الجيش السوداني يعلن استعادة القصر الرئاسي... و«الدعم السريع»: المعركة مستمرة

0 seconds of 27 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:27
00:27
 
TT
20

الجيش السوداني يعلن استعادة القصر الرئاسي... و«الدعم السريع»: المعركة مستمرة

أفراد من الجيش السوداني يصورون أنفسهم داخل القصر الرئاسي في الخرطوم بعد أن سيطر الجيش عليه... السودان 21 مارس 2025 (رويترز)
أفراد من الجيش السوداني يصورون أنفسهم داخل القصر الرئاسي في الخرطوم بعد أن سيطر الجيش عليه... السودان 21 مارس 2025 (رويترز)

قال الجيش السوداني، اليوم (الجمعة)، إنه سيطر على الوزارات والقصر الرئاسي في الخرطوم، في تقدم عسكري مهم في الحرب المستمرة منذ عامين بين الجيش و«قوات الدعم السريع» شبه العسكرية، فيما أعلنت «الدعم السريع» أن المعركة للسيطرة على القصر «لم تنته بعد»، مشيرة إلى تنفيذها عملية ضد قوات الجيش ومؤكدة قتل العشرات من عناصره.

وذكرت القيادة العامة للقوات المسلحة في بيان: «توجت قواتنا اليوم نجاحاتها بمحاور الخرطوم؛ حيث تمكنت من سحق شراذم ميليشيا آل دقلو الإرهابية بمناطق وسط الخرطوم والسوق العربي ومباني القصر الجمهوري... والوزارات». وأضافت: «دمرت قواتنا بفضل الله وتوفيقه أفراد ومعدات العدو تدميراً كاملاً واستولت على كميات كبيرة من معداته وأسلحته بالمناطق المذكورة».

أفراد من الجيش السوداني يصورون أنفسهم داخل القصر الرئاسي في الخرطوم بعد أن سيطر الجيش عليه... السودان 21 مارس 2025 (أ.ف.ب)
أفراد من الجيش السوداني يصورون أنفسهم داخل القصر الرئاسي في الخرطوم بعد أن سيطر الجيش عليه... السودان 21 مارس 2025 (أ.ف.ب)

وكان مصدر عسكري قال لوكالة «رويترز» للأنباء: «قواتنا اقتحمت وسيطرت على القصر الجمهوري، بعد أن سحقت فلول الميليشيا»، في إشارة إلى «قوات الدعم السريع» التي تحتله منذ أبريل (نيسان) 2023.

وأكد وزير الإعلام السوداني أن الجيش استعاد السيطرة على القصر من «قوات الدعم السريع»، قائلاً: «اليوم ارتفع العلم على القصر الرئاسي، والرحلة ماضية حتى يكتمل النصر».

وأعلن الجيش سيطرته أيضا على الوزارات ومبان رئيسية أخرى في وسط الخرطوم. وأفادت مصادر عسكرية بانسحاب مقاتلي «قوات الدعم السريع» مسافة 400 متر تقريبا.

من جهتها، أعلنت «قوات الدعم السريع»، الجمعة، أن المعركة للسيطرة على القصر الجمهوري في الخرطوم «لم تنته بعد»، مشيرة إلى تنفيذها عملية ضد قوات الجيش الذي أعلن في وقت سابق استعادة المجمع، ومؤكدة قتل العشرات من عناصره.وقالت «قوات الدعم» في بيان عبر تلغرام «نؤكد أن معركة القصر الجمهوري لم تنتهِ بعد، وأن قواتنا الباسلة... تقاتل بكل شجاعة وإصرار من أجل تحرير جميع المواقع التي احتلها» الجيش. وأشارت الى أن عناصرها «نفّذوا عملية عسكرية خاطفة استهدفت تجمعاً... داخل القصر الجمهوري»، ما أسفر عن «مقتل أكثر من 89 من عناصر العدو وتدمير آليات عسكرية مختلفة».

المتحدث باسم الجيش السوداني يدلي بتصريح على تلفزيون السودان من مكان غير معلوم بعد أن أعلن الجيش السوداني سيطرته على القصر الرئاسي... 21 مارس 2025 (رويترز)
المتحدث باسم الجيش السوداني يدلي بتصريح على تلفزيون السودان من مكان غير معلوم بعد أن أعلن الجيش السوداني سيطرته على القصر الرئاسي... 21 مارس 2025 (رويترز)

في السياق، أفاد مصدر عسكري سوداني «وكالة الصحافة الفرنسية» الجمعة بأن «قوات الدعم السريع» استهدفت القصر الجمهوري في الخرطوم بـ«مسيرة انتحارية» بعد إعلان الجيش استعادة السيطرة عليه.

وشهد محيط القصر الرئاسي وسط العاصمة السودانية، الخرطوم، معارك ضارية بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، منذ ليل الأربعاء، حقّق خلالها الجيش تقدماً لافتاً، وألحق خسائر فادحة بـ«قوات الدعم»، المتحصنة بالقصر والمؤسسات الحكومية والبنايات المحيطة.

عناصر من الجيش السوداني يحتفلون داخل القصر الرئاسي في الخرطوم بعد أن سيطر الجيش عليه... السودان 21 مارس 2025 (رويترز)
عناصر من الجيش السوداني يحتفلون داخل القصر الرئاسي في الخرطوم بعد أن سيطر الجيش عليه... السودان 21 مارس 2025 (رويترز)

ومنذ الشهر الماضي، استعاد الجيش العديد من المناطق في العاصمة الخرطوم، ولم تبق سوى مناطق محدودة تحت سيطرة «قوات الدعم السريع»، بينها القصر الرئاسي، وكل الوزارات وبنك السودان المركزي والمؤسسات الحكومية المهمة. وتحاول قوات الجيش، المدعومة بالمستنفرين وكتائب الإسلاميين، استرداد القصر باعتباره رمزاً للسيادة والسيطرة.

وكان قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) قد قال، يوم السبت الماضي، إن الحرب ضد الجيش السوداني باتت الآن داخل الخرطوم، مشدداً على أن قواته لن تخرج منها أو من القصر الجمهوري. وتسيطر «قوات الدعم السريع» على معظم غرب السودان وأجزاء من العاصمة، بعد ما يقرب من عامين من اندلاع الحرب، لكنها تتكبد خسائر في وسط البلاد أمام الجيش.

ومني الجيش السوداني بانتكاسات لفترة طويلة، لكنه حقق مكاسب في الآونة الأخيرة واستعاد أراضي في وسط البلاد من «قوات الدعم السريع» شبه العسكرية.

جندي من الجيش السوداني في مصفاة الجيلي للنفط المتضررة بشدة جراء المعارك في شمال العاصمة الخرطوم بالسودان... 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)
جندي من الجيش السوداني في مصفاة الجيلي للنفط المتضررة بشدة جراء المعارك في شمال العاصمة الخرطوم بالسودان... 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)

في غضون ذلك، عززت «قوات الدعم السريع» سيطرتها في غرب البلاد دافعة البلاد نحو تقسيم فعلي. وتعمل «الدعم السريع» على إنشاء حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها، رغم أنه من المتوقع ألا تحظى باعتراف دولي واسع النطاق.


مقالات ذات صلة

نشطاء: 85 قتيلاً في هجمات لـ«الدعم السريع» جنوب الخرطوم خلال أسبوع

شمال افريقيا جنود في منطقة استعادها الجيش السوداني مؤخرا من قوات الدعم السريع، 40 كيلومترا جنوب الخرطوم، السودان 27 مارس 2025 (أ.ب)

نشطاء: 85 قتيلاً في هجمات لـ«الدعم السريع» جنوب الخرطوم خلال أسبوع

قُتل 85 شخصا وأصيب عشرات في هجمات تشنّها «قوات الدعم السريع»، منذ أسبوع، على قرى تقع إلى الجنوب من الخرطوم، وفق ما أفاد به نشطاء، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا الصادق المهدي (يمين) وابنه الأكبر عبد الرحمن في فعالية دينية لطائفة الأنصار (أرشيفية - غيتي)

خلافات عميقة تضرب أكبر حزب سياسي في السودان

تفجرت الخلافات داخل «حزب الأمة القومي»، وانتقلت من خلافات داخلية إلى حرب بيانات علنية بين مؤسسات الحزب.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا المصري محمد شعبان خلال حواره مع «وكالة الصحافة الفرنسية» (أ.ف.ب)

مصريون ناجون من سجون «الدعم السريع» في السودان يروون معاناتهم

على مدى ما يقرب من عامين، نُقل عماد معوض مرات كثيرة من مكان احتجاز إلى آخر في السودان؛ حيث اعتقلته «قوات الدعم السريع» مع عدد آخر من المصريين بتهمة «التجسس».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا البرهان (أ.ف.ب)

البرهان: لا تراجع عن هزيمة وسحق قوات «الدعم السريع»

قال رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان اليوم (السبت)، إنه لا تراجع عن هزيمة وسحق قوات «الدعم السريع»

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا عناصر من الجيش السوداني في مدينة أم درمان (أرشيفية - رويترز)

الجيش السوداني يسترد منطقة استراتيجية في أم درمان

أعلن الجيش السوداني، يوم السبت، استرداد واحد من أكبر معاقل «قوات الدعم السريع» الرئيسية في غرب مدينة أم درمان، وهي منطقة «سوق ليبيا».

أحمد يونس (كمبالا)

إجبار منظمات غير حكومية دولية على «تعليق أنشطتها» في ليبيا

طلب الدبلوماسيون الأجانب من سلطات حكومة الوحدة «ضمان سلامة جميع العاملين في الإغاثة الإنسانية في ليبيا» (الوحدة)
طلب الدبلوماسيون الأجانب من سلطات حكومة الوحدة «ضمان سلامة جميع العاملين في الإغاثة الإنسانية في ليبيا» (الوحدة)
TT
20

إجبار منظمات غير حكومية دولية على «تعليق أنشطتها» في ليبيا

طلب الدبلوماسيون الأجانب من سلطات حكومة الوحدة «ضمان سلامة جميع العاملين في الإغاثة الإنسانية في ليبيا» (الوحدة)
طلب الدبلوماسيون الأجانب من سلطات حكومة الوحدة «ضمان سلامة جميع العاملين في الإغاثة الإنسانية في ليبيا» (الوحدة)

أجبرت ما لا يقل عن ست منظمات إنسانية دولية تعمل في ليبيا على تعليق أنشطتها، وتعرّض العاملون معها للتهديد، أو أرغموا على الاستقالة، وفقاً لرسالة وجّهها سفراء أجانب إلى السلطات وحصلت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، الأربعاء.

وجاء في نصّ الرسالة أنه «في الفترة من 13 إلى 27 مارس (آذار)، استدعى جهاز الأمن الداخلي ما لا يقل عن 18 من العاملين... مع ست منظمات دولية غير حكومية للاستجواب، وصادر من البعض جوازات سفرهم، وأجبرهم على الاستقالة من وظائفهم، والتوقيع على تعهدات بعدم العمل مجدداً، وأغلق عدداً من مكاتبهم» في طرابلس.

وعبّر الموقعون «عن بالغ قلقنا إزاء الإجراءات المتخذة ضد العاملين لدى المنظمات الدولية غير الحكومية، وعمال الإغاثة الإنسانية من قِبل جهاز الأمن الداخلي».

ووفقاً لمصدر مقرب من الملف، تشمل قائمة المنظمات المتضررة «المجلس النرويجي للاجئين» (NRC)، و«المجلس الدنماركي للاجئين» (DRC)، ومنظمة «تير دي زوم» (أرض الإنسان). وقال المجلس النرويجي للاجئين لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنه لا يمكنه التعليق على الموضوع.

وبحسب الرسالة، فقد تعرَّض الموظفون للاستجواب، وتمّ سحب جوازات السفر من بعضهم، في حين اضطر آخرون إلى الاستقالة، وتوقيع التزامات بعدم العمل مجدداً مع أي منظمة غير حكومية دولية.

ووقَّع الرسالة 17 سفيراً، منهم سفراء فرنسا، وبريطانيا، وإسبانيا، وإيطاليا والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى ممثل الأمم المتحدة في ليبيا.

وأشارت الرسالة الموجهة إلى وزير الخارجية الليبي، الطاهر الباعور، والمؤرخة في 27 مارس الماضي، إلى أن هذه المنظمات علّقت لحماية موظفيها «أعمالها كافة بشكل تام، بينما ارتأت الكثير من المنظمات الأخرى تعليق نشاطاتها إجراءً احترازياً».

وبحسب المصدر المقرب من الملف، فقد طُلب من الموظفين الأجانب للمنظمات غير الحكومية الدولية مغادرة ليبيا، ولم يعد بإمكان الموظفين الأجانب الموجودين خارج البلاد العودة إليها.

وتم تعليق منح التأشيرات للعاملين الأجانب في المجال الإنساني منذ يوليو (تموز) 2022 حتى ديسمبر (كانون الأول) 2023، لكن الأنشطة استمرت مع الموظفين المحليين، أو أولئك الذين لا يحتاجون إلى تأشيرة، وفقاً للمصدر ذاته.

وطلب الدبلوماسيون الأجانب من السلطات «ضمان سلامة جميع العاملين في الإغاثة الإنسانية في ليبيا وأمنهم، وصون كرامتهم، بموجب المبادئ الدولية الإنسانية. وإرجاع جوازات السفر إلى أصحابها الموظفين».

يشار إلى أنه منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، تشهد ليبيا نزاعات وانقسامات، وتدير شؤونها حالياً حكومتان متنافستان: الأولى في طرابلس (غرب) برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وتعترف بها الأمم المتحدة، والأخرى في بنغازي (شرق)، برئاسة أسامة حمّاد وتحظى بدعم البرلمان والمشير خليفة حفتر.