تستهدف مصر تعزيز تعاونها السياسي والأمني مع لبنان، لمواجهة الخروقات الإسرائيلية في الأراضي اللبنانية. وقال السفير المصري في بيروت، علاء موسى، إن وفداً أمنياً مصرياً، برئاسة مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، سوف يزور لبنان بهدف التنسيق الأمن والسياسي، حسب إفادة للرئاسة اللبنانية، الاثنين.
ونقلت الرئاسة اللبنانية تصريحات السفير المصري بعد لقائه مع الرئيس اللبناني جوزيف عون. وأكد موسى أن «بلاده تدعم مواقف الرئيس اللبناني بشأن حصر السلاح»، وأشار إلى أن «القاهرة تقف إلى جانب مقاربة عون بشكل كامل وواضح، وتمد يد العون في هذا المجال»، حسب بيان الرئاسة اللبنانية.
وكانت الحكومة اللبنانية قد أعلنت في أغسطس (آب) الماضي عن «نزع سلاح (حزب الله)»، كما وضع الجيش اللبناني خطة من 5 مراحل لنزع السلاح.
وشدد السفير المصري لدى لبنان على أن «بلاده تبذل جهوداً لتهدئة الأوضاع في الأراضي اللبنانية، على وقع ما يحدث من تطورات واعتداءات إسرائيلية»، مشيراً إلى أن «تطور هذه الاعتداءات في مداها ووتيرتها يدعو للتحوط مما يجري»، وثمَّن في الوقت نفسه «طرح الرئيس اللبناني استعداد بيروت للدخول في مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي».
السفير المصري علاء موسى بعد لقائه الرئيس عون:- زيارة مدير المخابرات المصرية تدخل في إطار التنسيق الأمني والسياسي مع لبنان، ومصر تبذل جهوداً لتهدئة الأوضاع- ما يحدث من تطور في الاعتداءات الإسرائيلية في مداها ووتيرتها يدعونا للتحوط مما يجري- مصر تدعم مواقف رئيس الجمهورية في... pic.twitter.com/7TSsERRR8G
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) October 27, 2025
وكان الرئيس اللبناني قد أكد، الخميس، أن «بلاده تعلِّق آمالاً كبيرة على عمل اللجنة المعنية بمراقبة وقف إطلاق النار للمساعدة على إعادة الاستقرار إلى الجنوب».
وجرى التوصل إلى هدنة بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» اللبنانية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بوساطة أميركية بعد قصف متبادل لأكثر من عام، لكن إسرائيل ما زالت تسيطر على مواقع في جنوب لبنان رغم اتفاق الهدنة، وتواصل شن هجمات على شرق البلاد وجنوبها.
ويؤكد عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، السفير رخا أحمد حسن أن «عدم انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية وفق اتفاق الهدنة، يفاقم الأوضاع الأمنية في الجنوب اللبناني». ويقول إن «الجانب الإسرائيلي ما زال يمارس العدوان على الأراضي اللبنانية، ولم يوقف القتال»، عادّاً ذلك «يزيد المخاطر الأمنية في المنطقة».
ويرى حسن أن «زيارة الوفد الأمني المصري لبيروت تأتي لدعم لبنان سياسياً وأمنياً»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «القاهرة تريد أن تؤكد على أن لبنان ليس وحده، وهناك دعم سياسي وأمني مصري وعربي لمقاربة الرئيس عون».
استقرار لبنان
يستهدف التدخل المصري إحباط أي محاولات لإشعال الحرب مجدداً في الجنوب اللبناني، وفق الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، محمد سعيد الرز. ويقول إن «القاهرة تريد الحفاظ على استقرار بيروت، في ظل المساعي الإسرائيلية الهادفة لإشعال الصراع مرة أخرى، بحجة القضاء على سلاح (حزب الله)». وباعتقاد الرز فإن «سلاح (حزب الله) يشكل أزمة في لبنان، غير أن المساعي الحكومة الداخلية تتجه نحو إيجاد حلول لهذه المسألة»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الوفد الأمني المصري الذي سيزور بيروت سيحمل مشروعاً يساعد لبنان على كيفية الخروج من هذه الأزمة، على أن تكون هناك مفاوضات تضمن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من الجانب اللبناني».
كما أشار عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية» إلى أن مصر تدعم خطة الحكومة اللبنانية، في أن تكون «وحدة السلاح في يد الدولة اللبنانية»، وقال إن «القاهرة تريد أن تبين أن الجانب الإسرائيلي يتعنت في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب اللبناني».
عربياً، توجه الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إلى بيروت، الاثنين، وحسب إفادة للجامعة «سيجري أبو الغيط، لقاءات مع رؤساء الجمهورية والحكومة ومجلس النواب، بهدف تأكيد وقوف الجامعة العربية مع الحكومة اللبنانية في بسط سيادتها على كل الأراضي اللبنانية، لا سيّما مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان»، وفق بيان لجامعة الدول العربية.






