قتال في الخرطوم يخرق الهدنة الجديدة

بن فرحان يبحث مع غوتيريش جهود وقف التصعيد في السودان

دخان فوق الخرطوم جراء الاشتباكات أمس (أ.ف.ب)
دخان فوق الخرطوم جراء الاشتباكات أمس (أ.ف.ب)
TT

قتال في الخرطوم يخرق الهدنة الجديدة

دخان فوق الخرطوم جراء الاشتباكات أمس (أ.ف.ب)
دخان فوق الخرطوم جراء الاشتباكات أمس (أ.ف.ب)

دوّت أصوات القصف والاشتباكات، أمس، في الخرطوم، وأم درمان وبحري المجاورتين، في انتهاك لأحدث هدنة مدتها 7 أيام. في محاولة على ما يبدو من الجيش السوداني لإبعاد قوات الدعم السريع عن المناطق المحيطة بالقصر الرئاسي ومقر قيادة الجيش.
ونقلت وكالة «رويترز» عن الصادق أحمد (49 عاماً) وهو مهندس من الخرطوم: «منذ مساء أمس وهذا الصباح هناك ضربات جوية وأصوات اشتباكات». وأضاف أنهم في حالة فزع دائم لأن المعارك تدور حول مراكز الأحياء السكنية، و«لا نعرف متى ينتهي هذا الكابوس والخوف». وأودى انزلاق السودان فجأة في هاوية الحرب بحياة المئات، وتسبب في كارثة إنسانية، وفي نزوح جماعي للاجئين إلى الدول المجاورة، وقد يستجلب تدخل قوى خارجية مما يزيد زعزعة الاستقرار في منطقة مضطربة أصلاً.
واندلع القتال نتيجة صراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع اللذين تقاسما السلطة بعد انقلاب في عام 2021 عرقل جهود الانتقال لنظام ديمقراطي وحكم مدني، بعد الانتفاضة الشعبية لعام 2019 التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير.
وتحذر الأمم المتحدة من أن القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع الذي اندلع في 15 أبريل (نيسان) يهدد بحدوث كارثة إنسانية قد تمتد إلى دول أخرى. وقال السودان، يوم الثلاثاء، إن الصراع تسبب في مقتل 550 شخصاً وإصابة 4926. وقال الجيش إنه قتل أفراداً من قوات الدعم السريع ودمر «عدداً من العربات القتالية للمتمردين»، بعد اشتباكات بينهما في المنطقة العسكرية في بحري.
واتهمت قوات الدعم السريع الجيش بانتهاك وقف إطلاق النار ومهاجمة القوات منذ الفجر. وقالت إن الجيش هاجم أحياء سكنية لقوات الدعم السريع بالمدفعية والطائرات في «مسلك جبان».
«قوى الحرية والتغيير»
المتحدث باسم «قوى الحرية والتغيير» عمار حمودة، رأى أن أياً من طرفي الصراع العسكري الدائر في السودان غير قادر على حسم المعركة، وأكد أن الحل الأمثل للأزمة الحالية في البلاد هو الحل السياسي الذي يشمل دمج قوات الدعم السريع في الجيش، وإطلاق عملية سياسية تنتهي بالتحول الديمقراطي.
وفي تصريحات خاصة لوكالة «أنباء العالم العربي»، قال حمودة إن عملية الدمج ستُسهم في توحيد القرار داخل المؤسسة العسكرية السودانية، «وبالتالي نتجنب أي شكل من أشكال الصراع والنزاع بين القوى العسكرية على امتداد البلاد، لا سيما بعد التجارب السابقة المريرة التي مرت بها المؤسسة العسكرية في السودان».
وأكد حمودة أن عملية الدمج «تلقى دعماً واستحساناً من قبل العديد من القوى السياسية في السودان»، قائلاً إنها أنسب الحلول لتجنب صراع طويل الأمد قد يزيد من سوء الأوضاع المتردية أصلاً.
وفي ظل ما قال إنها عدم مقدرة أي من طرفي الصراع على حسم المعركة العسكرية، حذر حمودة من «نتيجة كارثية» إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي، كسبيل أمثل لإنهاء الصراع.
وقال: «المشكلة في أساسها مشكلة سياسية، أو خرجت إلى الوجود من الباب السياسي؛ لذلك فإننا نسعى حتماً إلى إيجاد حل سياسي يبدأ بإجراء مفاوضات تشمل كل الملفات ولا تركز فقط على الجانب الإنساني رغم أهميته».
وأكد أن «قوى الحرية والتغيير» تتحرك في هذا الإطار من أجل التوصل إلى حل شامل يحقق السلام والاستقرار للسودان، عبر البدء بوقف شامل لإطلاق النار والدخول في محادثات سلام.
وبينما رحب حمودة بأي مبادرة لإنهاء الحرب، فقد اعتبر المبادرة السعودية - الأميركية لحل الأزمة الأوفر حظاً بين عدة مبادرات دولية.
وقال حمودة: «المبادرات المطروحة حالياً هي مبادرات مخضرمة ومحترمة، ونرى أنها مقبولة ولديها القدرة على التوصل إلى حلول، لا سيما المبادرة السعودية - الأميركية، التي تحظى بدعم من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والرباعية أيضاً، ولذلك نعتقد أن لها حظوظاً أكبر في النجاح».
وعلى الرغم من تواصل المعارك وسماع أصوات الطائرات الحربية والمدافع في أنحاء العاصمة الخرطوم، عبر حمودة عن تفاؤله بتحقيق السلام والاستقرار قريباً.
- بن فرحان وغوتيريش
بحث وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، هاتفياً مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري في السودان.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الأمير فيصل أكد استمرار المملكة في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة رعاياها. وبحث الاتصال الجهودَ المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه.



«الخوذ البيضاء» يطالب الأمم المتحدة بالحصول على خرائط «السجون السرية» من الأسد

لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)
لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)
TT

«الخوذ البيضاء» يطالب الأمم المتحدة بالحصول على خرائط «السجون السرية» من الأسد

لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)
لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)

أعلن جهاز «الخوذ البيضاء»، اليوم (الثلاثاء)، أنه قدم طلباً إلى الأمم المتحدة للحصول على خرائط بمواقع «السجون السرية» من الرئيس بشار الأسد الذي فرّ، الأحد، مع دخول فصائل المعارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» دمشق، وإعلانها إسقاط حكمه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، في مقابلة مع شبكة أميركية، اليوم (الثلاثاء)، أن الأسد داخل روسيا، في أول تأكيد رسمي من موسكو لما سبق أن أوردته وكالات أنباء روسية.

وقال مدير جهاز «الخوذ البيضاء»، رائد الصالح، في منشور على منصة «إكس» اليوم: «أرسلنا (...) طلباً للأمم المتحدة عبر وسيط دولي لمطالبة روسيا بالضغط على المجرم (...) بشار الأسد لتسليمه خرائط بمواقع السجون السرية، وقوائم بأسماء المعتقلين، لنتمكن من الوصول إليهم بأسرع وقت ممكن».

ومنذ بداية الاحتجاجات التي تحوّلت إلى نزاع مسلّح في عام 2011، توفي أكثر من 100 ألف شخص في السجون خصوصاً تحت التعذيب، وفق تقديرات للمرصد السوري لحقوق الإنسان تعود إلى عام 2022.

وأفاد المرصد بأنّ الفترة ذاتها شهدت احتجاز نحو 30 ألف شخص في سجن صيدنايا الواقع على مسافة نحو 30 كيلومتراً من العاصمة دمشق، ولم يُطلق سراح سوى 6 آلاف منهم.

من جانبها، أحصت منظمة العفو الدولية آلاف عمليات الإعدام، مندّدة بـ«سياسة إبادة حقيقية» في سجن صيدنايا الذي وصفته بـ«المسلخ البشري».

وأعلنت فصائل المعارضة تحرير المحتجزين في السجون بما فيها سجن صيدنايا الذي يُعد من أكبر السجون السورية، وتفيد منظمات غير حكومية بتعرّض المساجين فيه للتعذيب.

وأعلن جهاز «الخوذ البيضاء»، اليوم، «انتهاء عمليات البحث عن معتقلين محتملين في زنازين وسراديب سريّة غير مكتشفة» داخل سجن صيدنايا «من دون العثور على أي زنازين وسراديب سرية لم تُفتح بعد».

غير أنّ الكثير من العائلات لا تزال مقتنعة بأنّ عدداً كبيراً من أقربائها محتجزون في سجون سرية تحت الأرض.

وقال رائد الصالح: «توحُّش وإجرام لا يمكن وصفه مارسه نظام الأسد البائد في قتل السوريين واعتقالهم وتعذيبهم».