«شائعات التهجير ودعم إسرائيل»... نفي مصري متكرر وتساؤلات حول مروجيها

«الاستعلامات» استنكرت مزاعم تقديم مساعدات عسكرية لجيش الاحتلال

نازحون من غزة تجمعوا في وقت سابق في منطقة النصيرات للعودة إلى منازلهم بالجزء الشمالي من القطاع (أ.ف.ب)
نازحون من غزة تجمعوا في وقت سابق في منطقة النصيرات للعودة إلى منازلهم بالجزء الشمالي من القطاع (أ.ف.ب)
TT
20

«شائعات التهجير ودعم إسرائيل»... نفي مصري متكرر وتساؤلات حول مروجيها

نازحون من غزة تجمعوا في وقت سابق في منطقة النصيرات للعودة إلى منازلهم بالجزء الشمالي من القطاع (أ.ف.ب)
نازحون من غزة تجمعوا في وقت سابق في منطقة النصيرات للعودة إلى منازلهم بالجزء الشمالي من القطاع (أ.ف.ب)

أثارت شائعات عن «تهجير الفلسطينيين» ودعم إسرائيل تساؤلات حول مروجيها، وسط نفي متكرر من القاهرة. في حين اعتبر خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن الشائعات المتكررة بين الحين والآخر، التي تزعم تقديم مصر دعماً لإسرائيل «إنما هدفها زعزعة ثقة الشعب المصري في قيادته وموقفها الرافض لتهجير الفلسطينيين، والداعم لوقف الحرب وإقامة الدولة الفلسطينية».

وكانت القاهرة قد نفت، مساء الثلاثاء، أنباء انتشرت خلال الآونة الأخيرة بشأن تقديم «مساعدات عسكرية لإسرائيل»، وقالت إنها ادعاءات«مختلقة وكاذبة»، وتمثل «الدرك الأسفل من الكذب».

وأصدرت «الهيئة العامة المصرية للاستعلامات» بياناً نفت فيه بشكل قاطع تلك الأنباء، واتهمت الوسائل التي تداولتها بـ«الانفصام المرضي عن الواقع»، و«الإدمان المزمن على اختلاق الأكاذيب».

وأضافت «الهيئة» أن مصر «كانت في طليعة الدول التي قدمت مساعدات إنسانية لقطاع غزة؛ حيث وفرت أكثر من 75 في المائة من إجمالي الدعم الإغاثي الذي وصل إلى القطاع، بما في ذلك الإمدادات الطبية، وإجلاء الجرحى للعلاج في مستشفياتها».

وجددت «رفض مصر القاطع لأي مخطط لتهجير الفلسطينيين قسراً من أراضيهم»، وأشارت إلى «مواصلة القاهرة جهودها لرأب الصدع بين الفصائل الفلسطينية».

وجاء بيان «هيئة الاستعلامات»، عقب تقارير زعمت سماح مصر بمرور طائرات عبر مجالها الجوي تحمل أسلحة لإسرائيل، قبيل استئناف قصف غزة وخرق اتفاق وقف إطلاق النار.

سفير مصر السابق لدى الأمم المتحدة، معتز أحمدين، قال إن «إسرائيل لا تحتاج إلى طائرات لنقل الأسلحة التي تحتاج إليها عبر المجال الجوي المصري، لأن لديها منافذ أخرى كثيرة، خصوصاً من البحر المتوسط إلى دول أوروبية»، على حد قوله.

وأوضح أنه «لا شك أن هناك تنسيقاً أمنياً وعسكرياً بين مصر وإسرائيل، وهذا مستمر ودائم بموجب اتفاقية السلام بينهما، حتى في ظل توتر العلاقات بسبب الحرب على غزة، لكن ليس منطقياً ولا معقولاً قبول فكرة أن مصر تساعد إسرائيل عسكرياً في الوقت الذي تجاهد فيه القاهرة لوقف الحرب التي تهدد الأمن القومي المصري».

طفلة فلسطينية وأسرتها يبكون مقتل أشقائها وأفراد آخرين من عائلتها في مخيم البريج للاجئين (أ.ف.ب)
طفلة فلسطينية وأسرتها يبكون مقتل أشقائها وأفراد آخرين من عائلتها في مخيم البريج للاجئين (أ.ف.ب)

ويرى سفير مصر السابق لدى الأمم المتحدة أن «تلك الشائعات هدفها زعزعة ثقة المصريين في قيادتهم وموقفها الرافض لتهجير الفلسطينيين والداعم لوقف الحرب».

تجدر الإشارة إلى أنه في بداية «حرب غزة» انتشرت تقارير أيضاً زعمت أن مصر استقبلت في ميناء الإسكندرية سفينة تحمل أسلحة لإسرائيل، بعدما رفضت دول أخرى استقبالها، وهي التقارير التي تم نفيها في حينها، ولم تظهر دلائل على تأكيدها.

مستشار «الأكاديمية العسكرية المصرية للدراسات العليا والاستراتيجية»، اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، أكد أن «القضية الفلسطينية بالنسبة للمصريين هي قضية مصرية وليست إقليمية، وموقف الشعب المصري والقيادة المصرية واحد نحو هذه القضية».

وأضاف أن «الدعم الشعبي لموقف القيادة المصرية الرافض للتهجير ولاستمرار الحرب مؤلم للاحتلال، ومن ثم يعمل على اختلاق الشائعات بين الحين والآخر لإحداث فرقة وبلبلة من أجل إضعاف موقف القيادة في نظر الشعب ومن ثم يسهل عليه تنفيذ مخططه».

فلسطينيون نزحوا إلى الجنوب بأمر إسرائيل في وقت سابق يشقُّون طريقهم عائدين إلى منازلهم في شمال غزة (رويترز)
فلسطينيون نزحوا إلى الجنوب بأمر إسرائيل في وقت سابق يشقُّون طريقهم عائدين إلى منازلهم في شمال غزة (رويترز)

أيضاً قال عضو مجلس الشيوخ المصري (الغرفة الثانية للبرلمان)، الكاتب الصحافي عماد الدين حسين، إن «إعمال العقل يقتضي عدم تصديق شائعة أن مصر تدعم إسرائيل عسكرياً، في الوقت الذي تتلقى فيه القاهرة هجوماً بشكل يومي في الصحافة الإسرائيلية ومن المسؤولين الإسرائيليين بسبب مواقفها الرافضة للتهجير، وكذلك في ظل الانتقادات الإسرائيلية للحشود العسكرية المصرية قرب الحدود وزيادة تسليح الجيش المصري».

وبحسب حسين، فإن «بيان (هيئة الاستعلامات) دحض تلك الشائعة في مهدها»، لافتاً إلى أن «مثل هذه الشائعات يقف وراءها أعضاء من جماعة (الإخوان)»، مضيفاً: «لا أستبعد كذلك وجود أيادٍ إسرائيلية وراء الشائعات، لأن إسرائيل المستفيد الأول والوحيد منها».

ويُشار إلى أنه، في مطلع الشهر الماضي، أصدرت «الخارجية المصرية» بياناً شديد اللهجة استنكرت فيه تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان قد أدلى بها لقناة أميركية، وزعم فيها أن «مصر هي التي تحاصر أهل غزة وترفض السماح لهم بالمرور والتهجير الطوعي».


مقالات ذات صلة

المفاوضات الأميركية - الإيرانية: مصر تدعم «حلولاً وسطاً» تُسهم في خفض توترات المنطقة

شمال افريقيا بنايات في وسط العاصمة المصرية القاهرة (الشرق الأوسط)

المفاوضات الأميركية - الإيرانية: مصر تدعم «حلولاً وسطاً» تُسهم في خفض توترات المنطقة

أكدت مصر تقديرها للنهج التعاوني الذي يبديه الطرفان الأميركي والإيراني للتوصل إلى «تسوية سياسية عبر إعلاء لغة الحوار والتفاوض».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)

«الهلال الأحمر الفلسطيني» تبلغ باحتجاز إسرائيل مسعفاً مفقوداً

أعلنت جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني»، الأحد، أن اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» أبلغتها أن إسرائيل تعتقل أحد مسعفيها عقب استهدافه مع زملائه في مدينة رفح.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي (د.ب.أ) play-circle

وزير خارجية بريطانيا: هجمات إسرائيل على المرافق الطبية في غزة «مؤسفة»

ندد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بالهجمات الإسرائيلية على مرافق طبية في قطاع غزة، بعد أن أصاب صاروخان إسرائيليان مبنى داخل مستشفى في القطاع.

«الشرق الأوسط» (لندن )
المشرق العربي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (يمين) يصافح نظيره السوري أحمد الشرع على هامش منتدى أنطاليا (إ.ب.أ) play-circle

إردوغان يعتزم زيارة سوريا

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأحد، إن الرئيس رجب طيب إردوغان يعتزم زيارة سوريا، مشيراً إلى أن العمل يجري لتحديد موعد ملائم لهذه الزيارة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
المشرق العربي فلسطينية تقف بين خيام النازحين في خان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز) play-circle

«الأونروا»: 400 ألف شخص نزحوا في غزة منذ تجدد القتال

قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن نحو 400 ألف شخص نزحوا في غزة بعد انهيار وقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (غزة)

مقتل 56 شخصاً خلال يومين في هجمات نُسبت لـ«الدعم السريع» بدارفور

امرأة سودانية في مخيم زمزم بشمال دارفور (رويترز)
امرأة سودانية في مخيم زمزم بشمال دارفور (رويترز)
TT
20

مقتل 56 شخصاً خلال يومين في هجمات نُسبت لـ«الدعم السريع» بدارفور

امرأة سودانية في مخيم زمزم بشمال دارفور (رويترز)
امرأة سودانية في مخيم زمزم بشمال دارفور (رويترز)

قُتل 56 مدنياً على الأقل في يومين بمدينة أم كدادة بإقليم دارفور غرب السودان في هجمات نُسبت إلى «قوات الدعم السريع» التي سيطرت أخيراً على المدينة، حسبما أفاد ناشطون.

وقالت «تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر»، في بيان (الأحد)، إنه بعد سيطرة «قوات الدعم السريع» على مدينة أم كدادة «أقدمت على تصفية 56 من سكان المدينة على أساس عرقي (...)، وارتكبت انتهاكات واسعة، وهجَّرت المواطنين بالقوة من المدينة، وأوقفت جميع شبكات الاتصالات»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

بدوره، قال بابكر حمدين وزير الصحة في إقليم دارفور، الأحد، إن «قوات الدعم السريع» عمدت إلى حرق القرى المحيطة بمدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور خلال حصارها للمدينة ومعسكر زمزم للنازحين.

وكشف حمدين أن «قوات الدعم السريع» أحرقت تماماً 64 قرية حول الفاشر، كما أشار إلى أنها تستهدف الكوادر الطبية، وأخرجت معظم مستشفيات المدينة من الخدمة.

ويعاني المدنيون في الفاشر ظروفاً مروعة في ظل حصار تفرضه «قوات الدعم السريع» على المدينة منذ ما يقرب من عام. والفاشر هي آخر موطئ قدم للجيش السوداني في إقليم دارفور الذي تسيطر «قوات الدعم السريع» على معظمه.

وقال وزير الصحة في إقليم دارفور إن الأوضاع الإنسانية «في غاية البؤس والسوء» في الفاشر، مضيفاً أن هناك شبه انعدام للغذاء والدواء.

وتابع: «ما يجري في دارفور إبادة منسية، والعالم يغض الطرف عن هذه الجرائم الخطيرة»، وقال إن هناك «هجرة قسرية» على نطاق واسع للمدنيين بدأت اليوم من معسكر زمزم إلى معسكر الفاشر.

من جانبه، طالب حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، بتصنيف «قوات الدعم السريع» منظمة إرهابية، قائلاً إن الأدلة كافية بما لا يدع مجالاً للشك.