شددت مصر على «أهمية تنفيذ (بيان الرباعية) حول السودان بكافة بنوده، بما في ذلك تحقيق هدنة إنسانية شاملة، تمهيداً لإطلاق عملية سياسية مستدامة تضمن وحدة الدولة السودانية ومؤسساتها الوطنية».
وبحث وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، مع مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، خلال اتصال هاتفي، السبت، تطورات الأوضاع في السودان.
وتعمل «الآلية الرباعية»، التي تضم المملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والولايات المتحدة، من أجل وقف إطلاق للنار في السودان، وسبق أن عقدت اجتماعاً على المستوى الوزاري في واشنطن، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وأكدت على «ضرورة بذل كل الجهود لتسوية النزاع المسلح في السودان».
ووفق إفادة لوزارة الخارجية المصرية، السبت، أكد عبد العاطي «أهمية وقف إطلاق النار وتهيئة الظروف لإطلاق عملية سياسية شاملة تحفظ وحدة السودان وسيادته واستقراره»، مشيراً إلى نتائج زيارته الأخيرة إلى الخرطوم في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. كما أدان «الفظائع والانتهاكات المروعة التي شهدتها مدينة الفاشر»، داعياً إلى «تضافر الجهود الإقليمية والدولية لدعم الشعب السوداني ومساندة مؤسساته الوطنية».
وأعلنت «قوات الدعم السريع» سيطرتها على مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور (غرب السودان)، واتهمت الحكومة السودانية عناصر «الدعم السريع» بارتكاب «جرائم بحق المدنيين في المدينة».
وقال بولس، الأربعاء الماضي، إن الولايات المتحدة طرحت «نصاً قوياً» لهدنة إنسانية في السودان، ودعا طرفي النزاع إلى الالتزام بها على وجه السرعة. وأضاف عبر منصة «إكس» حينها أن «الولايات المتحدة تحث طرفي النزاع في السودان على الموافقة فوراً على الهدنة الإنسانية المقترحة وتنفيذها»، محذراً من أن معاناة المدنيين في البلاد بلغت «مستويات كارثية، حيث يعاني الملايين من نقص الغذاء والماء والرعاية الطبية».

كما أكد عبد العاطي خلال لقائه قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان في بورتسودان، الشهر الحالي، «مواصلة مصر جهودها لتحقيق الاستقرار في السودان، والانخراط بصورة فاعلة في الجهود الهادفة لوقف إطلاق النار ووضع حد لمعاناة الشعب السوداني، سواء في الإطار الثنائي أو المحافل الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها (الرباعية الدولية)».
وكان وزير الخارجية المصري قد زار بورتسودان أيضاً في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والتقى حينها رئيس مجلس السيادة، وناقشا مبادرة «الرباعية الدولية» بهدف التوصل إلى هدنة إنسانية تقود إلى وقف فوري لإطلاق النار في السودان.
وفي الشهر نفسه اتفق رئيس مجلس السيادة السوداني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أهمية «الآلية الرباعية»، بعدّها «مظلة للسعي إلى تسوية الأزمة السودانية، ووقف الحرب بالسودان».
وطرحت «الرباعية» في أغسطس (آب) الماضي «خريطة طريق»، دعت فيها إلى «هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، تليها هدنة دائمة لبدء عملية سياسية وتشكيل حكومة مدنية مستقلة خلال تسعة أشهر».

وتناول الاتصال الهاتفي بين عبد العاطي وبولس، السبت، الأوضاع في منطقة البحيرات العظمى، حيث أكد الوزير المصري استعداد بلاده للانخراط في كافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى التوصل لتسوية شاملة للنزاع في شرق الكونغو الديمقراطية، مشيراً إلى «دعم مصر الكامل لجهود الوساطة الأميركية الجارية في الدوحة وما تمثله من خطوة مهمة نحو استعادة الاستقرار في المنطقة بما يسهم في تحقيق تطلعات شعوب القارة نحو الاستقرار والازدهار».






