الرئيس التونسي يتهم المعارضة بـ«محاولات تأجيج الأوضاع بشكل متعمد»

تزامناً مع محاكمة سياسيين في قضايا «التآمر على أمن الدولة»

الرئيس سعيد مستقبلاً سارة الزعفراني التي عيّنها خلفاً لرئيس الوزراء المقال كمال المدوري (أ.ف.ب)
الرئيس سعيد مستقبلاً سارة الزعفراني التي عيّنها خلفاً لرئيس الوزراء المقال كمال المدوري (أ.ف.ب)
TT
20

الرئيس التونسي يتهم المعارضة بـ«محاولات تأجيج الأوضاع بشكل متعمد»

الرئيس سعيد مستقبلاً سارة الزعفراني التي عيّنها خلفاً لرئيس الوزراء المقال كمال المدوري (أ.ف.ب)
الرئيس سعيد مستقبلاً سارة الزعفراني التي عيّنها خلفاً لرئيس الوزراء المقال كمال المدوري (أ.ف.ب)

اتهم الرئيس التونسي قيس سعيد، خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي، الخميس، بشكل مبطن المعارضة بمحاولات تأجيج الأوضاع الاجتماعية، بالتزامن مع محاكمة سياسيين في قضايا «التآمر على أمن الدولة»، بحسب ما أورده تقرير لوكالة «رويترز» للأنباء.

وشدد الرئيس سعيد، في كلمته خلال الاجتماع، على ضرورة «تحميل أي مسؤول المسؤولية الكاملة، مهما كان موقعه، ومهما كانت طبيعة التواطؤ أو التقصير». وقال إن «الأوان حان لوضع حد للعصابات الإجرامية، التي تنشط في عديد المرافق العمومية عبر وكلائها»، وفق مقطع فيديو بثته الرئاسة التونسية على «فيسبوك».

وتابع الرئيس سعيد بنبرة غاضبة: «يكفي من هذا الانفلات، ويكفي من التهرب من المسؤولية، ويكفي من التلاعب بالمواطنين، وتعطيل أبسط حقوقهم في الخدمات»، مُشدداً في الوقت نفسه على أن «زمن التسيب قد ولّى، والقانون سيُفرض على الجميع دون تمييز».

وأضاف الرئيس التونسي أن تونس «ستواصل إحباط كل المؤامرات والمناورات حتى تبقى الراية التونسية مرفوعة عالية، ولن نفرط أبداً في ذرة واحدة من تراب هذا الوطن العزيز»، مؤكداً تعرض بلاده لضغوط داخلية وخارجية، قائلاً إن «الضغوط التي مُورست كانت شديدة، ومن مصادر متعددة في الداخل والخارج».

ولم يُحدد الرئيس قيس سعيد طبيعة هذه الضغوط، لكنه أشار إلى جملة من الحوادث التي تتالت قبل حلول شهر رمضان. وقال بهذا الخصوص: «أسبوع للانتحارات بإضرام النار، وأسبوع لحالات تسمم، وأسبوع لقطع الطرقات، وغياب مفاجئ في بعض المناطق للسلع والبضائع، ورشق بالحجارة بعد الإفطار تقريباً كل يوم على الساعة 21:15، في عدد من المناطق»، مبرزاً أن «كل هذا تزامن مع محاكمة المتهمين في قضية التآمر على أمن الدولة، والصورة لا تحتاج إلى توضيح».

وكثيراً ما اتهم الرئيس قيس سعيد المعارضة بمحاولات تأجيج الأوضاع الاجتماعية بشكل متعمد، بالتزامن مع محاكمة سياسيين في قضايا التآمر على أمن الدولة، ومواجهة البلاد صعوبات اقتصادية، وسط ازدياد منسوب الاحتقان الاجتماعي بسبب نقص العديد من المواد الأساسية، إلى جانب تفاقم سوء الخدمات العامة في مجالات الصحة والنقل وشبكات الكهرباء والماء وغيرها.

رئيس الوزراء المقال كمال المدوري (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء المقال كمال المدوري (أ.ف.ب)

كما ترافقت هذه الصعوبات مع تفاقم ملف المُهاجرين غير الشرعيين، الذين توافدوا على البلاد من دول أفريقيا جنوب الصحراء، حتى تحول إلى أزمة باتت تُؤرق الحكومة التونسية.

وبعد انتهاء اجتماع مجلس الأمن القومي ببضع ساعات، أقال الرئيس سعيد رئيس الوزراء كمال المدوري، بعد أقل من عام على تعيينه، وعين سارة الزعفراني خلفاً له، وهي مهندسة شغلت منصب وزيرة التجهيز والإسكان منذ عام 2021، وثالث مَن يتولى رئاسة الوزراء في أقل من عامين.



السلطات الأمنية في غرب ليبيا تعلن تفكيك «تنظيم إرهابي»

قوات أمن في العاصمة الليبية طرابلس (أرشيفية - وزارة الداخلية بحكومة الوحدة)
قوات أمن في العاصمة الليبية طرابلس (أرشيفية - وزارة الداخلية بحكومة الوحدة)
TT
20

السلطات الأمنية في غرب ليبيا تعلن تفكيك «تنظيم إرهابي»

قوات أمن في العاصمة الليبية طرابلس (أرشيفية - وزارة الداخلية بحكومة الوحدة)
قوات أمن في العاصمة الليبية طرابلس (أرشيفية - وزارة الداخلية بحكومة الوحدة)

قال جهاز الأمن الداخلي بغرب ليبيا إنه شنّ عملية استباقية نوعية، وتمكن من تفكيك «تنظيم إرهابي محظور» كان يخطط لتنفيذ سلسلة من «العمليات التخريبية»؛ عبر تواصله الخارجي للحصول على دعم لوجيستي.

أفراد أمن بجهاز المباحث الجنائية يمشطون «ميدان الشهداء» بوسط طرابلس (وزارة الداخلية)
أفراد أمن بجهاز المباحث الجنائية يمشطون «ميدان الشهداء» بوسط طرابلس (وزارة الداخلية)

وجاء ذلك وسط ردود فعل متباينة حيال «حقيقة هذا التنظيم». وأضاف جهاز الأمن الداخلي، في تصريح صحافي، الأحد، مدعوماً بفيديو لما سمّاها «اعترافات المتهمين»، أن التنظيم «اتخذ لنفسه اسماً رمزياً زائفاً؛ سعى من خلاله إلى تضليل الآخرين وتجنيدهم». وقال إن التنظيم «اعتمد استخدام أساليب دعائية ملغومة عبر منشورات تحريضية مشبعة بالفكر المتطرف، بهدف التحشيد واستقطاب عناصر جديدة ضمن صفوفه، تمهيداً لاستهداف مواقع عسكرية وأمنية حيوية تابعة للدولة».

وأوضح جهاز الأمن أن إجراءات الاستدلال «كشفت عن أن هذا التنظيم قد شرع في التفكير والتدبير والتحضير المسبق؛ وثبت تواصله مع أشخاص خارج البلاد بهدف الحصول على دعم لوجيستي في إعداد العبوات الناسفة، والمواد الداخلة في صناعتها وطرق تحضيرها».

كما تحدث الجهاز الأمني أن هذا التنظيم الذي لم يُسمع به من قبل في ليبيا «سعى للحصول على طائرات مسيّرة (درون)؛ بهدف استخدامها في تنفيذ عمليات استطلاع للمواقع المستهدفة (...) وقد تبين قيام التنظيم بتجهيز موقع سري ليكون بمثابة قاعدة لتصنيع الأسلحة والمواد المتفجرة».

وبشيء من التشكيك، تساءل الناشط السياسي حسام القماطي عن هذا التنظيم وحقيقته، وقال إن بيان جهاز الأمن الداخلي «لم يوضح أي تفاصيل عمن قام بحظر هذا التنظيم المستحدث والصغير، مما يثير الشكوك حول مدى صدق قانونية التصنيف».

بدوره، قدم الجهاز الأمني جانباً من «اعترافات» اثنين من الموقوفين، وقال إن يقظة أفراده «أحبطت المخطط الإرهابي قبل الشروع في تنفيذه؛ وتمت إحالة الجناة إلى الجهات القضائية المختصة، وفقاً للأطر القانونية النافذة».

وأكد الجهاز الأمني عزمه على المضي قدماً في تنفيذ «الاستراتيجيات الأمنية الشاملة والهادفة إلى اجتثاث جذور الإرهاب وتطهير البلاد من براثن هذه الآفة الخطيرة، وتفكيك أي تنظيمات تسعى إلى تهديد أمن الدولة واستقرارها».

وقال أحد المتهمين، وهو من مواليد 1998، إنه في عام 2022 أنشأ صفحة على «تلغرام» لحركة «المقاومة الجهادية نصر» لدعم سرايا «اليرموك»، في حين قال موقوف آخر من مواليد 1995 إنه تعرف على بعض الأشخاص الذين عرضوا عليه الانضمام إلى الحركة «نصر»، ثم توافقوا على العمل على ضم أكبر عدد من الشباب إلى الحركة.

وقال أحد الموقوفين إنه اشترى طابعة وبدأ في طباعة المنشورات وتوزيعها في المساجد، واتفق مع شخص آخر على شراء بطارية لطائرة مسيّرة كان يملكها بهدف مراقبة المواقع العسكرية في المنطقة الغربية.

النائب العام الليبي المستشار الصديق الصور (مكتب النائب العام)
النائب العام الليبي المستشار الصديق الصور (مكتب النائب العام)

وفي شأن ذي صلة، قالت وزارة الداخلية بغرب ليبيا إن جهاز المباحث الجنائية استعرض ما سمّاه «أبرز إنجازاته» خلال الربع الأول من عام 2025 التي أسفرت عن تحقيق نجاحات ملموسة في مواجهة التهديدات الرقمية وحماية المجتمع من المخاطر الإلكترونية، وتعزيز الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية.

وقالت وزارة الداخلية إن إدارة الجهاز تمكنت من ضبط «العديد من جرائم الاحتيال الرقمي عبر تتبع الشبكات الإجرامية التي تستهدف المستخدمين عبر منصات التواصل الاجتماعي والخدمات الإلكترونية، مما أسهم في الحد من الخسائر المالية وحماية البيانات الشخصية»، مضيفة أن السلطات الأمنية تصدت «لعمليات الاختراق الإلكتروني واتخذت إجراءات استباقية لتعزيز حماية الأنظمة والبيانات الشخصية، من خلال رفع مستوى الوعي الأمني لدى الأفراد والمؤسسات».

وفي إطار جهودها لمكافحة جرائم الابتزاز الإلكتروني ونشر الشائعات المغرضة، قالت وزارة الداخلية إن إدارة جهاز المباحث الجنائية «عملت على رصد الأنشطة المشبوهة وتقديم الدعم القانوني والتقني للضحايا، بما يضمن بيئة إلكترونية أكثر أماناً كما عززت تعاونها مع الجهات المحلية والدولية لتبادل المعلومات والخبرات، إضافة إلى تطوير آليات وتقنيات حديثة للتصدي للجرائم الإلكترونية بدعم من الجهاز».

وتعهدت وزارة الداخلية التابعة لحكومة «الوحدة» بـ«الاستمرار في تكثيف الجهود لضمان بيئة رقمية آمنة»، مشددة على «أهمية تعاون المجتمع من خلال الإبلاغ الفوري عن أي شبهات أو محاولات استغلال إلكتروني عبر القنوات الرسمية».