تفاؤل في «الدولة» الليبي بـ«قرب» إنهاء انقسامه

العبيدي النائب الثاني بالمجلس أكد لـ«الشرق الأوسط» أن المسارات القضائية «معقدة»

تكالة والمشري خلال انتخابات رئاسة المجلس الأعلى للدولة عام 2023 (المجلس)
تكالة والمشري خلال انتخابات رئاسة المجلس الأعلى للدولة عام 2023 (المجلس)
TT

تفاؤل في «الدولة» الليبي بـ«قرب» إنهاء انقسامه

تكالة والمشري خلال انتخابات رئاسة المجلس الأعلى للدولة عام 2023 (المجلس)
تكالة والمشري خلال انتخابات رئاسة المجلس الأعلى للدولة عام 2023 (المجلس)

تسود حالة من التفاؤل داخل المجلس الأعلى للدولة الليبي، المنقسم منذ 9 أشهر، بشأن قرب إنهاء الخصومة بين المتنازعين على الرئاسة، خالد المشري ومحمد تكالة.

يرى عمر العبيدي، النائب الثاني لرئيس المجلس، أن «توحيد الأعلى للدولة بات قريباً جداً»، مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى وجود مسارين قد يحسمان الخلاف لأحد الطرفين، وهما «قرار قد يصدر من المحكمة العليا؛ أو إعادة الانتخابات على رئاسة المجلس؛ وهو أمر قائم».

وتسارعت في الآونة الأخيرة جهود توحيد المجلس، الذي يعاني من تعطّل أعماله بعد انقسامه عقب انتخابات أجريت في أغسطس (آب) 2024، انتهت بفوز المشري على تكالة بفارق صوت واحد، لكنّ الأخير رفض الاعتراف بهذه النتيجة لاعتبارات قانونية.

عمر العبيدي النائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى للدولة (صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي)

وفي إطار محاولات رأب الصداع، عقد المشري الأربعاء جلسة تشاورية مع 50 عضواً، رحبوا فيها بـ«مبادرات توحيد المجلس»، وتحدثوا عن «ضرورة التعامل بإيجابية مع هذه المبادرات، بما لا يتعارض مع الفصل في النزاع من قبل المحكمة العليا».

أجواء التفاؤل أيدها عدد من أعضاء المجلس، من بينهم أحمد الأوجلي، الذي وصف محاولات توحيد المجلس في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بـ«الجدية»، بينما قال فتح الله السريري، إنها «نابعة من رغبة أغلبية أعضاء المجلس»، لافتاً إلى «العمل على إجراء انتخابات مبكرة، أو في موعد الرسمي السنوي في أغسطس (أب) المقبل، إذ تعثرت». فيما رأت عضو المجلس، نعيمة الحامي، أن «للرئاسة دوراً في تحويل هذا التفاؤل إلى حقيقة، من خلال لجنة تفاوض مشترك».

من جهته، أرجع عضو المجلس، عادل كرموس، هذه المحاولات إلى «إحساس الأعضاء بأهمية تجاوز الخلافات الشخصية».

ولم تكن جهود توحيد المجلس وليدة اللحظة، وفي هذا السياق كشف العبيدي عن «مساع من جانب أكثر من ثلثي أعضاء الجانبين، استمرت منذ عدة أشهر؛ وتضمنت عدة مبادرات ومسارات»، مبدياً تفاؤله بعدما بدا أن وجهات النظر بين الطرفين تقترب نحو التغلب على مختلف العوائق.

ونوه العبيدي، وهو أحد المنضمين إلى فريق المشري، إلى «تشكيل لجنة مشتركة للتواصل، واستعراض كل العراقيل وخيارات الحلول لتوحيد المجلس». علماً أن تكالة سبق أن اقترح تشكيل لجنة مشتركة لبحث عقد انتخابات مبكرة لمكتب رئاسة المجلس.

خالد المشري (متداولة)

الانقسام بين شقي المجلس الأعلى للدولة منذ أغسطس (آب) الماضي، عزاه العبيدي إلى «خلافات بين إخوة حول مسألة فنية بامتياز، وهي صحة التصويت»، واصفاً إياها بأنها «بسيطة وسهلة». موضحاً أن التواصل مع تكالة «لم ينقطع رغم هذا الانقسام، وجميع الرسائل المتبادلة بيننا إيجابية»، مضيفاً أن «الهدف المنشود من كل المسارات هو توحيد رئاسة المجلس».

ونفى العبيدي وجود أي «علاقة لمجلس النواب بما يحدث في مجلس الدولة من انقسام»، مشدداً على أن «التواصل مع مجلس النواب يتم بعدّه شريكاً سياسياً، وفق اتفاق الصخيرات عام 2015».

وذهب العبيدي إلى القول إن «هناك من له مصلحة في استمرار هذا الانقسام داخل المجلس، حتى يفقد دوره، خاصة في هذه الظروف الراهنة، وتسارع الأحداث السياسية»، دون توضيح لطرف بعينه.

محمد تكالة (إ.ب.أ)

وسبق أن احتكم المشري وتكالة للقضاء، حيث أصدرت المحكمة العليا قراراً في 25 يناير (كانون الثاني) الماضي، يقضي برفض طعن قدمه المشري ضد حكم صادر عن محكمة الاستئناف بجنوب طرابلس لصالح تكالة، ورحب الطرفان المتنازعان بالحكم. وهنا يقول العبيدي: «زملاؤنا في الطرف الآخر لجأوا إلى القضاء، ومساراته ودروبه طويلة ومعقدة».

وبخصوص ضمانات عدم عودة الانقسام إلى المجلس إذ ما التأم تحت رئاسة واحدة، قال العبيدي: «المجلس سيد قراره، والضمانات نابعة من الأعضاء أنفسهم، والاتفاق بينهم ميثاق شرف، والهدف هو حلحلة العراقيل التي تحول دون توحيده».

ويأتي الدور المنوط بالمجلس الأعلى للدولة ضمن اختصاصاته، التي نص عليها الاتفاق السياسي الليبي، الموقع بمدينة الصخيرات المغربي نهاية 2015، وكذلك الاتفاق السياسي الموقع في جنيف عام 2021.


مقالات ذات صلة

وفاة 11 سودانياً في صحراء الكفرة الليبية بسبب العطش

شمال افريقيا مقتل عدد من السودانيين بالصحراء الليبية جنوب الكفرة أغسطس الماضي (جهاز الإسعاف والطوارئ الليبي)

وفاة 11 سودانياً في صحراء الكفرة الليبية بسبب العطش

وسط الصحراء الشاسعة بين ليبيا والسودان، لقي كثير من الفارّين من الحرب بالدولة المجاورة مصيراً غامضاً، بينما مات آخرون في حوادث متفرقة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع لجنة «الهدنة» المكونة من المجلس الرئاسي الليبي وبعثة الأمم المتحدة (رئاسة أركان قوات الوحدة)

​البعثة الأممية و«الرئاسي» الليبي لمنع عودة الاشتباكات إلى طرابلس

قالت رئاسة الأركان التابعة لحكومة «الوحدة» الليبية إن لجنة مراقبة «الهدنة» تعمل على تهدئة الأوضاع ومنع عودة النزاع المُسلّح في طرابلس والمناطق المُحيطة بها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
خاص هانيبال القذافي خلال احتفال في الذكرى الـ40 لـ«الثورة الليبية» في 2 سبتمبر 2009 (أ.ف.ب)

خاص ليبيا تطلب مجدداً من لبنان تسليمها هانيبال القذافي أو ترحيله إلى بلد ثالث

عاد ملفّ هانيبال معمّر القذافي الموقوف في لبنان منذ 10 أعوام إلى الواجهة، مع مطالبة السلطات الليبية مجدداً تسليمها إياه بشكل سريع.

يوسف دياب (بيروت)
شمال افريقيا الدبيبة خلال استقباله وفداً من محفظي القرآن والخطباء والأئمة (حكومة «الوحدة»)

بسلاح «سحب الاعتراف»... دائرة المعارضين تضيق على حكومة «الوحدة» الليبية

أعلن أعضاء من مجلسَي النواب و«الدولة»، بالإضافة إلى عمداء بلديات غرب طرابلس، والمنطقة الغربية، «سحب الاعتراف» من حكومة «الوحدة»، بالتزامن مع دعوات للتظاهر ضدها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا زيارة خوري لبلدية الزنتان (البلدية)

مطالب أميركية لليبيين بالتحقيق في «انتهاكات» خلال اشتباكات طرابلس

أكد بيان لـ«دعم الاستقرار» التابع للمجلس الرئاسي، أن ما وصفه بـ«مؤامرة اغتيال الككلي»، حُبكت قبل أيام من الحادث دون تدخل دولي.

خالد محمود (القاهرة )

السودان: نستنكر ما صدر عن الإدارة الأميركية من اتهامات تتسم بتزييف الحقائق

مؤيدو المقاومة الشعبية السودانية المسلحة المؤيدة للجيش يستقلون شاحنات في القضارف شرق السودان (أ.ف.ب)
مؤيدو المقاومة الشعبية السودانية المسلحة المؤيدة للجيش يستقلون شاحنات في القضارف شرق السودان (أ.ف.ب)
TT

السودان: نستنكر ما صدر عن الإدارة الأميركية من اتهامات تتسم بتزييف الحقائق

مؤيدو المقاومة الشعبية السودانية المسلحة المؤيدة للجيش يستقلون شاحنات في القضارف شرق السودان (أ.ف.ب)
مؤيدو المقاومة الشعبية السودانية المسلحة المؤيدة للجيش يستقلون شاحنات في القضارف شرق السودان (أ.ف.ب)

قال وزير الثقافة والإعلام السوداني، الناطق الرسمي باسم الحكومة، خالد الإعيسر، إن الحكومة السودانية تتابع باستنكار شديد، ما صدر عن الإدارة الأميركية من اتهامات وقرارات تتسم بالابتزاز السياسي وتزييف الحقائق بشأن الأوضاع في السودان.

وقال الإعيسر إن «فبركة الاتهامات وترويج الأكاذيب، بما في ذلك الادعاءات الأخيرة التي لا تستند إلى أي دليل، تأتي ضمن نهج قديم يرتكز على خريطة الطريق التي وضعتها الإدارة الأميركية السابقة عام 2005، والتي تعدل مرحلياً بما يخدم الأجندات الأميركية، استناداً إلى مزاعم لا تمُت إلى الواقع بصلة»، وفقاً لوكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا).

سودانيون يحتفلون في مروي بعد إعلان الجيش دخول عاصمة ولاية الجزيرة الرئيسية ود مدني (أرشيفية - أ.ف.ب)

وأضاف: «هذه الادعاءات الكاذبة قد استهدفت مجدداً القوات المسلحة السودانية، لا سيما بعد إنجازاتها الميدانية التي غيرت من واقع المعركة، وعقب تعيين رئيس للوزراء، وهو ما شكّل تطوراً مهماً في مسار إعادة بناء مؤسسات الدولة»، مبيناً أن «هذه ليست المحاولة الأولى؛ فقد استخدمت الولايات المتحدة أدوات مماثلة في السابق دون أن تحقق أهدافها».

وقال الإعيسر إن «هذه الرواية الكاذبة التي تسعى الإدارة الأميركية إلى تسويقها دولياً، ليست سوى محاولة جديدة لتضليل الرأي العام، وتوفير غطاء سياسي لجهات فقدت شرعيتها وتورطت في ارتكاب جرائم ضد الشعب السوداني».

وأضاف: «سبق أن سعت الإدارة الأميركية السابقة إلى فرض الاتفاق الإطاري على الشعب السوداني بطريقة تضمن بقاء الميليشيات ضمن مشهد انتقالي مصطنع، متجاهلة تطلعات الشعب في بناء دولة مدنية عادلة تقوم على القانون والحرية والسيادة الوطنية عبر انتخابات حرة وشفافة».

واختتم بالقول: «على الحكومة الأميركية أن تدرك أن حكومة السودان، المدعومة بإرادة شعبها، ماضية في طريقها حتى تحقيق الانتصار الكامل في معركة الكرامة، ولن تلتفت إلى أي محاولات تستهدف عرقلة تطلعات الشعب السوداني نحو حياة كريمة، وتحرير بلاده من الميليشيات وتدخلات دول العدوان».

وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أعلنت أمس (الخميس) أنها ستفرض عقوبات على السودان بعد أن ثبت لها استخدام أسلحة كيميائية في عام 2024 خلال الحرب الأهلية، في انتهاك للمعاهدات الدولية، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

وقالت وزارة الخارجية الأميركية أمس إن العقوبات ستدخل حيز التنفيذ الشهر المقبل، وتشمل قيوداً على الصادرات إلى السودان، وعلى الوصول إلى خطوط الائتمان الحكومية الأميركية.

قوات للجيش السوداني في الخرطوم (أ.ب)

ووفقاً للأمم المتحدة، أودت حرب متواصلة بين الجيش السوداني وميليشيا «قوات الدعم السريع» منذ شهر أبريل (نيسان) 2023 بحياة أكثر من 24 ألف شخص، ودفعت أكثر من 14 مليون شخص - نحو 30 في المائة من السكان - إلى النزوح داخل السودان وإلى دول مجاورة، إضافة إلى كارثة إنسانية جراء نقص المواد الغذائية والأدوية.