السوداني: العراق يخوض حرباً معقدة ضد المخدرات

دعا إلى تعاون إقليمي لمواجهتها

كميات كبيرة من حبات «الكبتاغون» صودرت في 1 مارس عند معبر القائم على الحدود العراقية مع سوريا (أ.ف.ب)
كميات كبيرة من حبات «الكبتاغون» صودرت في 1 مارس عند معبر القائم على الحدود العراقية مع سوريا (أ.ف.ب)
TT

السوداني: العراق يخوض حرباً معقدة ضد المخدرات

كميات كبيرة من حبات «الكبتاغون» صودرت في 1 مارس عند معبر القائم على الحدود العراقية مع سوريا (أ.ف.ب)
كميات كبيرة من حبات «الكبتاغون» صودرت في 1 مارس عند معبر القائم على الحدود العراقية مع سوريا (أ.ف.ب)

وصف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الحرب التي تخوضها بلاده ضد المخدرات بأنها «معقدة». وقال في كلمة ألقاها خلال «مؤتمر بغداد الدولي الأول لمكافحة المخدرات» الذي عقد في العاصمة العراقية بغداد، الثلاثاء، إن «قضية المخدّرات باتت تهدد المُجتمعات، وخطرها يهدد كيانات الدول».

وأضاف: «نواجه في العراق حرباً معقّدة، يتسلل فيها العدو ليفتك بأبنائنا، ويدمّر أسرنا، ويفكك نسيجنا الاجتماعي». وعدَّ السوداني حرب الجهات المعنية مع المخدرات: «لا تقل ضراوة وخطراً عن حربنا التي انتصرنا فيها ضدّ الإرهاب»، مشيداً بـ«تسلّح المجتمع بالقيم الأصيلة، وتبنّيه رفض هذه السموم التي تخرّب الحاضر والمستقبل، وهذا موقف نفتخر به كعراقيين».

كما شدد السوداني على أنه «لم ولن نتساهل في مواجهة المخدرات، لا على المستوى القانوني ولا على المستوى الاجتماعي، مؤكداً أن القوات الأمنية تتعامل مع الاتّجار بالمخدّرات ونقلها، وكل من له يد بها، على أنه تهديد أمني وإرهابي».

وأكد رئيس الوزراء العراقي أن العراق قام بإنشاء «مصحّات خاصة لعلاج ضحايا الإدمان والمخدرات، تتضمن الدعم الطبي والنفسي والاجتماعي لهم، مؤكداً أن العراق شرّع قانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم 50 لسنة 2017، وكان نقلة نوعية على مستوى تحديد الأهداف والآليات والعقوبات».

وتابع السوداني قائلاً: «إنه تم تشكيل الهيئة الوطنية العليا لشؤون المخدّرات والمؤثرات العقلية، ومديرية شؤون المخدّرات في وزارة الداخلية، بالتعاون مع وزارتي العمل والصحة». ودعا إلى توحيد الجهود من قبل «الأشقاء العرب في مواجهة جائحة المخدرات، والبحث في الإحصاءات والمعلومات المتوفرة عنها».

كما أكد أهمية الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام والتعريف المجتمعي في هذا المجال، بالإضافة إلى إسهامات المؤسسات الدينية والثقافية والتعليمية، للتوعية بمخاطر المخدرات.

وأشار إلى أن «الإرهاب يستند في ركن من تمويله إلى المخدّرات، وتداولها يزدهر في ظل الإرهاب، والمخدرات والإرهاب، وجهان لجريمة واحدة».

وبينما أكد أن العراق «يواجه المخدّرات على المستوى الداخلي»، فإنه دعا إلى «أهمية التعاون الدولي والإقليمي عبر تبادل المعلومات والتنسيق لكشف شبكاتها».

وعقد في بغداد المؤتمر الدولي الأول لمكافحة المخدرات، بمشاركة عدد من الدول العربية والإسلامية، منها المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، والجمهورية العربية السورية، والجمهورية الإيرانية الإسلامية، والجمهورية اللبنانية، والمملكة الأردنية الهاشمية، ودولة الكويت، والجمهورية التركية.

ويواجه العراق حرباً مفتوحة على صعيد المخدرات ومن يقف خلفها من مافيات سياسية وعصابات منظمة.

حقائق

150 تاجر مخدرات

اعتقلوا في العام الجاري بكل نواحي العراق

وفي إحصائية لجهاز الأمن الوطني العراقي الذي يتولى الحرب على المخدرات وتجارها خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي 2023، فإنه تم إلقاء القبض على أكثر من 150 تاجراً وناقلاً ومروجاً للمخدرات. كما تم العثور على 52 كيلوغراماً من المخدرات، وفي عملية نوعية بمحافظة البصرة، جنوبي العراق، تم إحباط دخول 30 كيلوغراماً من مادة «الكريستال»، كما تم ضبط أكثر من 13 مليون حبة مخدرة.

وبالتزامن مع انعقاد المؤتمر الدولي الخاص بالمخدرات، أعلن جهاز الأمن الوطني، الثلاثاء، أن قوة له في البصرة تمكنت من الإطاحة باثنين من تجار المخدرات في مركز المحافظة، وبدلالتهما تم الإيقاع باثنين آخرين كان أحدهما يعمل بتجارة وتهريب المخدرات. وطبقاً لبيان للجهاز فإن ذلك «جرى بعد توفر معلومات استخبارية مؤكدة عن تحركات المتهمين بين المحافظات بعد استخدامهم هويات تعريفية مزورة، وقد ضبط بحوزتهم نحو 200 ألف حبة مخدرة من نوع (كبتاغون)».

وفي ذي قار، وطبقاً لبيان الأمن الوطني، فإن «قوى الأمن في المحافظة تمكنت من إلقاء القبض على تاجر مخدرات وبحوزته كميات من المواد المخدرة وعدد من الأسلحة والأعتدة، وذلك بعد نصب كمين محكم أسفر عن القبض عليه بالجرم المشهود».

وفي إقليم كردستان، تمكنت قوة من الأمن الكردي «الآسايش» في أربيل، من إلقاء القبض على تاجري مخدرات بحوزتهما 3.5 كيلوغرام من المواد المخدرة. وقالت المديرية في بيان لها إن «فرق مكافحة المخدرات وبعد جمع المعلومات تمكنت من إلقاء القبض على عصابة خطيرة لتجارة المخدرات تضم شخصين». وأضافت أن «العصابة ضُبط بحوزتها 3.5 كيلوغرام من مادتي (الهيروين) و(الكريستال)» مؤكدة اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهما.


مقالات ذات صلة

توقيف «بلوغر» مصرية لحيازتها مخدرات يجدّد أزمات صانعات المحتوى

يوميات الشرق «البلوغر» والمذيعة المصرية داليا فؤاد بقبضة الشرطة (صفحتها في «فيسبوك»)

توقيف «بلوغر» مصرية لحيازتها مخدرات يجدّد أزمات صانعات المحتوى

جدَّدت واقعة توقيف «بلوغر» أزمات صانعات المحتوى في مصر، وتصدَّرت أنباء القبض على داليا فؤاد «التريند» عبر «غوغل» و«إكس».

محمد الكفراوي (القاهرة )
أوروبا ساحة بلازا دي كولون في إسبانيا (رويترز)

إسبانيا: العثور على 20 مليون يورو مخبأة بجدران منزل رئيس مكافحة الاحتيال السابق

اعتقلت السلطات الإسبانية الرئيس السابق لقسم مكافحة الاحتيال وغسل الأموال في الشرطة الوطنية الإسبانية، بعد العثور على 20 مليون يورو مخبَّأة داخل جدران منزله.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
أوروبا الأميركي روبرت وودلاند داخل قفص المحكمة (أ.ب)

رفض استئناف أميركي مدان بتهريب المخدرات في روسيا

تتهم واشنطن موسكو باستهداف مواطنيها واستخدامهم أوراق مساومة سياسية، بيد أن المسؤولين الروس يصرون على أن هؤلاء جميعاً انتهكوا القانون.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
المشرق العربي كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون صودرت شمال غربي سوريا أبريل 2022 (أ.ف.ب)

دمشق ترفع وتيرة القبض على شبكات ترويج المخدرات

تشهد سوريا ارتفاعاً ملحوظاً في نشاط حملة مكافحة المخدرات التي تشنّها الحكومة على شبكات ترويج وتعاطي المخدرات في البلاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي جنود من الجيش الأردني عند نقطة حدودية (أرشيفية - أ.ف.ب)

مقتل مهرب مخدرات في اشتباك مع حرس الحدود الأردني

قُتل مهرب مخدرات على الحدود الأردنية السورية في اشتباك بين حرس الحدود الأردني ومجموعة من مهربي المخدرات حاولوا التسلل إلى أراضي المملكة، اليوم الأحد.

«الشرق الأوسط» (عمان)

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.