الدبيبة يدخل على خط المطالبات الدولية بوقف «الاعتقالات التعسفية»

نيابة طرابلس تستدعى بن قدارة للتحقيق بتهمة «الإضرار بالمال العام»

الدبيبة خلال حضوره إعلان دار الإفتاء التابعة لحكومته حول مطلع هلال شوال (حكومة «الوحدة»)
الدبيبة خلال حضوره إعلان دار الإفتاء التابعة لحكومته حول مطلع هلال شوال (حكومة «الوحدة»)
TT
20

الدبيبة يدخل على خط المطالبات الدولية بوقف «الاعتقالات التعسفية»

الدبيبة خلال حضوره إعلان دار الإفتاء التابعة لحكومته حول مطلع هلال شوال (حكومة «الوحدة»)
الدبيبة خلال حضوره إعلان دار الإفتاء التابعة لحكومته حول مطلع هلال شوال (حكومة «الوحدة»)

بينما طالبت بعثتا الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، بالإفراج الفوري عن المعتقلين بشكل تعسفي في مختلف أنحاء البلاد، دخل رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، على خط المطالب الدولية والمحلية، بهذا الشأن، وقال إنه «لا يجوز في دولة تحترم نفسها أن يحتجز فيها أي شخص خارج المسار القضائي، أو دون إجراءات واضحة من النائب العام والقضاء».

وأضاف الدبيبة، في كلمة ألقاها مساء السبت، لدى حضوره إعلان بيان دار الإفتاء التابعة لحكومته في طرابلس، بدء عيد الفطر يوم الاثنين، أن «هذا مبدأ لا مساومة فيه شرقاً وغرباً وجنوباً»، لافتاً إلى أن «العدل هو أساس الحكم، والكرامة الإنسانية لا تتجزأ ولا تؤجل ولا تخضع لأي حسابات أو مساومات».

ورأى الدبيبة أن «الفرصة ما زالت قائمة لتجاوز الماضي والتوجه نحو المستقبل»، رغم ما شهدته البلاد من «تجارب صعبة وأزمات أثقلت كاهل المواطن».

وأعلن الدبيبة رفضه «لأي خطاب يحمل التحريض أو الكراهية والإساءة»، ودعا الأفراد والمؤسسات والمساجد والمنابر إلى «الالتزام بخطاب موحد». وفيما قال إن المرحلة الراهنة تتطلب تقديم التفاهم والابتعاد عن كل ما يؤدي للانقسام، أشار إلى أن عدم انقطاع الخدمات الأساسية وخاصة الكهرباء وتوافر السيولة، كلها مؤشرات طيبة يجب تعزيزها.

وتزامنت ملاحظات الدبيبة مع دعوة وجهتها مساء السبت، البعثة الأممية، للإفراج الفوري عن مئات الأشخاص الذين لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي في أنحاء ليبيا، مشيرة إلى ترحيبها بالإفراج مؤخراً عن بعض المحتجزين.

كما أعربت البعثة عن قلقها إزاء التقارير المتعلقة بالاختفاء القسري لمحمد القماطي، وحثّت السلطات المختصة على إجراء تحقيق شفاف والكشف عن مكان وجوده، وذكّرت جميع الأطراف الفاعلة بضرورة الالتزام بالقانون، والخضوع للمساءلة عن أي انتهاكات لحقوق الإنسان.

وانضمت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى البعثة الأممية في الترحيب بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها السلطات الليبية لإطلاق سراح المعتقلين. وحثت في بيان لها جميع المؤسسات المعنية على التحقيق السريع في اختفاء القماطي، واتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان إطلاق سراحه فوراً وعودته سالماً إلى عائلته، مشيرة إلى مشاركتها البعثة الأممية قلقها العميق إزاء التقارير المقلقة عن حالات الإخفاء القسري، واعتبرت أن صون حقوق الإنسان الأساسية وسيادة القانون يعدان مسؤولية جوهرية تقع على عاتق أي دولة.

وفى شأن آخر، أشاد الدبيبة خلال مشاركته في مأدبة الإفطار التي أقيمت وسط طرابلس، بحضور نحو 1000 عامل من شركة الخدمات العامة طرابلس، بجهودهم في الحفاظ على نظافة المدينة وتعزيز الخدمات العامة، مشيداً بتفانيهم في أداء عملهم، خاصة خلال شهر رمضان المبارك.

وتزامن إعلان دار الإفتاء التابعة لحكومة الدبيبة عن موعد عيد الفطر، مع إعلان اللجنة العليا للإفتاء بحكومة «الاستقرار»، برئاسة أسامة حماد، أن الاثنين هو أول أيام العيد، بعد عدم ثبوت رؤية هلال شهر شوال.

وحدد حماد، أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء عطلة رسمية بمناسبة العيد، ونص في قرار أصدره مساء السبت، على منح الخميس عطلة رسمية تخصم من رصيد الإجازات.

فرحات بن قدارة الرئيس السابق للمؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا (المكتب الإعلامي للمؤسسة)
فرحات بن قدارة الرئيس السابق للمؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا (المكتب الإعلامي للمؤسسة)

من جهة أخرى، استدعت النيابة العامة في العاصمة طرابلس، الرئيس السابق لمؤسسة النفط الوطنية فرحات بن قدارة، للتحقيق في قضية «اختلال الشأن المالي للدولة من محصلة إيرادات المؤسسة». وأوضحت النيابة العامة في رسالة إلى الرئيس الحالي للمؤسسة، نشرتها وسائل إعلام محلية، أن القضية تتعلق بتعديل اتفاقية مقاسمة الإنتاج في عدة حقول نفطية، ورفع حصة الشريك الأجنبي في الإنتاج، مما أضر بالمصلحة والمال العام.

من جانبه، طالب مجلس زليتن البلدي، حكومة «الوحدة» ووزارة دفاعها، بالتدخل العاجل لحل النزاع القائم أمام مصنع الإسمنت بالمدينة، التي تقع على بعد 160 كيلومتراً شرق العاصمة طرابلس، وسحب القوات الموجودة من خارجها، مع التأكيد على ضرورة اعتماد الحلول السلمية والتفاوض لحل الاعتصام.

بدوره، أمر النائب العام بضبط 23 شخصاً بتهمة إقامة ساتر ترابي أمام بوابة المصنع وإيقاف تشغيله، مما تسبب في خسائر كبيرة.

يأتي ذلك فيما بثت إدارة إنفاذ القانون، التابعة لوزارة الداخلية بحكومة «الوحدة»، والمكلفة بتأمين منفذ «رأس جدير» البري، على الحدود المشتركة مع تونس، لقطات فيديو فجر اليوم الأحد من داخل غرفة السيطرة بالمنفذ، مشيرة إلى اتخاذ الإجراءات القانونية لمخالفات التهريب. كما أعلنت مساء السبت، ضبط بعض السيارات التي تحمل بضائع مهربة، مشيرة إلى تكثيف الدوريات الأمنية لضبط المخالفات ومكافحة أنشطة التهريب، لضمان سلامة حركة المسافرين.


مقالات ذات صلة

«الاغتيالات الغامضة»... جرائم يغذيها التناحر المسلح في ليبيا

شمال افريقيا انتشار أمني بعد العثور على جثة فتاة بمدينة تاجوراء الليبية (مديرية أمن تاجوراء)

«الاغتيالات الغامضة»... جرائم يغذيها التناحر المسلح في ليبيا

خلال السنوات التي تلت «ثورة 17 فبراير (شباط)» في ليبيا، نمت جماعات مصالح اتسعت بينها رقعة التناحر، مُخلّفة جرائم عديدة تُفجع الليبيين كل صباح.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع المنفي مع أورلاندو (المجلس الرئاسي الليبي)

المنفي وسفيرا فرنسا والاتحاد الأوروبي يبحثون تطورات الأزمة الليبية

قال محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، إنه بحث مع مهراج وأورلاند سبل تطوير العلاقات الاستراتيجية، كما تم التطرق إلى المستجدات الاقتصادية والعسكرية.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من اجتماع اللجنة الاستشارية الأممية في ليبيا (البعثة الأممية)

​هل اقتربت اللجنة الأممية من حل عقدة الانتخابات الليبية؟

تقول البعثة الأممية إن لجنتها الاستشارية تسعى إلى «إعداد مقترح متكامل» يتضمّن مجموعة من الخيارات التي من شأنها دعم المؤسسات الليبية في تنظيم الانتخابات

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا حفتر وحماد في زيارة للمدينة العسكرية (الجيش الوطني الليبي)

اتهامات لـ«الجيش الوطني» بالتخطيط للتحرك تجاه غرب ليبيا

تعهد «تجمع ثوار مصراتة» في ليبيا «عدم السماح بعودة الاستبداد أو العمالة مهما كانت التضحيات»، وقال إن «أي هجوم على المنطقة الغربية سيعتبر إعلان حرب شاملاً».

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا هيئة السلامة الوطنية خلال المساعدة في إطفاء أحد الحرائق بالأصابعة (هيئة السلامة الوطنية)

«الحرائق الغامضة» تعود إلى الأصابعة الليبية وسط مخاوف

نشبت الحرائق في 35 منزلاً بالأصابعة الليبية، رغم استعانة السلطة التنفيذية بالعاصمة طرابلس بفريق من الخبراء الأوروبيين للوقوف على أسباب هذه الحرائق.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

فرنسا تجدد موقفها «الداعم» لسيادة المغرب على الصحراء

الرئيس إيمانويل ماكرون أكد للعاهل المغربي أن «حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية» (أ.ف.ب)
الرئيس إيمانويل ماكرون أكد للعاهل المغربي أن «حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية» (أ.ف.ب)
TT
20

فرنسا تجدد موقفها «الداعم» لسيادة المغرب على الصحراء

الرئيس إيمانويل ماكرون أكد للعاهل المغربي أن «حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية» (أ.ف.ب)
الرئيس إيمانويل ماكرون أكد للعاهل المغربي أن «حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية» (أ.ف.ب)

جدَّدت فرنسا، اليوم (الثلاثاء)، التأكيد على موقفها «الثابت» بشأن قضية الصحراء المغربية، وذلك في بيان نشرته وزارة أوروبا والشؤون الخارجية للجمهورية الفرنسية، عقب اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بحسب ما تناقلته وكالة الأنباء الرسمية المغربية، اليوم الثلاثاء.

وجدَّد بيان وزارة الخارجية الفرنسية التأكيد على الموقف، الذي عبَّر عنه الرئيس إيمانويل ماكرون في الرسالة التي بعث بها إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس في 30 من يوليو (تموز) 2024، التي أكد فيها أنه «بالنسبة لفرنسا، فإن حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية»، مع التذكير بـ«ثبات موقف فرنسا»، والتزامها بـ«العمل في انسجام مع هذا الموقف على المستويين الوطني والدولي».

وأبرز البيان، تجديد وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي «الدعم الواضح والثابت لمخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية»، بوصفه «الإطار الوحيد الذي يجب من خلاله إيجاد تسوية لهذه القضية»، مسجِّلاً أن الأمر يتعلق بـ«الأساس الوحيد» للتوصُّل إلى تسوية سياسية، مشيراً إلى «التوافق الدولي» الداعم للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، «الذي ما فتئ يتسع»، ومبرزاً أن بلاده تعتزم الاضطلاع بدورها الكامل في هذا الإطار.

وخلص البيان إلى أن فرنسا تُجدِّد تأكيد التزامها بـ«مواكبة المغرب في جهوده الكبيرة من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية» في الأقاليم الجنوبية للمملكة، مذكرةً بمختلف التدابير المتخذة في هذا الصدد، ومعبرة عن رغبتها في مواصلة هذه الدينامية.

جانب من مباحثات وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت مع برونو روتايو في الرباط (إ.ب.أ)
جانب من مباحثات وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت مع برونو روتايو في الرباط (إ.ب.أ)

جاء هذا التأكيد بعد ساعات من استقبال وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت، أمس (الاثنين) بالرباط، برونو روتايو وزير الدولة، وزير الداخلية الفرنسية، وعقد معه اجتماع عمل بحضور مسؤولين كبار من البلدين. وذكر بيان لوزارة الداخلية أن الوزيرين استعرضا خلال هذا الاجتماع القضايا ذات الاهتمام المشترك، وآفاق تعزيز التعاون الثنائي في انسجام تام مع إعلان الشراكة الاستثنائية المعززة، الذي وقَّعه الملك محمد السادس وإيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية، بمناسبة «زيارة الدولة» التي قام بها في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، بحسب «وكالة الأنباء المغربية».