البرلمان الجزائري لبحث قانون يجرم الاستعمار الفرنسي

الخطوة تأتي رد فعل على «استفزازات باريس»

العلاقات بين الجزائر وفرنسا لامست القطيعة منذ اعتراف باريس بسيادة المغرب على الصحراء (الرئاسة)
العلاقات بين الجزائر وفرنسا لامست القطيعة منذ اعتراف باريس بسيادة المغرب على الصحراء (الرئاسة)
TT
20

البرلمان الجزائري لبحث قانون يجرم الاستعمار الفرنسي

العلاقات بين الجزائر وفرنسا لامست القطيعة منذ اعتراف باريس بسيادة المغرب على الصحراء (الرئاسة)
العلاقات بين الجزائر وفرنسا لامست القطيعة منذ اعتراف باريس بسيادة المغرب على الصحراء (الرئاسة)

يبدأ البرلمان الجزائري، غداً الأحد، رسمياً، التحضير لقانون يجرم الاستعمار الفرنسي في البلاد (1830 - 1962)، بعد أن كان رئيسه قد أعلن عن هذا المسعى نهاية 2024، الذي يأتي رداً من الجزائريين على «استفزازات فرنسا»، في سياق التوترات السياسية الحالية بين البلدين، التي يتم فيها استحضار الماضي وآلام فترة الاحتلال.

رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري (البرلمان)
رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري (البرلمان)

وأكد برلماني من «حركة مجتمع السلم» الإسلامية، طلب عدم نشر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، أن ممثلي الكتل البرلمانية الست في «المجلس الشعبي الوطني» ستجتمع غداً الأحد مع مكتب «المجلس» بطلب من رئيسه إبراهيم بوغالي بهدف إطلاق «لجنة تحضير إعداد مشروع قانون يتعلق بتجريم الاستعمار».

وينتظر اتباع الترتيبات الخاصة بمشاريع القوانين، وذلك بعرض النص التمهيدي على «اللجنة القانونية» لإحداث تعديل محتمل عليه. وبعدها يحال المشروع على جلسة عامة للتصويت. وتوقع نائب «مجتمع السلم» إتمام هذه الترتيبات «بسرعة تماشياً مع تسارع الأزمة مع فرنسا»، التي لامست القطيعة في عدة مناسبات منذ اندلاعها الصيف الماضي.

الرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة (متداولة)
الرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة (متداولة)

وأطلق برلمانيون من «جبهة التحرير الوطني» (أغلبية) عام 2005 مسعى مشابهاً، رداً على قانون أصدره البرلمان الفرنسي في العام نفسه، خلال حكم الرئيس الراحل جاك شيراك، يتضمن تمجيداً للاحتلال الفرنسي في شمال أفريقيا خلال القرنين الـ19 والـ20. لكن بتوجيه من محيط الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة في ذلك الوقت، رفض مكتب البرلمان النص كما ورد، وأعاده إلى مرسليه بدعوى «عدم اكتماله»، ليُودع بعد ذلك في الأدراج. وقد تم تفسير هذا التصرف على أنه نتيجة معارضة بعض الشخصيات في النظام لإصدار القانون، خوفاً من الإضرار بالعلاقات الاقتصادية مع فرنسا، بسبب الروابط المتشابكة مع دوائر فرنسية مؤثرة. بالإضافة إلى المصلحة التي يقتضيها وجود الملايين من الجزائريين، ومن مزدوجي الجنسية في فرنسا، الذين يشكلون الجانب الإنساني في العلاقات المتشعبة بين البلدين.

الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك (متداولة)
الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك (متداولة)

ولمح رئيس البرلمان، إبراهيم بوغالي، نهاية العام الماضي، إلى وجود إرادة سياسية لنفض الغبار عن «مشروع تجريم الاستعمار»، وقال بهذا الخصوص: «لا يجب علينا أن نظل في موقف دفاعي، فقد حان الوقت لنهاجم نحن أيضاً. لدينا أوراقنا وكل الأدلة التي نحتاجها للدفاع عن سمعة الجزائر»، مضيفاً: «أعتقد أن الظروف تفرض علينا وضع هذا الملف على الطاولة». كما أوضح أن «عدو الأمس يعتقد أن الجزائر لا تزال مستعمرة... فهم لا يتحملون سياسةً قائمةً على المساواة. لا يقبلون إنجازات الجزائر في الاقتصاد والسياسة وفي مجالات متعددة. حصصهم (في الاقتصاد والتجارة) ومصالحهم قد تقلصت، وهذا ما لا لم يتحملوه».

وخلال التوترات الحالية، ازدادت الخطابات التي تبرر، أو تقلل من شأن الاستعمار داخل صفوف اليمين المتطرف الفرنسي، ولهذا يتوقع مراقبون أن تعرف هذه المبادرة البرلمانية نتيجة مختلفة.

مارين لوبان المرشحة المحتملة لليمين الفرنسي المتطرف لانتخابات 2027 (حسابها بالإعلام الاجتماعي)
مارين لوبان المرشحة المحتملة لليمين الفرنسي المتطرف لانتخابات 2027 (حسابها بالإعلام الاجتماعي)

يشار إلى أن مارين لوبن المرشحة المحتملة لحزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف لانتخابات الرئاسة المقررة في 2027، صرحت في تعليق لها على الأزمة الحالية مع فرنسا، بأن بلادها «لم تخلف آلاماً في الجزائر كما يعتقد البعض عندنا، بل تركت لهم طرقات ومستشفيات وبنى تحتية».

وأكد الباحث في التاريخ، محمد ارزقي فراد، لـ«الشرق الأوسط»، أنه اقترح قانوناً لتجريم الاستعمار الفرنسي في الجزائر في «المجلس الشعبي الوطني» سنة 2001، حينما كان نائباً في صفوف الحزب المعارض «جبهة القوى الاشتراكية»، لكن عبر عن «أسفه لعدم عرضه على جلسة عامة ليناقشه النواب». ولفت إلى أنه «من دواعي الأسف أن بعض المثقفين الفرنسيين أكثر إصراراً منا على تعرية الاستعمار الفرنسي، ودفعه إلى الاعتراف بجرائمه».



البرهان: لا تراجع عن هزيمة وسحق قوات «الدعم السريع»

البرهان (أ.ف.ب)
البرهان (أ.ف.ب)
TT
20

البرهان: لا تراجع عن هزيمة وسحق قوات «الدعم السريع»

البرهان (أ.ف.ب)
البرهان (أ.ف.ب)

قال رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، اليوم (السبت)، إنه لا تراجع عن هزيمة وسحق قوات «الدعم السريع»، مشيراً إلى أن «الفظائع التي ارتكبت بحق الشعب السوداني تجعل الخيارات صفرية مع المتمردين وداعميهم».

وأضاف البرهان في كلمة للشعب السوداني بمناسبة عيد الفطر، أن العفو عن الحق العام ومعالجة الوضع العسكري وإنهاء الحرب، كل ذلك لا يزال أمراً ممكناً، بشرط أن تلقي «الميليشيا المتمردة» السلاح.

الفريق البرهان خلال جولة بالقصر الجمهوري أمس بعد إعلانه عودة العاصمة في عهدة الجيش (مجلس السيادة - إكس)
الفريق البرهان خلال جولة بالقصر الجمهوري أمس بعد إعلانه عودة العاصمة في عهدة الجيش (مجلس السيادة - إكس)

وشدد البرهان على أن «السودان الواحد الموحد أرضاً وشعباً أمانة تاريخية لن نفرط فيها»، حسب تعبيره.

وكان الجيش السوداني قد أعلن يوم الخميس الماضي، أنه أكمل سيطرته على الخرطوم بالسيطرة على آخر جيوب قوات «الدعم السريع» هناك.

البرهان (رويترز)
البرهان (رويترز)

وأعلن المتحدث باسم الجيش السوداني نبيل علي، في وقت سابق من اليوم (السبت)، أن القوات المسلحة نجحت في بسط سيطرتها على منطقة سوق ليبيا في أم درمان، وطردت قوات «الدعم السريع» منها.

ويخوض الجيش السوداني حرباً ضد قوات «الدعم السريع» منذ أبريل (نيسان) 2023، بعد خلافات حول خطط لدمج «الدعم السريع» في القوات المسلحة.