لقي 50 مهاجراً غير نظامي من السودان مصرعهم بعد اندلاع حريق في قارب كانوا على متنه قبالة سواحل شرق ليبيا، وفق ما أعلنت «المنظمة الدولية للهجرة».
وأشارت المنظمة في بيان رسمي، مساء الثلاثاء، إلى إنقاذ حياة 24 مهاجراً على متن المركب، الذي كان يحمل 75 مهاجراً على الأقل قرب ساحل طبرق (شرق)، وشددت على «الحاجة الماسة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء هذه المآسي في البحر».
وأعلنت وسائل إعلام ليبية، الأربعاء، انتشال 15 جثة لمهاجرين سودانيين قرب ساحل طبرق. وأفاد فريق «الهلال الأحمر الليبي»، باستمرار عمليات البحث والإنقاذ.
من جهة أخرى، أعلن «جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية» في غرب ليبيا، ترحيل مهاجرين غير نظاميين إلى بنغلاديش من «مطار معيتيقة» بعد إتمام إجراءات الإبعاد عن الأراضي الليبية «لمخالفتهم القوانين المعمول بها لدى الدولة الليبية».
وتفيد «المنظمة الدولية للهجرة» في أحدث إحصاء لها باعتراض 17 ألفاً و400 مهاجر في البحر الأبيض المتوسط، وإعادتهم إلى ليبيا منذ مطلع العام الحالي وحتى 13 سبتمبر (أيلول) الحالي.
وحسب تقديرات المنظمة، فإن «أكثر من 60 في المائة من المهاجرين يعانون صعوبات مالية حادة، وكثير منهم يفتقرون إلى الوثائق القانونية، مما يزيد من هشاشتهم ويعرّضهم لمخاطر الاتجار بالبشر والاستغلال».

إلى ذلك، رحب الناشط الحقوقي الليبي، طارق لملوم، بقرار «جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية» بالإفراج عن عدد من المحتجزين، وهم أطفال مصريون، في مركز احتجاز «بئر الغنم»، وعدّ هذه الخطوة «بداية مهمة نحو إنهاء معاناة المهاجرين خصوصاً الأطفال».
لملوم، الذي أرفق بمنشوره عبر «فيسبوك»، الأربعاء، تسجيلاً مصوراً لهؤلاء الأطفال، دعا أيضاً السلطات الليبية إلى «الإعلان بشكل واضح وشفاف عن مصير بقية القاصرين والأطفال المصريين وغير المصريين المحتجزين في بئر الغنم، حيث يقاسون ظروفاً غير إنسانية منذ فترة طويلة»، حسب تعبيره.
ويقع «سجن بئر الغنم» على بُعد نحو 90 كيلومتراً جنوب غربي طرابلس، ويضم عدداً كبيراً من المحتجزين من جنسيات متعددة (سورية، مصرية، أفريقية)، وسط تقارير حقوقية عن ظروف مروّعة من حيث التكدّس، والنظافة، ونقص الرعاية الصحية.
وتُعرف ليبيا بوصفها محطة رئيسية للهجرة غير النظامية نحو أوروبا، نظراً لموقعها الجغرافي على البحر المتوسط وحدودها الطويلة مع دول أفريقية، ما يجعلها معبراً رئيسياً للمهاجرين والمهربين.



