السلطات العراقية تنفي هجوم قواتها على اللاجئين الأتراك في مخيم مخمور

قالت إن إجراءاتها تهدف إلى تأمين سلامة السكان

أرشيفية لجنود عراقيين على مشارف منطقة مخمور. (غيتي)
أرشيفية لجنود عراقيين على مشارف منطقة مخمور. (غيتي)
TT

السلطات العراقية تنفي هجوم قواتها على اللاجئين الأتراك في مخيم مخمور

أرشيفية لجنود عراقيين على مشارف منطقة مخمور. (غيتي)
أرشيفية لجنود عراقيين على مشارف منطقة مخمور. (غيتي)

نفت السلطات الأمنية العراقية، اليوم الأحد، ما تردّد عن قيام قوات أمنية بالهجوم على مخيم مخمور، الذي يوجد فيه نحو 12 ألف مواطن تركي نزحوا إلى العراق، خلال عقد التسعينيات من القرن الماضي، نتيجة الصراع بين أنقرة وحزب العمال التركي المعارض «pkk».

ونشر موقع «روج نيوز»، المقرَّب من الحزب، صوراً وأفلاماً لقوات من الأمن العراقية، وهي بالقرب من المخيم، من دون أن تحتكّ باللاجئين المتوقفين على مقربة من القوات.

وفي معرض نفيها قيام القوات الأمنية بالهجوم على المخيم، قالت خلية الإعلام الأمني الحكومية، في بيان: «رداً على ما جرى تداوله من خلال منصات التواصل الاجتماعي، وبعض وسائل الإعلام، من أخبار مزعومة عن إجراءات أو هجوم نفّذته القوات الأمنية على اللاجئين في مخيم مخمور، فإن الخلية تنفي نفياً قاطعاً هذه الأكاذيب».

وأضافت أن «الإجراءات المتخَذة من قِبل القوات الأمنية كانت تهدف إلى تأمين سلامة كل الموجودين داخل المخيم من التصرفات غير القانونية التي يقوم بها بعضهم، والتي تؤدي إلى زعزعة الاستقرار والسلم في البلاد، وتضر علاقة العراق بمحيطه الإقليمي، وهذا أمر مرفوض، ولا توجد أي نيات أو خطط أو أوامر تتعلق بتنفيذ إجراءات معينة داخل المخيم».

وأكدت الخلية أن «دستور جمهورية العراق واستراتيجية الحكومة الحالية، وفق برنامجها الحكومي، متوافقان في إطار توفير الحماية الكاملة، والدعم المطلوب إلى كل اللاجئين السلميين على الأراضي العراقية، ولا تسمح الحكومة بأن يكون العراق منطلقاً لعمليات الاعتداء على دول الجوار، أو القيام بأعمال عدائية ضد أية دولة في العالم».

ووجّهت الخلية «دعوة إلى المنظمات الحقوقية والجهات الدولية ذات العلاقة وإدارة المخيم، بالتعاون المطلق مع القوات الأمنية الساعية إلى ضبط الأمن ورفض التجاوز غير القانوني، وستكون هناك إجراءات قانونية صارمة بحق أي شخص يقف بالضد من المصلحة العامة للعراق، ويسعى إلى إثارة المشكلات على التراب الوطني».

وكانت الحكومة العراقية قد اعترفت، عام 2011، بمخيم مخمور على أساس رسمي يتبع سلطة الأمم المتحدة، وأقرّت التعامل مع سكانه بصفتهم لاجئين.

من جانبه، أكد نائب محافظ نينوى سيروان روزبياني، أمس، أهمية مراقبة جميع التحركات الجارية داخل المخيم عبر كاميرات المراقبة، وذلك لإنهاء الذرائع التي تستند إليها تركيا في قصف المنطقة.

وقال روزبياني، في تصريحات، لـ«رووداو» الإعلامية، إنه «وبعد زيارة وفد ممثل لوزارتي الداخلية والدفاع العراقيتين، لمخيم مخمور، تقررت السيطرة على التحركات غير الاعتيادية داخل وخارج المخيم على مرحلتين».

وأضاف أن «المرحلة الأولى تبدأ بنصب برج يحتوي مراصد (رادارات) وكاميرات مراقبة، والمرحلة الثانية يجري فيها تسوير محيط المخيم بالأسلاك الشائكة، بشكل تحدد فيه بوابة واحدة فقط إلى المخيم، وتلغى جميع المداخل الثانوية إليه».

وأشار إلى أن «هذه إجراءات فرضتها الحكومة العراقية، من أجل إنهاء جميع الحجج التي تتذرع بها تركيا لقصف المنطقة، ومن المقرر اتباع الإجراءات نفسها في سنجار، مع تنفيذها بأسلوب مختلف بهدف شلّ حركة المقاتلين المقرَّبين من حزب العمال الكردستاني».

في مقابل ذلك، تقول المواقع والمنصات المقرَّبة من حزب «العمال» التركي إن أنقرة «تمارس ضغوطاً كبيرة على بغداد، ومن بينها استثمار ملف المياه للضغط، وتضييق الخناق على اللاجئين، وتطويق مخيم مخمور للحد من حركة سكانه».

وتتهم تركيا عناصر «العمال» الكردستاني بالسيطرة الكاملة على مخيم مخمور، وقيامه بتجنيد المئات من عناصره ضمن قوات الحزب العسكرية التي تقاتل الجيش التركي.

وفي 18 يوليو (تموز) 2019، قام الطيران التركي بقصف المخيم، مما أسفر عن إصابة اثنين من سكانه.

ورغم أن المخيم يقع على بُعد 105 كيلومترات، جنوب شرقي الموصل، ويتبع محافظة نينوى، و70 كيلومتراً غرب أربيل، وعلى بُعد أكثر من 180 كيلومتراً عن الحدود العراقية التركية، فإن كلاً من أنقرة وأربيل تنظران إليه بتوجس وعدم ثقة، وتعتقدان أنه بات أحد المعاقل الرئيسة في العراق لحزب «العمال» الكردستاني التركي، وفي يوليو 2019، فرضت إدارة «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، الذي يتزعمه مسعود برزاني، حظراً على المخيم، ولم تسمح لأي شخص من المخيم بالذهاب إلى أربيل.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.