقليمية المقبلة ستقوم على مبدأ «صوت واحد لشخص واحد».

وتسبق هذه الانتخابات المحلية في بونتلاند الانتخابات التشريعية والإقليمية المقررة في يناير (كانون الثاني) 2024.

وبونتلاند منطقة قاحلة في شمال شرق الصومال الغنيّ بالنفط، وتضم ميناء بوساسو الرئيسي، وأعلنت الحكم الذاتي في 1998، وتربطها علاقات متوترة مع الحكومة المركزية في مقديشو.

وتتنافس 7 أحزاب على انتخابات مجالس المقاطعات، لكن بعض أعضاء المعارضة أعربوا عن مخاوفهم بشأن عملية الاقتراع واتهموا رئيس منطقة أرض البنط (بونتلاند) سعيد عبد الله دني، بالتلاعب بالعملية الانتخابية.

وتنتهي ولاية سعيد عبد الله دني في يناير، وحذرت المعارضة من أي محاولة لتغيير دستور بونتلاند للسماح له بالبقاء في السلطة.

واحتجّ ائتلاف معارض في بونتلاند في اجتماع في منتصف مايو (أيار)، على «أي محاولة لفتح عملية مراجعة دستورية في هذه المرحلة من الفترة الانتقالية، في حين شارفت ولاية البرلمان والحكومة على النهاية».


مقالات ذات صلة

وزير جزائري سابق يحتج بشدة على «إقصائه غير القانوني» من الترشح للرئاسة

شمال افريقيا أحد شوارع العاصمة الجزائرية (مواقع التواصل)

وزير جزائري سابق يحتج بشدة على «إقصائه غير القانوني» من الترشح للرئاسة

احتجت سيدة الأعمال، سعيدة نغزة، بشدة على «إقصائها المجحف» من الترشح للرئاسة، معلنة في فيديو نشرته على حسابها بـ«فيسبوك» عزمها «استعادة حقها بأي شكل».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
أميركا اللاتينية سيدة تطالب الأمن بفتح لجنة انتخابية في كاراكاس (أ.ف.ب)

فتح صناديق الاقتراع للانتخابات الرئاسية في فنزويلا وسط توتر شديد

فُتحت مراكز الاقتراع في فنزويلا من أجل انتخابات رئاسية يسودها التوتر، يتواجه فيها الرئيس نيكولاس مادورو مع الدبلوماسي السابق إدموندو غونزاليس أوروتيا.

«الشرق الأوسط» (كاراكاس)
الولايات المتحدة​ نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس (رويترز)

هل تستطيع كامالا هاريس كسب أصوات الناخبين في 3 أشهر؟

مع بقاء 3 أشهر كاملة فقط قبل يوم الانتخابات، فإن هاريس لديها جدول زمني مضغوط للغاية لبناء منصة سياسية، وصقل رسالتها وتعريف نفسها مرشحة للناخبين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب للمسيحيين: لن تحتاجوا إلى التصويت بعد الآن إذا فزت في الانتخابات (فيديو)

أثار دونالد ترمب موجة من الغضب بعد أن قال للمسيحيين: «لن تحتاجوا إلى التصويت بعد الآن»، وذلك إذا تمت إعادة انتخابه رئيساً للولايات المتحدة في نوفمبر المقبل

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا مغني الراب ورجل الأعمال التونسي كريم الغربي من صفحته الرسمية على فيسبوك

«كادوريم»... مغني «راب» يعلن الترشح لرئاسة تونس

أعلن مغني الراب، كريم الغربي، في فيديو، ترشحه للانتخابات الرئاسية في تونس، والمقررة  في السادس من شهر أكتوبر المقبل.

كوثر وكيل (تونس)

مخاوف يمنية من تدفق الميليشيات الموالية لإيران إلى صنعاء

عناصر حوثيون في صنعاء خلال تجمع يرددون «الصرخة الخمينية» (رويترز)
عناصر حوثيون في صنعاء خلال تجمع يرددون «الصرخة الخمينية» (رويترز)
TT

مخاوف يمنية من تدفق الميليشيات الموالية لإيران إلى صنعاء

عناصر حوثيون في صنعاء خلال تجمع يرددون «الصرخة الخمينية» (رويترز)
عناصر حوثيون في صنعاء خلال تجمع يرددون «الصرخة الخمينية» (رويترز)

أظهرت الحكومة اليمنية مخاوف من تدفق الميليشيات الإيرانية العابرة للحدود إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، خاصة بعد ظهور عناصر باكستانية في صنعاء شاركوا في تظاهرات الجماعة، تحت مزاعم أنهم جاؤوا للجهاد.

المخاوف اليمنية التي عبر عنها وزير الإعلام معمر الإرياني، في تصريح رسمي، جاءت بالتزامن مع استمرار الجماعة الحوثية في تهديد الملاحة بالبحر الأحمر وخليج عدن.

واتهم الإرياني الحرس الثوري الإيراني بنقل الآلاف من عناصر الميليشيات التي سماها «عابرة للحدود» من الجنسيتين الباكستانية والأفغانية، على دفعات ومنذ أشهر، إلى المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرة الميليشيا الحوثية، وفق قوله.

وأشار الوزير اليمني إلى وجود تقارير ميدانية تتحدث عن التنسيق القائم بين ميليشيا الحوثي والتنظيمات الإرهابية «داعش، والقاعدة»، برعاية إيرانية، وإشراف كبار قيادات التنظيمات التي تتخذ من إيران ملاذاً آمناً لها.

وقال الإرياني إن هذه الخطوة الخطيرة تأتي في ظل تصاعد أعمال القرصنة والهجمات الإرهابية التي يشنها الحوثيون في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، وتستهدف سلامة الشحن الدولي والتدفق الحر للتجارة العالمية، وبالتزامن مع إعلان السلطات الباكستانية فقدان 50 ألفاً من مواطنيها، خلال السنوات الماضية، بعد وصولهم إلى العراق لزيارة المراقد الدينية والأماكن المقدسة.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى اللقاءات التي بثّتها قناة «المسيرة» الحوثية مع عدد من حمَلة الجنسية الباكستانية شاركوا في تظاهرات الجماعة بالعاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، حيث كشفوا عن توجههم لليمن، للانخراط فيما سموه «الجهاد»؛ نصرة لغزة.

وتساءل الإرياني مستغرباً: «أيها الأقرب لقطاع غزة؛ لبنان وسوريا التي تمتلك حدوداً مشتركة مع فلسطين، أم العراق التي تفصلها عنها 300 كيلومتر، أم اليمن التي تبعد ألفي كيلومتر؟!».

دعوة لتوحيد الجهود

قال وزير الإعلام اليمني إن هذه المفارقات الواضحة تكشف من جديد أن النظام الإيراني وميليشياته الطائفية العابرة للحدود لم ولن تشكل، في أي مرحلة من المراحل، خطراً حقيقياً على الكيان الإسرائيلي.

مُسيّرة حوثية زعمت الجماعة أنها استخدمتها في قصف تل أبيب (أ.ف.ب)

كما اتهم الوزير اليمني الجماعة الحوثية بأنها تستخدم قضية فلسطين ومأساة الشعب الفلسطيني مجرد غطاء لعمليات الحشد والتعبئة، وأداة لتنفيذ سياساتها التدميرية التوسعية، وتهديد أمن واستقرار الدول العربية، ونشر الفوضى والإرهاب في المنطقة، وتهديد المصالح الدولية.

ودعا الوزير إلى توحيد الجهود الدولية لمواجهة ما وصفه بـ«الإرهاب الممنهج» الذي يمارسه نظام طهران، والذي تدفع ثمنه دول وشعوب المنطقة والعالم، وإجباره على الالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية؛ وفي مقدمتها مبدأ عدم التدخل واحترام السيادة الوطنية، والتوقف عن تهريب الأسلحة والخبراء والمقاتلين لميليشيا الحوثي، في خرق فاضح لقرار مجلس الأمن الدولي 2216، وفق تعبيره.

وطالب الإرياني المجتمع الدولي بسرعة تصنيف الحوثيين «منظمة إرهابية عالمية»، وفرض عقوبات عليها من خلال تجميد أصولها، وحظر سفر قياداتها، وتعزيز التنسيق القانوني بين الدول لملاحقة أفراد الميليشيا، والأفراد والمنظمات التي تقدم دعماً مالياً أو لوجستياً لها، وتعزيز التعاون الدولي في تبادل المعلومات الاستخباراتية ومكافحة التمويل والتجنيد، وتعزيز جهود المراقبة، لمنع أي أنشطة تمويلية أو لوجستية للميليشيا.