في تصعيد ميداني متزامن مع المفاوضات التي تجري في العاصمة الأميركية واشنطن بين طرفي الحرب في السودان، أعلنت «قوات الدعم السريع» صباح السبت، استعادة سيطرتها على مدينة بارا الاستراتيجية في ولاية شمال كردفان، وذلك بعد معارك عنيفة مع الجيش.
وفي الوقت ذاته، شنّت «الدعم السريع» هجوماً شرساً على مقر قيادة الجيش في مدينة الفاشر المحاصرة في إقليم دارفور، وقالت إنها اقتربت من أسوار «الفرقة السادسة» التي تعد آخر وجود للجيش في الإقليم، ودعمت عملياتها بهجمات بالطائرات المسيرة على مطار عسكري وعدة مناطق أخرى في البلاد.
وقال المتحدث الرسمي باسم «قوات الدعم السريع»، في بيان، إن قواته استعادت السيطرة الكاملة على مدينة بارا، بعد أن خاضت معارك حاسمة ضد الجيش وميليشيات الحركة الإسلامية المتحالفة معه. ووفقاً لنص البيان، فإن «الدعم السريع» أحكمت السيطرة على المدينة الاستراتيجية، بـ«عملية نوعية خاطفة». واعتبر البيان استعادة بارا خطوة مهمة نحو استكمال السيطرة على بقية المناطق الحيوية في كامل إقليم كردفان، ووصف العملية بأنها «ضربة موجعة للعدو».

ولم يصدر تعليق رسمي من الجيش عن الوضع في بارا، في الوقت الذي انقطعت فيه الاتصالات عن المدينة، بينما تناقل شهود أحاديث عن نزوح الأسر إلى أطراف المدينة الشرقية.
وعادة لا يعلن طرفا القتال في السودان عن خسائرهم البشرية أو المادية، أو فقدان السيطرة على منطقة ما، لكن منصات نشطاء موالين للجيش نقلت أن الجيش صد هجوم «قوات الدعم السريع» على المدينة، فيما ذكرت منصات أخرى موالية للجيش أنه انسحب من المدينة بعد أن صد 3 موجات من الهجوم العنيف.
وتعد مدينة بارا واحدة من كبرى مدن ولاية شمال كردفان، وتتمتع بموقع استراتيجي على طريق الإمداد الذي يربط العاصمة بمدينة الأبيض، كبرى مدن كردفان، ومدينة الفاشر كبرى مدن دارفور، ما يجعل منها نقطة تحكم في خطوط الإمداد نحو الإقليمين.
وسيطرت «الدعم السريع» على المدينة منذ الأيام الأولى للحرب قبل أن يجبرها الجيش وحلفاؤه على الانسحاب منها في سبتمبر (أيلول) الماضي بعد معارك عنيفة، ثم تمركزت في جانبي المدينة الشرقي والجنوبي، قبل أن تعلن الآن استعادتها مجدداً وسط تصعيد متزايد في عدد من محاور القتال بين الطرفين.
وفي سياق التصعيد المتبادل، تجددت المعارك فجر السبت في مدينة الفاشر، إذ قالت «قوات الدعم السريع» إنها سيطرت على مواقع جديدة قرب مقر «الفرقة السادسة مشاة» التابعة للجيش، من بينها «بيت الضيافة»، و«متحف السلطان علي دينار»، و«أمانة الحكومة»، ومقر «بنك السودان المركزي».
لكن مصادر عسكرية أكدت أن الجيش صد هجوم «الدعم السريع»، مؤكدة أن الدفاعات التابعة للجيش لا تزال صامدة رغم كثافة الهجمات بالطائرات المسيرة.
واندلع الصراع بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في أبريل (نيسان) 2023، وتسبب بتشريد ملايين السودانيين وأدى إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم.




