«مئات» القتلى في قصف على سوق في دارفور... واتهامات للجيش

صورة من الدمار الذي خلّفه القتال في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أرشيفية - أ.ف.ب)
صورة من الدمار الذي خلّفه القتال في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT
20

«مئات» القتلى في قصف على سوق في دارفور... واتهامات للجيش

صورة من الدمار الذي خلّفه القتال في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أرشيفية - أ.ف.ب)
صورة من الدمار الذي خلّفه القتال في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أرشيفية - أ.ف.ب)

اتهم «محامو الطوارئ»، الذين يوثقون الانتهاكات في الحرب السودانية، الثلاثاء، الجيش بقتل «مئات المدنيين» في قصف على سوق بمدينة طرة في شمال إقليم دارفور في غرب السودان.

ولم تتمكن «وكالة الصحافة الفرنسية» من التحقّق من عدد القتلى بشكل مستقل بسبب انقطاع الاتصالات في دارفور، فيما نفى الجيش هذه المزاعم.

مخبأ حفره مدنيون في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور هرباً من الاشتباكات (أ.ف.ب)
مخبأ حفره مدنيون في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور هرباً من الاشتباكات (أ.ف.ب)

وقالت مجموعة «المحامين المتطوعين» المؤيدة للديمقراطية في بيان إن القصف «طال منطقة مكتظة بالمدنيين... وأدّى إلى مقتل المئات من المدنيين وإصابة العشرات بجروح خطيرة».

ووصف البيان القصف بأنه «يشكّل انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي الإنساني ويعد جريمة حرب ممنهجة».

سوق حجر قدو في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور السودانية (أ.ف.ب)
سوق حجر قدو في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور السودانية (أ.ف.ب)

وتسيطر «قوات الدعم السريع» التي تخوض نزاعاً مدمّراً مع الجيش منذ سنتين، على معظم المدن الرئيسية في إقليم دارفور ذي المساحة الشاسعة، باستثناء مدينة الفاشر، عاصمة إقليم شمال دارفور، التي لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني.

ويشهد إقليم دارفور منذ بداية الحرب، انتهاكات جسيمة ضد المدنيين. وتستخدم في النزاع البراميل المتفجرة التي تلقى من الجو على أحياء سكنية، بينما تشهد مخيمات لاجئين تعاني من المجاعة هجمات وتطهيراً عرقياً، وفق منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان.

وقالت «قوات الدعم السريع» في بيان الاثنين إن الجيش السوداني «ارتكب مذبحة» الاثنين.

ويحتفظ الجيش السوداني بالتفوّق الجوي في سماء دارفور لامتلاكه طائرات حربية، بينما تستخدم «قوات الدعم السريع» المُسيرات.


مقالات ذات صلة

45 قتيلاً بهجوم لـ«قوات الدعم السريع» في دارفور

شمال افريقيا مخبأ حفره مدنيون في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور هرباً من الاشتباكات (أ.ف.ب)

45 قتيلاً بهجوم لـ«قوات الدعم السريع» في دارفور

قُتل 45 مدنياً على الأقل في السودان بهجوم لـ«قوات الدعم السريع» على مدينة المالحة في شمال دارفور، بحسب حصيلة أولية، السبت، لناشطين مؤيدين للديمقراطية.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا طفل سوداني نازح يملاً وعاء بالماء بمخيم «زمزم» شمال دارفور (رويترز) play-circle

«أطباء بلا حدود» تعلق أنشطتها بمخيم «زمزم» للنازحين في السودان بسبب القتال

قالت منظمة «أطباء بلا حدود» إنها اضطرت إلى تعليق أنشطتها بمخيم «زمزم» للنازحين، المنكوب بالمجاعة، في السودان؛ بسبب تصاعد الهجمات والقتال داخله وبمحيطه.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا عزالدين الصافي مستشار أول قائد «قوات الدعم السريع» (الشرق الأوسط)

مستشار حميدتي لـ«الشرق الأوسط»: أولوية حكومتنا «تحييد طيران الجيش»

قال مستشار قائد «قوات الدعم السريع»، عز الدين الصافي، إن «حكومة السلام والوحدة» المزمع تشكيلها في السودان، ستفرض السلام... وستعلن من الخرطوم.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
العالم العربي «الخارجية» السودانية تدعو المجتمع الدولي إلى دعم خريطة الطريق التي طرحتها قيادة البلاد (أ.ف.ب)

السودان يدعو المجتمع الدولي إلى دعم خريطة طريق لمرحلة ما بعد الحرب

دعت وزارة الخارجية السودانية، اليوم الأحد، المجتمع الدولي إلى دعم خريطة طريق طرحتها قيادة البلاد لفترة ما بعد الحرب.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا صورة ملتقطة في يناير 2024 تظهر نساءً وأطفالاً في مخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر في شمال دارفور بالسودان (رويترز)

«الجنائية الدولية»: «جحيم» حرب دارفور الأهلية يتكرر بعد 20 عاماً

أكد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية الاثنين أنّ جيلاً جديداً من السودانيين يعاني «الجحيم» نفسه في دارفور كما حدث خلال الحرب الأهلية في أوائل القرن الحالي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

اتصالات عربية تبحث جهود استئناف وقف إطلاق النار في غزة

صورة من الجو التقطتها مُسيّرة تُظهر حجم الدمار في بيت حانون بشمال قطاع غزة (رويترز)
صورة من الجو التقطتها مُسيّرة تُظهر حجم الدمار في بيت حانون بشمال قطاع غزة (رويترز)
TT
20

اتصالات عربية تبحث جهود استئناف وقف إطلاق النار في غزة

صورة من الجو التقطتها مُسيّرة تُظهر حجم الدمار في بيت حانون بشمال قطاع غزة (رويترز)
صورة من الجو التقطتها مُسيّرة تُظهر حجم الدمار في بيت حانون بشمال قطاع غزة (رويترز)

تتواصل الاتصالات العربية المكثفة من أجل استئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأجرى وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، مشاورات مع نظرائه في البحرين والكويت والإمارات بشأن مستجدات الأوضاع في القطاع.

وتؤكد مصر الحاجة الماسّة إلى تحقيق سلام عادل ومستدام للقضية الفلسطينية في إطار «حل الدولتين»، وضمان حماية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على خطوط عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

واستعرض عبد العاطي، ووزير خارجية البحرين، عبد اللطيف بن راشد الزياني، خلال اتصال هاتفي، مستجدات الأوضاع في قطاع غزة، والمساعي المصرية - القطرية الجارية لتثبيت وقف إطلاق النار والعودة لاتفاق 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، وضمان تنفيذ مراحله الثلاث. كما تبادل الوزيران الرؤى إزاء مختلف القضايا والموضوعات التي تمس أمن المنطقة واستقرارها.

ويُذكر أن المرحلة الأولى من الاتفاق المؤلّف من 3 مراحل، والتي بدأت في 19 يناير الماضي، شهدت إطلاق سراح 33 أسيراً إسرائيلياً، من بينهم 8 جثث، مقابل نحو ألفَي أسير فلسطيني.

وبحسب إفادة لوزارة الخارجية المصرية، الأحد، أشاد عبد العاطي خلال الاتصال الهاتفي مع الزياني بالعلاقات الأخوية والوطيدة التي تربط مصر والبحرين، بما يمثل مرتكزاً قوياً لتطوير أوجه التعاون الثنائي بين الجانبين في مختلف المجالات، مشيراً إلى أهمية مواصلة التنسيق والعمل المشترك للارتقاء بمستوى التعاون المتميز بين البلدين الشقيقين، مؤكداً على الدور المهم الذي تلعبه البحرين بصفتها الرئيس الحالي لمجلس جامعة الدول العربية.

ودعت «اللجنة الوزارية العربية - الإسلامية»، في اجتماع بالقاهرة، الأسبوع الماضي، بمشاركة أوروبية، إلى «استئناف مفاوضات هدنة غزة، والعودة الفورية لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار»، مشددة على «رفض التهجير»، ومطالبة المجتمع الدولي بحشد الموارد لمؤتمر دعم إعادة إعمار غزة.

وأدانت الأطراف المشاركة في اجتماع «اللجنة» استئناف الأعمال العدائية واستهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية، داعين إلى العودة الفورية للتنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وهو الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، والذي جرى برعاية مصر وقطر والولايات المتحدة.

فلسطينيون نزحوا في وقت سابق إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين لمنازلهم في شمال غزة (رويترز)
فلسطينيون نزحوا في وقت سابق إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين لمنازلهم في شمال غزة (رويترز)

وفي اتصال هاتفي آخر، بحث وزير الخارجية المصري مع نظيره الكويتي، عبد الله اليحيا، سبل الترويج وحشد الدعم الدولي للخطة العربية - الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، إلى جانب التنسيق بين الجانبين للإعداد لمؤتمر القاهرة الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة.

وأشار البيان الختامي لـ«قمة فلسطين» العربية الطارئة، في القاهرة، مطلع الشهر الحالي، إلى «التنسيق في إطار اللجنة الوزارية العربية - الإسلامية المشتركة لإجراء الاتصالات والقيام بالزيارات اللازمة للعواصم الدولية؛ من أجل شرح الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، والتعبير عن الموقف المتمسك بحق الشعب الفلسطيني بالبقاء على أرضه وحقه في تقرير مصيره».

ووفق «الخارجية المصرية»، مساء السبت، تناول اتصال عبد العاطي واليحيا، أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وثمَّن عبد العاطي تنامي وتيرة تطور العلاقات بين البلدين الشقيقين، مثنياً على الروابط الأخوية والعلاقات التاريخية التي تجمع مصر والكويت، معرباً عن التطلع لدفع وتيرة التعاون مع دولة الكويت الشقيقة، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي وأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، بتعميق العلاقات بين البلدين، والاستمرار في تطويرها في مختلف مجالات التعاون الثنائي، وبما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.

أيضاً جرى اتصال هاتفي بين بدر عبد العاطي، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، تناول آخر التطورات المتعلقة بعدد من القضايا الإقليمية التي تهم البلدين في المنطقة العربية والقارة الأفريقية.

وأكد الوزيران على العلاقات المميزة بين البلدين الشقيقين، وتوجيهات قيادتي البلدين بالعمل على تحقيق مزيد من التقدم على صعيد تعزيز التعاون الاستثماري والاقتصادي والتجاري المتبادل، ومد آفاق التعاون الاقتصادي بين البلدين الشقيقين. وأشارا إلى أهمية تكثيف وتيرة التنسيق المشترك، وذلك على ضوء تنامي وتشعب مجالات التعاون بين القاهرة وأبوظبي.

فلسطينيات يصرخن خلال جنازة أفراد من عائلتهم قُتلوا في قصف إسرائيلي وسط قطاع غزة خلال وقت سابق (أ.ف.ب)
فلسطينيات يصرخن خلال جنازة أفراد من عائلتهم قُتلوا في قصف إسرائيلي وسط قطاع غزة خلال وقت سابق (أ.ف.ب)

إلى ذلك، قال مصدر مصري مسؤول بميناء رفح البري، الأحد، إن الميناء لا يزال مفتوحاً من الجانب المصري، وذلك لليوم الثالث عشر على التوالي؛ انتظاراً لوصول المصابين والجرحى والمرضى الفلسطينيين ومرافقيهم لتلقى العلاج والرعاية، بينما أغلقته السلطات الإسرائيلية من الجانب الفلسطيني وتمنع دخولهم.

وأفاد المصدر المسؤول، بحسب ما أوردت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية بمصر، بأن الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف في وضع استعداد دائم ترقباً لوصول هؤلاء المصابين والجرحى والمرضى الفلسطينيين ومرافقيهم، مشيراً إلى أن «1700 من المصابين والجرحى والمرضى إلى جانب 2500 من مرافقيهم كانوا قد وصلوا على مدار 45 دفعة وذلك حتى 17 مارس (آذار) الحالي».

ووفق المصدر المسؤول، «لا تزال المنافذ التي تربط قطاع غزة مغلقة؛ ما تسبب في عدم دخول شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية وكذا عدم دخول اللوادر ومعدات إعادة الإعمار، كما لا تزال مئات الشاحنات مصطفة على جانبي طريق رفح والعريش منذ أول شهر رمضان الماضي في انتظار الدخول إلى قطاع غزة».

وتواصل السلطات الإسرائيلية إغلاق جميع المنافذ الحدودية المؤدية إلى قطاع غزة، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع؛ فقد أدى هذا الإغلاق إلى منع دخول شاحنات المساعدات الإغاثية والمواد الغذائية والطبية، بالإضافة إلى المعدات الثقيلة الضرورية لعمليات إعادة الإعمار في المناطق المتضررة.