قررت الحكومة المصرية، منح تسهيلات جديدة للطلاب السودانيين، الراغبين في الدراسة بالجامعات المصرية. وقالت السفارة السودانية في القاهرة، إن التسهيلات تشمل «إتاحة تأشيرات للطلاب السودانيين، الحاصلين على منح للدراسة في الجامعات المصرية».
ووفق تصريحات سابقة لوزير «التعليم العالي» المصري، أيمن عاشور، فإن عدد الطلاب السودانيين الذين التحقوا بالجامعات المصرية العام الماضي بلغ 10 آلاف طالب، فيما أشارت إحصاءات حديثة للوزارة إلى أن إجمالي عدد الوافدين في الجامعات المصرية بلغ 125 ألف طالب من 119 دولة حول العالم.
ووفق بيان للسفارة السودانية في القاهرة، صدر مساء الخميس، فإن «وزارة الخارجية المصرية، وجّهت تعميماً إلى سفاراتها بالخارج لمنح الطلاب السودانيين المقبولين للدراسة بالجامعات المصرية، تأشيرات دخول لتمكينهم من اللحاق بالعام الدراسي الحالي». وأضافت: «السفارة المصرية منحت نحو ألف و74 تأشيرة لطلاب سودانيين، وستواصل إصدار نحو 480 تأشيرة أخرى يومي الأحد والاثنين المقبلين».
وعن إجراءات الحصول على التأشيرة، أوضحت السفارة السودانية أنه يجري التقديم للحصول على التأشيرة الدراسية على صفحة «فيسبوك» الخاصة بالإدارة المركزية لشؤون الطلاب الوافدين وسداد 19 دولاراً رسوم استخراج التأشيرة الدراسية، مع إلزامية حجز رحلة الطيران عن طريق «مصر للطيران» فقط لا غير.
مدير وحدة العلاقات الدولية بـ«المركز السوداني للفكر والدراسات الاستراتيجية»، مكي المغربي، أكد أن التسهيلات المصرية الجديدة للطلاب «خطوة إيجابية مهمة، ستنعكس إيجابياً على مسار العلاقات المصرية - السودانية».
وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «تسهيلات التعليم للطلاب السودانيين، تستهدف جيلاً جديداً من أبناء السودان، سيحدد في المستقبل صيغة العلاقات بين البلدين»، وأشار إلى أن «القاهرة تقدم مساعدات للسودانيين في ظل الظروف الحالية، ومن بينها خدمات التعليم»، عادّاً أن الجامعات المصرية «أصبحت قبلة للطلاب السودانيين في ظل توقف الدراسة في جامعات عديدة بالسودان».
وتسببت الحرب الداخلية في السودان، الدائرة منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، في نزوح آلاف السودانيين، داخل البلاد وخارجها، بينهم نحو مليون و200 ألف سوداني إلى مصر، حسب إحصائيات رسمية، قبل أن «توفر السلطات المصرية والسودانية تسهيلات لعودة مئات الأسر بشكل طوعي مرة أخرى للسودان».
وستعالج التسهيلات الجديدة للطلاب السودانيين «شكاوى كثير من الأسر السودانية في عدد من الدول الخارجية»، وفق رئيس لجنة العلاقات الخارجية بـ«جمعية الصداقة السودانية – المصرية»، محمد جبارة، وأشار إلى أن «هذه الخطوة تأخرت بسبب صعوبات تواجه دخول طلاب سودانيين إلى مصر». وأوضح جبارة لـ«الشرق الأوسط» أن «الحكومة المصرية، قررت منح تأشيرات للطلاب السودانيين من سفاراتها في الخارج وخصوصاً من دول الخليج»، عادّاً تلك الخطوة «من النقاط الإيجابية التي تحدث للمرة الأولى، حيث كان يشترط حصول الطلاب على تأشيرات للقاهرة من السفارة المصرية في بورتسودان فقط».



