تصاعد التوترات في غرب ليبيا بعد مقتل 3 جنود من مصراتة

المدعي العسكري بدأ التحقيق في الحادثة لكشف أبعادها

عناصر أمنية لحماية مقار الانتخابات المحلية بالزاوية (المنطقة العسكرية بغرب ليبيا)
عناصر أمنية لحماية مقار الانتخابات المحلية بالزاوية (المنطقة العسكرية بغرب ليبيا)
TT

تصاعد التوترات في غرب ليبيا بعد مقتل 3 جنود من مصراتة

عناصر أمنية لحماية مقار الانتخابات المحلية بالزاوية (المنطقة العسكرية بغرب ليبيا)
عناصر أمنية لحماية مقار الانتخابات المحلية بالزاوية (المنطقة العسكرية بغرب ليبيا)

تصاعدت وتيرة التوترات في غرب ليبيا، على خلفية مقتل ثلاثة عناصر من مدينة مصراتة، ينتمون إلى «كتيبة الإمداد»، التابعة لوزارة الدفاع بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، والعثور على جثثهم في سيارة عسكرية محترقة بطرابلس.

وبدأ المدعي العسكري في غرب ليبيا، الثلاثاء، التحقيق في الحادثة لكشف أبعادها بعدما أمرت النيابة العامة بتشييع جثامينهم وسط حالة من الغضب. ولم تكشف التحقيقات الأولية عما إذا كان احتراق السيارة العسكرية التي عثر عليها في إحدى مناطق طرابلس عملية مدبرة، أم أنها حادثة طبيعية.

عناصر تابعة للمنطقة العسكرية بالساحل الغربي خلال تأمين مقار الانتخابات المحلية بالزاوية في 21 أغسطس (المنطقة العسكرية)

وتداول شهود عيان ووسائل إعلام محلية، الثلاثاء، مقاطع فيديو لأرتال مسلحة، وقالوا إنها تابعة لمصراتة، وهي تتحرك صوب طرابلس قاصدة التمركز في تاجوراء (21 كيلومتراً شرق العاصمة)، بهدف فتح محور للقتال.

لكن مصدراً أمنياً بغرب ليبيا تحدث لـ«الشرق الأوسط» قلل من أهمية هذه الأنباء، وقال إن رواد التواصل الاجتماعي «يفسرون الأحداث على نحو غير صحيح».

وأمام دعوات تطالب سكان تاجوراء باليقظة، وأن يكونوا «خط الدفاع الأول عن العاصمة»، ردت صفحات تابعة للمدينة على «فيسبوك» بأنها «لن تكون أرضاً ولا مرتعاً لأي مجموعة مسلحة تحاول التمركز بها».

ولم يفارق التوتر العاصمة طرابلس منذ الاقتتال، الذي أعقب مقتل عبد الغني الككلي، الشهير بـ«غنيوة» منتصف مايو (أيار) الماضي، ومحاولة تفكيك «جهاز الردع»، بقيادة عبد الرؤوف كارة.

وكان عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، قد صرح بأن حكومته ماضية في خطتها الأمنية، «ولن نتراجع عن تفكيك الميليشيات والتشكيلات المسلحة. وأنا أمهد الطريق للحكومة المقبلة حتى تدخل دون مشاكل، وحتى لا تجد العصابات مسيطرة على الدولة».

خبير مفرقعات بغرب ليبيا خلال انتشال قذيفة هاوزر عيار «155» (وزارة الداخلية)

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة» أن فريق التفتيش الأمني وتفكيك المتفجرات بالفرع الغربي، تمكن من انتشال قذيفة هاوزر عيار «155» غير منفجرة، عُثر عليها داخل مزرعة بمدينة الزاوية بعد بلاغ من أحد المواطنين. موضحة أنه جرى تأمين الموقع، ونقل القذيفة إلى مخازن مخصصة، تمهيداً لإتلافها وفق الضوابط الفنية المعتمدة، بحسب الوزارة.

في شأن مختلف، بحث رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، مع القائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا، جيرمي برنت، آخر المستجدات السياسية والاقتصادية والأمنية، وسُبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.

وخلال اللقاء، الذي نقله مكتب المنفي، الثلاثاء، تم التأكيد على أهمية تسريع وتيرة العملية السياسية، وضرورة توحيد الجهود الإقليمية والدولية للدفع نحو تسوية وطنية شاملة، تُفضي إلى إجراء انتخابات حرة وشفافة، وتنهي حالة الانقسام، وتعيد بناء مؤسسات الدولة على أسس دستورية وقانونية متينة.

كما استعرض اللقاء دعم جهود اللجنة المالية العليا واللجنة المنبثقة عنها، والمكلفة بمتابعة نفقات مؤسسة النفط وشركة الكهرباء، بهدف ترسيخ مبادئ الشفافية والمساءلة، وتعزيز الإدارة الرشيدة في المؤسسات السيادية للدولة.

وأثنى القائم بالأعمال الأميركي على الدور المحوري، الذي يضطلع به المنفي في قيادة المرحلة الانتقالية، مثمناً جهوده المتواصلة في ترسيخ الاستقرار، وتثبيت وقف إطلاق النار، وضبط الأوضاع داخل العاصمة ومحيطها، بما يمهد الطريق أمام حلّ سياسي دائم.


مقالات ذات صلة

تجدد المطالب في غرب ليبيا برحيل الدبيبة وإجراء انتخابات رئاسية

شمال افريقيا شهدت مدن غرب ليبيا احتجاجات شعبية واسعة للمطالبة برحيل حكومة الدبيبة (إعلام محلي)

تجدد المطالب في غرب ليبيا برحيل الدبيبة وإجراء انتخابات رئاسية

أُقيمت في العاصمة الليبية طرابلس، السبت، مراسم تأبين رسمية وعسكرية مهيبة لرئيس أركان قوات حكومة «الوحدة» (المؤقتة)، محمد الحداد، ومرافقيه.

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا سجن معيتيقة في طرابلس (المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان)

«تكدس مراكز الاحتجاز» في ليبيا يعيد ملف السجناء للواجهة

دفعت الشكاوى المتصاعدة بشأن «تكدس مراكز الاحتجاز» وتردّي أوضاع السجناء، حكومتي شرق وغرب ليبيا إلى إعادة فتح ملف السجون.

علاء حموده (القاهرة )
شمال افريقيا الحداد خلال حفل تخرج سابق لفوج جديد من الضباط في ثكنة الخمس العسكرية (رويترز)

ما هي تداعيات وفاة رئيس الأركان الليبي وتأثيرها على المؤسسة العسكرية؟

عدَّ المحلل السياسي، فرج فركاش، أن غياب رئيس الأركان الليبي، الفريق أول محمد الحداد، بهذا الشكل المفاجئ «يشكل ضربة قوية للمؤسسة العسكرية في غرب البلاد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا لجنة التحقيق في حادثة سقوط الطائرة التي كانت تقل الحداد ورفاقه (وزارة الداخلية بطرابلس)

نقل الصندوق الأسود لطائرة رئيس الأركان الليبي إلى ألمانيا للتحقيق

توقع مصدر ليبي مقرب من المجلس الرئاسي وصول جثامين ضحايا الطائرة المنكوبة إلى البلاد، السبت، وذلك عقب انتهاء مراسم تأبينهم بقاعدة مرتد العسكرية في أنقرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا شكّل التراجع النسبي لنفوذ «جهاز الردع» محطةً مفصليةً في هذا التحول عززت سيطرة «الوحدة» على العاصمة (الشرق الأوسط)

سقوط قادة ميليشيات يُعيد رسم خريطة النفوذ الأمني في العاصمة الليبية

يرى مراقبون ليبيون أن التحول الأبرز في المشهد المسلح بغرب ليبيا تمثل في مقتل عبد الغني الككلي، رئيس جهاز «دعم الاستقرار»، قبل سبعة أشهر، ثم التخلص من الدباشي.

جاكلين زاهر (القاهرة)

السودان: إدريس سيباشر مهامه من الخرطوم خلال الأيام المقبلة

رئيس الحكومة الانتقالية في السودان كامل إدريس متحدثاً مع الصحافيين في نيويورك الاثنين الماضي (الأمم المتحدة)
رئيس الحكومة الانتقالية في السودان كامل إدريس متحدثاً مع الصحافيين في نيويورك الاثنين الماضي (الأمم المتحدة)
TT

السودان: إدريس سيباشر مهامه من الخرطوم خلال الأيام المقبلة

رئيس الحكومة الانتقالية في السودان كامل إدريس متحدثاً مع الصحافيين في نيويورك الاثنين الماضي (الأمم المتحدة)
رئيس الحكومة الانتقالية في السودان كامل إدريس متحدثاً مع الصحافيين في نيويورك الاثنين الماضي (الأمم المتحدة)

قالت وزيرة شؤون مجلس الوزراء السودانية لمياء عبد الغفار، اليوم الأحد، إن رئيس مجلس الوزراء كامل إدريس سيباشر مهامه من العاصمة الخرطوم في «غضون الأيام المقبلة».

وذكرت وكالة الأنباء السودانية أن الوزيرة أطلعت خلال زيارة إلى العاصمة الخرطوم على «ترتيبات انتقال الوزارات إلى المقار التي تم تحديدها لاستئناف أعمالها مع بداية العام الجديد»، مؤكدة «تقديم الدعم الكامل لحكومة الولاية لاستكمال منظومة الخدمات الأساسية، بما في ذلك الكهرباء والمياه».

وأوضحت الوكالة الرسمية أن والي الخرطوم، أحمد عثمان حمزة، أطلع الوزيرة على «مجمل الأوضاع بالولاية ومدى الاستعداد لعودة الحكومة للخرطوم»، مشدداً على «استمرار العمل لمزيد من التهيئة في كافة النواحي من أجل العودة الكاملة للمواطنين والحكومة».

وأشارت الوكالة إلى أن وزيرة شؤون مجلس الوزراء ووالي الخرطوم تفقدا مطار الخرطوم ومنشآت أخرى استعداداً لعودة الحكومة للعمل من العاصمة.

وانتقلت الحكومة للعمل من مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر بشرق البلاد عقب اندلاع الحرب مع قوات الدعم السريع في أبريل (نيسان) 2023 بعد صراع على السلطة خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تفضي إلى إجراء انتخابات للتحول إلى حكم مدني.


استنفار عربي لمواجهة اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال»

مواطنون يحتفلون باعتراف إسرائيل ب "أرض الصومال" في العاصمة هارجيسا أول من أمس (أ. ف. ب)
مواطنون يحتفلون باعتراف إسرائيل ب "أرض الصومال" في العاصمة هارجيسا أول من أمس (أ. ف. ب)
TT

استنفار عربي لمواجهة اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال»

مواطنون يحتفلون باعتراف إسرائيل ب "أرض الصومال" في العاصمة هارجيسا أول من أمس (أ. ف. ب)
مواطنون يحتفلون باعتراف إسرائيل ب "أرض الصومال" في العاصمة هارجيسا أول من أمس (أ. ف. ب)

يعوّل الصومال على دعم عربي وإسلامي لمواجهة اعتراف إسرائيل بإقليم «أرض الصومال» دولةً مستقلةً، وقد استجابت جامعة الدول العربية لطلبه بعقد اجتماع طارئ على مستوى المندوبين، اليوم.

وأكَّد السفير الصومالي في القاهرة والمندوب الدائم لدى الجامعة، علي عبدي أواري، لـ«الشرق الأوسط» أنَّ «بلاده تتحرَّك على المستويين العربي والإسلامي، لرفض ما أعلنت عنه تل أبيب، والدفاع عن السيادة الصومالية»، وقال: «من بين التحركات طلب اجتماع للجامعة العربية بشكل عاجل». وأشار إلى أنَّ «بلاده تدعو لاجتماع قمة عربية إسلامية قريباً، ضمن تحركاتها الدبلوماسية».

وحرّك الاعتراف الإسرائيلي بالإقليم الانفصالي «أرض الصومال»، تحذيراتٍ من السلطة الفلسطينية و«حماس» ومقديشو، من أنَّه يحمل احتمالاً لأن يكون هذا الإقليم موطناً جديداً لاستقبال الفلسطينيين ضمن مخطط تهجير سعت إليه إسرائيلُ منذ بداية الحرب قبل نحو عامين.

وأشار خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» إلى مخاوفَ من أنَّ الخطوة الإسرائيلية ستُعيد ملف التهجير للواجهة بقوة، وستعمل تل أبيب على زيادة الضغوط على الضفة وغزة لدفعهم قسراً لذلك، وسط غياب خطط تنفيذية للإعمار والاستقرار.

وسط طوفان ردود فعل على الخطوة الإسرائيلية، وبخلاف الرفض العربي، جاء موقف لافت من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إذ طغى عليه «السخرية من ذلك الإقليم». فقد أعلن ترمب عن رفضه الاعترافَ باستقلال «أرض الصومال»، متسائلاً: «هل يعرف أحدٌ ما هي أرض الصومال، حقّاً؟».


بعثة إنسانية تدخل الفاشر للمرة الأولى

سودانيون فرّوا من الفاشر يستريحون لدى وصولهم إلى مخيم "الأفاد" للنازحين بمدينة الدبة شمال السودان 19 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)
سودانيون فرّوا من الفاشر يستريحون لدى وصولهم إلى مخيم "الأفاد" للنازحين بمدينة الدبة شمال السودان 19 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

بعثة إنسانية تدخل الفاشر للمرة الأولى

سودانيون فرّوا من الفاشر يستريحون لدى وصولهم إلى مخيم "الأفاد" للنازحين بمدينة الدبة شمال السودان 19 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)
سودانيون فرّوا من الفاشر يستريحون لدى وصولهم إلى مخيم "الأفاد" للنازحين بمدينة الدبة شمال السودان 19 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)

دخلت بعثة إنسانية أممية إلى مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وذلك للمرة الأولى منذ سيطرة «قوات الدعم السريع» عليها، بعد حصار طويل استمرَّ لأكثر من عام، خلّف أوضاعاً إنسانية كارثية.

وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أنَّ بعثة تقييم وصلت إلى مدينة الفاشر، عادّاً هذه الخطوة «مؤشراً على انفراجة محدودة» في ملف إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدينة، مضيفاً أنَّ البعثة تضمُّ وفداً من «برنامج الأغذية العالمي»، وفريقاً من منظمة الصحة العالمية.

من جهته، رحَّب كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، بوصول بعثة التقييم إلى الفاشر، وقال في تغريدة على منصة «إكس»، إن هذا الوصول جاء عبر مسار يسَّرتْه الولايات المتحدة.