انهيار بناية في الإسكندرية يجدد الجدل حول «إهمال المحليات»

الحادث خلّف 4 ضحايا

حي الجمرك يضم العديد من البنايات الآيلة للسقوط (محافظة الإسكندرية)
حي الجمرك يضم العديد من البنايات الآيلة للسقوط (محافظة الإسكندرية)
TT
20

انهيار بناية في الإسكندرية يجدد الجدل حول «إهمال المحليات»

حي الجمرك يضم العديد من البنايات الآيلة للسقوط (محافظة الإسكندرية)
حي الجمرك يضم العديد من البنايات الآيلة للسقوط (محافظة الإسكندرية)

جدد حادث انهيار بناية في الإسكندرية، الخميس، الجدل حول «إهمال المحليات»، بعدما أدى إلى وفاة أم وأبنائها الثلاثة، فيما أصيب زوجها.

وقررت النيابة العامة تشكيل لجنة هندسية لمعاينة العقار والتحفظ على ملفه واستدعاء مسؤولي الحي لسؤالهم حول الواقعة.

والعقار المنهار في منطقة «الجمرك» مكون من 3 طوابق تسكنه عائلة واحدة، وهو مبنى قديم صدر له قرار بالإزالة قبل عام بحسب تصريحات مسؤولين بالمحافظة لوسائل إعلام محلية، الخميس.

وتتكرر حوادث انهيار العقارات في الإسكندرية بين الحين والآخر لأسباب متباينة كان من بينها، عقار في الحي نفسه، تسبب في وفاة 3 أشخاص وإصابة 3 آخرين نهاية العام الماضي، فيما قتل 3 أشقاء في حادث انهيار مماثل لمنزلهم قبل نحو 6 أشهر.

وأكد محافظ الإسكندرية الأسبق، رضا فرحات لـ«الشرق الأوسط» أن «غالبية المباني المهددة بالانهيار في الإسكندرية، تتركز في أحيائها التاريخية القديمة على غرار العقار المنهار»، مشيراً إلى أن المباني القديمة تخضع لقانون «الإيجار القديم»، ومع محدودية المبالغ التي يتم سدادها للمُلاك، وعدم دفع المستأجرين مصروفات صيانة العقار، جميعها أمور تساهم في زيادة مخاطر الانهيار.

جانب من إزالة أدوار مخالفة لبنايات في الإسكندرية (محافظة الإسكندرية)
جانب من إزالة أدوار مخالفة لبنايات في الإسكندرية (محافظة الإسكندرية)

وأضاف فرحات أن العوامل المناخية من الأمور التي تجعل هناك ضرورة لانتظام أعمال الصيانة، الأمر الذي لا يجري الالتزام به عادة، مشيراً إلى أن الأحياء ترصد المخالفات؛ لكن «تنفيذ قرار إخلاء بالقوة الجبرية لا يحدث إلا للمباني شديدة الخطورة مع توفير مساكن مؤقتة للعائلات التي لا يوجد لها مأوى».

وقال عضو مجلس النواب المصري (البرلمان) عن محافظة الإسكندرية، عبد الفتاح يحيى لـ«الشرق الأوسط» إن هناك مئات المباني الصادر بحقها قرار إزالة؛ لكن السكان يرفضون مغادرتها، ويفضلون البقاء فيها على مسؤوليتهم الشخصية من دون البحث عن مساكن بديلة، لافتاً إلى أن الأمر يحتاج لتكاتف بين الحكومة والمواطنين في «ظل عدم وجود إلزام على الدولة بتوفير وحدات بديلة للمواطنين عند هدم هذه المباني».

وأضاف، أنه حتى مع قيام الأحياء بدورها في رصد المنازل المعرضة للانهيار، تبقى مسؤولية إخلائها ومغادرة السكان «أمراً ليس بالسهل»، مشيراً إلى أن الدولة يمكن أن تساعد بنقلهم لمساكن مؤقتة حال توافرها، وهو أمر ليس متاحاً في كل الظروف.

عقار منهار في وقت سابق بالإسكندرية (محافظة الإسكندرية)
عقار منهار في وقت سابق بالإسكندرية (محافظة الإسكندرية)

ووفق بيانات التعداد الرسمي للمنشآت الصادر عن «الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء» عام 2017، فإن عدد العقارات الآيلة للسقوط التي لم يتم اتخاذ إجراءات بشأنها تجاوز 97 ألف عقار، فيما تضمنت الإحصائيات الرسمية الصادرة عن محافظة الإسكندرية في 2022، شكاوى الانهيارات الجزئية والكلية والسقوط بـ484 شكوى.

فرحات أشار إلى أن عوامل الرطوبة الجوية في الإسكندرية تساعد على تآكل الحديد، الأمر الذي يجعل المدينة تسجل انهيارات في الشرفات بين الحين والآخر، لافتاً إلى أن «غالبية المباني القديمة التي يزيد عمرها على 50 عاماً ولا تخضع لصيانات دورية تواجه مشاكل عدة».

وأوضح أن جزءاً من أسباب تكرار حوادث الانهيارات بالإسكندرية يرجع إلى «مخالفات البناء التي زادت بشكل كبير بعد عام 2011، وعدم الالتزام بالمواصفات البنائية؛ بل ولجوء بعض ملاك العقارات لتعلية أدوار إضافية لمبانٍ قديمة في ظل غياب الرقابة وقتها».

وبحسب يحيى، فإن «الإهمال الذي تراكم على مدار سنوات في المحليات دفع لتراكم المخالفات بشكل يصعب من التعامل معها»، مشيراً إلى أن «وجود مخالفات غير مرصودة حتى الآن بشكل دقيق، ما يجعل العمل على المشكلة أمراً شديد التعقيد».


مقالات ذات صلة

مصر تعلق الدراسة غداً نظراً لسوء الأحوال الجوية المتوقعة

العالم العربي الحكومة المصرية تعلق الدراسة غداً الأربعاء في جميع مدارس الجمهورية بسبب الطقس (إ.ب.أ)

مصر تعلق الدراسة غداً نظراً لسوء الأحوال الجوية المتوقعة

قررت الحكومة المصرية تعليق الدراسة غداً الأربعاء في جميع مدارس الجمهورية واتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لمواجهة تأثيرات سوء الأحوال الجوية المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا وزير التعليم المصري محمد عبد اللطيف يتابع سير العملية التعليمية بإحدى المدارس (أرشيفية - وزارة التربية والتعليم)

اتهامات بـ«اعتداء جنسي» على طفل داخل مدرسة تفجّر غضباً واسعاً بمصر

فَجَّر اتهام مسؤول بإحدى المدارس الخاصة في دمنهور، بشمال مصر، بـ«الاعتداء الجنسي» على طفل عمره 6 سنوات يدرس بالمدرسة حالة غضب واسعة.

رحاب عليوة (القاهرة)
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري يلتقي أمين مجلس التنسيق الأعلى السعودي - المصري (الخارجية المصرية)

مصر تؤكد أهمية التنسيق مع السعودية لمواجهة التحديات الإقليمية

أكدت مصر أهمية مواصلة التنسيق مع المملكة العربية السعودية لمواجهة التحديات الإقليمية دعماً لأمن المنطقة واستقرارها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية صلاح يحتفل مع جماهير ليفربول بصورة «سيلفي» (حساب محمد صلاح فيسبوك)

تفاعل مصري واسع مع احتفال صلاح خلال التتويج بـ«البريميرليغ»

في ليلة تاريخية، احتفل الدولي المصري، محمد صلاح، بتتويج فريقه ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم (البريميرليغ)، حاملاً علم مصر.

محمد عجم (القاهرة )
العالم العربي وزير التربية والتعليم المصري مع أحد طلاب الثانوية في أبريل 2025 (وزارة التربية والتعليم)

«استفتاء البكالوريا» يعيد الجدل حول الثانوية العامة في مصر

لطالما مثّلت الثانوية العامة في مصر مصدر قلق للطلاب والأهالي، حتى مع التغيرات العديدة التي شهدتها في السنوات الماضية.

رحاب عليوة (القاهرة)

البرهان يعرض عفواً عمن يلقون السلاح

البرهان يعرض عفواً عمن يلقون السلاح
TT
20

البرهان يعرض عفواً عمن يلقون السلاح

البرهان يعرض عفواً عمن يلقون السلاح

عرض رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، في كلمة له ببورتسودان، أمس (الثلاثاء)، عفواً عمن يلقي السلاح، قائلاً إن «الحرب ضد من يحمل السلاح ضد الدولة، وسنعفو عمن يضع السلاح (...) ويتبرأ من ذنوبه في ما تعرض له السودانيون»، مشيراً إلى أن هناك «من كانوا مع الميليشيات (الدعم السريع) وعادوا للقتال مع الجيش، وحراستي الشخصية فيها سودانيون من كل القبائل».

ونفى البرهان، غداة عودته من مصر، حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجود «أي دور للإسلاميين وأنصار النظام السابق في بورتسودان في استمرار الحرب».