دعوات إلى سكان الفاشر لمغادرتها بعد احتدام المعارك ونقص الغذاء

الهادي إدريس لـ«الشرق الأوسط»: وجهنا قواتنا بتأمين المسارات الآمنة للمدنيين وقوافل المساعدات

الهادي إدريس عضو مجلس السيادة السوداني السابق (الشرق الأوسط)
الهادي إدريس عضو مجلس السيادة السوداني السابق (الشرق الأوسط)
TT

دعوات إلى سكان الفاشر لمغادرتها بعد احتدام المعارك ونقص الغذاء

الهادي إدريس عضو مجلس السيادة السوداني السابق (الشرق الأوسط)
الهادي إدريس عضو مجلس السيادة السوداني السابق (الشرق الأوسط)

أعلنت «القوة المحايدة» المختصة بحماية المدنيين في دارفور، السبت، أنها تنسق مع «قوات الدعم السريع» لفتح ممرات آمنة لإجلاء المدنيين من مدينة الفاشر ومعسكر زمزم في شمال دارفور غرب السودان، بسبب تصاعد العمليات العسكرية والتردي الكبير في الأوضاع الإنسانية.

وتضم القوة المحايدة فصائل مسلحة منضوية في التحالف السوداني التأسيسي «تأسيس» مع «الدعم السريع»، وتضم الحركة الشعبية لتحرير السودان، بقيادة عبد العزيز آدم الحلو، وحركة تحرير السودان - المجلس الانتقالي بقيادة الهادي إدريس، وتجمع قوى تحرير السودان بزعامة الطاهر حجر. وناشدت هذه المجموعة في بيان المواطنين الالتزام بالتوجيهات لضمان سلامتهم في الخروج الآمن إلى القرى التي تقع تحت سيطرتها في ولاية شمال دارفور.

من جانبها، ناشدت حركة جيش تحرير السودان - المجلس الانتقالي، جميع السكان داخل الفاشر ومعسكري أبو شوك وزمزم المجاورين لها، لمغادرة مناطق الاشتباك في المدينة والتوجه إلى مناطق سيطرتها في محلية كورما والمحليات الآمنة الأخرى في الولاية. وقالت إن هذه المناشدة جاءت نظراً لتصاعد العمليات العسكرية في مدينة الفاشر، وتدهور الأوضاع الإنسانية، وحفاظاً على أرواح المدنيين العزل.

الفاشر على صفيح ساخن

وقال عضو مجلس السيادة السابق، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن الفاشر تعيش على سطح صفيح ساخن، و«موعودة بتصعيد عسكري عنيف... لذا أناشد المواطنين بمغادرة أماكن الاشتباك»، وأضاف إدريس قائد حركة جيش تحرير السودان - المجلس الانتقالي: «وجهنا قواتنا بتأمين المسارات الآمنة للمدنيين وتأمين قوافل المساعدات الإنسانية». وناشد المنظمات الإنسانية بضرورة توفير المساعدات الإنسانية العاجلة في المناطق الآمنة، مؤكداً أن الحركة على الاستعداد التام للتنسيق والتعاون معها.

صورة من الدمار الذي خلّفه القتال في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أ.ف.ب)

وأشارت الحركة في بيان ليل الجمعة - السبت، إلى أن قوات الحركة بالتعاون مع القوات في «تحالف تأسيس» جاهزة لتوفير الحماية الكاملة وفتح الممرات الآمنة خاصة في الفاشر وكورما.

ووفقاً لتنسيقية لجان مقاومة الفاشر، فإن مدينة الفاشر التي تحتضن أكثر من 800 ألف، بينهم أكثر من 120 ألف نزحوا إليها منذ اندلاع القتال في دارفور، في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والدواء. وذكرت وكالات الإغاثة العاملة في المنطقة أن أكثر من 70 في المائة من سكان الفاشر، في حاجة للمساعدات. وخلال الأشهر الثلاثة الماضية سجلت حالات وفيات بسبب الجوع والعطش ونقص الرعاية الصحية.

وتحاصر «قوات الدعم السريع» منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وسط قتال عنيف مع الجيش السوداني والقوة المشتركة المساندة له من حركات الكفاح المسلح.

الجيش: المدينة آمنة

وحسب بيانات لوكالات الإغاثة فإن الوضع الإنساني المتردي في المدينة والمخيمات حولها، دفع المئات من السكان إلى الفرار إلى مناطق آمنة في الإقليم. وأفادت مصادر محلية بأن «قوات الدعم السريع» جددت، السبت، القصف العنيف على معسكر زمزم الذي يبعد نحو 15 كيلومتراً عن الفاشر.

من جهتها، قال بيان للفرقة السادسة مشاة التابع للجيش السوداني في الفاشر، إن «قوات الدعم السريع تروج هذه الأيام لإشاعات حول هجوم وشيك على المدينة، مدعية أنها تطوق الفاشر من عدة اتجاهات»، وقالت: «هذه أكاذيب هدفها بث الذعر والتشريد». وأهابت بجميع السكان «عدم الالتفات لتلك الرسائل المضللة، والتبليغ الفوري عن أي تحركات مشبوهة أو شخصيات غريبة».

وأكدت أن المدينة تشهد استقراراً نسبياً وأن الوضع الأمني تحت السيطرة الكاملة، وأن القوات صامدة وتعمل في تنسيق تام لحماية المدينة وأهلها.

وأوضح البيان أن «الجيش والقوة المشتركة وبقية المقاتلين يجرون عمليات تمشيط مكثفة داخل الأحياء السكنية، بهدف منع تسلل العناصر التخريبية والحفاظ على أمن وممتلكات المواطنين».

واستقبلت محليات في شمال دارفور خلال الأيام الماضية المئات من الأسر الفارة من الفاشر ومعسكر زمزم بسبب الجوع، وتواجه أوضاعاً قاسية هناك وتعيش بلا مأوى في العراء.


مقالات ذات صلة

واشنطن تتّهم الحكومة السودانية باستخدام أسلحة كيميائية... وتفرض عليها عقوبات

شمال افريقيا معارك بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني (أ.ف.ب)

واشنطن تتّهم الحكومة السودانية باستخدام أسلحة كيميائية... وتفرض عليها عقوبات

أعلنت الولايات المتحدة الخميس أنها توصلت إلى خلاصة مفادها أن الجيش السوداني استخدم أسلحة كيميائية في الحرب الأهلية المتواصلة في هذا البلد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا كمال إدريس (أرشيفية متداولة)

هل يفلح إدريس التكنوقراطي المخضرم في إعادة السودان إلى الحضن الأفريقي؟

تبذل الحكومة السودانية التي تتخذ من بورتسودان عاصمة مؤقتة جهوداً حثيثة لاستعادة عضويتها المجمَّدة في الاتحاد الأفريقي واستعادة شرعيتها الإقليمية.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا مقتل عدد من السودانيين بالصحراء الليبية جنوب الكفرة أغسطس الماضي (جهاز الإسعاف والطوارئ الليبي)

وفاة 11 سودانياً في صحراء الكفرة الليبية بسبب العطش

وسط الصحراء الشاسعة بين ليبيا والسودان، لقي كثير من الفارّين من الحرب بالدولة المجاورة مصيراً غامضاً، بينما مات آخرون في حوادث متفرقة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك (موقع «صمود» على «فيسبوك»)

حمدوك يُحذر من تفكك السودان مع استمرار الحرب وتحولاتها

قطع رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، باستحالة الوصول إلى حلول عسكرية للحرب في السودان، محذراً من تفكك البلاد، وكشف عن نيته إنشاء مركز وطني لمحاربة الكراهية.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا كمال إدريس المرشح الرئاسي السابق في 12 أبريل 2010 (أ.ف.ب) play-circle 01:36

ردود متباينة على تعيين إدريس رئيساً لوزراء السودان

أثار قرار تعيين المرشح الرئاسي السابق، كامل إدريس، رئيساً للوزراء في السودان ردود فعل واسعة، بين مؤيد ورافض.

أحمد يونس (كمبالا)

واشنطن تتّهم الحكومة السودانية باستخدام أسلحة كيميائية... وتفرض عليها عقوبات

معارك بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني (أ.ف.ب)
معارك بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني (أ.ف.ب)
TT

واشنطن تتّهم الحكومة السودانية باستخدام أسلحة كيميائية... وتفرض عليها عقوبات

معارك بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني (أ.ف.ب)
معارك بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني (أ.ف.ب)

أعلنت الولايات المتحدة الخميس أنها توصلت إلى خلاصة مفادها أن الجيش السوداني استخدم أسلحة كيميائية في الحرب الأهلية المتواصلة في هذا البلد.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنها تفرض عقوبات على خلفية استخدام هذه الأسلحة الكيميائية، موضحة أن هذا الأمر حصل العام الماضي.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة تامي بروس في بيان أن العقوبات ستتضمن قيوداً على الصادرات الأميركية وخطوط الائتمان الحكومية الأميركية، وستدخل حيز التنفيذ في السادس من يونيو (حزيران) تقريبا بعد إخطار الكونغرس.
وأضافت بروس «الولايات المتحدة تدعو حكومة السودان إلى وقف استخدام الأسلحة الكيماوية والوفاء بالتزاماتها بموجب معاهدة الأسلحة الكيميائية» التي تحظر استخدام مثل هذه الأسلحة.
ولم ترد وزارة الخارجية السودانية بعد على طلب التعليق.
اندلعت الحرب في السودان في أبريل (نيسان) 2023 نتيجة صراع على السلطة بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، مما أدى إلى نزوح جماعي ومجاعة وقتل بدوافع عرقية.
وفرضت واشنطن في يناير (كانون الثاني) عقوبات على قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، متهمة إياه بالسعي لإنهاء الصراع عن طريق الحرب وليس عبر المفاوضات.

كما قررت الولايات المتحدة أن أعضاء قوات «الدعم السريع» والميليشيات المتحالفة معها ارتكبوا إبادة جماعية وفرضت عقوبات على بعض قيادات القوة.