دمشق ترفع وتيرة القبض على شبكات ترويج المخدرات

مقتل مُهرب مخدرات في اشتباك مع حرس الحدود الأردني

فرع مكافحة المخدرات بحلب يلقي القبض على 7 أشخاص لإقدامهم على تعاطي وترويج المخدرات (الداخلية)
فرع مكافحة المخدرات بحلب يلقي القبض على 7 أشخاص لإقدامهم على تعاطي وترويج المخدرات (الداخلية)
TT

دمشق ترفع وتيرة القبض على شبكات ترويج المخدرات

فرع مكافحة المخدرات بحلب يلقي القبض على 7 أشخاص لإقدامهم على تعاطي وترويج المخدرات (الداخلية)
فرع مكافحة المخدرات بحلب يلقي القبض على 7 أشخاص لإقدامهم على تعاطي وترويج المخدرات (الداخلية)

تشهد سوريا ارتفاعاً ملحوظاً في نشاط حملة مكافحة المخدرات، التي تشنها الحكومة على شبكات ترويج وتعاطي المخدرات في البلاد.

إذ أعلن في الأيام الأخيرة عن نحو 6 عمليات جرى خلالها القبض على شبكات اتجار وتعاطي المخدرات في دمشق وريفها وحلب وحماة، إضافة إلى عملية إحباط تهريب كميات كبيرة من الحبوب المخدرة كانت في طريقها إلى العراق. فهل يعكس ذلك جدية دمشق في معالجة الملف الشائك المتعلق بمكافحة تهريب المخدرات إلى دول الجوار؟

لا يزال ملف المخدرات هذا يُشكل عقدة أمام تحسن علاقات دمشق مع محيطها العربي، لا سيما المملكة الأردنية التي تطالب جارتها ببذل مزيد من الجهود لوقف نشاط شبكات المخدرات على الحدود السورية-الأردنية.

وأعلن الجيش الأردني، في بيان، الأحد، قتل مهرب مخدرات على الحدود الأردنية-السورية في اشتباك بين حرس الحدود ومجموعة من مهربي المخدرات حاولوا التسلل إلى أراضي المملكة.

المنطقة العسكرية الشرقية للقوات المسلحة الأردنية

وأوضح مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة، أن «الاشتباك حصل فجر الأحد، عندما حاولت أكثر من مجموعة اجتياز الحدود، مستغلة حالة عدم الاستقرار الجوي، وانتشار الضباب على الواجهة الحدودية الشرقية» مع سوريا.

وأضاف: «أنه تم تطبيق قواعد الاشتباك، ما أدى إلى مقتل أحد المهربين، وتراجع الباقين إلى العمق السوري»، مشيراً إلى «تحويل المضبوطات التي كانت بحوزته إلى الجهات المختصة»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

شاحنات تنتظر عند معبر نصيب - جابر بين سوريا والأردن لضبط تهريب الكبتاغون (أرشيفية - غيتي)

ويقول الأردن، الذي يستضيف نحو 1.6 مليون لاجئ سوري، إن عمليات التهريب هذه باتت «منظمة» وتستخدم فيها أحياناً طائرات مسيَّرة، وتحظى بحماية مجموعات مسلحة، ما دفع الأردن إلى استخدام سلاح الجو مراراً لضرب هذه المجموعات، وإسقاط طائراتها المسيَّرة.

وصناعة الكبتاغون ليست جديدة في المنطقة، وتُعد سوريا المصدر الأبرز لتلك المادة منذ ما قبل اندلاع الحرب عام 2011، إلا أن النزاع جعل تصنيعها أكثر رواجاً، وأدى إلى ازدياد تصديرها.

كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون صودرت شمال غربي سوريا أبريل 2022 (أ.ف.ب)

وفي تطور لافت، كشف تقارير إعلامية عن ضبط الجهات المعنية بدمشق شبكة ترويج واتجار بالمخدرات في بلدة ببيلا القريبة من منطقة السيدة زينب بدمشق (تحت السيطرة الإيرانية و«حزب الله»)، وقالت مصادر، إن من بين أعضاء الشبكة لبنانيين من الجنوب. وللمرة الأولى يجري الكشف عن جنسية المتورطين في تجارة وتعاطي المخدرات في سوريا.

هذا الكشف لم يصدر عن جهة رسمية، وإنما تسرّب إلى موقع (صوت العاصمة)، الذي أفاد بقيام دورية أمنية مشتركة من فرع مكافحة المخدرات والأمن العسكري والأمن الداخلي، بضرب طوق أمني حول شقة سكنية على أطراف بلدة ببيلا قبل مداهمتها، واعتقال 8 شبان و6 نساء، 6 منهم ينحدرون من جنوب لبنان والآخرون سوريون مرتبطون بهم. كما ضبطت كميات من الحبوب المخدرة المُعدة للترويج في دمشق وريفها.

وأشارت المصادر إلى أن الشقة المستهدفة «جرى استئجارها قبل نحو شهر لعائلة قيل إنها مهجرة من جنوب لبنان». وقد طالت الاعتقالات صاحب الشقة، وصاحب المكتب العقاري الوسيط، في حين أغلقت الجهات الأمنية المنزل بالشمع الأحمر بعد مصادرة المضبوطات.

وتسعى دمشق إلى إظهار جدية في حملة مكافحة المخدرات، عبر الإعلان عن عمليات ملاحقة الناشطين في هذا المجال. ووفق مصادر متابعة في دمشق فإن نسبة إعلان وزارة الداخلية عن عمليات مكافحة المخدرات زادت في الفترة الأخيرة، لكن معظمها عمليات تتعلق بالحلقات الأبعد من تلك الشبكات.

ومن الملاحظ، وفق المصادر، فإن وزارة الداخلية تشير إلى أعداد المقبوض عليهم مع ترميز الأسماء، عندما يتعلق الأمر بالشبكات المحلية الصغيرة، في حين تتجنب ذلك عند الإعلان عن إحباط عمليات تهريب كبيرة خارج الحدود، والتي عادة يكشف فيها عن ضبط شخص واحد غالباً يكون سائقاً أو عاملاً، والسبب -حسب المصادر- هو نفوذ الجهة التي تقف خلف عملية التهريب، واحتمالات «لفلفة القضية» قبل وصولها إلى القضاء.

السلطات العراقية تحرق 5 أطنان و900 كيلوغرام من المخدرات (أرشيفية - أ.ف.ب)

وكان فرع الأمن الجنائي، بدمشق، قد أعلن، الأربعاء الماضي، عن إحباطه عملية تهريب مواد مخـدرة إلى العراق، وضبط 600 ألف حبة كبتاغون مخدرة مُخبأة ضمن مركبة. وقد ألقي القبض على أحد المتورطين، ومصادرة أسلحة وذخائر و3 مركبات تحمل لوحات مزورة ومزودة بمخابئ سرية ضمن إحدى المزارع بريف دمشق.

وتُشير بيانات وزارة الداخلية السورية المنشورة على حساباتها، إلى إلقاء القبض على شبكات اتجار وتعاطي المخدرات في كل من دمشق وريفها وحلب وحماة، أبرزها القبض على مطلوب وصف بـالـ«خطير»، يوجد بحقه 40 إذاعة بحث جرائم مختلفة، في مدينة يبرود بالقلمون بريف دمشق.

كما أعلن، السبت، القبض على شخص يمتهن السرقة وترويج المخدرات في ناحية حران العواميد بريف دمشق، ومصادرة كمية من مادة الحشيش المخدر وحبوب مخـدرة. وقالت وزارة الداخلية إن التحقيقات مستمرة للوصول إلى المتورطين معه.

وسبق ذلك القبض على شبكة من 9 أشخاص، بينهم 3 نساء، يمتهنون ترويج المخدرات في بلدتي أشرفية صحنايا والكسوة بريف دمشق الجنوبي. وفي الوقت نفسه، ألقي القبض على شبكة مماثلة في حلب تتألف من 7 أشخاص، وأخرى في مدينة حماة من 6 أشخاص، وضبط معهم أكثر من 34 ألف حبة كبتاغون مخدرة، و8 غرامات من مادة الحشيش.


مقالات ذات صلة

العراق بين حافتي ترمب «المنتصر» و«إطار قوي»

تحليل إخباري «تشاتام هاوس» البريطاني نظّم جلسات حول مصير العراق في ظل الحرب (الشرق الأوسط)

العراق بين حافتي ترمب «المنتصر» و«إطار قوي»

في معهد «تشاتام هاوس» البريطاني، طُرحت أسئلة عن مصير العراق بعد العودة الدرامية لدونالد ترمب، في لحظة حرب متعددة الجبهات في الشرق الأوسط.

علي السراي (لندن)
المشرق العربي السوداني خلال اجتماع مجلس الأمن الوطني الطارئ (رئاسة الوزراء العراقية)

العراق: 12 خطوة لمواجهة التهديدات والشكوى الإسرائيلية لمجلس الأمن

أثارت الشكوى الإسرائيلية الموجهة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الهجمات التي تشنها الفصائل المسلحة العراقية عليها غضب حكومة محمد شياع السوداني.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي السوداني يزور مقر وزارة التخطيط المشرفة على التعداد صباح الأربعاء (رئاسة الوزراء العراقية)

العراق: انطلاق عمليات التعداد السكاني بعد سنوات من التأجيل

بدت معظم شوارع المدن والمحافظات العراقية، الأربعاء، خالية من السكان الذين فُرض عليهم حظر للتجول بهدف إنجاز التعداد السكاني الذي تأخر لأكثر من 10 سنوات.

فاضل النشمي (بغداد)
رياضة عربية «تصفيات المونديال»: العراق يهزم عُمان ويعزز حظوظه في التأهل

«تصفيات المونديال»: العراق يهزم عُمان ويعزز حظوظه في التأهل

فاز العراق 1 - صفر على مضيفه منتخب سلطنة عُمان ضمن الجولة السادسة من منافسات المجموعة الثانية بالدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
المشرق العربي رئيس وزراء العراقي محمد شياع السوداني (د.ب.أ)

السوداني: نرفض تهديدات إسرائيل وقرار الحرب والسلم بيد بغداد

قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم (الثلاثاء)، إن الرسالة التي أرسلتها إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي تمثل «ذريعة وحجّة للاعتداء على العراق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)

الأمم المتحدة: الغارات على تدمر هي «على الأرجح» الأسوأ في سوريا

هاربون من الحرب بلبنان يعبرون منطقة المصنع التي استهدفتها إسرائيل (أ.ف.ب)
هاربون من الحرب بلبنان يعبرون منطقة المصنع التي استهدفتها إسرائيل (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة: الغارات على تدمر هي «على الأرجح» الأسوأ في سوريا

هاربون من الحرب بلبنان يعبرون منطقة المصنع التي استهدفتها إسرائيل (أ.ف.ب)
هاربون من الحرب بلبنان يعبرون منطقة المصنع التي استهدفتها إسرائيل (أ.ف.ب)

عدّت مسؤولة بالأمم المتحدة، أمس، أن الغارات الإسرائيلية على مدينة تدمر، أول من أمس، هي «على الأرجح الأكثر فتكاً» في سوريا حتى الآن، فيما أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن عدد قتلى هذه الغارات ارتفع إلى 82.

وأوضح «المرصد السوري» أن 56 من القتلى ينتمون إلى فصائل موالية لإيران من جنسية سورية، و22 من جنسية غير سورية، غالبيتهم من حركة «النجباء» العراقية، بينما ينتمي 4 آخرون إلى جماعة «حزب الله» اللبنانية. وأشار أيضاً إلى إصابة 31 آخرين، بينهم 7 مدنيين.

وقالت نجاة رشدي، نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، أمام مجلس الأمن: «مرة أخرى، ازدادت الغارات الإسرائيلية في سوريا بشكل كبير، سواء من حيث الوتيرة أو النطاق... أمس (الأربعاء)، قُتل عشرات الأشخاص في غارة قرب تدمر، هذه الضربة الإسرائيلية هي على الأرجح الأكثر فتكاً حتى الآن».

وأضافت رشدي: «تقول إسرائيل إن ضرباتها تستهدف مواقع مرتبطة بإيران أو (حزب الله) أو (الجهاد الإسلامي) الفلسطيني. لكننا مرة أخرى نشهد سقوط ضحايا من المدنيين، جراء غارات ضخمة على مناطق سكنية في وسط دمشق».

كما أعربت عن قلقها حيال «الوضع المتفجر» في الجولان المحتل، وأعمال العنف الأخرى «في العديد من مواقع العمليات الأخرى»، خصوصاً في شمال غربي البلاد. وحذّرت من أن «هذا العام يتجه ليكون الأكثر عنفاً منذ 2020، وأن خطر حدوث دمار أكبر يلوح في الأفق».

وتابعت رشدي: «من الواضح أن الأولوية الملحة بالنسبة لسوريا هي وقف التصعيد. فالبلاد تشهد عواصف متواصلة ناتجة من نزاع إقليمي وموجات متزايدة للنزاع على أراضيها». وأشارت إلى أنه «مع تضاؤل المساعدات الإنسانية وتكثيف الخطابات والأعمال العدائية، يضطر السوريون إلى العيش في ظروف صعبة وغير محتملة على نحو متزايد».

وأشارت إلى أن تقارير المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تظهر أن أكثر من نصف مليون شخص فروا من الضربات الجوية الإسرائيلية في لبنان، وعبروا إلى سوريا منذ أواخر سبتمبر (أيلول)، ولا يزال هناك تدفق مستمر، مضيفة أن السوريين يشكلون نحو 63 بالمائة من هؤلاء النازحين، ومعظمهم من النساء والأطفال.

وقالت المسؤولة الأممية: «نحن الآن في لحظة محورية لدفع العملية السياسية إلى الأمام، بالتزام حقيقي وعمل جاد»، وطالبت جميع الأطراف السورية والدولية بأن «ترسل إشارة بأنها على استعداد لوضع جميع القضايا على الطاولة».

وعدّت أيضاً أن الوقت مناسب لصياغة مسار يسمح للشعب السوري بتحقيق تطلعاته المشروعة، واستعادة سيادة سوريا ووحدتها وحماية السلم والأمن الدوليين.