مصر لتفادي أزمة الكهرباء بالتوسع في مشروعات «الطاقة المتجددة»

رئيس الوزراء يزور «محطة رياح رأس غارب»

مدبولي خلال تفقده عدداً من مشروعات الطاقة المتجددة بمدينة رأس غارب (مجلس الوزراء المصري)
مدبولي خلال تفقده عدداً من مشروعات الطاقة المتجددة بمدينة رأس غارب (مجلس الوزراء المصري)
TT

مصر لتفادي أزمة الكهرباء بالتوسع في مشروعات «الطاقة المتجددة»

مدبولي خلال تفقده عدداً من مشروعات الطاقة المتجددة بمدينة رأس غارب (مجلس الوزراء المصري)
مدبولي خلال تفقده عدداً من مشروعات الطاقة المتجددة بمدينة رأس غارب (مجلس الوزراء المصري)

تتوسَّع مصر في مشروعات «الطاقة المتجددة»؛ لتفادي أزمة انقطاع الكهرباء. وتحدَّث رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، عن جهود حكومته لضمان استدامة توافر الطاقة اللازمة للاستهلاك المحلي، في إطار تعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة؛ لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وجذب الاستثمارات الجديدة، وضمان استقرار وجودة التغذية الكهربائية للمشروعات كافة، وتعزيز قدرة الشبكة الكهربائية.

وأكد مدبولي، خلال تفقده عدداً من مشروعات الطاقة المتجددة بمدينة رأس غارب في محافظة البحر الأحمر (جنوب شرقي البلاد)، الثلاثاء، أن هناك توجيهاً رئاسياً بضرورة التحديث المستمر للخطة الشاملة لتحقيق أمن الطاقة، وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف العام الماضي؛ حين طبَّقت خطة لـ«تخفيف استهلاك الكهرباء» بقطع التيار ساعتين يومياً على الأقل في معظم المحافظات، وذلك بسبب «نقص الوقود»، وقرَّرت الحكومة، في يوليو (تموز) الماضي، وقف خطة «تخفيف الأحمال» بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية.

وحرص مدبولي، الثلاثاء، على تفقد مشروع «مزرعة توليد الكهرباء من طاقة الرياح» بقدرة 650 ميغاواط. والمشروع يقع على بعد 40 كيلومتراً شمال غربي رأس غارب، ويمتد على مساحة 70 كيلومتراً مربعاً تقريباً، وهو جزء من خطة الحكومة المصرية من خلال الاستفادة من مورد الرياح الممتاز في خليج السويس، وسيكون مكوناً أساسياً من خطة الدولة لتوليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، بحسب مجلس الوزراء المصري.

مصر تستهدف الوصول بنسبة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة إلى أكثر من 42 % في 2030 (مجلس الوزراء المصري)

وأكد مدبولي «ضرورة الاتجاه نحو الاعتماد على المكون المحلي في مراحل ومكونات المشروع جميعها، ليس فقط في هذا المشروع، بل في مشروعات الطاقة جميعها، المولَّدة من طاقة الرياح على مستوى ربوع البلاد، وتقليل الاستيراد من الخارج».

واطَّلع على بعض التحديات التي تواجه المشروع، من مسؤولي الشركات المُنفِّذة، موضحاً أنه سيتم التنسيق مع الوزارات والجهات المعنية؛ لتذليل العقبات جميعها، التي تواجه التنفيذ؛ لضمان سرعة تشغيل المحطة، ودخولها حيز التشغيل بشكل كامل.

وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، أشار من جهته إلى الاهتمام الكبير الذي يوليه قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة لزيادة الاعتماد على الطاقات المتجددة، وخفض انبعاثات الكربون، وتنويع مصادر الطاقة، لافتاً إلى استراتيجية الطاقة التي تهدف إلى زيادة مساهمة نسبة الطاقات المتجددة في مزيج الطاقة الكهربائية، وخطة حُسن إدارة وتعظيم العوائد من ثروات مصر الطبيعية، خصوصاً مصادر توليد الطاقة الجديدة والمتجددة. وأضاف: «نستهدف الوصول بنسبة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة إلى أكثر من 42 في المائة بحلول عام 2030، و65 في المائة بحلول 2040»، لافتاً إلى «استمرار دعم وتشجيع القطاع الخاص، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لزيادة مشارَكته في مختلف المشروعات، والقيام بدوره الريادي في مشروعات الطاقة المتجددة بوصفه شريك نجاح».

مصطفى مدبولي أكد ضرورة الاعتماد على المكون المحلي في مشروعات الطاقة جميعها (مجلس الوزراء المصري)

وأكد وزير الكهرباء المصري أن وزارته تعمل على فتح المجال أمامه، وتقديم مختلف أوجه الدعم اللازم لزيادة الاستثمارات الخاصة، المحلية والأجنبية، في مشروعات الطاقة النظيفة، والتوسُّع في برامج التصنيع المحلي لمهمات طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وتوطين التكنولوجيا الخاصة بها، في ظل توافر المواد الخام، وغيرها من المستلزمات اللازمة لهذه الصناعة، مشيراً إلى التزام «جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك» بقانون الكهرباء، الذي يهدف إلى تحرير سوق الكهرباء، وخلق بيئة تنافسية بين جميع أطراف مرفق الكهرباء، بمَن في ذلك المنتجون والمستهلكون والموزعون.

وتعهّدت الحكومة المصرية، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعدم اللجوء إلى «تخفيف أحمال الكهرباء»، خلال الصيف المقبل. وقالت إنها «وفّرت الوقود الكافي لتشغيل المحطات».

مصر طبَّقت خطة لـ«تخفيف استهلاك الكهرباء» خلال الصيف الماضي (مجلس الوزراء المصري)

كما تفقد رئيس الوزراء المصري، الثلاثاء، «محطة أمونت لطاقة الرياح» لمتابعة معدلات تنفيذها. وتقوم شركة «إيميا باور» الإماراتية بتنفيذ المحطة بالشراكة مع شركة «سوموتومو كوربوريشن» اليابانية بقدرة 500 ميغاواط.

وبحسب وزير الكهرباء المصري، فإن هناك تنسيقاً دائماً بين مختلف الجهات الداعمة لخطة قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة، واستراتيجية العمل للتحول الطاقي، موضحاً أنه يتم العمل على الإسراع في الخطوات التنفيذية للمشروعات الجاري تنفيذها في الفترة الحالية لزيادة القدرات المضافة من الطاقات المتجددة على الشبكة القومية للكهرباء.

وقال إن القطاع الخاص يعد شريكاً رئيسياً في مشروعات الطاقة المتجددة، وإن وزارته تعمل على فتح المجال أمامه، كما أن هناك نماذج ناجحة في هذا المجال، من بينها التعاون مع مجموعة «النويس» الإماراتية، الذي يعكس الشراكات الاستراتيجية بين الحكومة والقطاع الخاص، مضيفاً أن «هناك خطة عاجلة لتحسين جودة واستقرار التغذية الكهربائية، والاعتماد على الطاقات المتجددة، وخفض انبعاثات الكربون، وتنويع مصادر الطاقة، وخفض استهلاك الوقود التقليدي، وذلك في إطار رؤية التنمية المستدامة للجمهورية الجديدة».


مقالات ذات صلة

«أبطال أفريقيا»: الأهلي وبيراميدز لنهائي مصري خالص للمرة الثانية

رياضة عربية لاعبو الأهلي أمام إنجاز جديد (الأهلي المصري)

«أبطال أفريقيا»: الأهلي وبيراميدز لنهائي مصري خالص للمرة الثانية

يقف قطبا جنوب أفريقيا ماميلودي صنداونز وأورلاندو بايرتس حاجزاً أمام نهائي مصري ثانٍ بعد عام 2020، حيث يحلان على الأهلي وبيراميدز توالياً في إياب نصف النهائي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي أحد فروع محلات «بلبن» عقب إغلاقها (صفحة الشركة - فيسبوك)

مصريون يلتمسون «تدخلاً رئاسياً» لحل مشاكلهم

حفز تدخل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أزمة سلسلة محال «بلبن»، التي أثارت ضجة كبيرة، قطاعات واسعة من المصريين لإرسال استغاثات مماثلة لاستغاثة «بلبن».

رحاب عليوة (القاهرة)
شمال افريقيا زيارة السيسي الثانية لجيبوتي (الرئاسة المصرية)

تنسيق مصري - جيبوتي لضمان حرية الملاحة بالبحر الأحمر

شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الجيبوتي إسماعيل عمر غيله على «رفض أي ممارسات تؤثر على حرية الملاحة البحرية».

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا مشاركون في تدريب عسكري مصري - روسي شمل عدة قطاعات (وزارة الدفاع المصرية)

هل يحمل التعاون العسكري المصري مع الصين وروسيا رسائل لإسرائيل؟

قال مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن التدريبات مخطط لها سلفاً بشكل سنوي دوري، وليست لتهديد أحد؛ لكنها رسالة «لمن يهمه الأمر».

هشام المياني (القاهرة )
يوميات الشرق كريم عبد العزيز وإياد نصار بأحد مشاهد فيلم «المشروع x» (الشركة المنتجة)

مصر: 4 أفلام تحجز مواقعها مبكراً في سباق موسم «الصيف»

أعلنت شركات إنتاج مصرية عن مواعيد طرح أحدث أفلامها في موسم عيد الأضحى والصيف، ومن أبرزها فيلم «المشروع x» للنجم كريم عبد العزيز.

انتصار دردير (القاهرة )

«العفو الدولية» تندد بتوقيفات «تعسفية» وتتبعات «جائرة» في الجزائر

سلطات الجزائر أوقفت عدداً كبيراً من المعارضين وحكمت على ما لا يقل عن 23 ناشطاً وصحافياً (متداولة)
سلطات الجزائر أوقفت عدداً كبيراً من المعارضين وحكمت على ما لا يقل عن 23 ناشطاً وصحافياً (متداولة)
TT

«العفو الدولية» تندد بتوقيفات «تعسفية» وتتبعات «جائرة» في الجزائر

سلطات الجزائر أوقفت عدداً كبيراً من المعارضين وحكمت على ما لا يقل عن 23 ناشطاً وصحافياً (متداولة)
سلطات الجزائر أوقفت عدداً كبيراً من المعارضين وحكمت على ما لا يقل عن 23 ناشطاً وصحافياً (متداولة)

ندّدت منظمة العفو الدولية، اليوم (الخميس)، بـ«تصعيد القمع» خلال الأشهر الخمسة الماضية في الجزائر؛ خصوصاً ضد حركة احتجاجية على الإنترنت، وتحدثت عن «اعتقالات تعسفية» وتتبعات قانونية «جائرة»، بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأوقفت السلطات الجزائرية عدداً كبيراً من المعارضين، وحكمت على ما لا يقل عن 23 ناشطاً وصحافياً، خاصّة على خلفية دعمهم لحملة «مانيش راضي» (لست راضياً) الاحتجاجية على الإنترنت، وهي حركة أُطلقت في ديسمبر (كانون الأول) 2024 للتنديد بالقيود المفروضة على حقوق الإنسان، والظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، بحسب بيان للمنظمة غير الحكومية.

وتقول منظمة العفو الدولية إن هؤلاء الأشخاص أوقفوا «لمجرد ممارستهم حقوقهم بطريقة سلميّة». من جهتها، قالت مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، هبة مرايف، في البيان: «ينذر نهج قمع النشاط على الإنترنت، الذي تتبعه السلطات الجزائرية، بالخطر ويجب تغييره. لا شيء يمكن أن يبرر احتجاز الأشخاص، وسجنهم لمجرد إعرابهم عن عدم رضاهم عن الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية».

وتزامنت هذه الحملة مع اقتراب الذكرى السادسة للحراك الاحتجاجي في فبراير (شباط) 2025، حسب المنظمة غير الحكومية، التي ندّدت خصوصاً بالإجراءات السريعة، التي لم تمنح العديد من هؤلاء الأشخاص «وقتاً كافياً للدفاع الملائم».

وأشارت مثلاً إلى الحكم الذي صدر في مارس (آذار) الماضي على الناشطين صهيب دباغي ومهدي بعزيزي بالسجن لمدة 18 شهراً على خلفية حملة «مانيش راضي» التي أطلقاها.

وأُدين دباغي بتهم، من بينها «نشر معلومات من شأنها الإضرار بالأمن القومي أو النظام العام»، بحسب منظمة العفو الدولية، التي دعت السلطات إلى «الإفراج فوراً عن جميع المحتجزين لمجرّد ممارستهم حقهم في حرية التعبير سلمياً».