جدّدت مصر رفضها توسيع دائرة الصراع في المنطقة. ودعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال اتصال هاتفي مع نظيره القبرصي نيكوس كريستودوليديس، الأحد، إلى وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية على مختلف الجبهات الإقليمية.
ووفق إفادة للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، فإن الاتصال تناول الأوضاع الإقليمية، حيث حرص الرئيس السيسي على تأكيد رفض بلاده التام توسيع دائرة الصراع في المنطقة، محذراً من أن استمرار النهج الحالي ستكون له أضراره الجسيمة على شعوب المنطقة كافة دون استثناء.
وتُنسق مصر وقبرص بشأن الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتُكثف الجهود بينهما لدعم الأمن والاستقرار بالمنطقة.
وشدد السيسي، خلال الاتصال الهاتفي مع كريستودوليديس، على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بدورٍ أكثر فاعلية في دفع الأطراف الإقليمية للتحلي بالمسؤولية، مؤكداً أن الحلول السلمية تبقى الوحيدة القادرة على ضمان الأمن والاستقرار بالإقليم. ولفت، في هذا الصدد، إلى ضرورة العودة إلى المفاوضات الأميركية الإيرانية، برعاية سَلطنة عمان الشقيقة، التي تمثل الحل الأمثل للتوتر الحالي، مشدداً على موقف مصر الثابت بضرورة إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل بالشرق الأوسط، بما يشمل كل دول الإقليم.
وكثّفت مصر جهودها، خلال الساعات الأخيرة، وشددت على ضرورة احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وعدم المساس بسيادة الدول وسلامة أراضيها، وأنه لا حلول عسكرية للأزمات الإقليمية، وأن السبيل الوحيدة لاحتواء التوتر يرتكز على بذل الجهود الدبلوماسية والسياسية لتجنيب الإقليم مزيداً من مظاهر عدم الاستقرار.
وذكر متحدث الرئاسة المصرية أن الرئيس السيسي أشار، خلال الاتصال الهاتفي مع الرئيس القبرصي، الأحد، إلى أن إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يبقى هو الضامن الوحيد للتوصل إلى السلام الدائم والاستقرار بالشرق الأوسط، وذلك من خلال وقف إطلاق النار في قطاع غزة بصورة فورية، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجَزين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتوفير الأمن لجميع شعوب المنطقة.
وتؤكد مصر، بشكل دائم، «مواصلة تفعيل أُطر التعاون الثلاثي مع قبرص واليونان». يُشار إلى أن لمصر علاقاتٍ وثيقة مع قبرص واليونان. وتعقد الدول الثلاث قمماً بشكل منتظم، في إطار تعاونها في مجال الطاقة بـ«المتوسط».
وكانت الدولتان - مصر وقبرص - قد وقّعتا، في فبراير (شباط) الماضي، اتفاقيتين لبدء تنمية الاكتشافات القبرصية للغاز الطبيعي، وذلك باستخدام البنية التحتية المصرية. وشهد السيسي وكريستودوليديس، في القاهرة، حينها، توقيع أول اتفاقيتين بين البلدين في مجال الغاز، وذلك على هامش افتتاح مؤتمر مصر الدولي للطاقة «إيجبس 2025».
وجاءت الاتفاقيتان في إطار استراتيجية وزارة البترول المصرية لتحويل مصر إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز الطبيعي، من خلال استقبال الغاز المنتَج من اكتشافات شرق المتوسط وتوجيهه إلى السوق المحلية، وإعادة تصديره إلى أوروبا.