رفض معلمو ليبيا اتهامات «تعاطي المخدرات» المنسوبة لعلي العابد، وزير التربية والتعليم المُكلف من حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، وطالبوه بـ«الاعتذار» قبل أن يُسارع لاحتواء غضبتهم بتأكيد أن حديثه لم يكن «تعميماً أو مساساً بالمعلمين الكرام».
وتداولت وسائل إعلام محلية تصريحاً منسوباً للعابد، الذي يشغل أيضاً وزارة العمل والتأهيل بالحكومة، بأن في ليبيا «معلمين يتعاطون المخدرات، ولا بد من معرفة تاريخ كل معلم»، وهو الأمر الذي أثار عاصفة من الغضب في أوساطهم، ودفع نقابتهم للتدخل ومطالبة السلطات التنفيذية والتشريعية بـ«حماية كرامة المعلم ورد اعتباره».

وقالت النقابة العامة للمعلمين في طرابلس، الخميس، إنها تابعت بـ«أسف واستنكار بالغين التصريحات الصادرة عن العابد، التي تضمنت إساءة صريحة ومباشرة للمعلمين الليبيين، بما لا يليق بمقامهم ودورهم الوطني والتربوي»، وطالبته بـ«الاعتذار العلني والفوري للمعلمين وللأسرة التربوية كافة».
ولفتت النقابة إلى أن موقفها يأتي «انطلاقاً من واجبها الوطني في الدفاع عن كرامة المعلم الليبي، وحرصاً على صون مكانته، بوصفه ركيزة أساسية في بناء المجتمع وتربية الأجيال»، مؤكدة أن المعلم الليبي، ورغم كل ما يواجهه من تحديات وظروف صعبة، «ظل يؤدي رسالته بكل تفانٍ وإخلاص، وأي محاولة للنيل من كرامته أو التقليل من شأنه تُعد مساساً بقيمة التعليم ذاته، وبهيبة الدولة التي يمثلها».
وصعّدت النقابة من لهجتها، داعيةً حكومتي عبد الحميد الدبيبة، وأسامة حماد المكلّفة من البرلمان في شرق ليبيا، إضافةً إلى مجلسي «النواب» و«الأعلى للدولة»، إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لـ«حماية كرامة المعلم».
وأوضحت النقابة أنها «تحتفظ بحقّها القانوني الكامل في اتخاذ الخطوات المناسبة دفاعاً عن المعلمين ومكانتهم»، محذّرةً من أن «كرامة المعلم خط أحمر لا يُقبل المساس به تحت أي ظرف، وردَّ الاعتبار له واجب وطني وأخلاقي قبل أن يكون مطلباً نقابياً».

وأمام تصاعد غضبة المعلمين، سارع العابد لتأكيد أنه لم يقصد «تعميماً أو مساساً بكرامتهم»، بل جاء حديثه «وفق تقارير لبعض الحالات»، وقال إن الأمر «يحتاج إلى إجراءات حازمة لتنظيم العملية التربوية، من خلال وضع ضوابط خاصة لاختيار المعلمين، من بينها التحليل الطبي بوصفه إجراءً تنظيمياً وفق ما نص عليه قانون العمل، في سياق مناقشة سبل حماية البيئة التعليمية من أي سلوكيات سلبية».
وأعرب العابد في توضيحه، الذي ضمّنه ما سمّاه «بياناً توضيحياً للرأي العام»، عن «بالغ تقديره واحترامه لجميع المعلمين والمعلمات في مختلف ربوع ليبيا، الذين يؤدون رسالتهم التربوية النبيلة بإخلاص وتفانٍ»، مؤكداً أن الوزارة تعدّ المعلم «ركيزة أساسية في بناء الأجيال وصون قيم المجتمع».
ودعا العابد نقابة المعلمين إلى الجلوس على طاولة الحوار، والتنسيق المشترك لوضع برامج عملية تُسهم في تعزيز بيئة مدرسية آمنة، وضمان سلامة الطلاب، وتوفير الدعم اللازم للمعلمين، بما يرتقي بالعملية التعليمية في وطننا العزيز.
وانتهت وزارة التربية والتعليم إلى أن هدفها المشترك مع جميع الشركاء هو «بناء منظومة تعليمية قوية وآمنة تنير دروب الأجيال المقبلة».




