مسؤول مصري يزور أهالي رفح الجديدة للرد على «ادعاءات التهجير»

مؤتمر جماهيري لنائب محافظ شمال سيناء مع المواطنين في مدينة رفح الجديدة (محافظة شمال سيناء)
مؤتمر جماهيري لنائب محافظ شمال سيناء مع المواطنين في مدينة رفح الجديدة (محافظة شمال سيناء)
TT
20

مسؤول مصري يزور أهالي رفح الجديدة للرد على «ادعاءات التهجير»

مؤتمر جماهيري لنائب محافظ شمال سيناء مع المواطنين في مدينة رفح الجديدة (محافظة شمال سيناء)
مؤتمر جماهيري لنائب محافظ شمال سيناء مع المواطنين في مدينة رفح الجديدة (محافظة شمال سيناء)

في وقت تحدثت فيه تقارير صحافية عن سعي حكومة إسرائيل برئاسة بنيامين نتنياهو لتنفيذ مخطط «تهجير الفلسطينيين» من غزة بعد «نقض اتفاق الهدنة وتكثيف العمليات العسكرية»، طلت من جديد «الإشاعات» تفيد بأن مصر جهزت مدينة رفح الجديدة بجوار القطاع لاستقبال الفلسطينيين، لكن السلطات المصرية كلفت مسؤولاً بارزاً، الجمعة، بزيارة المدينة، وإظهار تسكين المصريين بها كرد عملي على تلك «الإشاعات».

وتتوجه الأنظار إلى مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، إذ نزح العديد من السكان، بعدما أصدر الجيش الإسرائيلي إنذار إخلاء، فيما كثّف عملياته العسكرية في المنطقة، وتحدثت سيناريوهات عن أن الخطوة التالية هي دفع السكان إلى الحدود المصرية ودفعهم لعبورها والانتقال لسيناء، حيث يمكن السماح لهم بسكن مدينة رفح الجديدة في مصر.

لكن محافظ شمال سيناء، اللواء خالد مجاور، قال، الجمعة، عبر منصة «إكس»: «أقول لمن يدّعي أن مدينة رفح الجديدة لم تعمل وخُصصت لـ(التهجير)، إنني أبلغت نائبي بأداء صلاة الجمعة في المدينة، والمرور على المواطنين في منازلهم وتوثيق الحدث، لنبرهن أن ما يُقال مجرد ادعاءات مغرضة ولا أساس لها من الصحة».

وأوضح أن الدولة المصرية تسعى جاهدة لتوفير بيئة آمنة ومستقرة لأهالي شمال سيناء، مؤكداً أن «مدينة رفح الجديدة هي جزء من المشروعات القومية التي تهدف إلى إعادة الإعمار، وتوفير سكن كريم للمواطنين المتضررين من الأحداث التي شهدتها المنطقة في السنوات الماضية».

زيارة نائب محافظ شمال سيناء لمدينة رفح الجديدة (محافظة شمال سيناء)
زيارة نائب محافظ شمال سيناء لمدينة رفح الجديدة (محافظة شمال سيناء)

وأشار مجاور إلى أن المحافظة تواصل العمل على تطوير مرافق المدينة، بما في ذلك المدارس والمراكز الصحية والخدمات الأساسية، لضمان توفير أفضل الظروف المعيشية للمواطنين. وشدد على أن «ما يُثار حول نيات (التهجير)، أو نقص الخدمات، هو محاولات لتشويه جهود الدولة في تنمية سيناء»، مؤكداً أن «مدينة رفح الجديدة مفتوحة لأهلها وتحقق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة».

عقب ذلك أصدرت محافظة شمال سيناء بياناً مدعوماً بالصور، جاء فيه أنه «تنفيذاً لتوجيهات محافظ شمال سيناء، قام نائب المحافظ، اللواء عاصم سعدون، بزيارة إلى مدينة رفح الجديدة، واستهل الزيارة بأداء صلاة الجمعة مع المواطنين في المسجد الكبير، وعقد مؤتمراً جماهيرياً مع المواطنين للتعرف على الاحتياجات والمطالب في شتى القطاعات، بجانب المرور على الخدمات بالمدينة».

وأضاف البيان أنه «تم طرح مدينة رفح على المواطنين من أبناء رفح، بما يؤكد دحر الشائعات التي يرددها البعض بأن مدينة رفح تم إنشاؤها لتهجير الفلسطينيين»، وأوضح أن «موقف مصر ثابت منذ اللحظة الأولى بأنه لا تهجير للفلسطينيين».

جانب من المساكن الحديثة في مدينة رفح الجديدة (محافظة شمال سيناء)
جانب من المساكن الحديثة في مدينة رفح الجديدة (محافظة شمال سيناء)

وكانت السلطات المصرية قد أخلتْ مدينة رفح الحدودية مع غزة منذ عدة سنوات من أجل تنفيذ خطة لبناء مدينة جديدة وإعادة إعمار المنطقة والقضاء على الأنفاق التي كانت تتذرع إسرائيل بأنه يتم تمرير السلاح منها لقطاع غزة. وخلال هذه السنوات أثيرت أكثر من مرة فكرة أنه سيتم تخصيص المدينة بعد الانتهاء منها لاستقبال أهالي غزة مقابل أموال تحصل عليها مصر، وهو ما نفته القاهرة مراراً، وأكدت على موقفها الثابت برفض التهجير وعدم التفريط في أي شبر من أرضها.

وقال عضو مجلس النواب المصري (الغرفة الأولى للبرلمان)، مصطفى بكري، لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الدعاية الرخيصة ضد مصر تتجدد بين الحين الآخر، وهدفها التشكيك في الدور المصري، خصوصاً في هذه الظروف الحساسة التي تعارض فيها القاهرة بشدة المخطط الإسرائيلي - الأميركي للتهجير».

وأوضح أن «هذه الدعاية والشائعات تقف وراءها جماعة الإخوان (وتصنفها السلطات المصرية «إرهابية») وتدعمها إسرائيل، من أجل إضعاف الدور المصري في القضية الفلسطينية». وأضاف: «حسناً فعل محافظ شمال سيناء ونائبه بتلك الزيارة الميدانية التي أظهرت أن مدينة رفح الجديدة يسكنها أهلها بعد تطويرها، وليست فارغة ومحجوزة لغير المصريين كما تزعم الشائعات».

مسجد رفح الجديدة (محافظة شمال سيناء)
مسجد رفح الجديدة (محافظة شمال سيناء)

فيما أكد عضو مجلس الشيوخ المصري (الغرفة الثانية للبرلمان)، فايز أبو حرب، أن «السلطات المصرية عملت على تسكين المرحلة الأولى من مدينة رفح الجديدة، حيث تسلم عدد من أهالي المدينة القديمة مساكنهم بالفعل ويعيشون فيها وتعمل السلطات على تسكين بقية المدينة على مراحل».

وأبو حرب، وهو أمين «القبائل العربية والسيناوية» بحزب «الجبهة الوطنية» في مصر، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «خطة الدولة المصرية تنفيذ مجتمعات تنموية وحضرية في منطقة رفح وسيناء عموماً، حيث بجانب المساكن على الطراز الحديث، تم تنفيذ بيوت على الطراز البدوي مراعاة لثقافة أهل سيناء»، لافتاً إلى أن «الواقع الذي أظهرته زيارة نائب المحافظ للمدينة أبلغ رد على شائعات التهجير».


مقالات ذات صلة

المشرق العربي قوات إسرائيلية تنفذ عملية مداهمة بقرية مسلية قرب مدينة جنين بالضفة الغربية (إ.ب.أ) play-circle

الجيش الإسرائيلي يقتل شابين فلسطينيين في الضفة الغربية

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله أن الجيش الإسرائيلي قتل فلسطينيَين، الأربعاء، قرب مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة.

«الشرق الأوسط» (رام الله )
العالم العربي ارتفاع عدد القتلى جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 51025 منذ السابع من أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)

«صحة غزة» تعلن ارتفاع عدد قتلى الحرب الإسرائيلية إلى 51025 منذ أكتوبر 2023

أعلنت وزارة الصحة بغزة، اليوم الأربعاء، ارتفاع عدد القتلى، جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع، إلى 51025 منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي طفلة من أبناء عائلة صلاح جندية التي قتلت في الغارات الإسرائيلية play-circle

فلسطيني يُجبر على ترك عائلته محاصرة تحت الأنقاض بعد غارات إسرائيلية

أُجبر رجل فلسطيني على ترك أحبائه المحاصرين تحت الأنقاض بعد تحذيرات من جيش الدفاع الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون يسيرون وسط الأنقاض في حي النصر غرب مدينة غزة (أ.ف.ب) play-circle

«أطباء بلا حدود»: قطاع غزة أصبح «مقبرة جماعية للفلسطينيين وللذين يساعدونهم»

رأت منظمة «أطباء بلا حدود» غير الحكومية أن قطاع غزة أصبح «مقبرة جماعية للفلسطينيين وللذين يهبون لمساعدتهم»، جراء العمليات العسكرية ومنع إسرائيل دخول المساعدات.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

مصر تتطلع لمشاركة الاتحاد الأوروبي في مؤتمر إعمار غزة

نساء وأطفال غزيون نازحون يركبون على ظهر سيارة مع أمتعتهم خلال عبورهم ممر نتساريم في وقت سابق (أ.ف.ب)
نساء وأطفال غزيون نازحون يركبون على ظهر سيارة مع أمتعتهم خلال عبورهم ممر نتساريم في وقت سابق (أ.ف.ب)
TT
20

مصر تتطلع لمشاركة الاتحاد الأوروبي في مؤتمر إعمار غزة

نساء وأطفال غزيون نازحون يركبون على ظهر سيارة مع أمتعتهم خلال عبورهم ممر نتساريم في وقت سابق (أ.ف.ب)
نساء وأطفال غزيون نازحون يركبون على ظهر سيارة مع أمتعتهم خلال عبورهم ممر نتساريم في وقت سابق (أ.ف.ب)

أعربت مصر عن تطلعها لمواصلة الاتحاد الأوروبي دعمه للسلطة الفلسطينية، والمشاركة بشكل فعال وبنَّاء في مؤتمر التعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة، المقرر أن تستضيفه مصر بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية.

ورحبت القاهرة، في بيان لوزارة الخارجية، الأربعاء، بإعلان المفوضية الأوروبية في 14 أبريل (نيسان) الجاري، البرنامج المالي متعدد السنوات للتعافي الفلسطيني، الذي يقدَّر بـ1.6 مليار يورو، والذي يعكس دعم الاتحاد الأوروبي للسلطة الفلسطينية وتمكين مؤسساتها، ويسهم في تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني وتلبية احتياجاته المشروعة في قطاع غزة والضفة الغربية.

ولمواجهة دعوات «تهجير الفلسطينيين» من أرضهم، أقرت «القمة العربية»، الشهر الماضي، في القاهرة مقترحاً مصرياً يستهدف العمل على «التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، وفق مراحل محددة، في فترة زمنية 5 سنوات، وبتكلفة تقديرية تبلغ 53 مليار دولار». ومقترح «تهجير الفلسطينيين» من غزة دعا إليه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ومسؤولون إسرائيليون، وواجه رفضاً عربياً وإسلامياً واسعاً.

ودعت القاهرة إلى مؤتمر دولي لدعم إعادة الإعمار في غزة، بالتنسيق مع الأمم المتحدة. وأشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال زيارته لمصر، الشهر الجاري، إلى أن «المؤتمر سيُعقد بمجرد وقف الأعمال العدائية في القطاع».

ووفق إفادة لـ«مجلس الوزراء المصري»، الأربعاء، أكدت القاهرة أن موقف الاتحاد الأوروبي يجسد تفهماً لضرورة دعم الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الحرجة من تاريخه النضالي، والعمل على إيجاد تسوية عادلة ودائمة للقضية الفلسطينية تستند إلى حل الدولتين.

كما رحبت مصر أيضاً بالمبلغ الذي جرى تخصيصه لدعم اللاجئين الفلسطينيين عبر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (أونروا)، (82 مليون يورو)، خصوصاً أن دور الوكالة لا يمكن الاستبدال به أو الاستغناء عنه في تقديم الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين.